وأنا أقطع المسافة الفاصلة من دخولي قصر الرئاسة إلى حيث يجلس السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان أدرت حواراً سريعاً مع نفسي حول مالذي يجب أن أقوله هل أبدأ بالتحية والسلام وعبارات المجاملة ، هل ابدأ بتأكيد وتجديد موقفي الداعم للقوات المسلحة في معركة الكرامة ، أم أنتهز ألفرصة ألسانحة لأطمئن على موقف الجيش ليرتاح قلبي ومن ثم أرسل بعدها رسائل التطمين للقراء والمتابعين.
لكن ما أن وصلته وسلمت عليه وجلست إلا وخرج من داخلي بلا مقدمات (طلعت زكريا) في فيلم طباخ الريس ولعل الذي شجعني وحرضني على ذلك ألأستقبال الودود للسيد الرئيس والرجل وجهه خالي من مساحيق السلطة وبعض المسؤولين تنفر منهم بغرورهم أًو كبرهم أوصمتهم المصطنع المريب الذي يجعلك غير قادر على الحديث معهم..
ألمهم أنني بعد أن بادلته عبارات التحايا والتقدير لسيادته وعبره للقوات المسلحة على دورها الذي تقوم به والتضحيات التي قدمتها بدأت حديثاً (كله) صريح إلا أن (جله) لايمكن نشره على الاقل ذلك الذي يحمل طبيعة عسكرية لأن الخوض فيه سيضعني في خانة (النيران الصديقه ) لكن الذي استطيع أن اقوله على لسانه ان القوات المسلحة في أبريل ٢٠٢٣ شئ وفي ديسمبر ٢٠٢٤ لحظة حديثي معه شي أخر تماماً عدة وعتاد وأعداد بشرية ومعنويات ما يعني أنه تم بناءها من جديد رغم أستمرار الحرب وخسائرها وكلفتها العالية..
قلت للسيد الرئيس لماذا تأخر الدخول لمدني وكل الشواهد تؤكد مقدرة القوات على فعل ذلك ؟؟قال لي لابد ان اقول لك أنه في بداية الحرب أُرتكبت بعض الأخطاء بسبب ألحماس وألتسرع في الحسم وهو ما جعلنا نرتب ونعيد حسابات الحسم أما مدني فهي الان مهيأة لدخول الجيش لكننا نتعامل مع المليشيا بإسلوب الإستنزاف حتى نقلل كلفة الخسائر البشرية في صفوف القوات وهي محسومة وسنستعيدها قريباً ويسمع شعبنا مايسره..
قلت للسيد الرئيس أنتم متهمون بتعمد أبطاء الانتقال المدني وأنت شخصياً يلاحقك اتهام تطلعاتك في الحكم؟؟ قال لي ليس هناك أبطاء ولا رغبة لنا في الحكم نحن الآن في مرحلة تعديلات الوثيقة وبعدها سيحدث الإنتقال المدني (ولعلي ومن مصادري الخاصة تأكدت أن هذا يحدث بالفعل بإشراف مباشر من الفريق شمس الدين كباشي في اجتماعات يتواصل فيها الليل بالنهار )
قلت للسيد الرئيس ماذا عن المبادرات التي تظهر هنا وهناك بشأن المفاوضات مع الإمارات؟؟ قال لي موقفنا مبدئي وواضح نحن نقاتل وكيل الإمارات المليشيا وبالتالي نقاتل الإمارات نفسها ولم يصدر منا أي ترحيب بهذه المبادرات لا على لسان وزير الخارجية او أي مسؤول أخر
قلت له ياسيادة الرئيس صف لي الايام التي قضيتها في القيادة أيام (البدروم )؟ قال لي ساخراً كذبة البدروم هذه أطلقها قائد التمرد وصدقها أنا لم أكن في البدروم ولقد ظللت طوال خمسة شهور أحمل بندقيتي مع جنودي نقاتل في الجهة المقابله لجهاز الامن والمخابرات وكانت هي أكثر الجهات هشاشة !!
قلت له اذن لماذا بقيت هناك؟؟ قال لي كان يمكن أن أغادر القيادة منذ الأيام الأولى وطريق الاستراتيجية كان ممكناً وجرحانا كان يتم إخلاءهم الى السلاح الطبي وذلك أيضا كان طريقاً ممكناً لكنني القائد ولايمكن أن أترك جنودي يقاتلون في هذا التوقيت الحرج وانا خارج المعركة في مكان أمن والقائد لايفعل ذلك !
قلت له كيف تنظر لبناء الدولة السودانية من جديد في ظل هذأ الدمار الكبير ؟؟؟
قال لي حميدتي عندما تاكدت من هزيمته أتجه بالكامل لهدم الدولة والتخريب الذي حدث مقصود وممنهج لكن الشعب السوداني قادر على بناء بلاده بمساعدة الاشقاء والأصدقاء وصمود وصبر الشعب السوداني تجلى وظهر في تحمله لكل مافقده على المستوى الشخصي والعام
قلت للسيد الرئيس ماهي رسالتكم للإعلام السوداني من خلال ماقدم وهل أنتم راضون عنه قال واحدة من مكتسبات هذه الحرب أنها فرزت الكيمان وأظهرت معادن الوطنيين الخلص الذين هبوا لدعم القوات المسلحة في أكثر الاوقات ضبابية وعدم وضوح لذلك التحية للإعلام والإعلامين الذين ظلوا مقاتلين باللسان والقلم في معركة الكرامة بل كان لهم السهم في هزيمة المليشيا وتشتيت شملها
قلت للسيد الرئيس كيف ترى المقاربة بين الاستقلال وما يجري الان من واقع المخاض والتضحيات والكلفة ؟؟ قال الرئيس ما أشبه الليله بالبارحة والسودانيون الان يعيدون التاريخ ويقاتلون المستعمر الجديد بوجهه الجديد أختلفت الادوات والوسائل لكن لم يختلف السوداني فهو زاته الشجاع الشامخ ألذي يقدم روحه فداء للوطن وسيادته…
أصدقكم القول أنني خرجت من لقاء الرئيس ونفسي تحدثني ان أكتب كل ما دار من حديث وأنتصر للصحفي بداخلي أو أن أقول بعضاً من الممكن الذي يؤكد أن القيادة راكزة وراسخة وأنها تعدت الايام والشهور ألصعبة بشموخ وصلابة وأن الذي مضى كان الكثير المر وأن القادم سيكون القليل جداً في عمر المليشيا بأذن الله..
#ام_وضاح
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قال لی
إقرأ أيضاً:
ما الذي يخطط له حزب الله؟
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": تخشى المعارضة صدمة في جلسة 9 كانون الثاني. فـ "حزب الله" وحلفاؤه يعملون لجمع 65 صوتاً على الأقل، لكي يوصلوا مرشحاً يناسبهم إلى رئاسة الجمهورية. وصحيح أن هذا المرشح لن يكون من صلب بينة "الحزب" السياسية، كالوزير السابق سليمان فرنجية، لكنه ضمن مروحة أسماء مصنفة توافقية"، ويثق "الحزب" في أنه يستطيع أن "يمون" على أركانها لمنع تغيير "ستاتيكو" السلطة الحالي.
هناك تطوران أساسيان يوحيان أن هواجس القوى المعارضة في محلها
1- في الأسابيع الفائتة كانت هذه القوى تعتقد أن الحرب أدت إلى خسارة الحزب، جميع حلفائه خارج الطائفة الشيعية، بمن فيهم التيار الوطني الحر، الذي يفترض أن يجد مصلحة في اعتماد تموضع آخر. ولذلك بدت المعارضة في تلك الفترة أكثر ثقة في قدراتها.
واعتبرت أن موقع رئاسة الجمهورية خرج من حضانة الحزب ليصبح بين خيارين إما قائد الجيش العماد جوزف عون، وهذا الخيار تعتبره المعارضة جيداً، وإما إيصال أحد صقور المعارضة نفسها، وهذا الخيار هو الأفضل لأنه يتكفل بالإمساك برئاسة الجمهورية فيما يكون الجيش ممسوكاً بقيادته الحالية.
وتشير مواقف الحزب إلى أنه ما زال يحتفظ بأوراقه السياسية في الداخل، وأنه قادر على تثميرها بمقدار وافر من المرونة، ولذلك، رفع مستوى التحدي على السنة كوادره، بإعلانه أنه سيواجه أي محاولة لقلب المعادلات السياسية الداخلية وأنه مستعد لإعادة خلط الأوراق سياسياً وعسكريا، أيا كانت النتائج والأكلاف. 2 أطلق «حزب الله في الأيام الأخيرة، عبر مسؤوليه مقاربة جديدة عالية السقف لاتفاق وقف النار، إذ هند إسرائيل بأنه في اليوم الـ 61، سيتصرف بنحو مختلف ما لم توقف انتهاكاتها، وتزامنا، بدأ يكشف تدريجا مفهومه للتعاطي مع الاتفاق، فهو غير مستعجل للتخلي عن سلاحه في جنوب الليطاني، ورافض تماما للمشي به في شمال هذا الخط، وفوق ذلك، بدا أن الوعد الذي أطلقه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم قبل أسابيع، بتدبير أقنية جديدة لإيصال المؤن إلى الحزب، بعد سقوط الأسد يتسم بالجدية والسرعة ولعل الضجة المثارة حول الطائرة الإيرانية التي قيل إنها تنقل أموالاً إلى الحزب.
هي إحدى الإشارات إلى ما يفكر فيه.
وفي أي حال، خلال كانون الثاني الجاري، ستظهر قدرات الحزب على حقيقتها من خلال استحقاقين الموعد المقرر الانتخاب رئيس للجمهورية، الخميس المقبل وانتهاء مهلة الـ 60 يوما، في 27 من الجاري إذا لم يتدارك الوسطاء هذا الموعد ويسارعوا إلى تمديدها خوفا من الأسوا.
طبعاً، يخطط حزب الله للبقاء في عرش السلطة في لبنان، وعدم التنازل عن نقاط القوة التي يتمتع بها. ويعمل للاحتفاظ بمرونة تسمح له بالبقاء لاعبا أساسيا على رغم من التحولات وحتى الآن، هو نجح في تحقيق هذا الهدف إلى حد معين. لكن السؤال هو: هل سيبقى لـ الحزب، هذا الهامش إذا استؤنفت الحرب وواصلت إسرائيل ضرباتها في شمال الليطاني واجتياحها في جنوبه؟ وهل سيتمكن من الاحتفاظ بهذه الميزات إذا وصلت الحرب الإسرائيلية - الأميركية إلى إيران نفسها وأدت إلى إضعاف نظامها وفق ما يهدد بنيامين نتنياهو و دونالد ترامب؟