بات مشهدُ الذكاءِ الاصطناعي في زمننا الراهن ذا بعد فلسفي وأخلاقي عميق يستدعي مراجعتنا للأطر الفلسفية التي وجَّهت الإنسانَ عبر التاريخ إلى رسم معايير للسلوك الأخلاقي؛ لنستحضر بعضًا من أهم هذه الأطر الفلسفية التي أنتجها فلاسفةٌ بارزون مثل «إيمانويل كانط» المتمثّل بمشروعه الذي يُعرف بالأخلاقيّة الكانطيّة، و«جون ستيوارت ميل» في النفعيّة (Utilitarianism)، وأرسطو في أخلاقيات الفضيلة.

سنحاول أن نقحمَ هذه الأطرَ الفلسفية ومشروعاتها الأخلاقية في التساؤلات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ونختبرها في العملية الأخلاقية الرقمية، وسنحاول أن نكتشف آلية تفاعل هذه المنطلقات الفلسفيّة مع واقع الخوارزميات القادرة على التعلُّم واتخاذ القرارات المصيريّة.

تستندُ فلسفة كانط الأخلاقيّة إلى جوهرٍ فلسفي يُعرَفُ باسم «الواجب المُطلَق» (Categorical Imperative)، ويمكن تفسير مقصده بأهمية تصرّف الإنسان الفرد وفقَ قاعدةٍ يمكن أن تصبح قانونًا جمعيا يسري على الجميع، ويفترض «كانط» أنّ الأخلاق لا تعتمد على النتائج أو الغايات، ولكن على نيّة الفاعل ومطابقة فعله للواجب الأخلاقي، ومن هذا المنطلق، تتربّع الإرادة الخيّرة المستوى الأعلى في فلسفة «كانط»؛ فيكون الفعلُ أخلاقيًا حال اعتماده احترام القانون الأخلاقي، وليس لأجل منافع أو مكاسب محتملة. عند محاولتنا لتمثيل هذا التصوّر الكانطيّ في الأخلاق على الذكاء الاصطناعي، نلحظ أنّه يفرض شروطًا صارمةً على خوارزميات الكائن الرقمي؛ فحال أننا أقدمنا على توظيف مبدأ «الواجب المطلق» في خوارزمية ذكيّة، فينبغي أن تكون هذه الخوارزمية موجهّةً إلى الانقياد لقواعدَ أخلاقيّة تُعامل الإنسان باعتباره غايةً في ذاتها لا مجرّد وسيلة، وبتصور أدق، لا ينبغي للخوارزمية الذكية أن تتخذ قراراتٍ ضارة بالبشر مهما كانت المنافع أو المكاسب المحتملة. لكن، ينبثق تساؤلٌ مهم: أتستطيع الآلة امتلاك «إرادةٍ خيّرة» وفقَ قاعدة «كانط» الأخلاقية؟ حيث تتعلق الإرادة برمتها بكينونة العقل الأخلاقي الواعي، وهنا لا ترتبط فلسفة «كانط» برصد نتيجة الفعل، ولكنها تركّز على النيّة الكامنة في باطنها؛ فيتطوّر السؤالُ: أيمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي ذات البيانات الكبيرة والمنطق الرياضي أن تنفّذَ «النيّة» الخيّرة؟ أم ستظلّ حبيسةَ مسارات محدّدة سلفًا، مهما بدت مرنةً أو قادرةً على التعلُّم؟

في حين أننا نجدُ الأخلاقيّةَ النفعيّة لصاحبها الفيلسوف «جون ستيوارت ميل» تنحى منحى يشير إلى أن السعادة الكبيرة تتحقق عبر السلوك الأخلاقيّ، وبالتالي فلا قيمة يمنحها هذا المذهب الفلسفي إلا للنتائج دون الحاجة لوجود النيّات؛ فتقوميه للأفعال وفق معايير المنفعة الشاملة الناتجة، حتى لو استلزم الأمر في بعض الأحيان التضحية بمصلحة الأفراد من أجل الصالح العام. على عكس ما وجدناه في فلسفة «كانط» الأخلاقية؛ فإن الفلسفة النفعية تُظهر بعض المواءمة مع منطق خوارزميات الذكاء الاصطناعي؛ حيثُ تعتمد الخوارزميات -من حيث المبدأ الرياضي- مبدأ التحسين (Optimization) للمخرجات والنتائج، ولكن تقبع المشكلة في مبدأ مفهوم «السعادة» أو «المنفعة» عند الحديث عن مجتمعاتٍ تتباين في القيم والثقافات، وحينها من سيعرّف المنفعة؟ ومن يقرّر مستوى أهميّة سعادة مجموعة بشريّة قياسًا بمجموعات أخرى؟ بجانب أنّ البيانات التي تتعلّم منها الخوارزمية يحتمل احتواؤها على تحيّزات تاريخيّة أو ثقافيّة أو عرقيّة، فتقود إلى قرارات غير متكافئة بين فئات الناس. في مثل هذا السيناريو الواقعي، ستكون عملية الانتقال من الفضاء النظريّ -«المعنيّ بتحقيق السعادة للبشر»- إلى الفضاء الواقعي عمليةً مضطربةً من حيثُ عدم جدوى التطبيق الأخلاقي وتحققه المطلق، لأنّ توجيه الخوارزمية وفق غاية نفعيّة صِرفة يقود إلى مظاهر غير عادلة ولا أخلاقية تُفقد بعض الفئات حقوقها، ومن هذا المنطلق، يزداد السؤالُ الأخلاقي تعقيدا؛ فنسأل: هل تقبلُ مجتمعاتنا أن تُترجَم مبادئ المنفعة إلى خوارزميات تُمنح أولوية مضاعفة المنافع الاقتصادية وتحقيق مصالح سياسية أكبر، ولو على حساب منافع أفراد ومجتمعات يمكن أن تتضرر؟

تأتي «الفضيلة» عند «أرسطو» في مقدمة أولويات الفلسفة الأخلاقية؛ فيرى «أرسطو» أن الإنسانَ الأخلاقيّ هو مَن يكتسبُ الخُلقَ القويم ويطوِّر دوافع داخلية تمكِّنه من بلوغ السلوك المعتدل والأخلاقي، ولا ضرورة عند «أرسطو» بالواجب المطلق ولا بتحقيق المنفعة قدر ضرورة التركيز على تشكيل الإنسان الفاضل الأخلاقي عن طريق تحقيق التموضع الأخلاقي مع الواقع العملي واتخاذ القرار الأخلاقي المناسب وفقَ مقتضيات «الفضيلة»، ويقترب مبدأ الفضيلة الأرسطي من المكنون الإنساني المتعلق باتخاذ القرارات، وأهمية الجمع بين الخبرة والعقل والقيم المجتمعيّة. أمام تدفقات خوارزميات الذكاء الاصطناعي وزحفها المتسارع، تخرج إلينا الفلسفةُ الأرسطية في الأخلاق بتساؤل يناقش قدرة الخوارزمية الرقمية على تطوير «فضائلَ» تُماثل الفضائل التي ينتجها الإنسانُ ويمتلكها، ورغم إقرارنا بأنّ الخوارزميات الحديثة تتبنى «التعلّم العميق» المتمثّل في المحاكاة أو التعزيز (Reinforcement Learning) في منهج أقرب وصفا إلى «التربويّ»، ومع ذلك، فتتطلب الفضيلة الأرسطيّة خبرةً في الحياة ومَلَكةً إدراكيّةً ومعرفيّةً لعقلنة الموقف الأخلاقي وبعثه مسارًا ينبض بالحياة، وما نشير إليه بـ«التعلّم العميق» يمكن أن يوافق -في بعض الحالات- هذا المراد بمحاكاته لسلوكيات متوائمة مع المسار الأخلاقي المنشود، مع إقرارنا بافتقاره إلى «الفطنة الأخلاقية» وفق الشروط الأرسطيّة التي تعمل على تحقيق التوازن بين الغايات وتبايناتها وقيمها المتعددة مثل قيمة العدل والإحسان والرحمة كما يقتضي الواقع ويتطلب، ولا أتصوّر أننا قادرون على تحقيق هذا التوازن بمضمونه المطلق كون الخوارزميّات مصممة على التفاعل مع بيانات رقميّة معزولة عن خبرة الشعور الإنساني وأخلاقياته العميقة التي لا تترجمها البيانات ولن تستطيع لفقدانها قدرة ترجمة الوعي وأبجدياته المعقّدة.

عبر محطاتنا الفلسفية الثلاث الآنفة، يمكن أن نستنتج فشل هذه الفلسفات الثلاث في حل المشكلة الأخلاقيّة للذكاء الاصطناعي؛ فيستعرض كلٌّ منها مسارَه الخاص الذي يظهر عنصرًا ويفتقد العناصر الأخرى؛ فتبرز الأخلاقيّةُ الكانطيّة الكرامةَ الإنسانية وأولويّة المبادئ المعززة لحقوق الإنسان، وتذهب نفعية «ستيوارت» إلى تقديم أدواتٍ منهجيّةٍ لتقويم الأفعال وفقَ نتائجها، ويمكن أن يستفيد من مذهب النفعية الخوارزميات التي تتطلب اتخاذ قراراتٍ حساسة في زمنٍ وجيز مثل أنظمة القيادة الذاتيّة أو توجيه الطائرات من دون طيّار، وتغمرنا فضيلةُ «أرسطو» بفيضها الأخلاقي وبأهمية تشكيل الإنسان الأخلاقي المفعم بالقيم والعاطفة والعقلانية؛ لتؤكد على أن مبدأ الأخلاق ليس عمليةً حسابيّةً يمكن اختزالها في مجموعةِ نتائج ومخرجات. لكن مع التطويرات المصاحبة للذكاء الاصطناعي وخوارزمياته المتقدّمة، يستفز عقولَنا سؤالٌ أعمق: أيّ نوعٍٍ من «الفعل الأخلاقيّ» يمكن لخوارزمية موجهّة مسبّقًا أن تُنتجه؟ حال أن هذه الخوارزميات مفتقرةٌ إلى وجود «النيّة» حسب الفلسفة الكانطيّة، ولا تملك مظهرًا من مظاهر «الفطنة الأخلاقية» وفقَ المذهب الأرسطيّ، ولا تعرف مشاعرَ «اللذة والألم» كما تشير نفعيّة «ستيوارت»، فهل يكفي أن نُقوّم قراراتها استنادا إلى مستويات موافقتها للقواعد القانونيّة أو المنفعة العامة؟ ألا يخشى بعضنا أنّ الاعتماد المفرط على الأنظمة الرقمية في مسائلَ أخلاقيّة معقّدة يمكن أن يكرسَ المعنى الإنسانيّ وعمقه الواعي المعتمد على فهم السياقات الوجدانية وأفكارها الواعية التي لا أستبعد وجود ذاكرتها الكونية التي تحفظ عمق التجربة الإنسانية وتمنحها المعنى الأخلاقي الذي نحن أحق أن نملك أحقيّة توجيه منتجاتنا بما فيها الذكاء الاصطناعي إلى تبنيّه؟

د. معمر بن علي التوبي أكاديمي وباحث عُماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الأخلاقی ة یمکن أن ة التی

إقرأ أيضاً:

حـاجـة الفلسفة إلى العـلـوم الاجتـماعيّـة

منذ الثّـورة المعرفيّـة الهائلة التي أحدثها التّحليل النّفسيّ، قبل نيّـفٍ وقرن، بتسليطه الضّوء على فعل العوامل غيرِ المُوعى بها في الحياة السّيكولوجيّة وغيرِ المراقَبة من أنـا متـشبّعةٍ بالقيم وبالعقـل؛ ومنذ الانقلاب الكبير في نظرتنا إلى ظواهر الاجتماع الإنسانيّ وإلى بِـناهُ وعلاقاته بأثـرٍ من الدّرس الأنثروپـولوجيّ المعاصر...، بات على المعرفة الإنسانيّة أن تستـدخل، في جملة ما استدخلـتْهُ من أبعادٍ جديدة، مسائلَ اللاّمعقول، واللاّمشعور به، والخيال، والمقـدّس، والإيمان... في نطاق ما ينبغي أن يُـبْـحَث فيه ويُـدْرَس بالمناهـج الحديثة (التي تدفّـقت سيولُها في امتداد ثورة علوم الاجتماع والإنسان المعاصرة)؛ من حيث أنّ هذه جميعَها أبعاد مسؤولة عن توليد ديناميّاتٍ موجِّهة للأفعال الإنسانيّة: الفرديّة والجماعيّة.

وهذا معناهُ أنّ إحسانَ فهـمِ الكينونةِ الإنسانيّة والمجتمعيّة فهما مطابِـقا أو، على الأقلّ، مقترِبـا من وضعها الفعليّ بات وقْـفا على أخذ تلك الأبعاد في الحسبان، وعلى توسّلها في تحليل ظواهر الإنسان والمجتمع، وعلى عدم الاقتصار - بالتّالي- على العوامل المُوعَى أو المشعور بها.

ما من شكٍّ في أنّ هذه الثّورة المعرفـيّة، التي أوقـدْتها العلومُ الإنسانيّة والاجتماعيّة، سدّدت ضربة كبيرة لنزْعاتٍ فكريّة عدّة ازدهرت في القرن التّاسع عشر من قبيل الوضعانيّـة والعِـلْمـويّة، في امتداد الانتصارات التي سجّلها العلم في القرنين الـ 17 والـ 18. ولكنّ الذي لا مِـرْية فيه أنّ الفلسفة تلـقّت، بدورها، قسطها من تلك الضّربة التي آذتْها طويلا، بمقدار ما كان قد أصابها أذى أوّلٌ من انفصال علوم الاجتماع والإنسان عنها، واستقلالها بموضوعاتٍ لها كانت في جملة أحكار الفلسفة طوال تاريخها الإمبراطوريّ الممتـدّ من العهد الإغريقيّ حتّى مطالع القرن التّاسع عشر. نعم، بدتِ الفلسفةُ وكأنّها لا تأبـه، كثيـرا، بهذا المتغيّـر المعرفيّ الجديد ولا تعترف له بمشروعيّـة استيلائه على مسائـلَ كانت من أحيازها الفكـريّة.

هكذا استمـرّت في انشغالها بما زُوحِمت فيه من موضوعات من قِـبَـل العلوم الجديدة، ولئلاّ تنحشـر في الزّاوية الأضيق فيستـقـرّ كيانُها على هيئةٍ واحـدةٍ وحيدة (الميتافيزيـقا)، حافظت على فروعها التّـقليديّة محاولة إنتاج معارف في نطاقها. من ذلك: فلسفة الدّين، فلسفة السّياسة، فلسفة الأخلاق، فلسفة التّربيّـة، فلسفة اجتماعيّـة، فلسفة اللّغة، فلسفة العلوم...إلخ، لتجد نفسها تعمل في الميادين عـينِها التي قـامت عليها علـوم جديدة.

والحقّ أنّ الأمرَ ما كان مكابَرَة من الفلسفة أمام فُـتُـوّة المعارف الجديدة، بل أتى يمثّـل فِعْـلا من أفعال الإقدام المعرفيّ الذي لم تـتنـكّب عنه الفلسفةُ يوما، حتّى وهي تُـعَـاين - وعلى مدار قرون عـدّة - كيف يتـقـدّم العلـمُ ظافرا فـيَحْرِمها من حقّ القول في ميادينَ انـتهت إليه ملكـيّـتُها الحصْريّة (= العلوم التّجريبيّـة والرّياضيّة). على أنّ إسقاط فرضيّة المكابَرة من الحسبان لا يُسْقِـط أنّ الفلسفة ما استطاعت، دائما، أن تُجارِيَ علوم المجتمع والإنسان في مناهجها واشتغالها المعرفيّ في مسائل بعينها بانَ فيها تـفـوّقُـها السّاحق على الفلسفة. والغالبُ على ذلك البوْن الذي يفصل بينهما (= الفلسفة من جانبٍ والعلوم من جانب ثانٍ) أنّه ناشئ عن غزارة موضوعات التّـفكير في تلك العلوم قياسا بما هي عليه من شحّـةٍ في الفلسفة! وهي شحّـة قـد تكون غيرَ مفهـومة، تـماما، في نـظامٍ من المعـرفة (= الفلسفة) وَلَج إلى عالم الفكر من باب السّـؤال، منذ ابتداء أمره، واستمرّ فِعْـلُ السّؤال وتوليد الأسئلة والإشكالـيّات يَسِـمُه ويَمِيـزُهُ عن أيّ نظامٍ آخـر من المعرفة.

لقد نشأت، اليوم، حاجةٌ ماسّة إلى أن تنفتح الفلسفة على العلوم الاجتماعيّـة والإنسانيّـة: على علم الاجتماع السّياسيّ، والأنثـروپـولوجيا السّياسيّـة، وعلم السّياسة، وعلم الاقتصاد، وعلم التّاريخ، وعلى التّحليل النّـفسيّ... إلخ؛ وإلى أن تـنتهل منها مناهجَها وطرائـقَها في الدّرس، ومفاهيمَها التي تفتح بها أفـقا جديدا للمعرفة.

إنّها حاجة حيويّـة لها، اليوم، لا لِتحسين موقعها الفكريّ التّـنافسيّ في مواجهة تحـدّي تلك العلوم، بل من أجل توسعة تدخُّلها المعرفيّ في حقول السّياسة والدّين والاجتماع والتّربيّـة وسواها من المسائل التي تتناهـبُها علومُ المجتمع والإنسان. وكم هو نـافلٌ أن يقال، في المعرض هذا، إنّ الفلسفة لا تأتي جديدا ولا تُحْـدِث في سيرتها بدعـة بهذا الانفتاح إذا هي أقدمت عليه؛ فلقد ظلّت تفعله منذ ألفيْ عام، فكانت تعيد وضع فرضيّاتها المؤسِّسة على قاعدة نتائج علومٍ مثل الهندسة والفلك... ثمّ الميكانيكا والفيزياء، فتجـدِّد بها نفسَها.

وهذه حقيقة يعرفها كلّ دارسي تاريخ الفلسفة عندما يتوقّـفون عند حقبةٍ منها فـيَلحظون ما كان من أثـرٍ لعِلْمٍ سابق في تكوين پـراديغماتها.

إذا كانتِ المعرفةُ بمجال السّياسة، في المجتمعات الحديثة التي يقوم فيها نظامُ الدّولة الوطنيّة، تمرُّ- حُكـما - بعلوم الاجتماع، منذ أن فرضت أعمالُ ماكس ڤيبر اللاّفتةُ ذلك على الجميع منذ قـرنٍ من اليوم؛ وإذا كان بعضُ تلك العلوم يتوسّل فرضيّاتٍ للدّرس غيرَ مألوفة في الفكر الغربيّ عن استمرار أثر الموروث في بنية الحداثة، في مجتمعات متشبّعة بالعقلانيّة وفي دولٍ تقوم فيها السّياسة على قواعد العقلانيّة، فكيف - إذن - لا تكون للفلسفة العربيّة حاجةٌ بهذه العلوم من أجل إنتاج معرفةٍ أرصن بمجالٍ للسّياسة يَعْسُر على الدّارس، كثيرا، أن يقول إنّه محكوم بقـواعد العقـل والحداثة؟

مقالات مشابهة

  • «ميتا» تطلق تطبيقها المستقل للذكاء الاصطناعي التوليدي
  • ويكيبيديا تدخل عصر الذكاء الاصطناعي دون الاستغناء عن المحررين
  • المنارات التي شيدها أول مايو: النقابة وإنسانيتنا الإسلاموعروبية
  • حـاجـة الفلسفة إلى العـلـوم الاجتـماعيّـة
  • ديباك شوبرا: الذكاء الاصطناعي أداة لاكتشاف الذات
  • احتفاء عربي وارباك شديد وتساؤلات في واشنطن
  • قريباً.. مؤتمر للذكاء الاصطناعي في 5 مدن لبنانية
  • ذكاء اصطناعي بلا ضوابط.. أثار جدلاً أخلاقياً وقلقاً دولياً:»نيويورك تايمز«: إسرائيل حوّلت حرب غزة إلى مختبر للذكاء الاصطناعي
  • «صكوك الوقف» تفوز بجائزة الابتكار في التمويل الأخلاقي
  • تسريبات عبد الناصر وتساؤلات الهوية والقضية