لجريدة عمان:
2025-03-10@04:55:24 GMT

الاتجاهات العالمية لعام 2025

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

مرَّ العالم خلال العام المنصرم بالعديد من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي أثَّرت على المجتمعات خاصة على المستوى الثقافي في كثير من المناحي، التي ظهرت في الاستجابات التفاعلية مع المتغيرات التقنية، وتطورات برامج الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، إضافة إلى التحوُّلات في قدرتها على التنمية وإمكانات القبض على إيجابيات تلك المرحلة المتسارعة.

إن العديد من تلك المتغيرات ظهرت بوصفها مرحلة انتقالية مهمة، عبَّرت عن إمكانات المجتمعات، واستعدادها لمواجهة مرحلة التحوُّلات السياسية والاقتصادية والبيئية، والقدرة على تخطي الأزمات بمرونة، ولهذا فإن عام 2024 بما شهده من أحداث سياسية مهمة على مستوى الحروب والإبادة التي تشنها إسرائيل على فلسطين والحرب الروسية الأوكرانية من ناحية، والأزمات في السودان واليمن وسوريا وغيرها، إضافة إلى الانتخابات في الدول الكبرى وما أحدثته من تحولات وما قد تحدثه من تغييرات على كافة المستويات خاصة الاقتصادية منها، فإن عام 2025 ينتظر العديد من التحديات التي يمكن أن تشكِّل أزمة على المستوى العالمي؛ والتي تلقي بظلالها على المجتمعات من حيث إمكاناتها الاقتصادية والاجتماعية، واستعدادها لإيجاد سيناريوهات قادرة على الصمود إذا ما ازدادت تلك الأزمات حدة.

يركِّز تقرير (الاتجاهات العالمية لعام 2025. عالم متحوُّل)، على تحفيز التفكير الاستراتيجي للمستقبل، بناء على تلك التحديات والتحوُّلات، والعوامل التي تدفع القطاعات التنموية في الدول، وكيفية التفاعل معها بطريقة إيجابية، من أجل الاستفادة من قدراتها، وتمكين المجتمعات من الصمود في وجه المتغيرات من خلال مهارات المرونة، فالتقرير يستعرض الدوافع التي تشكِّل تحديا مثل (العولمة، والديموغرافيا، وصعود القوى الجديدة، وتدهور بعض المؤسسات الدولية، وتغير المناخ، والجغرافيا السياسية للطاقة، وغيرها)، بُغية توليد فرص لصُنَّاع القرار لاتخاذ أفضل السُبل الممكنة تجاه تلك التحديات.

لذا فإن التقرير يرصد حالات التجاذب الاقتصادي بين الغرب والشرق، وتلك التحولات الأخيرة في النمو الاقتصادي التي انعكست على أسعار النفط والسلع في العالم، وبالتالي على الصناعات الخدمية بشكل خاص، والدور المحوري الذي تقوم به الصين وما تشكله من ضغط اقتصادي سيقودها إلى المقدمة خلال السنوات العشرين القادمة باعتبارها (رائدة) اقتصاديا وعسكريا، إضافة إلى الهند التي تستمر أيضا في التمتع بنمو اقتصادي (سريع نسبيا، وتسعى جاهدة من أجل عالم متعدد الأقطاب).

هكذا يستمر التقرير في استعراض التجاذبات الاقتصادية المتوقعة بين دول العالم، وإمكانات التحولات في القوى الاقتصادية التي يمكن أن تشكِّل فرصا للبعض وتحديا للبعض الآخر من الدول، إضافة إلى ذلك فإن التقرير يكشف عن بعض التحديات المهمة التي ستنعكس مباشرة على أنماط حياة المجتمعات ليس للعام 2025 وحده بل لما بعده من أعوام؛ مثال ذلك الحديث عن (انخفاض عدد البلدان ذات الهياكل العمرية من الشباب)، والتي أطلق عليها (قوس عدم الاستقرار)؛ حيث بلغت أعداد الشباب في بعض البلدان 40% فقط، الأمر الذي يشكِّل تحديا مباشرا على الإنتاج الاقتصادي لتلك الدول، في حين تضخم أعداد الشباب في البعض الآخر.

إضافة إلى ذلك، فإن هناك تحديات تتعلَّق بالإمدادات المتاحة للموارد الأساسية (الطاقة والغذاء والمياه)؛ حيث يخبرنا أن (الطلب على الغذاء سيرتفع بنسبة 50% بحلول عام 2030، نتيجة لتزايد عدد سكان العالم، وارتفاع الثراء، والتحوُّلات في التفضيلات الغذائية)، الأمر الذي سيؤدي إلى إشكالات في وصول الإمدادات المتعلقة بالأغذية والمياه، وتفاقم تحديات التغيرات المناخية، وبالتالي فإن أكثر من (36) دولة حول العالم ستندرج بحلول 2025 ضمن الدول التي تعاني من ندرة الأراضي الزراعية أو قلة المياه العذبة.

وفي ظل تلك التغيرات والتحديات يحذِّر التقرير من إشكالات التعددات السياسية وما تنتجه من عنف وما أطلق عليه بـ(الجماعات الخبيثة)، التي تستغل الأوضاع السياسية والاقتصادية لتثير العديد من الإشكالات على المستويات الاجتماعية والثقافية، والصراعات الأيديولوجية المؤثِّرة في الشباب بشكل خاص، الأمر الذي يشكِّل تحديا أمام المجتمعات من أجل تبني التيارات المعتدلة القادرة على الانفتاح المتسامح، الذي يحتوي الشباب ويستوعب إمكاناتهم وقدراتهم ويوظفها توظيفا إيجابيا.

إن تلك التحديات والمتغيرات التي يشير إليها التقرير ليست بعيدة عنا، فما يحدث في العالم ينعكس علينا على المستوى الاقتصادي والبيئي، بل وحتى على المستويات الاجتماعية والثقافية؛ ذلك لأن الصراعات التي عانى منها العالم خلال الأعوام الماضية عامة، وعام 2024 بشكل خاص، وتلك الصراعات الاقتصادية والتقنية التي شكَّلت نزاعات القوى الاقتصادية والسياسية، كان لها الأثر المباشر أو غير المباشر على دول المنطقة كلها.

لذا فإن الدولة في تفكيرها الاستراتيجي ورؤيتها الثاقبة للمتغيرات المتلاحقة والمتسارعة التي يشهدها العالم، تدرك تلك السيناريوهات التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق المؤشرات التنموية، وتلك التي ستشكِّل تحديا خاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي نجده واضحا في مؤشرات التخطيط والاستعداد سواء من خلال (ميزانية الدولة لعام 2025) أو من خلال الرؤية الحكيمة الداعية إلى دراسة تلك المتغيرات وسبر تأثيراتها على المستويات الاجتماعية والثقافية، أو من خلال العناية الفائقة بالقطاعات التعليمية والصحية، لما تشكِّله من أهمية في التصدي لتلك المتغيرات.

إن هذه العناية تعكس الرؤية الثاقبة للاتجاهات المستقبلية القائمة على التحولات الجيوسياسية من حيث التركيبات السكانية المتغيِّرة وانعكاساتها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية من ناحية، والتوترات المقلقة بشأن الموارد الطبيعية ومفاهيم الإنتاج والاستهلاك التي أصبحت متغيِّرة بتغيُّر المجتمع، ومسارات انتقالاته الحضرية، وبالتالي فإن إيجاد التوازن بين تلك المتغيرات كلها، يحتاج إلى التشارك والتعاون والتطلُّع القائم على التخطيط الاستراتيجي.

ولأن العالم يتطلَّع إلى هذا العام بعين المراقب القلق بشأن المتغيرات خاصة الجيوسياسية والاقتصادية، فإن هذا الترقُّب يحتاج إلى الاستعداد لتلك الآثار الاجتماعية والثقافية التي تطال بلداننا، خاصة في ظل الانفتاح المتزايد، وتسارع التقنيات الحديثة وما تشكِّله من ثورات معرفية، وبالتالي فإن مؤسسات المجتمع المدني عليها أن تضطلع بدور محوري خلال هذه الفترة، من خلال ما تقدمه من مناشط وبرامج ومبادرات قادرة على فتح آفاق الوعي والفكر المتوازن من ناحية، وما يمكن أن تشكِّله من بيئة ثقافية قادرة على جذب الشباب وتوجيههم نحو الإبداع والابتكار من ناحية أخرى.

إضافة إلى ذلك فإن تلك المتغيرات والتحولاَّت الاقتصادية والاجتماعية تحتاج منَّا جميعا إلى فهم المرحلة من خلال ما يمكن أن يشكِّله التطوُّر التقني من فرص على مستوى الابتكار، وما يمكن أن تُحدثه تطبيقات الذكاء الاصطناعي من انفتاح في سوق الأعمال، الأمر الذي سينعكس على تلك السياسات والاستراتيجيات الخاصة بعالم الابتكار، والقدرة على المنافسة في هذا القطاع الحيوي؛ إذ يفتح أمام الشباب طاقات وقدرات ممكِّنة لتحقيق دعم تنموي في كافة القطاعات.

وإذا كان ما أحدثه عام 2024 من إمكانات وفرص تقنية قد أفاد منها الشباب، فإن تطوراتها المتسارعة ستشكِّل أفقا جديدا، سيكون لها الأثر الكبير على القطاعات كلها، خاصة تلك القطاعات المتعلِّقة بالإنتاج الغذائي، والتي تحتاج إلى الكثير من الانفتاح في الابتكارات والإبداعات، التي من شأنها أن تدعم عمل المؤسسات المختصة والمهندسين الزراعيين، والمختصين في المجال من أجل تيسير العمل وتعظيم نتائجه.

إن متابعة التطلعات العالمية لعام 2025، والتحديات التي يمكن أن يواجهها العالم خلال هذا العام، والفرص المتاحة للتطوير والتنمية، لا تفيدنا على المستوى التنموي وحسب بل أيضا تفتح المجال حتى للأفراد من أجل مواكبة تلك المستجدات، وتطوير العمل والمهارات بما يتوافق مع فرص العمل والإنتاج، والمشاركة الفاعلة في الارتقاء بالعمل التنموي في الدولة.

عائشة الدرمكية باحثة متخصصة فـي مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاقتصادیة والاجتماعیة الاجتماعیة والثقافیة التی یمکن أن على المستوى الأمر الذی إضافة إلى من ناحیة ل تحدیا من خلال لعام 2025 عام 2025 من أجل لات فی

إقرأ أيضاً:

جامعة سوهاج تدخل فئة Q2 بتصنيف سيماجو الإسباني لعام 2025

تلقى الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج، تقريرًا من وحدة التصنيف الدولي حول تحقيق الجامعة مراكز متقدمة في تصنيف سيماجو Scimago العالمي للمؤسسات البحثية والأكاديمية لعام ٢٠٢٥، حيث تم إدراج الجامعة ضمن فئة Q2 بالمؤشر الإجمالي Overall.

وأكد "النعماني" على أن جامعة سوهاج مستمرة في تحقيق قفزات متقدمة في العديد من التصنيفات، حيث يعد تصنيف سيماجو Scimago للمؤسسات البحثية والأكاديمية من أهم التصنيفات العالمية، ويأتي ذلك استمرارًا للجهود الحثيثة التي تبذلها الجامعة؛ لتعزيز مكانتها الرائدة في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.

إصابة 5 أشخاص خلال مشاجرة بالأسلحة النارية في المنشاة سوهاجرئيس جامعة سوهاج يُكرم 567 موظفًا بالجهاز الإداري في احتفالية ختام الدورات التدريبيةلاكتشاف الأمراض المهنية.. إجراء الكشف الطبي على أكثر من 6900 عامل بمياه سوهاجالموت يسبق الفرح.. معلمة سوهاج ترحل بعد بوست غامض يهز السوشيال ميديا |تفاصيلجامعة سوهاج بالمركز 29 على مستوى الجمهورية

وأوضح رئيس جامعة سوهاج ان الجامعة جاءت بالمركز 29 على مستوى الجامعات المصرية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية بمصر، كما حققت مراكز متقدمة في 15 موضوع رئيسي على مستوى الجامعات المصرية كالتالي:

العلوم الزراعية والبيولوجية بالمركز 20.والكيمياء الحيوية وعلم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية بالمركز 12والمحاسبة وإدارة الأعمال بالمركز 22
والكيمياء بالمركز 5.وعلوم الحاسب بالمركز 30.وعلوم الأرض بالمركز 1.والطاقة بالمركز 19.
والهندسة بالمركز 29.وعلوم البيئة بالمركز 11.والرياضيات بالمركز 18.والطب بالمركز 32.وعلم السموم والصيدلة بالمركز 17.والفيزياء وعلم الفلك بالمركز 24.والعلوم الإجتماعية بالمركز 2.والطب البيطري بالمركز 27.

كما ظهرت بعدد 27 تخصص فرعي، وحققت بمؤشر البحث العلمي المركز 21 على المستوى المحلي، والمركز 40 بمؤشر الابتكار، وبمؤشر التأثير المجتمعي المركز 24 على مستوى الجامعات المصرية.

وقال الدكتور عمرو عبد الحميد مدير التشر العلمي بالجامعة ان SCImago  يصنف المؤسسات الأكاديمية والبحثية من خلال مؤشر مركب يجمع بين أداء البحث ومخرجات الابتكار والتأثير المجتمعي المقاس من خلال ظهورها على شبكة الإنترنت.

كما يشير تصنيف البحث إلى حجم وتأثير وجودة مخرجات البحث للمؤسسة، ويُحسب ترتيب الابتكار بناءً على عدد طلبات براءات الاختراع الخاصة بالمؤسسة والاستشهادات التي يتلقاها ناتجها البحثي من البراءات.

ومن الجدير بالذكر أن الترتيب المجتمعي يعتمد على عدد صفحات موقع المؤسسة على الويب وعدد الروابط والإشارات من شبكات التواصل الاجتماعي، ويستخدم تصنيف سيماجو معايير موضوعية ويعتمد في تقاريره على قواعد بيانات اسكوبس لدار النشر العالمية السيفير، وان الوزن النسبي للمؤشرات الرئيسة هي كالتالي:

"الأداء البحثي ويمثل 50٪ والابتكار ويمثل 30٪ والتأثير المجتمعي ويمثل 20٪ من الوزن النسبي للتصنيف ويشترط ان تنشر المؤسسة ما لا يقل عن 100 بحث يصنف بقواعد بيانات اسكوبس في عام التقييم".

مقالات مشابهة

  • في افتتاح الألعاب العالمية الشتوية” تورين 2025″.. وفد الأولمبياد الخاص السعودي يتألق بالبشت البيدي
  • “الشباب والرياضة” بعدن تكرم موظفاتها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
  • إليك أغرب أشكال الاحتجاج التي شهدها العالم على مر التاريخ (صور)
  • عبدالله آل حامد: استكشاف أحدث الاتجاهات العالمية في الابتكار والتكنولوجيا والإبداع
  • انعقاد دورة نمذجة الأنظمة الخاصة بالمعهد الدولي لتطبيقات النظم لعام 2025
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • جامعة سوهاج تدخل فئة Q2 بتصنيف سيماجو الإسباني لعام 2025
  • كيف تعمل شبكة الإنترنت؟ رحلة إلى قلب الشبكة التي تربط العالم
  • وزيرة التخطيط تعتمد نتائج مُبادرة "حوافز تميز الأداء بإدارة الاستثمار العام د" لعام (24/2025)
  • إعتماد نتائج مُبادرة "حوافز تميز الأداء في إدارة الاستثمار العام على المستوى المحلي" لعام (24/2025)