بالتفاصيل.. هذا ما جرى في إسرائيل قبل اغتيال نصرالله.. تقرير إسرائيلي يكشف
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
نشر موقع "والا" الإسرائيلي تقريرًا حول عملية اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، السيد حسن نصر الله، حيث أشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتبر أن اللحظة الحاسمة في المواجهة مع حزب الله جاءت بعد انفجار أجهزة الاتصال في لبنان، ما أسفر عن استشهاد 46 من عناصر الحزب وإصابة مئات آخرين، وهو ما أحدث حالة من الإرباك داخل الحزب.
وأضاف التقرير أن كبار المسؤولين في شعبة العمليات في جيش الاحتلال قد أوضحوا لشعبة الاستخبارات الجوية أنه تم خلق الظروف المناسبة لاستهداف نصر الله، مؤكدين أن الهجوم في هذه المرة سيكون موجهًا ضد رأس القيادة. وذكر الموقع أنه على مدار السنوات، كانت هناك العديد من الفرص لاغتيال نصر الله، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يكن قد استعد بعد، وكان حزب الله يمتلك قدرات يمكن أن تلحق ضررًا كبيرًا في "العمق الإسرائيلي" إذا تم استخدامها.
وأشار الموقع إلى أن يوم الجمعة، 27 أيلول، وفي الساعة 18:00، ومع بدء صلاة المغرب بعد غروب الشمس، كانت الفرق الجوية في قاعدة "حتسريم" قد انتهت لتوها من تجهيز الطائرات، وكان نصر الله، بحسب المعلومات الاستخباراتية، يتواجد في مكان تحت الأرض في منطقة "برج البراجنة"، وهي واحدة من أبرز معاقل حزب الله في ضواحي بيروت.
ووصف كبار ضباط الاستخبارات لدى الاحتلال نصر الله بأنه شخصية حذرة، لا تتسرع في اتخاذ القرارات، حيث كان يحب جمع المعلومات وتحليلها قبل اتخاذ أي قرار. وفي اليوم التالي لبدء معركة "طوفان الأقصى"، قرر نصر الله عدم تنفيذ هجوم واسع ضد "العمق الإسرائيلي"، حيث تمكنت حماس من استغلال مفاجأة الهجوم، ما عطل فعليًا حزب الله عن تنفيذ مفاجأته الخاصة. ولذلك، قرر نصر الله إطلاق صواريخ على المستوطنات.
وفي 23 سبتمبر، بعد أيام من التنسيق بين الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال والموساد، وافق رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، على العملية التي أُطلق عليها اسم "السهم الشمالي"، وهي العملية التي أسفرت عن تدمير قدرات مهمة لحزب الله، حسب الموقع.
وكشف التقرير أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال شلومي بيندر، تفاجأ في البداية عندما تم اقتراح اغتيال نصر الله، حيث كانت هناك أصوات تطالب بتأجيل العملية. لكن بعد مناقشات طويلة، تم اتخاذ القرار النهائي بتنفيذ الاغتيال. وأوضح مصدر عسكري رفيع المستوى للموقع قائلًا: "لم تكن هناك آراء معارضة، وكان القرار حاسمًا". ومع ذلك، تم إطلاق العد التنازلي لاغتيال القائد الذي كان يمثل قلب محور المقاومة في المنطقة.
واستمر الموقع في شرح تفاصيل المناقشات المطولة التي جرت قبل اتخاذ القرار باغتيال نصر الله. وقال أحد المصادر المطلعة على عملية اتخاذ القرار: "كان من الواضح للجميع أنه إذا فشلت عملية من هذا النوع، فإن نصر الله سيظهر وكأنه قد نجح في الإفلات مجددًا من الهجوم الإسرائيلي، وكان الانتقام سيبدو مختلفًا تمامًا".
وأشار الموقع إلى أن الجنرال بيندر كان قد شدد خلال جميع المناقشات السابقة على أهمية الاستخبارات الدقيقة. وفي النهاية، قبل أيام قليلة من تنفيذ الاغتيال، وافق مسؤولو جهاز الاستخبارات على الخطة، حيث كان الهدف هو أن يتم استهداف قدرات حزب الله تدريجيًا وتجريده من إمكانية الرد الواسع حتى لا يشعر نصر الله بأن الهدف هو اغتياله.
وبحسب التقرير، بدأ الإدراك في "إسرائيل" أن هناك شيئًا يحدث تحت الأرض، حيث كان نصر الله، في السنوات الأخيرة، وعلى عكس الرأي السائد لدى الاحتلال، يتحرك فوق الأرض بشكل أكبر، مما جعل نافذة الفرصة تتقلص. وأضاف أحد المسؤولين المطلعين على التفاصيل أن هذا النجاح جاء بفضل الاستخبارات التي تم جمعها على مدار 18 عامًا، منذ حرب لبنان الثانية، والتي شهدت صعوبة في الحصول على معلومات حول مكان وجود نصر الله.
وفي الاجتماع الحاسم الأخير، الذي حضره رئيس وزراء الاحتلال، قال قائد سلاح الجو: "إذا كان هناك، فإننا سوف نقتله". وعندما وصلت المعلومات الاستخباراتية بأن نصر الله كان في الموقع المحدد، كان واضحًا للجميع أن عملية الاغتيال ستنفذ. تم إصدار الأوامر إلى الطائرات، وبسرعة تم تجهيز 14 طائرة من طراز "رَعَم" بـ 83 قنبلة، بوزن إجمالي قدره 80 طنًا.
وبيّن الموقع أن سلاح الجو الإسرائيلي كان في حالة من القلق بسبب الاستخبارات المتقدمة التي يمتلكها نصر الله، والذي كان قادرًا على بناء صورة جوية دقيقة في أي لحظة. وتم تحديد ساعة الهجوم في الساعة 18:21. ووفقًا للتقرير، تم إلقاء 83 قنبلة في غضون عشر ثوانٍ على المباني والمخارج، مما أسفر عن سحب ضخمة من الدخان والغبار فوق الضاحية الجنوبية. وكان من الواضح للجميع أنه قد تم استهداف نصر الله، وأن من كان تحت الأرض معه قد ارتقى نتيجة الاختناق أو الشظايا أو الانهيارات.
وأكد التقرير أن ضابطًا كبيرًا في سلاح الجو التابع للاحتلال قد صرح للموقع قائلًا: "من قائمة تضم 14 من كبار مسؤولي حزب الله الذين كانوا مستهدفين، لم يتبق سوى اثنين: أبو علي حيدر، وهيثم علي طبطبائي". ومع ذلك، هناك من يزعم داخل جهاز الاستخبارات "الإسرائيلي" أن العدد الفعلي كان أكبر، حيث كان قد تم تعيين بدائل لبعض من تم اغتيالهم. (شبكة قدس)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تقرير يكشف عمل مدير BBC للشرق الأوسط مع الموساد الإسرائيلي
نشرت منصة Mint Press تقريراً مطولاً للصحفي البريطاني أوين جونز، كشف فيه عن خلافات عميقة داخل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) حول تغطية الصراع في غزة والعدوان على لبنان وسوريا واليمن.
وتناول التحقيق دور رئيس تحرير قسم الشرق الأوسط في الشبكة البريطانية، رافي بيرغ، حيث قال العاملون في الشبكة إنه المسؤول الأول عن توجيه التغطية لمصلحة السردية الإسرائيلية.
وأفادوا بأن بيرغ يدير تغطية الشرق الأوسط بشكل دقيق، متحكماً بالعناوين والنصوص والصور بما يتماشى مع وجهات النظر الإسرائيلية، وغالباً ما يُقصي وجهات النظر الفلسطينية. وأشاروا إلى أن "مدى القوة التي يتمتع بها بيرغ مخيف"، حيث يملك صلاحيات رفض المحتوى أو إعادة صياغته.
وكشف التقرير أن رافي بيرغ، رئيس تحرير قسم الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، يتعاون مع الموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA).
وأوضح التقرير أن بيرغ أنجز كتابه "جواسيس البحر الأحمر" بالتعاون مع قائد الموساد داني ليمور، باعتراف بيرغ نفسه في مقطع مصور تحدث فيه عن قضائه أكثر من مئة ساعة مع ليمور.
تظهر في المقطع صور مؤطرة لبيرغ وهو يلتقي بمسؤولين من الموساد والحكومة الإسرائيلية، بمن فيهم ليمور والمتحدث السابق باسم مكتب رئيس الوزراء مارك ريجيڤ.
بيرغ يعبر عن سعادته باهتمام نتنياهو
ويمدح بيرغ في كتابه "الموساد"، واصفاً إياه بأنه "أعظم جهاز استخبارات في العالم". الكتاب، الذي نُشر عام 2020، يتناول قضية عملية إسرائيلية سرية لتهريب يهود أثيوبيين إلى الأراضي المحتلة بطريقة غير شرعية.
روّج رافي بيرغ لكتابه بقوة، وأعرب في مناسبات عدة عن سعادته بأن بنيامين نتنياهو أبدى اهتمامه به. في اب/أغسطس 2020، شارك بيرغ صورة لنتنياهو على مكتبه أمام نسخة من كتابه، معلقاً: "هذه المرة الأولى لي على رف كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي... يا للروعة!"، مرفقاً إياها بـ"تاغ" للموساد وحزب الليكود الإسرائيلي والسفارتين الإسرائيليتين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
ويشير التقرير إلى المفارقة المتمثلة في أنه لو كان أحد موظفي بي بي سي من ذوي الرتب المتدنية يشارك علناً صوراً له وهو يحتضن قائد حماس الشهيد يحيى السنوار أو يعرض رسالة من المرشد آية الله خامنئي، فستكون هناك تداعيات خطيرة. يدعم ذلك بإيقاف الشبكة ستة من مراسليها عن العمل لمجرد إعجابهم بتغريدات مؤيدة لفلسطين. مع ذلك، تتعامل الشبكة مع مناصرة بيرغ العلنية لإسرائيل على أنها غير مثيرة للمشكلات على الإطلاق.