استنكاف المئات من عناصر أمن السلطة احتجاجاً على الحملة في جنين
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
#سواليف
كشفت #مصادر_أمنية وتنظيمية عن خلافات عميقة وتباينات غير مسبوقة تعيشها #السلطة_الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي شهدت وحداتها الأمنية المختلفة حالة من #التمرد الكبير، رفضا للأوامر العسكرية بالمشاركة في #عملية_جنين.
وأكد مصدر أمني في السلطة الفلسطينية أن ما لا يقل عن 150 عنصرا من مختلف الأجهزة الأمنية، بما فيها “حرس الرئيس”، موقوفون في عدد من المقرات الأمنية التابعة لأجهزتهم بعد رفضهم الانصياع للأوامر العسكرية والمشاركة في الحملة التي تشنها السلطة ضد مخيم جنين.
وأشار إلى أن الرقم قد يكون أكبر من ذلك، وقد يصل إلى ضعفيه، لكن جهاز “الاستخبارات العسكرية” المعني بمتابعة هذا الملف، إضافة إلى اللجنة الأمنية العليا يرفضون الإفصاح عن الرقم الفعلي، خشية من إحداث انقسام أكبر وشرخ فعلي داخل المؤسسة الأمنية.
مقالات ذات صلة عدنان الروسان يكتب .. وزيرة الخارجية الألمانية لم تكن لائقة المظهر 2025/01/04وقال إنه “مع كل حالة يلقى فيها عنصر أمني حتفه، فإن الكثير من رفاقه يستنكفون عن مواصلة المهمة، على عكس ما تروج له السلطة والناطق باسمها أنور رجب”، وتابع “اضطروا في أكثر من مرة للاستعانة بوحدات أمنية فلسطينية خاصة مكلفة بالبقاء في رام الله لحماية مقر المقاطعة وبيت الرئيس والمنشآت الحيوية.
وتعاملت السلطة مع المستنكفين بوسائل عدة، فبعضها جرى اعتقاله وزجه بالسجن فورا، خاصة في بداية الحملة على جنين، حيث كانت قيادة الأمن تعتقد أن هذا سيكون رادعا لمن يفكر بمخالفة الأوامر، فقد اعتقل خلال الأسبوع الأول وحده 37 عنصرا أمنيا، ومع هذا فقد جرت لقاءات لمحاولة إقناعهم عن العدول عن قراراتهم برفض المشاركة، ولتدارك الأمر عقدت قيادة الأجهزة الأمنية عشرات اللقاء مع بقية الوحدات العسكرية المشاركة لحثها على إنجاز المهمة.
ويضيف المصدر قائلا “الصدمة الكبرى أن أعداد الرافضين للانصياع للأوامر بالذهاب إلى جنين تتضاعف سريعا، وبعضهم استغل إجازته للسفر، ومن كان خلال دوامهم يذهب في إجازته المعتادة لا يعود أيضا، وآخرون قدموا حججا كثيرة، كالمرض والانشغال بمشاكل عائلية وغيرها.
وتعتبر السلطة الفلسطينية أن “كتيبة جنين” التابعة لـ”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” بأنها “خارجة عن القانون”، رغم أنها وافقت على إنهاء أي مظاهر مسلحة في المخيم وعدم الوجود بالسلاح في الحارات أو الشوارع أو جنازات الشهداء، مع حقهم بالاحتفاظ بأسلحتهم لمواجهة الاحتلال عند أي اقتحام للمخيم، لكن السلطة تركتهم بين خيارين، إما الخروج من المخيم ليسهل اصطيادهم من الاحتلال، أو تسليم سلاحهم.
من جهته، قال ضابط في جهاز شرطة السلطة الفلسطينية تواجد في جنين لأسبوعين لـ”قدس برس” إن قادة الأمن المشرفين على حملة جنين متوترين للغاية، وتشهد اجتماعاتهم مناقشات حادة تصل حد الصراخ على بعضهم، نظرا للإخفاقات المتتالية وعدم قدرتهم على تحقيق أي إنجاز فعلي على الأرض.
وتابع “حضرت بصفتي الرسمي اجتماعاً لقادة الأمن مع شخصيات تمثل جنين، حيث شنت تلك الشخصيات هجوما كاسحا على الأمن، رغم أنهم من حركة فتح أو مقربين منها، لكنهم عبروا طيلة الاجتماع عن رفضهم لسياسة السلطة تجاه المخيم، وطالبوا بإقالة كبار الضباط المسؤولين عن الحملة، وبضرورة تغيير النهج الإعلامي الذي تسير وفقه السلطة وأجهزتها الأمنية التي صورت جنين والمخيم أنه بؤرة للفساد ووكرا للمخدرات، وهذا بنظرهم مرفوض رفضا قطعيا.
وكشف أن ممثلي السلطة في الاجتماع لم يملكوا شيئا لقوله، بل اكتفوا بمحاولة رمي الكرة والاتهامات على المسلحين في المخيم، دون تقديم أي حجة أو برهان مقنع، وهو ما أظهرهم بموقف الضعيف والفاقد للبوصلة.
وعن استنكاف العشرات من عناصر الأمن، أكد الضابط على المعلومة، وقال إن الكثيرين يرفضون الذهاب للمخيم، ومن يقبل يشترط أن لا يشارك في العمليات الميدانية.
ورغم هذا أكد المصدر الأمني والضابط الشُرطي على وجود المئات من عناصر الأمن الذين يصرون على إكمال المهمة، ويضغطون على قيادتهم لعدم الرضوخ للمطالب الشعبية والحقوقية بوقف الحملة على جنين، لأن ذلك يعني بنظرهم انكسار السلطة وضياع هيبتها إلى الأبد.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مصادر أمنية السلطة الفلسطينية التمرد عملية جنين السلطة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
شبيحة السلطة الفلسطينية وأزمة الشرعية
في 28 ديسمبر/كانون الأول، خرجت شذى صباغ، طالبة الصحافة الشابة، من منزلها في مدينة جنين الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، برفقة والدتها وطفلي شقيقتها. بعد لحظات، أصابتها رصاصة قناص في رأسها وأردتها قتيلة. كانت تبلغ من العمر 21 عامًا فقط.
شذى قُتلت في نفس مخيم اللاجئين الذي شهد اغتيال الصحفية المخضرمة شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2022. إلا أن شذى لم تقتل برصاص جندي إسرائيلي. وفقًا لعائلتها، الرصاصة التي أودت بحياتها أُطلقت من قِبل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
خلال الشهر الماضي، فرضت قوات الأمن التابعة للسلطة حصارًا على مخيم جنين للاجئين، بالتنسيق مع الإسرائيليين، كجزء من جهودها لقمع المقاومة المسلحة في شمال الضفة الغربية.
تمكنت السلطة الفلسطينية من قمع المقاومة في العديد من المراكز الحضرية الأخرى من خلال التهديد والقمع، ولكن لا تزال هناك جيوب في الشمال حيث تستمر مجموعات المقاومة المسلحة في الظهور.
تُعدّ مدينة جنين، وبالأخص مخيمها للاجئين، أحد هذه الجيوب. يقطن المخيم أكثر من 15.000 شخص، وهو يُعتبر رمزًا للصمود والمقاومة، وعائقًا كبيرًا أمام قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
إعلانفعليًا، تعتمد السلطة الفلسطينية في وجودها على القضاء على المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها المزعومة. ولهذا، تواصل التنسيق مع الجيش الإسرائيلي وتستخدم أساليب قمعية كثيرًا ما تُشبه أساليب الاحتلال.
في الواقع، يمكن بسهولة الخلط بين قوات الأمن الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، لولا اختلاف الزي العسكري.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الإسرائيليون ارتكاب جرائم الإبادة في غزة، شنّت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية هجومًا واسعًا ضد جنين. فرضت حصارًا خانقًا على المخيم، وقطعت المياه والكهرباء ومنعت دخول الإمدادات الأساسية. كما وضعت القناصة على أسطح المنازل وأقامت الحواجز في الشوارع.
ووردت تقارير عن تعرض السكان للضرب والاعتقال والتعذيب. وأفاد فريق من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتعرضه للاعتقال والضرب والاستجواب لمدة يومين ونصف أثناء محاولته إيصال الأدوية للعائلات المحاصرة.
في فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية، يظهر رجلان أُجبرا على الوقوف على قدم واحدة وترديد عبارة: "الرئيس أبو مازن هو الله" مرارًا وتكرارًا. وفي فيديو آخر، يظهر عناصر من قوات الأمن الفلسطينية وهم يضربون شابًا ضربًا مبرحًا، على ما يبدو بسبب انتقاده حصار مخيم جنين.
ليس من المستغرب أن العديد من الناس يستخدمون كلمة "شبيحة" لوصف قوات الأمن الفلسطينية، وهو مصطلح يُستخدم عادة للإشارة إلى القوات والمليشيات الموالية للرئيس السوري السابق بشار الأسد.
خرج سكان المخيم إلى الشوارع للاحتجاج، مطالبين السلطة الفلسطينية بوقف اعتداءاتها الوحشية وإنهاء إراقة الدماء بين الإخوة. ولكن هذه الدعوات قوبلت بالتجاهل. بدلًا من ذلك، أصرت قوات الأمن التابعة للسلطة على أن يقوم المقاومون إما بتسليم أسلحتهم أو مغادرة المخيم، وهو ما رفضوه بشكل قاطع.
إعلانكيف سينتهي هذا الوضع؟، لا يزال غير واضح، لكن المؤكد هو أن المزيد من الدم الفلسطيني سيُسفك قبل أن ينتهي.
بالنسبة لقيادة السلطة، فإن العملية في جنين جزء من صورة أكبر – محاولة لإثبات قدرتها على السيطرة على غزة بعد وقف إطلاق النار. المنطق هنا هو أن السلطة الفلسطينية إذا أثبتت قدرتها على قمع المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، فإن إسرائيل والولايات المتحدة ستسهلان تنصيبها في غزة.
ومع أن إدارة بايدن أعربت عن دعمها لاستيلاء السلطة على غزة، فإن حكومة نتنياهو لم تُظهر أي إشارة لدعم هذا السيناريو، بل على العكس، أعلنت رفضها القاطع. ومع ذلك، تستمر قيادة السلطة الفلسطينية في لعب دور المنفّذ المحلي، على أمل الحصول على مزيد من الامتيازات.
وكأنها تؤكد تواطؤها وتزيد من الألم، فقد أعلنت السلطة الفلسطينية مؤخرًا تعليق عمليات قناة الجزيرة في الضفة الغربية، كعقوبة على تغطيتها لأحداث جنين. السلطة الفلسطينية تحذو بذلك حذو الحكومة الإسرائيلية التي حظرت الشبكة الإعلامية في مايو/أيار 2024، كرد مباشر على تغطيتها المستمرة للإبادة الجارية في غزة.
ورغم أن تنصّل قيادة السلطة الفلسطينية من مسؤولياتها الوطنية وتنسيقها الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي ليس أمرًا جديدًا، فإن حصارها المستمر لجنين قد رفع مستوى هذا التنصّل إلى درجة غير مسبوقة. إن إراقة الدماء البريئة والضرب والتعذيب بأسلوب "الشبيحة" تُظهر أن القيادة على استعداد لتجاوز الخطوط الحمراء التي لن تُنسى أو تُغفر أبدًا من قِبل الشعب الفلسطيني.
هذا الوضع ينذر بأن شرعية هذه القيادة المترنحة بالفعل، التي فشلت في اتخاذ موقف ذي معنى ضد الإبادة الجارية في غزة، ستتدهور أكثر.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية