بوابة الوفد:
2025-01-06@17:43:48 GMT

معنى النهي عن الذبح في حديث « لا فرع ولا عتيرة »

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية إن ما ورد من النَّهي عن ذبح العتيرة في قوله عليه الصلاة والسلام: «لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ» محمول على ما كان من أمر الجاهلية من الذَّبح لغير الله تعالى، أو هو محمولٌ على نفي الوجوب عنها، أو أنها ليست كالأضحية في الاستحباب أو في ثواب إراقة الدم.

وورد عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ» متفق عليه.


والمراد من النهي الوارد في هذا الحديث هو عما كان من أمر الجاهلية من الذبح لغير الله عزَّ وجلَّ، أو يراد منه بيان أنَّ العتيرة غير واجبة، أو أنَّ الثواب فيها أقل من الثواب في الأضحية.

حكم العتيرة ذبيحة شهر رجب
وأوضحت الإفتاء أن العرب كانت تحترم الأشهر الحرم وتعظمها؛ اتباعًا لملة سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ وقد بلغوا من شدة تعظيمهم لها أن اختصُّوها ببعض القربات، كما حرَّموا على أنفُسهم فيها سفك الدماء؛ فكان الرجل منهم يلقى قاتل أبيه في هذه الأشهر ولا يتعرَّض له بالأذى، حتى جاء الإسلام فأقرهم على تعظيمها.

وعن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» متفق عليه.

مظاهر تعظيم العرب لشهر رجب
عرفت العرب منزلة الأشهر الحرم وما لها عند الله من شأنٍ وفضلٍ فعظَّموها، غير أنهم كانوا يبدِّلون ويغيِّرون فيها على حسب أهوائهم، إلا شهر رجبٍ؛ إذ ميَّزوه بمزيدٍ من التعظيم؛ فلم يغيِّروه عن مكانه، ولم يكن يَسْتَحِلُّهُ أحدٌ منهم، وما ذاك إلا لمعرفتهم بما لهذا الشهر من فضلٍ كبيرٍ، وشأنٍ عظيمٍ عند الله تعالى.

تعظيم العرب قبل الإسلام لشهر رجب
ومن مظاهر تعظيم العرب قبل الإسلام لشهر رجب أنْ جعلوا فيه ذبيحةً تُذبح في كل عام تُسمَّى بـ"العتيرة"، ومنهم من كان ينذر النذر أو يوجب على نفسه حقًّا في ماله ويعلق أجله والإتيان به بشهر رجب؛ لما له مِن شأنٍ عظيمٍ ومنزلةٍ رفيعةٍ عندهم.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (9/ 598، ط. دار المعرفة): [العتيرة المُنَذَرُ كانوا ينذرونه، من بلغ ماله كذا أن يذبح من كل عشرة منها رأسًا في رجب، وذكر ابن سيده: أنَّ العتيرة: أنَّ الرجل كان يقول في الجاهلية: إنْ بَلَغَ إِبِلِي مائةً عَتَرْتُ منها عتيرةً، زاد في "الصحاح": في رجب] اهـ.

وأول مَن سَنَّ العتيرة أو الذبح في شهر رجب: (بُورَا بن شُوحَا)، وهو مِن أجداد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد سيدنا عدنان.

قال الإمام الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" (2/ 274، ط. دار التراث) في ذكر نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد جده سيدنا عدنان: [ابن بورا؛ وهو بوز، وهو عترُ العتائر، وأولُ مَن سَنَّ العتيرة للعرب، ابن شوحا وهو سعد رجب] اهـ.

حكم العتيرة  ذبيحة شهر رجب

وكان الصحابةُ رضوانُ الله عليهم يسألون النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كل شيءٍ كانوا يفعلونه في الجاهلية حتى يبيِّن لهم الحلال منه والحرام، وعندما سُئِل صلى الله عليه وآله وسلم عن العتيرة في حجة الوداع: نهى عمَّا كان فيها من الذبح لغير الله، وبيَّن أنها تكون في كل شهور العام؛ فعن نُبَيْشَةَ الهذلي رضي الله عنه قال: نادى رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وَآله وسلم فقال: يا رسول الله، إنَّا كُنَّا نَعتِرُ عَتِيرَةً في الجاهليَّة في رجبٍ؛ فما تأْمرنا؟ قال: «اذْبَحُوا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيِّ شَهْرٍ مَا كَانَ، وَبَرُّوا لِلَّهِ، وَأَطْعِمُوا» أخرجه الأئمة: ابن ماجه والنسائي في "السنن"، وأحمد في "المسند".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العتيرة الإفتاء دار الإفتاء النبی صلى الله علیه وآله وسلم شهر رجب

إقرأ أيضاً:

فعاليات للهيئة النسائية في حجة بعيد جمعة رجب

الثورة نت/..

نظمت الهيئة النسائية الثقافية بمحافظة حجة فعاليات وندوات ثقافية بعيد جمعة رجب ووقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني.

واعتبرت كلمات وفقرات الندوات والفعاليات في المنصورة والمدينة والمعلم في الشاهل والدبوب وبيت المغربي والمحاجن في المحابشة ونعمان بمركز المحافظة وابو هادي والعبادلة وبني الحارث والمشجعة افلح الشام والشعاثمة بنجرة، عيد جمعة رجب محطة لتعزيز الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية.

وتطرقت إلى مكانة أهل اليمن وأحفاد الأنصار وما اتصفوا به من حكمة وإيمان تجسيدا لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

ولفتت إلى ضرورة إحياء المناسبة الدينية الجليلة لتذكير العالم بحب اليمنيين للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وارتباطهم به وآل بيته وأعلام الهدى ومناصرتهم للرسالة المحمدية.

واستعرضت شواهد من الماضي والحاضر لبأس اليمنيين ومبادئهم في الانتصار لدين الله وقضايا الأمة ومواجهة جبابرة الظلم والطغيان منذ دخولهم الإسلام.

تخللت الفعاليات والندوات، فقرات متنوعة وقصائد شعرية معبرة عن المناسبة.

واقيمت عقب ذلك في ابو هادي والعبادلة وبني الحارث والمشجعة بمديرية افلح الشام وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني.

وأكدت المشاركات في الوقفات التأييد المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة لإسناد المقاومة ونصرة غزة والقضية الفلسطينية.

وباركت العمليات العسكرية للقوات المسلحة التي تدك عمق الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مطالبة بتوسيع هذه الضربات حتى يتم إيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.

مقالات مشابهة

  • فعاليات للهيئة النسائية في حجة بعيد جمعة رجب
  • هل تلقين الميت له أصل في الشرع؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • الهوية الإيمانية وجمعة رجب.. بوابة اليمنيين إلى الإسلام
  • كيفية الدعاء للميت بعد الدفن.. أهم ما يقال عند القبر
  • مدى صحة مقولة "العمل عبادة" في الشرع والسنة
  • مدى مشروعية مقولة "خد الشر وراح"
  • الإفتاء: الأحاديث النبوية جاءت صريحةً في استحباب الذبح في رجب
  • حكم الشرع في "العتيرة" ذبيحة شهر رجب
  • مدى جواز العمل بالأحاديث الواردة في صيام شهر رجب