منذ سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، لم يتوقف السوريون عن العثور على مقابر جماعية في مختلف أنحاء البلاد، لا سيما في ريف دمشق.

وتتزايد حصيلة المقابر الجماعية المكتشفة بشكل يومي، وفق توثيق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشير التقديرات إلى وجود آلاف المخفيين الذين لم يُعرف مصيرهم بعد، عقب اعتقالهم من قبل قوات الأمن في عهد الأسد.





وفي وقت سابق، قال نائب مدير الدفاع المدني السوري للشؤون الإنسانية، منير مصطفى، إنه تم اكتشاف 16 مقبرة حتى الآن في مناطق سورية مختلفة. حيث استخدم النظام السوري السابق مناطق متفرقة لدفن الضحايا بشكل جماعي.

تؤكد منظمات سورية ودولية أن النظام المخلوع عذّب وقتل عشرات الآلاف في السجون. وبعد سقوط النظام في 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، تصاعدت المطالبات بالكشف عن مصير المختفين قسراً في سوريا، الذين تقدر أعدادهم بأكثر من 100 ألف شخص.


دمشق
مدينة القطيفةعلى بُعد 70 كيلومتراً شمالي العاصمة دمشق، اكتُشفت أكبر مقبرة جماعية في مدينة القطيفة، حيث تشير تقارير صحفية إلى أن عدد المدفونين هناك يقدر بعشرات الآلاف. وقد أحكمت السلطات السورية السيطرة على المنطقة وأغلقت الطريق المؤدي إليها للحيلولة دون العبث بها، مما زاد من صعوبة الوصول إلى الموقع وتوثيق تفاصيله.

معضمية الشامعلى بُعد 30 كيلومتراً جنوب دمشق، تكشفت فصول مروعة من مأساة مدينة معضمية الشام في غوطة دمشق. وفقاً لشهادات من وثقوا الجرائم، كانت اللجان الشعبية بقيادة علاء المحمود المعروف بلقب "السفاح" -وبالتعاون مع الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية- تصفي المدنيين على الطريق الدولي المار بالمدينة. الضحايا، الذين كانوا غالباً من أبناء المدن الثائرة، أُعدموا بطرق وحشية تراوحت بين إطلاق النار والذبح والخنق وحتى الحرق.

حي القابونبالقرب من مشفى تشرين العسكري، تشير شهادات إلى وجود مقبرة جماعية محاطة بمنطقة ملغمة، مما حال دون اقتراب فرق الدفاع المدني من المكان.

جنوب دمشققُرب قصر المؤتمرات، توجد حفائر تُستخدم قبوراً جماعية. تشير المعلومات إلى أنه تم نقل جثث قتلى من الجيش والمليشيات إلى هذه المنطقة خلال الأيام الأخيرة، كما لوحظت عمليات حفر منتظمة في محيط المكان، مما يعزز فرضية استخدامه مدفناً سرياً. وعلى بُعد مئات الأمتار فقط، تقع مقبرة الحسينية التي تظهر فيها حفائر طويلة معدة للدفن الجماعي، وتؤكد شهادات الشهود أن عمليات الدفن هناك كانت تتم بشكل دوري.


مقبرة جسر بغدادشمال دمشق، عُثر على رفات أشخاص اعتقلوا على مدار الأعوام الماضية، وضع بعضها في أكياس تحمل أسماء أو أرقاماً فقط. ورغم الجهود المبذولة، لم تُفتح سوى أجزاء قليلة من هذه المقابر بسبب ضعف الإمكانات الفنية.

 يُقدَّر أن الجثث الموجودة في مقبرة منطقة جسر بغداد تعود إلى مدنيين قُتلوا أثناء التعذيب في سجون النظام السوري المنهار، ومن بينها سجن صيدنايا. أفادت وكالة الأناضول بأنه عُثر على أكياس يُعتقد أنها تحتوي على رموز السجون وأسماء القتلى في حُفَر طويلة وعميقة لجثث مدفونة بعضها فوق بعض.

درعا
مدينة الصنمينعثر الأهالي في محيط الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين بالريف الشمالي من محافظة درعا على مقبرة جماعية. بعد حفر المقبرة، تبين أنها تحتوي على بقايا جثث مدفونة وعظام وملابس، وفق ما أفاد موقع درعا 24 الإخباري.

مدينة إزرععثر الأهالي في أطراف مدينة إزرع بريف درعا الأوسط على مقبرة مشابهة في مزرعة الكويتي. وتبين أن الجثث تعود لأكثر من 10 أعوام.  كانت المنطقة تحت سيطرة ميليشيات تابعة لفرع الأمن العسكري، وتم استخراج 31 جثة، بينها نساء وطفل. تم دفن هذه الجثث في مقبرة الشهداء على طريق الشيخ مسكين – إزرع.


قرية أم القصورعثر على مقبرة جماعية في محيط قرية أم القصور الواقعة على الحدود الإدارية بين درعا وريف دمشق. أظهرت الصور أن الجثث قديمة، ولم يبق منها إلا العظام.

مزرعة الكويتي
عثر الأهالي على مقبرة جماعية في مزرعة الكويتي على أطراف مدينة إزرع بريف درعا الأوسط، حيث كانت المنطقة تحت سيطرة ميليشيا تابعة لفرع الأمن العسكري. تم استخراج 31 جثة، بينها نساء وطفل، ودفنها في مقبرة الشهداء على طريق الشيخ مسكين – إزرع.

حلب
أعلنت وزارة الداخلية بحكومة تصريف الأعمال السورية عن اكتشاف مقبرة جماعية في مدينة حلب، تضم نحو 400 جثة على الأقل. وأفادت قيادة شرطة مدينة حلب شمالي سوريا بأنه تم العثور على 5 مقابر جماعية في المدينة، في حين أظهرت وثائق رسمية أن الآلاف من ضحايا التعذيب دفنوا في تلك المقابر.


ووفقاً لما نقله شهود عيان، فقد دفنت 7 آلاف جثة في خان العسل غربي حلب، ومعظمها لمدنيين ماتوا تحت التعذيب. كما أظهرت وثائق أن 1500 معتقل ماتوا تحت التعذيب، دفنوا في مقبرة حلب الجديدة، و1200 معتقل آخرين دفنوا في مقبرة نقارين بمدينة حلب.

حمص
أعلن الدفاع المدني السوري عن العثور على 3 مقابر جماعية جديدة في قرية القبو بريف حمص وسط سوريا. وأكد أن عناصره انتشلوا 20 جثة، مشيراً إلى أن البحث مستمر في الموقع. وقال نائب مدير الدفاع المدني السوري للشؤون الإنسانية، منير مصطفى، إنهم يسعون لتحديد هوية الجثث التي عُثر عليها في القرية، موضحاً أنهم وجدوا جثثاً محترقة بالكامل داخل أكياس صغيرة. وأضاف أنه تم تدريب فريق متخصص للتعرّف على هويات الجثث في المقابر المكتشفة.


الدفاع المدني يحذر من نبش المقابر الجماعية
دعا الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) السوريين إلى عدم نبش المقابر الجماعية والعبث بالأدلة، مشدداً على أن التدخلات غير المهنية في هذه المقابر تمثل انتهاكاً لكرامة الضحايا وحقوقهم وحقوق عائلاتهم، وتؤدي إلى إلحاق ضرر بالغ بمسرح الجريمة والأدلة الجنائية التي يمكن أن تساعد في كشف مصير المفقودين ومحاسبة المتورطين في جرائم اختفائهم.

وأوضح الدفاع المدني أن تلك الأفعال تعيق جهود العدالة وتزيد من معاناة العائلات التي تنتظر بفارغ الصبر معرفة مصير أبنائها، وتُقوض الجهود المستقبلية لتحقيق المساءلة والعدالة. ودعا إلى عدم التوجه لأماكن المقابر الجماعية وعدم نبش أي قبر أو فتحه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية دمشق المقابر الجماعية سوريا درعا حلب حمص سوريا حمص حلب دمشق درعا المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدفاع المدنی السوری المقابر الجماعیة مقبرة جماعیة فی على مقبرة فی مقبرة

إقرأ أيضاً:

شاهد.. استقبال حاشد للشيخ أسامة الرفاعي بعد عودته لدمشق

نظمت جموع من السوريين اليوم السبت -في العاصمة دمشق– استقبالا شعبيا كبيرا للشيخ أسامة الرفاعي، رئيس المجلس الإسلامي السوري المشكل في المنفى، ليعود إلى بلاده بعد غياب دام 13 عاما.

استقبال مهيب للشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري في مسجد الشيخ عبد الكريم الرفاعي بالعاصمة #دمشق#فيديو pic.twitter.com/Do2CpLl8hJ

— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) January 4, 2025

وأظهرت مشاهد عدة -نشرها ناشطون ومنصات سورية- جموع المواطنين الذين احتشدوا داخل مسجد الشيخ عبد الكريم الرفاعي، وفي ساحاته بمنطقة كفر سوسة خلال استقبالهم الشيخ العائد في أعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وعبّر سوريون في حفل الاستقبال عن فرحتهم وابتهاجهم بعودة الشيخ الذي قال في كلمة له إن "الله أذن للشعب السوري بالفرج بعد 61 عاما من حكم النظام السابق".

#دمشق

استقبال "مفتي سوريا" الشيخ أسامة الرفاعي في مسجده، عبد الكريم الرفاعي، في منطقة كفر سوسة بدمشق pic.twitter.com/0LKSKwzuXg

— رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) January 4, 2025

وكان الشيخ الرفاعي انتقد نظام بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية عام 2011، ويُعتبر الشيخ من أبرز العلماء المؤثرين في سوريا، وينحدر من عائلة علمية مرموقة، فهو الابن البكر للعلّامة الراحل عبد الكريم الرفاعي، وتم تعيينه قبل 4 أعوام مفتيا عاما لسوريا من جانب المجلس الإسلامي السوري بديلا عن مفتي النظام المخلوع.

إعلان

وتأتي عودة الشيخ الرفاعي بعد يومين من عودة الشيخ محمد راتب النابلسي إلى دمشق بعد 14 عاما قضاها في المنفى، وذلك ضمن عودة مجموعة من الدعاة وعلماء الدين إلى بلادهم بعد سقوط نظام الأسد.

مقالات مشابهة

  • العثور على مقبرة جماعية بحلب تتطلب شيفرة لمعرفة الضحايا
  • إسرائيل.. والحكم الجديد في سوريا
  • دمشق.. من قيود النظام إلى آفاق التحرر الاقتصادي
  • شاهد.. دمار كبير خلّفه نظام الأسد بحيي جوبر والعسالي في دمشق
  • شاهد.. استقبال حاشد للشيخ أسامة الرفاعي بعد عودته لدمشق
  • سوريون يعثرون على مقبرة جماعية في مدينة درعا
  • العثور على مقبرة جماعية جديدة جنوبي سوريا
  • سوريا.. العثور على مقبرة جماعية في ريف درعا الشمالي
  • في محافظة درعا..العثور على مقبرة جماعية في جنوب سوريا