بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي المفاجئ بإغلاق سفارته في إيرلندا بزعم تاريخها الطويل في معاداته، خرجت أصوات منددة بهذا القرار بسبب تبعاته الدبلوماسية السيئة على الاحتلال، لكن آخرين دافعوا عنه بزعم أن إيرلندا دأبت على التصويت المعادي للاحتلال في منتديات الأمم المتحدة، والتماهي الكامل مع أعدائه، وامتلاء كتبها المدرسية بالمحتوى المعادي له.



ديفيد بن بيست الكاتب بصحيفة معاريف، زعم أن "جذور سياسة إيرلندا ضد اليهود، ولاحقًا ضد إسرائيل، تعود للحرب العالمية الثانية، فبعد انتحار الزعيم الألماني أدولف هتلر، ركض رئيس الوزراء الأيرلندي إيمون دي فاليرا لتعزية السفير الألماني في وفاته، كما قامت المنظمات الفلسطينية بتدريب الجيش الجمهوري الايرلندي بمخيمات لبنان، كما تتناسب الأيديولوجية الايرلندية مع السرد الوطني للفلسطينيين، مما زاد من أوجه تشابه النضالين: الفلسطيني من أجل التحرير، والإيرلندي للاستقلال عن بريطانيا".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "على مر السنين، أصبح هذا التعريف محركًا مركزيًا في سياسة أيرلندا تجاه دولة الاحتلال، حيث تتبنى مواقف أحادية ضدها، وترى نفسها محاربة من أجل العدالة، ورائدة في مجال حقوق الإنسان، وتستخدم هذا الموقف لدعم الفلسطينيين، وانتقاد الاحتلال بشدة، بما ينعكس في قراراتها البرلمانية، وخطاباتها على الساحة الدولية، وتشريعاتها المحددة الموجهة ضد الاحتلال".

وأشار أنه "في 2018، روج البرلمان الأيرلندي لتشريع يحظر استيراد وبيع المنتجات من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، واعتُبر القانون سابقة في أوروبا، وفي النهاية لم يتم تنفيذه بسبب معارضة الاتحاد الأوروبي، لكن الترويج له بحد ذاته أثار غضب الاحتلال".


وأكد أن "إيرلندا تعتبر أبرز المؤيدين لحركة المقاطعة العالمية BDS، وهي الساعية لعزل الاحتلال اقتصادياً ودبلوماسياً، وحظيت بتأييد رجال الدولة وأعضاء البرلمان ووزراء الحكومة الايرلندية، وبعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، اكتفت الأخيرة بإدانة "أعمال العنف" و"أعربت عن قلقها العميق إزاء التصعيد في المنطقة"، وأصدر ليو فارادكار رئيس حكومتها، ونائبه ميشال مارتن، بيانات أعربا فيها عن أسفهما لفقدان أرواح بشرية، ودعيا لوقف أعمال العنف، وتركزت الإدانات على الدعوة لوقف إطلاق النار، والقلق بشأن الوضع الإنساني في غزة، دون إدانة صريحة لحماس، وتصنيف عملياتها بأنها إرهابية".

وأضاف أن "إيرلندا تصوّت باستمرار لصالح القرارات المناهضة للاحتلال في الأمم المتحدة، بما فيها إدانة عدواناتها العسكرية، ودأبت على الدعوة لتشكيل لجان تحقيق دولية، وإدانة سياسة الاستيطان، كما انضمت للدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، واتهمت الاحتلال بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وطالبت بتوسيع نطاق تعريف "الإبادة الجماعية" بما يشمله، بل إن الرئيس الأيرلندي مايكل هيغنز، اتهم إسرائيل بالتخطيط لبناء مستوطنات في مصر، رغبة منه في الإضرار باتفاقية السلام معها".

وزعم أن "نظام التعليم الأيرلندي يقوم بالتعليم لكراهية الاحتلال الإسرائيلي، من خلال الكتب المدرسية الرسمية، وتكشف دراسة أجراها معهد إمباكت-سي عن محتوى صارخ معاد للسامية في تلك الكتب، ومن ذلك حديثها أن "اليهودية تؤمن بالعنف والحرب"، أما الإسلام فيوصف بأنه "دين السلام"، ويتعلم طلابها عن "إسرائيل العدوانية" و"الفلسطينيين الفقراء".


ونقل عن "كبير حاخامات إيرلندا يوني فيدر أن الطلاب اليهود لتغيير مدارسهم هرباً من الكراهية، فيما تورد كتبها المدرسية الطلب من الطلاب أن يتخيلوا مستقبلاً ينضم فيه الأطفال الفلسطينيون للجماعات المسلحة، أو يحصلون على وظيفة جيدة، كما لو كانت المقاومة مهنة مشروعة، في حين تمتلئ الكتب المدرسية بالتحريفات التاريخية حول الهولوكوست، ووصف معسكرات الاعتقال النازية بـ"المعسكرات الانتقالية"، وكل ذلك زاد من تغلغل كراهية عموم مواطنيها للاحتلال".

 وخلص الى القول ان "قرار وزير الخارجية غدعون ساعر بإغلاق سفارة الاحتلال في دبلن ينبع من مزيج من الاعتبارات المتعلقة بالميزانية والاستراتيجية، ورغم أن الوزارة تدعي أن الخطوة مرتبطة بضرورة توزيع الموارد بين السفارات، لكن من الواضح عدم وجود فائدة دبلوماسية في العلاقات مع إيرلندا، مما يجعل من إغلاق السفارة ردًا مناسبًا على سياستها المناهضة للاحتلال، رغم أنه لا يعني قطع العلاقات الدبلوماسية معها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال اليهود السفارة الاحتلال السفارة اليهود ايرلندا صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مقاوم فلسطيني يقتحم معسكراً للاحتلال في الضفة ويقتل ويصيب عدداً من الضباط والجنود الصهاينة

الثورة  / محمد الجبري

تمكن مقاوم فلسطيني من اختراق كل الحواجز الصهيونية قبل أن يقتحم معسكرا لجيش العدو الصهيوني بمنطقة الأغوار شمال الضفة الغربية المحتلة، ويخوض معركة بمفرده استمرت قرابة الساعة قتل وأصاب خلال عددا من الضباط الصهاينة ليرتقي بعدها شهيدا.

أصابت هذه العملية البطولية المجتمع «الإسرائيلي» بالصدمة وتسابق الإعلام العبري يحلل تفاصيلها الغريبة وكيف استطاع المجاهد الفلسطيني أن يحقق هذا النجاح دون أي مساعدة أو دعم.

وأعلن جيش العدو الإسرائيلي مقتل ضابط وجندي وإصابة 8 عسكريين بينهم 2 بجروح خطيرة، في العملية التي وقعت في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء.

وقال في بيان إن “الرقيب أول عوفر يونج (39 عامًا)، قائد فرقة في كتيبة الاحتياط 8211 التابعة للواء إفرايم قتل في العملية”.

وأشار جيش الاحتلال إلى “قتل جندي أيضا في العملية ذاتها، ولكن لن يتم نشر اسمه في هذه المرحلة” حسب البيان.

ولفتت هيئة البث «الإسرائيلية» إلى أن “الهجوم أثار تساؤلات داخل جيش الدفاع حول كيفية تمكن المهاجم من التسلل في ساعات الظلام عند الفجر والاقتراب من الموقع دون رصده”.

وقالت: “كما يجري التحقيق في سبب عدم تنفيذ إجراءات فتح المسار المعتادة قبل بدء النشاط الصباحي للقوات، والتي تتطلب مراقبة وتمشيط المنطقة قبل الخروج من النقطة العسكرية”.

وأضافت: “يأتي هذا الهجوم بعد أسبوعين فقط من انفجار عبوة ناسفة استهدفت جيبًا عسكريًا قرب بلدة طمون، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة قائد الكتيبة بجروح خطيرة، مما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة”.

ووفق إذاعة جيش الاحتلال، تمكن المسلح من التسلل إلى داخل المجمع العسكري، حيث يتواجد الجنود هناك، وهو عبارة عن نقطة عسكرية تحتوي على برج مراقبة محصن وعدد من المباني التي يتواجد فيها الجنود.

وباركت حركة المقاومة الإسلامية حماس عملية إطلاق النار البطولية النوعية التي نفذها مقاوم فلسطيني واستهدفت حاجز تياسير العسكري شرق طوباس.. مؤكدة أن جرائم العدو الصهيوني وعدوانه على شمال الضفة المحتلة لن يمر دون عقاب.

وقالت الحركة في بيان لها أمس: “إن جرائم العدو المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة ومخيماتها في جنين وطولكرم وطوباس لن توهن من عزم شعبنا ومقاومته، حيث تأتي هذه العملية على حاجز عسكري لجيش الاحتلال لتؤكد على إصرار شبابنا الثائر ومقاومتنا الباسلة في الضفة، على المضيّ في طريق المقاومة والتصدي للعدوان الصهيوني الفاشي.”

وشددت على أن مشاريع العدو الصهيوني الإجرامية كافة، ومحاولاته إخضاع الشعب الفلسطيني، أو كسر إرادة المقاومة لديه، أو تهجيره عن أرضه ودياره؛ ستتحطّم أمام إرادة وبسالة هذا الشعب ومقاومته الباسلة، وشبابه الحرّ الأبي.

وثمنت عاليا جهاد ومقاومة شبابها في الضفة المحتلة، ودعت جماهير الشعب الفلسطيني المرابط لتصعيد الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه، وتحدّي جيشه المجرم وإجراءاته الأمنية والعسكرية، نصرةً لأرض فلسطين ومقدساتها، وتأكيداً على حقّنا في الحرية وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.

كما أشادت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بالعملية النوعية البطولية،

وقالت الحركة في بيان: «إن هذه العملية البطولية تأتي تأكيداً على إصرار شعبنا ومقاومته على التصدي لجرائم الاحتلال المجرم الذي يفجر البيوت ويهجر العائلات ويرعب المدنيين».

وأكدت: أن مقاومة الشعب الفلسطيني ماضية حتى دحر الاحتلال.

وأشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أيضًا بالعملية، مؤكدة إنّ هذه الضربة النوعية كشفت هشاشة المنظومة الأمنية الصهيونية وعجزها أمام تصاعد وتيرة المقاومة في الضفة المحتلة.

وأشارت الجبهة في بيان لها: إلى أنّ نجاح المقاوم في التسلل إلى داخل الموقع العسكري، والوصول إلى مهاجع الجنود وفتح النار من مسافة صفر يعكس مستوى الجرأة والتخطيط العالي، بما يُشكّل فشل لسياسة الاغتيالات الممنهجة والحملات الواسعة التي تستهدف مناطق شمال الضفة، ولا سيما جنين وطولكرم وطوباس.

واعتبرت هذه العملية ردًّا طبيعيًا ومشروعًا على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وهي دعوةٌ صريحةٌ لتصعيد المواجهة المفتوحة مع العدو في كل الساحات، وتعزيز العمل المقاوم النوعي الذي يستنزف العدو ويربك قادته ويفشل مخططاتهم التصفوية.

يأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الخامس عشر على التوالي، مخلفًا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات، إلى جانب تدمير واسع في البنية التحتية ونسف وتفجير عشرات المنازل، وتنفيذ عمليات تهجير ممنهجة طالت آلاف الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية المحتلة خاصة في مدينة جنين. وفي هذا السياق أفادت مصادر محلية، بأن قوات العدو الصهيوني أخطرت عائلة الشهيد نضال العامر بتفجير منزلها بالقرب من مسجد الأنصار، بينما تم هدم منزلين في عمق المخيم وسط سماع أصوات الانفجارات الناجمة عن عمليات النسف والتدمير لممتلكات المواطنين الفلسطينيين داخله.

كما يواصل العدو الصهيوني إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة ومخيم جنين عبر حاجز الجلمة العسكري.

واعتقلت قوات العدو الصهيوني شابًا فلسطينيا بعد احتجاز مركبته بالقرب من دوار الحثناوي وسط مدينة جنين.

من جهته قال نادي الأسير الفلسطيني، إنّ قوات العدو الصهيوني اعتقلت أكثر من 380 مواطنا في الضفة الغربية منذ بدء سريات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 يناير الفائت، مشيرًا إلى أن محافظتي جنين وطوباس كان لهما النصيب الأكبر من هذه الاعتقالات.

وأوضح نادي الأسير، في بيان له أمس الثلاثاء أن العدو الصهيوني صعد عمليات الاعتقال والتّحقيق الميداني في الضفة، خاصة في جنين ومخيمها وطوباس، هذا إضافة إلى تصاعد عمليات الاعتقال منذ أيام في محافظة طولكرم.

وفيما يتعلق بعملية تفخيخ وهدم نحو 20 بناية في مخيم جنين، قالت الوكالة: «لم نتلقَّ أي تحذير مسبق بشأن الانفجارات في مخيم جنين، ولم يعد الاتصال بالسلطات الإسرائيلية مسموحًا به، فيما دُمرت أجزاء كبيرة من المخيم في تفجيرات متتالية».

كما نفذ العدو الصهيوني وفق تصريحات وكالة «الأونروا» عملية تهجير ممنهجة في مخيمي جنين وطولكرم طالت آلاف الفلسطينيين، وأن المشاهد المروعة في الضفة الغربية المحتلة تنذر بتصعيد جديد.

وفي ظل استمرار العدوان الصهيوني، يستمر التعليم في المدارس الحكومية والخاصة في مدينة ومخيم جنين إلكترونيًا، فيما أتاحت مديرية التربية والتعليم في المدينة للطلبة النازحين إمكانية الالتحاق بمدارس القرى والبلدات التي نزحوا إليها لحين انسحاب جيش العدو الصهيوني.

وفي طولكرم، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، لليوم الـ9 على التوالي، وسط اقتحام المنازل واعتقال المواطنين وتدمير البنية التحتية.

واعتقلت قوات العدو الصهيوني، مساء الإثنين، شابين فلسطينيين من مخيم طولكرم وضاحية ذنابة شرق المدينة بالضفة الغربية.

وأفادت مصادر محلية، أن قوة خاصة من جيش العدو الصهيوني اقتحمت منزل عائلة الحصري في ذنابة، واستجوبت المتواجدين بداخله، وسط إطلاق الأعيرة النارية في محيط المنزل، قبل أن تعتقل أحمد حسام سارة، كما اعتقلت قوات العدو الشاب محمد تيسير عمران، عند وصوله مركبة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر إلى طوارئ مستشفى الشهيد ثابت الحكومي.

 

 

مقالات مشابهة

  • رصد إسرائيلي لمؤشرات تصاعد التوتر في الضفة الغربية.. وتحذير من انتفاضة جديدة
  • إيرلندا ترفض تصريحات ترامب بشأن ضم الضفة وإعادة توطين الفلسطينيين
  • حماس تزف منفذ عملية “تياسير” البطولية
  • إنزال للاحتلال الإسرائيلي بقرية كفرشوبا بالجنوب اللبناني
  • حماس: تصريحات ترامب تبرير لسياسات الاحتلال الهادفة لتهجير الفلسطينيين
  • مقاوم فلسطيني يقتحم معسكراً للاحتلال في الضفة ويقتل ويصيب عدداً من الضباط والجنود الصهاينة
  • محلل سياسي: العمليات العسكرية للاحتلال بالضفة الغربية تأتي في وضع معقد
  • محلل سياسي: العمليات العسكرية للاحتلال بالضفة الغربية تأتي في وضع سياسي وأمني مٌعقد
  • الأيرلندي جيري آدمز للجزيرة نت: أميركا وبريطانيا مسؤولتان عن استمرار العنف ضد الفلسطينيين
  • 2161 اعتداء للاحتلال ومستوطنيه على الضفة الشهر الماضي