أهنئكم جميعًا بعام ٢٠٢٥، كما أهنئكم جميعًا فى «عيد الميلاد» الذى يحتفل به مَسيحيو الشرق اليوم، راجين الله أن يعم ببركاته وسلامه على بلادنا «مِصر» وأبنائها، وأن ينزع من العالم الحروب والآلام.
إن رسالة الميلاد هى رسالة السلام إلى البشرية بأسرها، فكانت رسالة السماء إلى الأرض حين أنشدت الملائكة ترنيمة الميلاد: «المجد لله فى الأعالى، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة»؛ فالسلام الذى فقدته الأرض وظلت تبحث عنه البشرية على مر الأزمان قد أعلنته السماء ليلة الميلاد.
ومن بركات الله للإنسان أن يهب له السلام: «يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلامًا»، «الرب يعطى عزًّا لشعبه. الرب يبارك شعبه بالسلام». وقد تنبأ إِشَعْياء قديمًا عن مجىء السيد المسيح ملك السلام: «لأنه يولَد لنا ولد ونعطَى ابنًا، وتكون الرياسة على كَتِفه، ويُدعى اسمُه عجيبًا، مشيرًا، إلها قديرًا، أبًا أبديا، رئيس السلام».
واليوم هو ذكرى ميلاد «ملك السلام» الذى طوَّب، وبارك كل من يصنعه متشبهًا بعمل الله: «طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يُدعَون».
وقديمًا طالب الله شعبه بصنع السلام: «حِد عن الشر واصنع الخير. اُطلب السلامة، واسعَ وراءها». ونادى تلاميذ السيد المسيح ورسله برسالة السلام: «فلنعكف إذًا على ما هو للسلام، وما هو للبنيان بعضنا لبعض»، وبأن نحيا به: «عيشوا بالسلام، وإله المحبة والسلام سيكون معكم»، بل أن يكون السلام نحو كل إنسان: «اتْبعوا السلام مع الجميع، والقداسةَ التى بدونها لن يرى أحد الرب».
وفى رحلة بحث الإنسان عن السلام اشتاقت البشرية أن تحيا به، فيقول الحكيم: «لقمة يابسة ومعها سلامة خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام».
ويرتبط السلام بكل إنسان يملك قلبًا وديعًا، فقيل: «أما الوُدعاء فيرثون الأرض، ويتلذذون فى كثرة السلامة»؛ فإن أردت أن تعرف معنى السلام الحقيقى فكُن متواضعًا وديعًا محبًّا للجميع، فتفيض حياتك بالفرح والسلام.
ويرتبط السلام أيضًا بصنع العدل، فالإنسان العادل مع نفسه والآخرين يسعى للسلام: «ويكون صنع العدل سلامًا وعمل العدل سكونًا وطمأنينة إلى الأبد»، وفى المقابل قيل عن غير العادل: «طريق السلام لم يعرِفوه، وليس فى مسالكهم عدل. جعلوا لأنفسهم سبلاً مُعْوَجَّة كل من يسير فيها لا يعرِف سلامًا».
أما من اختار طريق الشر والبعد عن الله فقد حكم على نفسه بانتزاع السلام من حياته؛ إذ «لا سلام، قال الرب للأشرار».
وفى الميلاد، نطلب إلى «ملك السلام»: أن يهب لنا جميعًا السلام والهدوء والطمأنينة وسط زخم من الصخَب والقلق والتوتر والصراعات، وينجى العالم من الحروب، والدمار.
كل عام وجميعكم بخير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عيد الميلاد م صر رسالة الميلاد سلام ا
إقرأ أيضاً:
قيادات المؤسسات الدينية الإسلامية تهنىء البابا تواضروس بعيد الميلاد المجيد
استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة، اليوم السبت، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية، وفضيلة الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، وقيادات مشيخة الأزهر وبيت العائلة المصرية، وذلك للتهنئة بعيد الميلاد المجيد.
وألقى قداسة البابا كلمة ترحيب بضيوفه معربًا عن سعادته بلقائهم وتهنئتهم، مؤكدًا على أن ميلاد المسيح يدعونا إلى تمجيد الله بأعمالنا وصنع السلام وزرع المسرة في القلوب.
وقال: "نصلي لأجل كل المناطق التي تعاني من الحروب والأزمات، ولأجل بلادنا لكي يديم عليها نعمة السلام والاستقرار والأمان.
ومن جهته قال فضيلة الإمام الأكبر: جئنا إلى هنا لنجدد حبل المودة والصداقة والإخوة" لافتًا إلى التلاحم التاريخي بين المسلمين والمسيحيين في مصر" معربًا عن عن أمله أن يرفع الله البلاء ويخفف معاناة الشعوب التي تواجه محن وأزمات ولا سيما في قطاع غزة.
وقدم وزير الأوقاف كلمة تهنئة رقيقة دعا خلالها إلى أن يحفظ الله مصر وأهلها إلى يوم الدين.
فيما أعرب فضيلة المفتي في كلمته عن خالص تهانيه القلبية لقداسة البابا ولكل المسيحيين بالعيد، معربًا عن سعادته بهذا اللقاء.