بوابة الوفد:
2025-03-09@13:20:04 GMT

حكم أكل لحم النعام والأحاديث الواردة في ذلك

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز أكل لحم النعام، ولا حرج شرعًا في حلِّ تناوله؛ وذلك لأن النَّعام من الأشياء التي لم ينص الشرع الشريف على تحريمها، فتبقى على الأصل؛ وهو الإباحة.

مفهوم قاعدة "الأصل في الأشياء الإباحة" ودليلها


ومن المقرر شرعًا أن الأصل في الأشياء الإباحة؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [لقمان: 20]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ [الجاثية: 13].

ومن يُسر الشريعة الإسلامية وسَعتها رفع الحرج عن المكلفين، ولأجل ذلك نهى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم الصحابةَ أن يسألوا عما سكت عنه من أحكام؛ حتى لا يكون سؤالهم مدعاةً للتحريم والتضييق عليهم وعلى غيرهم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

وفهم الصحابةُ رضوان الله عليهم أنَّ المسكوت عنه بعد ورود النَصِّ المحرِّم؛ داخلٌ في دائرة الحِلِّ؛ ودليل ذلك: أن ابن عباسٍ رضي الله عنهما تَلَا قول الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا﴾ الآية [الأنعام: 145]، ثم قال: "ما خلا هذا فهو حلالٌ" أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في "تفسيره".

وتأسيسًا على هذا الإرشاد النبوي الشريف، والمنهج الشرعي الحنيف استنبط الفقهاءُ القاعدةَ الكليةَ أنَّ "الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم"؛ كما في "الأشباه والنظائر" للإمام السيوطي (ص: 60، ط. دار الكتب العلمية).

قال الإمام أبو بكرٍ الجصَّاص في "الفصول في الأصول" (3/ 249، ط. أوقاف الكويت): [ما كان على الإنسان مِن فعله تَبِعَة: فغير جائزٍ أن يُخَلِّيهُ الله تعالى مِن إقامة الدليل على أنَّ عليه فيه تَبِعَةً؛ لينتهي عنه، هذا حكم العقل، و(قد) أَكَّدَ السمعُ هذا المعنى بقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ﴾ الآية [التوبة: 115]؛ فأخبر أنَّ ما لم يَدُلَّ على تحريمه: فلا تَبِعَةَ على فاعله] اهـ.

وقال الإمام القرافي في "الفروق" (2/ 19، ط. عالم الكتب): [ما لم يَدُلَّ فيه دليلٌ على تحريمه؛ قُلنا: هو مباح؛ عملًا بالبراءة] اهـ.

أقوال الفقهاء في حكم أكل النعام
قال الإمام السرخسي الحنفي في "المبسوط" (11/ 222، ط. دار المعرفة): [وذكر عن رجل قال: كانت لبعض أهل الحي نعامة فضربها إنسان فوقذها فألقاها على كناسة وهي حية فسألنا سعيد بن جبير فقال: ذكوها وكلوها، وبه نقول، فإن الموقوذة إذا أدرك ذكاتها جاز تناولها لقوله تعالى: ﴿إلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ﴾ [المائدة: 3] ولحصول ما هو المقصود، وهو تسييل الدم النجس، ومنه دليل إباحة تناول النعامة] اهـ.

وقال الإمام العمراني في "البيان" (4/ 505، ط. دار المنهاج): [مسألة: (جواز أكل النعامة وغيرها من الطيور وحرمة ما له مخلب): ويحل أكل النعامة؛ لأن الصحابة رضي اللَّه عنهم قضوا فيها ببدنةٍ إذا قتلها المحرم، فدل على أنها صيد] اهـ.

الاستدلال على حلّ أكل النعام بأنه من صيد الحرم الذي يحرم التعدي عليه
مما يدل على مشروعية أكلها أنَّه قد نص العلماء على أن النعام من صيد الحرم، الذي وضع الشرع الشريف له جزاءً عند التعدي عليه.

قال برهان الدين ابن مازه الحنفي في "المحيط البرهاني" (2/ 440، ط. دار الكتب العلمية): [وأما ما يؤكل من صيود البر يجب في جزائه قيمتها بالغة ما بلغت، وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما الله، ويستوي أن يكون المقتول صيدًا له مثل من النعم خلقة أو لا مثل له من النعم خلقة.

وقال محمد والشافعي: ما له مثل من النعم خلقة وصورة يجب في جزائه المثل خلقة، فيجب في النعامة بدنة] اهـ.

وقال الإمام ابن عبد البر المالكي في "الكافي في فقه أهل المدينة" (1/ 393، ط. مكتبة الرياض الحديثة): [ما قتل المحرم من الصيد فعليه جزاؤه، وما يجزي من الصيد شيئان: دواب وطير؛ فيجزي ما كان من الدواب بنظيره من الغنم، ففي النعامة بدنة] اهـ.

وقال الإمام الشافعي في "الأم" (2/ 209، ط. دار المعرفة): [فإذا أصاب المُحرمُ نعامةً ففيها بدنةٌ] اهـ.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النعام لحم النعام الإفتاء اهـ وقال الإمام قال الإمام

إقرأ أيضاً:

الإقلاع عن التدخين بمناسبة الشهر الفضيل

من يتّق الله يجد له مخرجا، هو أوّل ما يمكن أن نبدأ به هذه الكلمة، حتى نخاطب العقول قبل القلوب ونكون سببا لأن نمدّ قراءنا الأعزّاء بقوة يتخذونها سلاحا للفوز وإعلان الإنتصارعن أفة التدخين، هذا السم القاتل الذي يفتك بالمرء ويقوده إلى منا لا يحمد عقباه على جميع الأصعدة: صحيا، نفسيا، ماديا.

وما فرصة الشهرالكريم إلا مفتاح من ذهب يمكننا أن ننجو به وبحياة كل من هم حولنا، لذا فلتعقد عزيزي القارئ العزم على أن تكون من الماضين في سبيل لا تشوبه شائبة بإذن الله.

لذا ما عليك إلا بالأتي:

قرر بشكل قاطع أنك تريد الإقلاع عن التدخين، فإن ذلك كما يقول الله تعالى: “من عزم الأمور”.

تذكر أنك في شهر الصوم، وأن ذلك يقتضي ترك الخبائث والمنكرات، والتدخين من الخبائث والمضار التي يجب تركها قال تعالى : ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث”.

استعن بالله وادعه مخلصًا أن يمنحك القوة والتوفيق لتحقيق ذلك، حيث قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “وإذا استعنت فاستعن بالله”.

ضع أمام عينيك دائمًا أخطار التدخين وعواقبه الوخيمة، وتذكر أن الله سيسألك عن الصحة، والعمر، والمال.

حاول أن تجد رفيق لك من المدخنين (قريب - صديق – زميل)، لتتعاهدا معا على ترك التدخين. فهذا أدعى للخير، ويزيدك إصرارا على ترك التدخين، والمرء بإخوانه لا بنفسه فقط.

أبلغ زوجك وأهلك ومن تثق بهم بقرارك، فإنهم سيكونون مصدر دعم مهم لك إن شاء الله.

قرر أن تقتطع مبلغ المال الذي كنت تصرفه على التدخين للتبرع به للفقراء واليتامى بشكل يومي. لأن الله تعالى يقول: “وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا”.

سيتولد لديك صراع داخلى للعودة إلى التدخين، فتذكر قول الله تعالى: “إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون”. ولا تنس قول الله تعالى: “وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم”.

تذكر أن قوة الإرادة والعزيمة التي تتجلى في الصيام والامتناع عن المفطرات والشهوات. هي عون كبير جدا على الإقلاع عن التدخين والتخفيف من آثاره الجانبية إلى حد كبير. فاستعن بالصبر والصلاة، ولا تدع الفرصة تفوتك في رمضان.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لاسم الله «المقيت»
  • شيخ الأزهر: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى
  • الإيمان والإستقامة
  • شيخ الأزهر: الله حفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع
  • الإقلاع عن التدخين بمناسبة الشهر الفضيل
  • شيخ الأزهر: حفظ الله يشمل كل الناس.. سواء المطيعون أو العصاة
  • الإمام الطيب : حفظ الله يشمل كل الناس المطيعين والعصاة
  • شيخ الأزهر: حفظ الله يشمل كل الناس المطيعون منهم والعصاة
  • شيخ الأزهر: وصف العبد باسم الله الودود معناه محبته لطاعة الله وكراهية معصيته
  • «شيخ الأزهر»: حظ العبد من اسم الله «الودود» يتجسد في أن يحب للناس ما يحبه لنفسه