حكم تهنئة المسيحيين بالأعياد والاحتفال بالمناسبة .. مرصد الأزهر يكشف
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
أكدت الدكتورة لمياء محمد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الفتاوى الإسلامية قد تطورت على مر العصور وتكيفت مع الواقع الاجتماعي والتاريخي، مشيرة إلى أن الفتاوى القديمة التي كانت ترفض تهنئة غير المسلمين بمناسباتهم الدينية كانت مرتبطة بفترات تاريخية شهدت صراعات دينية وتوترات بين الطوائف.
تهنئة المسيحيين بأعيادهموأضافت الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال تصريح، أن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين اليوم تقوم على أساس التفاهم والتعايش السلمي.
وقالت: "الفتاوى في العصر الحديث شهدت تحولات مهمة، خصوصًا في مسألة تهنئة المسيحيين بأعيادهم، والإسلام دعا دائمًا إلى التعايش السلمي، كما قال الله تعالى: 'وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا'، ويدعو الإسلام أيضًا إلى البر والإحسان مع غير المسلمين، كما في قوله تعالى: 'لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا إليهم'".
وأشارت إلى أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم أصبحت اليوم رمزًا للبر وحسن الجوار بين أبناء الوطن الواحد، موضحة أن على المسلمين أن يدعموا الفتاوى الصادرة عن المؤسسات الإسلامية الكبرى مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، التي أكدت جواز تهنئة المسيحيين في أعيادهم في إطار مفهوم المواطنة والتعايش.
وفيما يتعلق بخطاب الكراهية والتطرف، قالت: "التنظيمات المتطرفة تسعى إلى إثارة الفتن ونشر الكراهية بين الناس، متجاهلة تمامًا تعاليم الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى الرحمة والسلام، والتصدي لهذا الخطاب يتطلب توضيح رسالة الإسلام السمحاء التي تؤكد على العدل والإحسان والمساواة بين جميع البشر".
وأضافت: "تهنئة المسيحيين بأعيادهم مباحة شرعًا وتعبر عن احترام متبادل وتماسك مجتمعي، ولا تتعارض مع العقيدة الإسلامية طالما كانت بعيدة عن أي ممارسات مخالفة للشريعة، ومن هنا، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أهمية تعزيز قيم التعايش والمحبة بين أبناء الوطن الواحد. ونحن في المرصد نتقدم بخالص التهاني للأخوة المسيحيين في جميع أنحاء العالم بمناسبة عيد الميلاد المجيد، متمنين عامًا جديدًا مليئًا بالسلام والتفاهم بين جميع الشعوب".
الاحتفال برأس السنة الميلاديةأكد الدكتور إيهاب شوقي، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الجدل الذي يظهر في نهاية كل عام ميلادي بخصوص الاحتفال برأس السنة الميلادية وتهنئة المسيحيين بعيد الميلاد يمكن إنهاؤه بتوضيح رؤية الإسلام حول هذا الموضوع.
وأكد الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال تصريح، أن الاحتفال بهذه المناسبة هو في المقام الأول مناسبة اجتماعية ووطنية، قد تأخذ بعدًا دينيًا لدى البعض، موضحًا أن هذا الاحتفال يعزز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع ويؤكد على الوحدة الوطنية، خاصة في البلدان التي تشهد تنوعًا دينيًا.
وأشار إلى أن من الجانب الاجتماعي، يساهم الاحتفال برأس السنة في تعزيز التفاهم بين جميع أفراد المجتمع، بينما على الصعيد الوطني، يعكس ثقافة التعايش بين المسلمين وغير المسلمين داخل الوطن الواحد، مؤكدا أن الاحتفال بميلاد السيد المسيح عليه السلام يعد قيمة مشتركة بين الأديان، قائلاً: "الإسلام يعترف بميلاد سيدنا عيسى عليه السلام كمعجزة إلهية عظيمة، كما ورد في القرآن الكريم في سورة مريم: 'السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا'".
كما أفاد الدكتور إيهاب شوقي بأن القرآن الكريم خصص مساحة واسعة لتفاصيل ميلاد المسيح عليه السلام، مشيرًا إلى أن تهنئة المسلمين للمسيحيين بمناسبة عيد الميلاد تعكس احترام المسلمين لمكانة سيدنا عيسى عليه السلام وتحتفل بقيمته الإنسانية والدينية.
وأضاف: "النقطة الثانية والأهم هي تعزيز التعايش والتآلف الوطني، حيث أقر الإسلام لأهل الكتاب أعيادهم، وقد ورد في الحديث الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم: 'لكل قوم عيد، وهذا عيدنا'، ومن هنا، تصبح التهنئة بهذه المناسبة وسيلة لتعزيز روح التلاحم الوطني وتأكيد قيم التعايش المشترك بين أبناء الوطن.
وفيما يتعلق بموقف الإسلام من هذه التهاني، أكد الدكتور إيهاب أن الإسلام أباح الزواج من أهل الكتاب، مما يقتضي ضرورة تبادل التهاني والمجاملات بين أفراد الأسر المختلفة، مشيرًا إلى أن هذا يشمل التهنئة بمناسبات مثل عيد الميلاد.
وأشار إلى أن علماء الإسلام قدموا نموذجًا حيًا على تعظيم التعايش والتعاون بين الأديان، موضحًا أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر كان من أبرز القيادات الدينية التي قدمت مثالًا في تهنئة المسيحيين بأعيادهم، مؤكدًا أن هذا ينسجم مع روح الإسلام الداعية إلى السلام والاحترام المتبادل بين جميع أطياف المجتمع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر مرصد الأزهر الكنيسة تهنئة المسيحيين السنة الميلادية الاحتفال بالسنة الميلادية المزيد بمرصد الأزهر لمکافحة التطرف تهنئة المسیحیین بأعیادهم عید المیلاد علیه السلام بین جمیع إلى أن
إقرأ أيضاً:
عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: ترك ما لا يعنيك فضيلة حث عليها الإسلام
أكدت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن ترك الإنسان لما لا يعنيه من الأقوال والأفعال هو من الأخلاق الفاضلة التي حث عليها الإسلام، موضحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف قال: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، مما يعني أن المسلم يجب أن يتجنب التدخل في شؤون الآخرين، وأن يبتعد عن كل ما لا يعود عليه بنفع في دينه أو دنياه.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حلقة برنامج "فطرة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن هذا الخلق الكريم يعد من أسس التربية الإسلامية السليمة، مشيرة إلى أنه من واجب المسلمين الالتزام بحسن التعامل مع الآخرين، وعدم الانشغال بما لا يفيد، سواء في الحديث وهذا الخلق يتطلب من المسلم تجنب فضول النظر والكلام، والابتعاد عن اللغو وضياع الوقت فيما لا نفع فيه.
وتابعت أن الإسلام يولي أهمية كبيرة لسلامة القلب واللسان، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطع رحمه وصلها، وهو ما يؤكد على ضرورة استمرار المسلم في فعل الخير حتى لو لم يلقَ المقابل من الآخرين.
وأكدت أن المسلم الذي يترك ما لا يعنيه ويبتعد عن اللغو يكون قد تخلص من آفات الطباع المذمومة، ويحسن إسلامه ويتبع سنة النبي الكريم.
وتابعت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: "اللسان يجب أن يكون وسيلة للذكر والدعاء والتحدث بكلمات طيبة، ويجب على المسلم أن يحرص على تربية نفسه وتزكيتها، وأن يبتعد عن المعاصي التي تؤثر سلبًا على إيمانه".