أحمد الشهاوي: الشعر كتاب للروح.. والمكان في نسيج الكتابة
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
أحمد عاطف
أخبار ذات صلة«أتحدث باسمك ككمان»، عنوان كتابه الشعري الجديد للشاعر أحمد الشهاوي، الصادر حديثاً، يجسد فيه رحلة شعرية، يمزج فيها بين الحب كحالة روحية والعالم المحيط به، مؤنثاً اللغة والمجاز ليخرج بتجربة شعرية فريدة.
تتذيل كل قصيدة بمكان كتابتها بين القاهرة، المنصورة والهند، فالشهاوي يؤمن بأن المكان والزمان عنصران أساسيان في كتابة القصيدة ودونهما تصبح عارية لا تعبر عن هوية الكاتب أو روحه، يقول لـ «الاتحاد»: «المكان واضح في تشكيل النص الذي أكتب، وهذا يتأتى من دون قصد أو تعمد، فالعفوية والتلقائية هاجسي وأسلوبي، والمكان لدي ليس مجرد سكن أو جغرافيا على الخريطة، بل مرتبط بالروح التي تحملني وأحملها».
ويضيف أن كل مكان يحمل صورته في النص، ليس مجرد خلفية في المشهد، بل أساس في المتن والآخر الذي يقرأه مترجماً يشعر بالمكان ومن ثم يدرك الخصوصية، وأنه من الذين يألفون الأمكنة بسهولة ويتمثلها روحياً، ويستطيع أن يكتب في أي مكان يتاح له أو يحل فيه، «المكان عندي تشكيل رؤيوي ليس وصفياً أو شكلياً، بل داخل في نسيج الكتابة، لأنه خرج من معناه الجغرافي إلى معناه الروحي، وقد ورث الشاعر العربي من أسلافه الشعراء القدامى أهمية المكان وقداسته».
ويرى الشهاوي أن الأمكنة أساساً تقيم داخلنا من فرط القراءة عنها، ومطالعة شوارعها وبيوتها، وقد انتقلت إلى أمكنة كثيرة، بدءاً من قريتي في شمال الدلتا، ومروراً بمدينة سوهاج التي سكنتها أربع سنوات دارساً الصحافة، وبين هذين المكانين طفت مئات البلدان والمدن، وكتبت في مقاهيها وفنادقها ومطاراتها والطائرات المؤدية إليها.
ويعد الشهاوي أن الديوان ليس تجميعاً لشتات قصائد بين غلافين، بل هو كتاب شعري تتعدد أشكاله وطرائق الكتابة فيه، ورموزه وأبنيته، لكنه يظل عملاً واحداً متماسكاً، و«منذ العام 1988 تاريخ صدور مجموعتي الشعرية الأولى لا أصدر مجموعات بل أصدر كتباً شعرية انطلاقاً من أننا أهل الكتب ولسنا أهل الجمع، حتى الأسلاف عندما كانوا يجمعون كان يتم ذلك في إطار موضوع أو سياق واحد».
ويوضح الشهاوي أسلوبه: «لم أقرر يوماً شكلاً أو أسلوباً مسبقاً قبل بدء عملية الكتابة، لأني شخص لا يحب التعمد أو الافتعال أو التكلف في أي فعل أقوم به، لأن كل مصنوع مكشوفة لعبته»
ويستطرد: «لا أقرر فكرة مسبقة أو موضوعاً بعينه، لكن الروح من عاداتها أن تخزن الكثير مما يمر به الشاعر في حياته، ومن ثم عندما يحين حين الكتابة يتدفق المخزون، لكن على الشاعر أن يوفر المناخ الصحي لعملية الكتابة مثل العزلة والصمت والتأمل والمحفزات والمثيرات التي تؤدي إلى استجابات النفس الملهمة، حتى لا يقع في تكرار نفسه، ومنح الذهن فرصة الكتابة بعيداً عن الروح التي أراها الفعل الحقيقي للمعرفة القلبية والشعر أول هذه المعارف».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أحمد الشهاوي الشعر الكتابة الكتابة الإبداعية الكتابة الأدبية
إقرأ أيضاً:
«عطر الأحباب» يكرم الشاعر رفعت سلام بقرية طحانوب بالقليوبية
نظمت ثقافة القليوبية برئاسة الفنان ياسر فريد، ندوة لتكريم الشاعر والمترجم الراحل رفعت سلام، ضمن فعاليات برنامج "عطر الأحباب"، اليوم الخميس، بالمجمع الخيري بقرية طحانوب.
أدار الندوة الكاتب محمود الشربيني، وضيوف منصة الشاعر د.مسعود شومان، ورئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية، د.محمد السيد إسماعيل، الشاعر والناقد، الشاعر محمد علي عزب، الشاعر والناقد.
وذلك بحضور غادة محمد مدير إدارة الخدمات الثقافية، والشاعر والباحث طارق عمران، وانصاف أبو النجا، مدير مكتبة طحانوب، وعدد من محبي الثقافة والشعر وأبناء القرية.
استعرض المشاركون خلال الندوة المسيرة الإبداعية الحافلة لرفعت سلام (1951 - 2020)، أحد روّاد حركة الشعر الحديث، وصاحب رؤية شعرية وتجريبية متميزة، تركت بصمة فريدة في الساحة الثقافية المصرية والعربية.
وتطرقت الكلمات إلى أبرز أعماله الشعرية، مثل، وردة الفوضى الجميلة، إشراقات رفعت سلام، الديوان الأخير، كي تأكل النار الأشياء، بالإضافة إلى ترجماته الثرية التي قدّم من خلالها أعمالاً خالدة مثل "أوراق العشب" لوالت ويتمان، ومختارات من رامبو وبودلير وغيرهم.
جاء هذا التكريم في إطار حرص الهيئة على إحياء ذكرى الرموز الأدبية وتقديمها للأجيال الجديدة كنماذج للتميز والإبداع.