القاضي/ علي يحيى عبدالمغني

منذ بداية العدوان الصهيوأمريكي على غزة والإعلام العربي الرسمي وغير الرسمي يشكّك في موقف الشعب اليمني من القضية الفلسطينية، وقدرته على مساندة غزة، وكانت البداية من البحر الأحمر، حَيثُ صوّر الإعلام العربي استهداف القوات اليمنية للسفن الصهيونية والأمريكية في البحر الأحمر بالمسرحية.

وحينما تطورت المواجهة وصار الجيش اليمني يستهدف الأراضي المحتلّة قالوا عنها مزايدة، وإن قيادة صنعاء متهورة تريد أن تجر اليمن والمنطقة إلى الهاوية، وبعد أن خرجت لبنان وإيران من المعركة، وسقطت سورية بيد الجماعات المسلحة ظن هذا الإعلام ومن يموله كما ظن الأمريكان والصهاينة أن الدور القادم على اليمن، وأنها سوف تدفع ثمن وقوفها مع غزة، وتعطيلها للبحر الأحمر.

اليمن بشعبها وجيشها وقيادتها في صنعاء خيبت ظنهم جميعًا، وأفشلت رهانهم مرارًا بقرارها الشجاع والحكيم والتاريخي باستمرار مواجهة الكيان الصهيوني حتى وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار المفروض عليها، فاعتبر الإعلامُ العربي هذا الموْقف من اليمن انتحارًا.

وتسابقت القنوات العربية إلى نقل ردة فعل الصهاينة على هذا القرار، ونشر تصريحات وتهديدات المجرم نتنياهو حول اليمن، الذي حاول اختبار جدية القيادة اليمنية، وقدراتها على الاستمرار في المواجهة، وقام باستهداف بعض المنشآت المدنية في صنعاء والحديدة.

الرد اليمني كان صاعقًا ومزلزلًا وسريعًا ودقيقًا؛ أصاب عمق الكيان الصهيوني دون أن تتمكّن منظومات الدفاع الجوي الصهيونية والأمريكية من اعتراضه، وأدخل ملايين المستوطنين الصهاينة إلى الملاجئ في الثلث الأخير من الليل، وجعل “النتن ياهو” يصرخ من شدة الألم، وقلب فرحته في سوريا إلى مأتم، فقرّر قصف مطار صنعاء ومحطة الكهرباء مرة أُخرى، فكان الرد من اليمن عاجلًا وحاسمًا هذه المرة بقصف مطار “بن غوريون” في قلب يافا المحتلّة “تل ابيب” ومحطة الكهرباء في عسقلان وجنوب القدس.

أدرك المجرم “نتنياهو” أن معركته مع اليمن خاسرة، وليس أمامه سوى اللجوء إلى الأمم المتحدة، وصار ينفي علاقته بالهجمات التي تنفذها أمريكا على اليمن فور حدوثها رسميًّا خوفًا من الرد اليمني، وموقفه هذا أصاب الإعلام العربي المطبع معه بالإحباط.

ومع ذلك لا زال هذا الإعلام يكابر، ويصور الغارات التي نفذتها الطائرات الأمريكية الثلاثاءَ الفائت، على حديقة الـ21 من سبتمبر، وصالة الـ22 من مايو، ومجمع العرضي وكأنها دمّـرت اليمن، وقضت على كافة إمْكَانيتها وقدراتها الأمنية والعسكرية، مستغلًا المسميات القديمة لهذه الأماكن، وصور المشهد للمتابع العربي أن الطائرات الأمريكية استهدفت وزارة الدفاع اليمنية والفرقة الأولى مدرع في العاصمة صنعاء.

ولم يدرك أنها مسميات قديمة ألغتها ثورة الـ21 من سبتمبر، وحوّلتها إلى متنزهات عامة، ويتجاهلون أن هذه الأهداف والمواقع تم قصفها سابقًا عشرات المرات من قبل التحالف السعوأمريكي، وأنها باتت خالية من كافة الأفراد والمعدات العسكرية والأمنية، وأمريكا والكيان الصهيوني يعلمون علم اليقين أن ما قصفوه أهداف وهمية، لا تقدم ولا تؤخر، ولا تؤثر أبدًا على القدرات اليمنية التي تجهلها تمامًا.

ورغم أن الإعلام الأمريكي والصهيوني أقرا بذلك رسميًّا، إلا أن الإعلام العربي المتصهين يرفض أن يصدق ذلك؛ كونه لسانَ حَـلّ الأنظمة والجماعات العميلة والمطبعة التي خانت القضية الفلسطينية وتخلت عنها، ووقفت في وجه محور الجهاد والمقاومة حتى لا تظهر سوءتها، ويكتشف المواطن العربي خيانتها وعمالتها، إلا أنه بات يدرك ذلك تمامًا، ويدرك حقيقة الدور الذي تقوم به اليمن في مساندة غزة، والصداع الذي سببته للأمريكان والصهاينة، ويرد على ما ينشره الإعلام العربي المتصهين بتعليقاته عليها في موقع اليوتيوب وغيره من صفحات التواصل الاجتماعي، التي جعلت العالم قرية صغيرة، وكسرت احتكار الإعلام الرسمي للمعلومات والأخبار.

* أمين عام مجلس الشورى

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الإعلام العربی

إقرأ أيضاً:

‏منظمة التحرير الفلسطينية: نثمن الموقف العربي الملتزم بثوابت القضية

تثمن ‏منظمة التحرير الفلسطينية، الموقف العربي الملتزم بثوابت القضية.

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".

وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.

مقالات مشابهة

  • انهيار جنوني للريال اليمني امام العملات الاجنبية مساء اليوم الخميس في عدن
  • خبير أرصاد يحدد موعد هطول الأمطار على اليمن
  • تحولات صنعها مشهد الإسناد اليماني لغزة
  • حركة فتح تثمن الموقف العربي الراسخ في رفض التهجير
  • الموقف العربي تجاه ترامب| رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين وتأكيد على حقوقهم المشروعة..تفاصيل
  • رد "قوي" من روسيا على تصريحات ترامب: نستند إلى الموقف العربي الرافض
  • وزير الإعلام اليمني يبحث مع عضو الكونجرس الأمريكي مستجدات الأوضاع والتهديدات الحوثية
  • ‏منظمة التحرير الفلسطينية: نثمن الموقف العربي الملتزم بثوابت القضية
  • انهيار كارثي في أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار والسعودي في عدن
  • غزة.. استمرار الاشادات بدعم “قوات صنعاء”