توّج المنتخب البحريني بطلا لكأس الخليج للمرة الثانية في تاريخه وذلك بعدما قلب الطاولة على منتخبنا الوطني وحوّل تأخره بهدف في الشوط الأول إلى فوز بهدفين لهدف في الشوط الثاني، وذلك في المباراة النهائية لكأس خليجي زين 26 التي جمعت بين الفريقين مساء أمس على أرضية استاد جابر الدولي بالعاصمة الكويتية الكويت.

وكان منتخبنا الوطني سبّاقا في افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 16 بضربة رأس متقنة لعبدالرحمن المشيفري، قبل أن يدرك المنتخب البحريني التعادل في الدقيقة 78 من علامة الجزاء تسبّب فيها جميل اليحمدي وانبرى لتنفيذها بنجاح المهاجم محمد جاسم مرهون، وبعدها بدقيقتين فقط نجح المنتخب البحريني في إضافة الهدف الثاني عن طريق قائد منتخبنا الوطني محمد المسلمي الذي أحرز هدفا عكسيا بالنيران الشقيقة مغالطا الحارس فايز الرشيدي في الدقيقة 80.

الشوط الأول

بدأت المباراة بضغط هجومي مبكر من منتخبنا الوطني الذي كرّس واقع استحواذه وسيطرته على الكرة خلال الدقائق الأولى وسط حذر وارتباك دفاعي بحريني، في الوقت الذي ركز فيه الأحمر هجماته على الرواق الأيسر مستغلا سرعات عصام الصبحي وسعيه الدؤوب للهروب عن الرقابة الفردية اللصيقة في أكثر من مناسبة.

وواصل الأحمر ضغطه الهجومي عبر الجهة اليسرى فارضا أسلوبه وإيقاعه في المباراة وسط تقهقر وانكماش دفاعي بحريني خشية اختراق منافذه الدفاعية المؤدية لمرماه لا سيما عبر رواقي الملعب. إلى ذلك حالت يقظة الحارس فايز الرشيدي دون ولوج الكرة لشباكه في الدقيقة التاسعة إثر ركلة ركنية بحرينية منفذة من الجهة اليمنى، وبعدها عاد الأحمر ليستجمع قواه الهجومية مشكلا بعض الخطورة على الأطراف ولكن دون طائل.

تهديد بحريني

وهدّد المنتخب البحريني مرمى منتخبنا الوطني بفرصة حقيقية أولى في المباراة عندما اخترق سيد ضياء الجبهة اليسرى لمنتخبنا الوطني وأرسل كرة عرضية على القائم القريب بيد أن محمد الرميحي أهدرها بغرابة شديدة والمرمى مشرع أمامه في الدقيقة الثانية عشرة، وبعدها بدقيقتين فقط هدّد المنتخب البحريني مرمى منتخبنا الوطني بفرصة ثانية على التوالي عندما تهيأت كرة على حافة منطقة الجزاء لم يتوانَ خلالها المهاجم محمد جاسم المرهون في إطلاق قذيفة صاروخية بعيدة المدى ولكن فايز الرشيدي وقف لها بالمرصاد وأبعدها بقبضة يده إلى ركلة ركنية لم تثمر عن شيء في الدقيقة الرابعة عشرة.

هدف أول

ردة الفعل الهجومية المباشرة من منتخبنا الوطني حضرت في الدقيقة السادسة عشرة بهدف أول ترجمه عبدالرحمن المشيفري في شباك الحارس البحريني إبراهيم لطف الله عبر ضربة رأس محكمة الدقة والإتقان مستثمرا كرة نموذجية لعبت من الركلة الركنية نفذها الظهير الأيسر علي البوسعيدي، وبزيارته لشباك المنتخب البحريني رفع عبدالرحمن المشيفري رصيد غلته التهديفية في البطولة إلى هدفين قاصا شريط أهداف النهائي في العرس الخليجي، وحافرا اسمه بأحرف من ذهب بعد توقيعه على الهدف.

ثقة وزخم تصاعدي في الأداء

في أعقاب الهدف مباشرة لعب منتخبنا الوطني بثقة وأريحية وزخم تصاعدي في الأداء، مركزا هجماته على الجهة اليسرى التي ينشط فيها عصام الصبحي وسط إسناد هجومي من الظهير الطائر علي البوسعيدي الذي أفرد جناحيه في هذه الجهة محلقا بسرعته الانتقالية المعهودة ومشكلا قلقا وإزعاجا دائما للدفاعات البحرينية بتوغلاته واختراقاته التي جعلت الخطر محدقا حول المرمى البحريني باستمرار.

تقارب الخطوط الثلاثة

تقارب خطوط منتخبنا الوطني الثلاثة كانت بمثابة العنوان الأبرز في مجريات ووقائع الشوط الأول، مما شكّل مصدر خطورة دائما على المنتخب البحريني خصوصا في الثلث الأخير من الملعب، وسط حصار هجومي خانق وطوفان أحمر معزز بهدير المدرجات العمانية في استاد جابر الدولي. إلى ذلك هدّد عبدالرحمن المشيفري مرمى البحرين بفرصة أخرى سانحة في الدقيقة 32 بيد أنه أخطأ طريق المرمى وفشل في مغالطة الحارس إبراهيم لطف الله الذي حوّل الكرة إلى ركلة ركنية لم تثمر شيئا.

تهديد عماني

وكاد متوسط الميدان عبدالله فواز يهز شباك البحرين بهدف ثان عندما أطلق قذيفة صاروخية بعيدة المدى كادت تغالط مرمى الحارس إبراهيم لطف الله بيد أن تسديدته افتقدت للدقة والتركيز ومرت بمحاذاة القائم الأيمن في الدقيقة 40.

وشهدت الدقيقة 45 فرصة بحرينية في منتهى الخطورة عندما تهيأت كرة لعلي جعفر مدن على أعتاب المرمى فصوّب الكرة مثلما جاءت ولكن لحسن الطالع مرت تصويبته بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى الحارس فايز الرشيدي.

رد عماني

ورد منتخبنا الوطني بتسديدة مباشرة على حافة المنطقة أطلقها نجم الشوط الأول دون منازع عبدالرحمن المشيفري ولكنه فشل في ترك بصمته الثانية في اللقاء إذ اعتلت تسديدته الخشبات الثلاث، لتبقى النتيجة على حالها بتقدم منتخبنا الوطني بهدف نظيف مع نهاية الفترة الأولى للقاء.

الشوط الثاني

شد وجذب وكر وفر شهدته أحداث الشوط الثاني التي تراوحت مدا وجزرا حتى حملت الدقيقة السابعة والخمسين منعطفا حاسما في اللقاء عندما خرج صخرة دفاع منتخبنا الوطني أحمد الخميسي بداعي الإصابة مما أجبر المدرب رشيد جابر لإجراء تبديل اضطراري تمثل في الزج بورقة الظهير الأيمن ملهم السنيدي عوضا عن اللاعب المصاب أحمد الخميسي.

فرصة بحرينية

وسنحت فرصة مواتية للمنتخب البحريني لهز الشباك وتعديل الكفة عندما تطاول المهاجم محمد جاسم لكرة رأسية من مسافة قريبة داخل منطقة الجزاء، ولكن لحسن الطالع اعتلت الخشبات الثلاث بحلول الدقيقة التاسعة والخمسين، مفوتا على منتخب بلاده فرصة تعديل النتيجة على أعتاب المرمى.

تبادل السيطرة والاستحواذ

تبادل بعدها طرفا موقعة النهائي السيطرة والاستحواذ على الكرة، واعتمد منتخبنا الوطني بشكل واضح على التحولات السريعة والهجوم الخاطف المرتد مستغلا المساحات والثغرات خلف الظهيرين ومتوسطي قلب الدفاع في عمق الدفاعات البحرينية، نتيجة اندفاع لاعبي منتخب البحرين في الهجوم وتركهم للمساحات والثغرات خلفهم، وهو ما شكل خطورة فعلية على مرماهم نظير سرعات عبدالرحمن المشيفري وجميل اليحمدي وعصام الصبحي في الانطلاقات الهجومية خصوصا عبر الأطراف قابله بطء الارتداد الدفاعي لدى المنتخب البحريني.

ركلة جزاء بحرينية

وحصل المنتخب البحريني على ركلة جزاء واضحة في الدقيقة 75 عندما توغل جاسم محمد مرهون من الجهة اليسرى فتقدم بثبات قبل أن يتعرض للإعاقة من قبل جميل اليحمدي الذي وقع في المحظور وأسقط محمد جاسم مرهون داخل منطقة الجزاء، لينبري هذا الأخير لتنفيذ الركلة الجزائية ويسكنها على يمين فايز الرشيدي في الدقيقة 78، معاقبا جميل اليحمدي على هفوته القاتلة ومدركا التعادل لمنتخب بلاده الذي أعاده إلى نقطة الصفر.

البحرين تقلب الطاولة

وما هي إلا دقيقتان ونجح المنتخب البحريني في قلب الطاولة على منتخبنا الوطني ومعاقبته على دربكته الدفاعية بهدف ثان أحرزه مدافع منتخبنا الوطني محمد المسلمي بالنيران الصديقة، بعد أن توغل محمد جاسم من الجهة اليسرى ولعب كرة عرضية داخل المنطقة تكفل المسلمي بإيداعها الشباك مغالطا الحارس فايز الرشيدي في الدقيقة 80 ومضاعفا النتيجة للبحرينيين.

البحرين تبسط هيمنتها

وفي الدقائق العشر الأخيرة تعززت ثقة لاعبي المنتخب البحريني في أنفسهم وبسطوا هيمنتهم على اللقاء بحثا عن تعزيز تقدمهم وتثليث النتيجة بغية إطلاق رصاصة الرحمة الأخيرة، في الوقت الذي ارتبكت فيه خطوط منتخبنا الثلاثة وعانى نجوم الأحمر من عشوائية التمرير والانتشار في مساحات الملعب. وأقحم رشيد جابر بورقة عبدالسلام الشكيلي بديلا لملهم السنيدي وإبراهيم الراجحي عوضا عن فايز الرشيدي المصاب في الوقت المحتسب بدلا من الضائع.

ونجح المنتخب البحريني في استهلاك الوقت خلال الثواني الأخيرة من اللقاء بامتلاك لاعبيه للكرة وتحكمهم بمنطقة المناورات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المنتخب البحرینی فی عبدالرحمن المشیفری منتخبنا الوطنی الجهة الیسرى فی الدقیقة محمد جاسم

إقرأ أيضاً:

سامح فايز يكتب: لهذا أحب حسن كمال (2 - 2)

في روايته الأحدث عن دار «ديوان» بعنوان «الرواية المسروقة» يقدم الكاتب والروائي المصري حسن كمال معزوفة جمعت بين السرد والفلسفة، فهي ليست مجرد حكاية للتسلية، وإن كانت الحكايات للمتعة مطلوبة في حد ذاتها، إنما في ذلك العمل الذي ينافس على الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» في دورتها الحالية، قدم حسن كمال أوجاع أجيال كاملة آمنت بالقلم والكتابة الأدبية في الألفية الثالثة، بيد أنها اصطدمت بواقع مظلم؛ مفاده أنّ البقاء للمنفعة الشخصية وإن ظهرت في شكل أنها مصلحة عامة.

اخترق حسن كمال عالم الكتابة على أعتاب صعود جيل الألفية الثالثة الذي استطاع توظيف تكنولوجيا المعلومات في معركته مع الزمن والآخر، ووصل إلى الشهرة سريعا بين أحضان جيل z، ورفض الرضوخ لمتطلبات سوق النشر مع جيل ألفا، مقررا في النهاية أن يسرد فلسفته حول زيف تلك العوالم جميعها في سرديته الأجمل «الرواية المسروقة».

يستهل كمال روايته بسيطرة فكرة الانتحار على بطلة العمل، ثم تبدأ الحكاية؛ فالرواية المسروقة تحكي عن الطفولة المسروقة أيضا، وعن الهوية الزائفة، وعن المراهقة المسلوبة، وعن الانتهاك الجنسي للطفولة، بل تحكي عن كل الانتهاكات التي نعجز عن البوح بها، فالحكي ليس مسألة سهلة في بعض الأحيان، بل يحتاج إلى قوة مفتقدة في الغالب، فمن تعود على الانتهاك والوقوع في فخ الإهمال والجوع العاطفي والتجاهل مؤكد لن يجد في طريقه أي قوة يملكها!

جميع تلك المعاني قدمها حسن كمال بين سطور حكاية أدبية ممتعة؛ فأنت لن تقع في براثن كتاب يلقي عليك بالمواعظ والحكم، فذلك ليس هدف العمل الروائي عموما، وليست تلك طريقة كمال في الكتابة؛ إنما حكاية بينها شخوص وحكايات وزمن وأحداث تلهث معها خلف حكايات الأبطال متشوقا لمعرفة تتابع الأحداث، ثم خلف كل ذلك يقع في نفسك مراد الكاتب إن كانت لك بصيرة!

في الرواية المسروقة تقرر البطلة مواجهة انتهاكات الماضي التي سرقت طفولتها ومراهقتها وشبابها من خلال كتابة رواية تجسد شخصيات كل من مر على حياتها، بالتحديد جميع الرجال الذين انتهكوا عوالمها، بين السائق الذي عمل لأبيها، مرورا بالزوج، ثم الحبيب، وعلى الهامش معلمتها في المدرسة التي ألهمتها الطريق.

واختار حسن كمال الوسط الثقافي المصري عالما للأحداث؛ فالبطلة تكتب رواية، ثم تبحث عن ناشر، وتجد أن أحد أبطال رواياتها هو بالفعل كاتب وروائي وأيضا بائع كتب، وفي الطريق يقرر طليقها تأسيس دار نشر في محاولة لاسترضائها ربما تعود إلى حظيرته مرة أخرى.

وبين كل ذلك يلقي علينا بطل الرواية وفي خلفيته حسن كمال رصاصات الرحمة التي تفضح زيف تلك العوالم، وتكشف سيطرة رأس المال على سوق صناعة الكتاب، وكيف يستطيع من يملك أن يصنع نجومية من يكتب أيا كانت نوعية ما كتب، ومهما كانت قناعات الكاتب وسلوكياته، المهم أنّه النجم المصنوع.

يعود حسن كمال بالرواية المسروقة بعد سنوات من الكتابة قاربت الخمسة عشرة عاما، حارب خلالها حتى يحصل على حقه ككاتب متحقق منذ اللحظة الأولى لدخوله ذلك العالم، كاتب حصل على جائزة ساويرس عام 2008 في القصة القصيرة، ثم حققت روايته المرحوم أكثر المبيعات في 2013، ثم توالت إصدارات أعماله التي غزت أرفف الأكثر مبيعا، مكتشفا مع تلك الرحلة حقيقة ذلك العالم، مقررا في النهاية أن يعطي كل وقته وحياته للعمل في المجال الطبي الرياضي، رئيسا للبعثات الطبية الأولمبية في البرازيل ولاحقا في اليابان، مشاهدا قصص نجاح أبطال الأولمبياد، مواجها بشراسة محاولات قتل أحلام هؤلاء الأبطال، للدرجة التي دفعته لكتابة رواية عنهم تحت عنوان «نسيت كلمة السر»، مستلهما أوجاع هؤلاء الأبطال متنا لذلك العمل الروائي الذي لم يأخذ حقه من الشهرة!

لهذا أحب حسن كمال لأنه يلقي بالمحبة على جميع المحيطين متناسيا ذاته، حتى عندما ينتفض بالكتابة ضد الزيف والفساد في كل جانب مر به تكون الكتابة من أجلنا نحن؛ أننا نسينا كلمة السر لفتح أبواب عوالمنا، وأن روايتنا مسروقة لصالح آخرين!

مقالات مشابهة

  • الكرة النسائية |استدعاء 6 لاعبات من وادي دجلة للمنتخب الوطني
  • كرة نسائية| استدعاء حراس مرمى وادي دجلة في المنتخب الوطني لكرة القدم والصالات
  • عبدالله آل حامد: العلاقات بين الإمارات والبحرين تتميز بجذورها التاريخية
  • القائمة النهاية لمنتخب الشباب في بطولة كأس آسيا التي تنطلق بعد أيام
  • الأزمات تلاحق الاتحاد الكوري قبل مواجهة منتخبنا الوطني في تصفيات المونديال
  • "عبد العاطي" يلتقي وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي بوزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني
  • وزير الخارجية يلتقي بوزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني
  • سامح فايز يكتب: لهذا أحب حسن كمال (2 - 2)