نشر موقع "والا" الإسرائيلي تقريرًا حول عملية اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، السيد حسن نصر الله، حيث أشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتبر أن اللحظة الحاسمة في المواجهة مع حزب الله جاءت بعد انفجار أجهزة الاتصال في لبنان، ما أسفر عن استشهاد 46 من عناصر الحزب وإصابة مئات آخرين، وهو ما أحدث حالة من الإرباك داخل الحزب.



وأضاف التقرير أن كبار المسؤولين في شعبة العمليات في جيش الاحتلال قد أوضحوا لشعبة الاستخبارات الجوية أنه تم خلق الظروف المناسبة لاستهداف نصر الله، مؤكدين أن الهجوم في هذه المرة سيكون موجهًا ضد رأس القيادة. وذكر الموقع أنه على مدار السنوات، كانت هناك العديد من الفرص لاغتيال نصر الله، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يكن قد استعد بعد، وكان حزب الله يمتلك قدرات يمكن أن تلحق ضررًا كبيرًا في "العمق الإسرائيلي" إذا تم استخدامها.

وأشار الموقع إلى أن يوم الجمعة، 27 أيلول، وفي الساعة 18:00، ومع بدء صلاة المغرب بعد غروب الشمس، كانت الفرق الجوية في قاعدة "حتسريم" قد انتهت لتوها من تجهيز الطائرات، وكان نصر الله، بحسب المعلومات الاستخباراتية، يتواجد في مكان تحت الأرض في منطقة "برج البراجنة"، وهي واحدة من أبرز معاقل حزب الله في ضواحي بيروت. 

ووصف كبار ضباط الاستخبارات لدى الاحتلال نصر الله بأنه شخصية حذرة، لا تتسرع في اتخاذ القرارات، حيث كان يحب جمع المعلومات وتحليلها قبل اتخاذ أي قرار. وفي اليوم التالي لبدء معركة "طوفان الأقصى"، قرر نصر الله عدم تنفيذ هجوم واسع ضد "العمق الإسرائيلي"، حيث تمكنت حماس من استغلال مفاجأة الهجوم، ما عطل فعليًا حزب الله عن تنفيذ مفاجأته الخاصة. ولذلك، قرر نصر الله إطلاق صواريخ على المستوطنات.

وفي 23 سبتمبر، بعد أيام من التنسيق بين الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال والموساد، وافق رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، على العملية التي أُطلق عليها اسم "السهم الشمالي"، وهي العملية التي أسفرت عن تدمير قدرات مهمة لحزب الله، حسب الموقع.

وكشف التقرير أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال شلومي بيندر، تفاجأ في البداية عندما تم اقتراح اغتيال نصر الله، حيث كانت هناك أصوات تطالب بتأجيل العملية. لكن بعد مناقشات طويلة، تم اتخاذ القرار النهائي بتنفيذ الاغتيال. وأوضح مصدر عسكري رفيع المستوى للموقع قائلًا: "لم تكن هناك آراء معارضة، وكان القرار حاسمًا". ومع ذلك، تم إطلاق العد التنازلي لاغتيال القائد الذي كان يمثل قلب محور المقاومة في المنطقة.

واستمر الموقع في شرح تفاصيل المناقشات المطولة التي جرت قبل اتخاذ القرار باغتيال نصر الله. وقال أحد المصادر المطلعة على عملية اتخاذ القرار: "كان من الواضح للجميع أنه إذا فشلت عملية من هذا النوع، فإن نصر الله سيظهر وكأنه قد نجح في الإفلات مجددًا من الهجوم الإسرائيلي، وكان الانتقام سيبدو مختلفًا تمامًا".

وأشار الموقع إلى أن الجنرال بيندر كان قد شدد خلال جميع المناقشات السابقة على أهمية الاستخبارات الدقيقة. وفي النهاية، قبل أيام قليلة من تنفيذ الاغتيال، وافق مسؤولو جهاز الاستخبارات على الخطة، حيث كان الهدف هو أن يتم استهداف قدرات حزب الله تدريجيًا وتجريده من إمكانية الرد الواسع حتى لا يشعر نصر الله بأن الهدف هو اغتياله.

وبحسب التقرير، بدأ الإدراك في "إسرائيل" أن هناك شيئًا يحدث تحت الأرض، حيث كان نصر الله، في السنوات الأخيرة، وعلى عكس الرأي السائد لدى الاحتلال، يتحرك فوق الأرض بشكل أكبر، مما جعل نافذة الفرصة تتقلص. وأضاف أحد المسؤولين المطلعين على التفاصيل أن هذا النجاح جاء بفضل الاستخبارات التي تم جمعها على مدار 18 عامًا، منذ حرب لبنان الثانية، والتي شهدت صعوبة في الحصول على معلومات حول مكان وجود نصر الله.

وفي الاجتماع الحاسم الأخير، الذي حضره رئيس وزراء الاحتلال، قال قائد سلاح الجو: "إذا كان هناك، فإننا سوف نقتله". وعندما وصلت المعلومات الاستخباراتية بأن نصر الله كان في الموقع المحدد، كان واضحًا للجميع أن عملية الاغتيال ستنفذ. تم إصدار الأوامر إلى الطائرات، وبسرعة تم تجهيز 14 طائرة من طراز "رَعَم" بـ 83 قنبلة، بوزن إجمالي قدره 80 طنًا.

وبيّن الموقع أن سلاح الجو الإسرائيلي كان في حالة من القلق بسبب الاستخبارات المتقدمة التي يمتلكها نصر الله، والذي كان قادرًا على بناء صورة جوية دقيقة في أي لحظة. وتم تحديد ساعة الهجوم في الساعة 18:21. ووفقًا للتقرير، تم إلقاء 83 قنبلة في غضون عشر ثوانٍ على المباني والمخارج، مما أسفر عن سحب ضخمة من الدخان والغبار فوق الضاحية الجنوبية. وكان من الواضح للجميع أنه قد تم استهداف نصر الله، وأن من كان تحت الأرض معه قد ارتقى نتيجة الاختناق أو الشظايا أو الانهيارات.

وأكد التقرير أن ضابطًا كبيرًا في سلاح الجو التابع للاحتلال قد صرح للموقع قائلًا: "من قائمة تضم 14 من كبار مسؤولي حزب الله الذين كانوا مستهدفين، لم يتبق سوى اثنين: أبو علي حيدر، وهيثم علي طبطبائي". ومع ذلك، هناك من يزعم داخل جهاز الاستخبارات "الإسرائيلي" أن العدد الفعلي كان أكبر، حيث كان قد تم تعيين بدائل لبعض من تم اغتيالهم. (شبكة قدس)

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

انتقاد إسرائيلي لكاتس بعد توبيخه رئيس الاستخبارات بسبب خطة ترامب

شكّلت مطالبة وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس، لرئيس الأركان إيال زامير بتوبيخ رئيس الاستخبارات العسكرية، على التحذير الذي نقله للمستوى السياسي بسبب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تكرارا للتجاهل السياسي لتحذيرات المؤسسة العسكرية في الأشهر التي سبقت هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.

بيرنيت غورين، الكاتبة بموقع زمن إسرائيل، قالت إن "جيش الاحتلال عقد مؤخرا سلسلة من المناقشات لبحث تبعات خطة ترامب، حيث حذر رئيس الاستخبارات العسكرية شلومي بايندر من أنها قد تؤدي لتصعيد فوري في الضفة الغربية، وإشعال النار في الشارع الفلسطيني، وهو ما كان متوقعاً، لكن المستوى السياسي ممثلا بوزير الحرب يسرائيل كاتس سارع لمطالبة رئيس أركان الجيش هآرتسي هاليفي لتوبيخ بايندر، بل إن وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير دعا كاتس لفصله بايندر فورًا من الجيش".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "بايندر لم يحذر من خطة ترامب، بل حذر من عواقبها على الشارع الفلسطيني في الوقت الحالي، وإن تقييم الجيش السائد المقدم للمستوى السياسي مفاده أن الخطة قابلة للتنفيذ، لكنه حذر من العواقب، ما يعني أن طلب كاتس من هاليفي توبيخ بايندر ليس له معنى، بل إنه أمر الجيش بالاستعداد للترويج لخطة الهجرة الطوعية لسكان غزة ممن يرغبون بالمغادرة لأماكن مختلفة في العالم، وهذا بالضبط ما يتعين على الجيش القيام به، وما سيفعله". 

وأكدت أن "بايندر لم يتحدث ضد خطة ترامب، وبالتأكيد ليس ضد توجيهات المستوى السياسي، بل أراد نقل رسالة مفادها أن الخطة قد تؤدي لتصعيد الوضع الأمني في، وهذه مهمته بالضبط، وفي الواقع، فلو لم يفعل ذلك، لكان سبباً لفصله من العمل، كما لم يُجر مقابلات مع وسائل الإعلام؛ ومن المشكوك فيه للغاية ما إذا كان متورطًا على الإطلاق بتسريب المعلومات لوسائل الإعلام، ما يضع علامات استفهام حول سبب طلب كاتس بتوبيخه".


وأشارت إلى أن "كاتس بطلبه هذا يواصل النهج نفسه الذي تبناه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عندما تجاهل تحذيرات الاستخبارات بشأن الخطر الذي تواجهه الدولة، ورفض مقابلة رئيس الأركان في الأيام والساعات التي سبقت هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، وعندما جاء ضباط الاستخبارات للكنيست لمقابلة الوزراء، واطلاعهم على الوضع الأمني، ولم يكلّف أي منهم أنفسهم عناء مقابلتهم، هكذا تبدو حكومة النعام التي تدفن رأسها في الرمال". 

وأوضحت أن "هذه نفس الحكومة التي ترفع الآن لافتة ضد تسريب الوثائق السرية على أساس أنها شعرت بالحاجة للوصول للمستوى السياسي، وبينما يسعى كاتس لتوبيخ بايندر، فإن رئيسه نتنياهو دأب على تكرار سؤال غير مفهوم لماذا لم تتصل به الاستخبارات منذ عام وأربعة أشهر ليلة هجوم حماس في أكتوبر، ولم يشاركوه التحذيرات، زاعما أكثر من مرة أنه لو أيقظوه فقط، لكان من الممكن تجنب الهجوم بأكمله".


مقالات مشابهة

  • قاسم يكشف عن موعد آخر لقاء واتصّال مع نصرالله!
  • تضارب الأنباء بشأن اغتيال مسؤول في الاستخبارات الإيرانية
  • برامج رمضانية في الذاكرة.. لماذا يحن اليمنيون إلى ماضيهم؟ (تقرير)
  • انتقاد إسرائيلي لكاتس بعد توبيخه رئيس الاستخبارات بسبب خطة ترامب
  • تفاصيل جديدة.. تقرير يكشف: جيش الاحتلال أخفى معظم حقائق 7 أكتوبر
  • شخصان يديران حزب الله عسكرياً.. تقريرٌ إسرائيلي يعلن الأسماء
  • خلال الأسابيع الأخيرة... هكذا عملت فرقة إسرائيليّة على استهداف حزب الله
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات جوية على جنوب لبنان
  • تقرير عبري: الشاباك طرح مخطط “اغتيال السنوار” أكثر من 6 مرات