الخروج من فقه “إدخار القوة”؟!
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
عين على الحرب
الجميل الفاضل
الخروج من فقه “إدخار القوة”؟!
أستطيع أن أفهم لماذا يقاتل الإسلاميون كل هذا القتال الشرس للاستمرار في السلطة، مهما كان تأثير هذه الحرب وهذا القتال، الذي يجري بضراوة وبلا هوادة، على وجود وبقاء الدولة في السودان.
وبدا على الأرض كأن الحركة الإسلامية قد تجاوزت عمليا وبالفعل، فتوي على عثمان محمد طه، التي أشارت في بدايات هذه الحرب إلي ضرورة أن يلتزم “الإخوان المسلمين” فقه “إدخار القوة”، حفاظا على كوادر التنظيم ربما لمرحلة أخرى من النزال.
ولعل اعترافات الدكتور أمين حسن عمر على شاشة قناة “الجزيرة مباشر” الاسبوع الماضي، التي قال فيها: أن الكتائب التي تقاتل في هذه الحرب، ليست كتيبة “البراء بن مالك” وحدها، وانما هنالك كتائب “البرق الخاطف” و”الفرقان” وغيرها، وأن هناك عشرات الإسلاميين يحاربون، وهم يمثلون السواد الأعظم من المقاتلين، مقرا بفقدان الحركة لألفين من عناصرها سقطوا أثناء القتال في هذه الحرب.
وكشف أمين عن موقف حركته الذي يرى أن هذه الحرب عدوان، وأن العدوان لا يمكن الرد عليه بالتسويات، بل ينبغي أن يرد ويوقف عند حده فقط.
ولعل قول امين حسن عمر يؤكد صدق ما اورده الشيخ عبدالحي يوسف في الندوة التي قال فيها: “ساق الله هذه الحرب من أجل أن يُعيد للحركة الإسلامية ألقها وقوتها، ولا أكتمكم أن عشرات الألوف من الشباب المسلم دربوا على السلاح، من الذين لم يحضروا تجربة الجهاد الأولي (الحرب في جنوب السودان)، الآن يقوم بالأشراف على هذه العملية الجهادية التي تسمي (المقاومة الشعبية)، وهو اسم الدلع كما يُقال، لأن مفردة الجهاد أصبحت منبوذة، يدربهم في المعسكرات من كانوا شبابا في فترة التسعينيات، ومعنا هنا من شارك في العمليات الجهادية وأصيب في يده واجريت له جراحة هنا قبل أيام، والانتصارات التي حصلت لا يرجع الفضل فيها للجيش أبداً، وإنما يرجع الفضل فيها بعد الله إلى المقاومة الشعبية”.
علي أية حال فقد أتاح التاريخ للإخوان المسلمين في السودان سانحة نادرة، قلّ أن جاد بمثلها لأية جماعة أو حزب اخر.
هي فرصة امتدت لأكثر من ثلاثين عاما، أحال الإخوان في غضونها وطناً كاملا، إلى مختبر كبير لتجريب فكرتهم دون أن ينازعهم في ذلك احد.
فقد صار السودان برمته خلال تلك العقود الثلاث، الي ما يشبه المجال الحيوي لممارسة النظرية الإخوانية في الحكم.
حيث اعترت الأخوان بعد نجاحهم السهل في الاستيلاء على السلطة سنة (89)، حالة تضخم للذات ظلت تقودهم دائما إلى طموح غير مشروع، وإلى نوع من الخيلاء الفكرية، التي جعلتهم يتظنون عن يقين باطل بأنه المالكون الحصريون للحقيقة.
وقد وصف الراحل د. منصور خالد هذا النمط من تضخم الذات الذي وقع، بأنه قد تفيّلت معه حتى القواقع اللافقارية.
شارحاً: أن تفيّل اللافقاريات تضاعف عندما أصبح الانتماء العقدي للحزب أو الجماعة جواز مرور لكل موقع مهني عال، سواء كان ذلك في الإدارات الحكومية، أو الجامعات، أو المؤسسات المالية والاقتصادية.
مشيرا إلي أن الظاهرة بلغت حدها الأقصى بحلول نظام الإنقاذ، تحت راية التمكين.
راية التمكين التي ضربت بجذورها في باطن الأرض بعيداً، لتنبت دولة شوكية عميقة لها تجليات، من بينها صورة ما تجري عليه هذه الحرب الآن.
الوسومالاخوان المسلمين حرب السودان كتيبة البراء
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الاخوان المسلمين حرب السودان كتيبة البراء
إقرأ أيضاً:
العراق ثالث أعلى الدول التي نفذت فيها مشاريع من قبل مقاولين أتراك
الاقتصاد نيوز - بغداد
أفادت بيانات وزارة التجارة التركية أن حجم المشاريع التي تولاها المقاولون الأتراك في خارج تركيا خلال الربع الأول من العام الجاري بلغ 560 مليون دولار، فيما يعد العراق ثالث أعلى الدول التي نفذت فيها مشاريع من قبل مقاولين أتراك.
وبحسب معطيات وزارة التجارة، فإن تركيا تعد من بين الدول العشر الأولى التي تحصل على أكبر حصة من عائدات المقاولات الدولية السنوية، وفقاً للأناضول التركية.
وأشارت الأرقام إلى أن قطاع المقاولات التركي تولى 14 مشروعاً خارج البلاد منذ مطلع العام وحتى نهاية آذار، بلغت قيمتها 560 مليون دولار.
فيما يخص أرقام القطاع في السنوات الماضية، فقد نفذ 386 مشروعاً خارج تركيا بقيمة تقرب من 17.2 مليار دولار في 2020، وارتفعت إلى 31 ملياراً و743 مليون دولار في 2021 بتنفيذ 457 مشروعاً، وهو الرقم الأعلى على المستوى السنوي.
وانخفض حجم المشاريع إلى 20.1 مليار دولار في 2022، إلا أن عدد المشاريع ارتفع مقارنة بالعام السابق ليبلغ 512 مشروعاً، فيما بلغت تكلفة المشاريع في 2023 نحو 28.5 مليار دولار وعدد المشاريع 441 مشروعاً.
أما في العام الماضي 2024، فقد بلغ حجم المشاريع التي نفذها القطاع 29.2 مليار دولار، على الرغم من المشاكل الاقتصادية العالمية والتأثير المستمر للحرب بين روسيا وأوكرانيا، مع تم تنفيذ 343 مشروعاً.
واحتلت روسيا المرتبة الأولى في المشاريع التي نفذت من قبل قطاع المقاولات التركي، وبلغت حتى الآن 103 مليارات دولار، تلتها تركمانستان بحجم 54 مليار دولار، ثم العراق بقيمة 35.3 مليار دولار، ومن ثم المملكة العربية السعودية بمشروعات بقيمة 33.7 مليار دولار، وليبيا بقيمة 31 مليار دولار.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام