هل العمرة في شهر رجب سنة عن النبي؟
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا يوجد أي دليل شرعي يثبت فضلًا خاصًا أو ترغيبًا محددًا في أداء العمرة خلال شهر رجب.
مشيرًا إلى أن الاعتقاد السائد لدى البعض بأن أداء العمرة في هذا الشهر له فضل معين ليس له أساس من السنة النبوية.
وأوضح الجندي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم بأداء العمرة في شهر رجب مطلقًا، كما نفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- بشكل قاطع صحة ذلك.
وأشار إلى حديث رواه الإمامان البخاري ومسلم، حيث قالت السيدة عائشة: "ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب قط."
تفاصيل الحديث ودلالاتهوفي هذا السياق، استشهد الجندي بحديث مروي عن مجاهد، الذي روى حادثة وقعت في المسجد عندما كان عبد الله بن عمر جالسًا إلى حجرة السيدة عائشة -رضي الله عنها- والناس يصلون الضحى. وعندما سُئل ابن عمر عن عدد عمرات النبي صلى الله عليه وسلم، أجاب: "أربع عمرٍ، إحداهن في رجب."
لكن السيدة عائشة ردت على هذا القول قائلة: "يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو معه، وما اعتمر في رجب قط."
هذا الحديث يعزز فهمنا بأهمية الاستناد إلى النصوص الصحيحة والمعتمدة، مع تجنب الوقوع في الاعتقادات التي لا تستند إلى دليل واضح.
الأشهر الحرم ومكانة شهر رجبعلى الرغم من أن شهر رجب من الأشهر الحرم التي تحمل معاني عظيمة وإلهامات روحية، إلا أن تخصيصه بأداء العمرة لا يعد أمرًا مسنونًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا الصدد، شدد الجندي على أهمية أداء العبادات وفقًا للسنة الصحيحة دون إضافة أبعاد أو معتقدات لم تثبت بالنصوص.
الدعوة إلى الاقتداء بالسنة الصحيحةاختتم الدكتور محمد الشحات الجندي تصريحاته بالتأكيد على أهمية اتباع السنة النبوية في أداء العبادات وتجنب الانسياق وراء معتقدات لا تستند إلى دليل شرعي.
ودعا المسلمين إلى أداء العمرة خالصة لله دون تخصيص زمان أو مكان لم يرد بشأنه نص شرعي واضح.
الالتزام بالعلم الشرعي والوعي بالدينهذا التوضيح يأتي في إطار دور المؤسسات الدينية كالأزهر الشريف في تصحيح المفاهيم الخاطئة وتوعية المسلمين بأداء عباداتهم بما يتفق مع الشريعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأشهر الحرم رجب شهر رجب صلى الله عليه وسلم النبي الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله علیه وسلم السیدة عائشة أداء العمرة شهر رجب
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي يحدد علامات حسن الخلق وكيفية تحقيقها
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن حسن الخلق ليس مجرد كلمات تزين الألسنة، بل حالة قلبية وروحية تحتاج إلى شحن دائم واتصال مستمر بالله.
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، إن علامات حسن الخلق تشمل الحياء، وقلة الأذى، وكثرة الإصلاح، وصدق اللسان، وقلة الكلام، وكثرة العمل، والبعد عن الفضول، وأن يكون الإنسان صبورًا، شكورًا، وقورًا، حليمًا، رفيقًا، عفيفًا، شفيقًا، لا يلعن، ولا يسب، ولا يغتاب، ولا يحقد، ولا يحسد، ولا يكون بخيلًا ولا عجولًا، وأن يكون بشوش الوجه، طيب النفس، يحب لله، ويبغض لله، ويرضى لله، ويغضب لله.
يجوز في حالة واحدة.. خالد الجندي يكشف حكم العمل وترك صلاة الجمعة
خالد الجندي: "ويل للمطففين" تحذير إلهي ليس في البيع والشراء فقط
معنى الله الصمد.. خالد الجندي يشرح تفسير سورة الإخلاص
والنازعات غرقًا.. خالد الجندي يكشف مشاهد مهيبة لـ أحداث يوم القيامة
وأشار الشيخ خالد الجندي، إلى أن الوصول إلى هذه الأخلاق لا يكون إلا بشحن إيماني متواصل، يبدأ بالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، ويمتد بذكر الله، الذي هو أعظم وأكبر أثرًا في تهذيب النفس وحمايتها من الانقطاع عن الله. فالذكر هو الشحنة الأقوى، التي تحفظ القلب من القسوة والروح من التيه.
وأكد خالد الجندي، أن الله سبحانه وتعالى، حين يرى ضيقًا في صدور عباده، يرشدهم إلى العلاج الإيماني، فقال: "ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين"، فالتسبيح والعبادة هما دواء القلب حين يضعف.
وحذر من انقطاع الاتصال بالله، قائلاً: إن الذنوب والمعاصي تران على القلب وتغلفه، كما قال تعالى: "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"، حتى يُحجب الإنسان عن ربه، ويغيب عنه النور والهداية.
وتابع: "لا تتنازل عن وردك، ولا عن صلاتك، ولا عن صدقتك، ولا عن تواصلك مع الأرحام.. كن ممن جدّ في الطاعة، وثبت على الطريق، ليبقى قلبك موصولًا بالله، وروحك مشحونة بالنور، فلا تنقطع، ولا تضل".