عائض الأحمد
أيُّكم أحسن خلقًا وخلقة وكامل الأوصاف لم يُخلق مثله؛ فيطوف مشرقها ومغربها، دون خجل أو وجل؟ أنا أكملكم وأقدركم لم أخطئ يومًا ولم يكن في سيرتي جنحة تعكِّر سجل أحوالي، كمال لم يُدنَّس ولم يُوضع تحته خطان حمراوان، زاهية تزهو لم يخلق مثلها في البلاد.. هي تلك صفحتي يا سادة، فمن منكم سيأتي بمثلها؟
قُل كما تشاء؛ فحديث النفس يُرضي غرورك ويجنح بك إلى أقصى مآرب خيالاتك، وليس من الحكمة أن أراك كما ترى، فملامسة الأرض والنظر تحت أقدامنا يختلف باختلاف قامتك وقامتي.
نظري حاد ومسامعي تلتقط الصمت، بقراري وهوى نفسي "أُفلتر" حاجتي منها وأخفى همسا أعشقه وأتوه في طرقاته، عصي على وده يفقدني رجاحة العقل ويغضبني إن مر طيف دون أن ألحظه، أتعالى عليه فيسقطني وأنزل بين راحتيه فيغلبني، العمر في مرماه وبيد قناصيه رصاصة رحمة ورحمة مستجير به منه أعيته السبل.
خطأي تكبره وعطفي تنكره وما بينهما قسوة مصطنعة تخذلك دائمًا وكأنما تحفر قبرا ورسول الموت يقول لك ستسكنه دون غيرك، أو لم تسمع صدى تلك الكلمات التي طوتها أصوات صرخات المتأوِّهين حنقًا وكأنها حقيقة صدق يراد بها عين باطل، كلما استفردت بي غشاني رداء ضعف واستفزتني برودة أطرافك ورجفة جسدك، لم أعد أملك شغف اللقاء وحميمية النظر في عينيك فارحل ودع خلفك ما يشعرني بقربك فأنا لن أطيق فراق من ألبسته جسدي ورويته بقطر خاصتي، يوم لك وآخر لي فلا تطل النظر فيقصر العمر دون أن نستلهم ذاك الشغف الذي غاب وغيبته قصرا، فشابت أرواحنا وأسدلت أعيننا الستار على مشهدٍ رفضته القلوب وتمناه الحساد، وغصت به الحناجر دون أن نجد جواباً يشفي أو ألماً يقضي ويمحق كل عودة يعقبها سؤال هل سننتهي هنا؟
ختامًا: العشق لا يشيخ ولا يذبل يكبر وتصغر الحياة في عينيه، يخطفه الوقت في لحظات عابرة ليست من حساب أوقاتنا في شيء، لم تكن تعلم بأنها عين اليقين.
شيء من ذاته: نشأنا توأماً في جسدين نشقى إن ابتعد أحدنا ونثور عشقاً إن لامست أيادينا غريباً، لم نؤمن بالفسحات في دواخلنا، هكذا بدأنا، وبذلك سنعيش.
نقد: يحاسبني على ظنونه وينعتني بـ"الكذاب".
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حقيقة مكملات «أوميجا 3» ودورها في إبطاء الشيخوخة
يبدو أن تناول مكملات (أوميجا 3) بشكل يومي يعمل على إبطاء الشيخوخة البيولوجية لدى كبار السن، وخاصة عند دمجها مع فيتامين (د) وممارسة التمارين الرياضية.
لقد علمنا بالفعل أن أحماض (أوميجا 3) الدهنية، وهي الدهون «النافعة» الموجودة في البذور والمكسرات وبعض أنواع الأسماك، من الممكن أن تعزز مناعتنا وتحسّن صحة القلب وتنشّط وظائف المخ. كما ارتبطت هذه الأحماض بالتغيرات التي تطرأ على العلامات الجينية، وهي العلامات الكيميائية الموجودة على الحمض النووي والتي تعمل على تغيير نشاط الجينات، وبالتالي سلوك الخلايا. وهذا يشير إلى أن أحماض (أوميجا 3) الدهنية تعمل على تقليص وتيرة الشيخوخة البيولوجية، والتي غالبًا ما ينظر إليها أنها مقياس لمدى سرعة تدهور جسم شخص ما مقارنة بأشخاص آخرين.
أرادت (هايك بيشوف فيراري) وزملاؤها من جامعة زيورخ في سويسرا استكشاف تأثير (أوميجا 3) على الشيخوخة بشكل أكبر، بالإضافة إلى معرفة كيف يمكن أن تعمل جنبًا إلى جنب مع مكملات فيتامين (د) وممارسة الرياضة.
تقول بيشوف فيراري: «تقوم (أوميجا 3) بدور في مسارات متعددة للشيخوخة، مثل كونها مضادة للالتهابات. وعلى نحو مماثل، فإن فيتامين (د) والتمارين الرياضية لهما فوائد متعددة. وقد فكرنا في أنه إذا أثرت على كل هذه المسارات التفاضلية، فهل نحصل على فائدة إضافية؟».
ثلاثة أشهر
ما مدى انخفاض العمر البيولوجي بعد ثلاث سنوات من تناول (أوميجا 3)، مقارنةً بالعلاج الوهمي (بلاسيبو)؟
قام الفريق بتقسيم 777 شخصا في سويسرا تتراوح أعمارهم بين 70 و91 عاما إلى ثماني مجموعات، ومع ممارسة عاداتهم الحياتية الطبيعية، طُلب من كل مجموعة تناول مجموعات مختلفة من جرعة يومية من (أوميجا 3) تبلغ جراما واحدا، وأقراصا وهمية، و2000 وحدة دولية من فيتامين (د)، بالإضافة إلى ذلك، طُلب من بعض المجموعات القيام بتمارين القوة لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع.
في بداية الدراسة، قام الفريق بتقدير الأعمار البيولوجية للمشاركين باستخدام الساعات فوق الجينية. وقد قامت هذه الساعات بتحليل علامات الحمض النووي التي تسمى (مجموعات الميثيل) في الدم، والتي تتناقص عمومًا مع تقدم العمر، مما يؤدي إلى إضعاف وظيفة الخلية.
وبتكرار نفس التجربة بعد ثلاث سنوات، وجد العلماء أن المشاركين الذين تناولوا (أوميجا 3) تقدموا في العمر بنحو ثلاثة أشهر فقط في المتوسط، مقارنة بمن تناولوا حبوب الدواء الوهمي فقط. وقد أخذ العلماء في الاعتبار العوامل التي قد تؤثر على النتائج، مثل العمر الفعلي للمشاركين وجنسهم.
وتقول بيشوف فيراري: «هذه أكبر تجربة لدينا اليوم تشير إلى أن مكملًا بسيطًا يساهم في إبطاء الشيخوخة البيولوجية».
علاوة على ذلك، فإن أولئك الذين تناولوا (أوميجا 3) مع فيتامين (د) وقاموا بتمارين القوة كانوا يتقدمون في العمر بشكل أقل، مقارنة بالأشخاص الذين لم يمارسوا أيّا من هذه العادات. تقول بيشوف فيراري: «كان التأثير أكثر وضوحًا، فقد استمروا في تجديد شبابهم لحوالي أربعة أشهر».
قد تبدو هذه التأثيرات بسيطة، لكنها قد تكون مهمة بالنسبة لبعض الأشخاص، كما يقول (ريتشارد سيوي) من كلية كينجز لندن: «بالنسبة لكبار السن، قد يحدث تدهور كبير في وظائفهم بعد حوالي ثلاثة أشهر، لذا فإن هذا الأمر يصبح أكثر أهمية».
خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»