اليوم العالمي للغة برايل: جهود الأزهر الشريف في دعم ذوي الهمم
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
في يوم الرابع من يناير من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للغة برايل، وهي لغة اللمس التي ابتكرها الفرنسي لويس برايل في القرن التاسع عشر، بهدف تمكين المكفوفين من القراءة والكتابة، ويمثل هذا اليوم فرصة للتذكير بحقوق ذوي الهمم، وتقديرهم كأفراد قادرين على التميز والإبداع رغم التحديات التي يواجهونها. ومن زاوية دينية، يعتبر هذا اليوم فرصة للتأكيد على أهمية دعم هذه الفئة في المجتمع، وهو ما أشار إليه العديد من علماء الأزهر الشريف في مختلف مواقفهم وفتاويهم.
يعتبر الإسلام أن العلم والمعرفة حق للجميع، ومن ضمنهم الأشخاص ذوو الهمم. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية على أهمية العلم للإنسان، وقال في حديثه: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» (ابن ماجه)، لذا فإن تمكين المكفوفين من تعلم القراءة والكتابة من خلال لغة برايل هو استجابة لهذا الواجب الديني الذي يحث على توفير سبل العلم لكل فرد من أفراد المجتمع، بغض النظر عن حالته الجسدية.
جهود الأزهر الشريف في دعم ذوي الهمميلعب الأزهر الشريف، من خلال مؤسساته التعليمية والدعوية، دورًا مهمًا في تعزيز حقوق ذوي الهمم. فقد سعى الأزهر دائمًا إلى تقديم الدعم المعنوي والعلمي لهم، من خلال إنشاء مؤسسات تعليمية خاصة بهم، وتوفير الكتب الدراسية بلغات خاصة مثل لغة برايل، بما يسهم في تأهيلهم علميًا واجتماعيًا.
وفي خطوة رائدة، أطلق الأزهر في السنوات الأخيرة العديد من المبادرات الخاصة بذوي الهمم، ومنها تعليمهم علوم الشريعة واللغة العربية باستخدام لغة برايل، وهو ما يسهم في نشر الوعي الديني بينهم ويتيح لهم فرصة المشاركة الفعالة في مجتمعاتهم، كما يتم تنظيم دورات تعليمية وورش عمل تهدف إلى تدريب المكفوفين على استخدام هذه اللغة في القراءة والكتابة، مما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة للتعلم والتطور.
دعم ديني دائم لذوي الهمميحث الإسلام دائمًا على توفير الرعاية والرحمة لذوي الهمم، وجاءت توجيهات الأزهر الشريف داعمة لهذه المبادئ. فقد أكد العلماء في فتاوى متعددة على وجوب توفير جميع حقوق ذوي الهمم، وأشاروا إلى أن المجتمع المسلم يجب أن يكون رحيماً بهم، وأن يقدم لهم كافة سبل الدعم العلمي والاجتماعي.
وقد قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في تصريحات سابقة: «إن ذوي الهمم هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، ويجب أن نوفر لهم كل الدعم لنمكنهم من أداء واجباتهم الدينية والدنيوية على أكمل وجه». وبالفعل، يقدم الأزهر دائمًا يد العون لهذه الفئة، حيث أنشأ في وقت سابق مراكز للدراسات الإسلامية للمكفوفين، التي تتيح لهم تعلم القرآن الكريم والعلوم الشرعية باستخدام لغة برايل.
رسالة دينية في اليوم العالمي للغة برايلإن اليوم العالمي للغة برايل ليس فقط مناسبة للاحتفال بتقدم المكفوفين في مجال التعليم، بل هو أيضًا فرصة للتأكيد على قيمة الدعم الديني والتربوي لهذه الفئة. فالإسلام يعترف بقدراتهم ويسعى دائمًا إلى دمجهم في جميع مناحي الحياة، مما يعزز من إحساسهم بالمساواة والكرامة.
من خلال إيمان الأزهر الشريف بدور العلم في حياة الإنسان، يقدم دعمه الكامل لمبادرات تعليمية متكاملة تساعد في تمكين ذوي الهمم، ليظلوا جزءًا فعالاً ومؤثرًا في المجتمع، فكما يقول الإمام الشافعي: "العلم لا يعدل به شيء"، وتوفير هذا العلم باستخدام لغة برايل يفتح لهم آفاقًا واسعة للتعلم، والمشاركة المجتمعية، والمساهمة في بناء أمة متمكنة بكل أفرادها.
في اليوم العالمي للغة برايل، نؤكد على أهمية الوعي المجتمعي بحقوق ذوي الهمم، وخاصة في مجال التعليم الذي يعد أحد أبرز حقوقهم، ويستمر الأزهر الشريف في تقديم جهوده لدعم هؤلاء الأفراد من خلال المبادرات التعليمية التي تستهدف دمجهم بشكل كامل في المجتمع. نأمل أن يحمل هذا اليوم رسالة أمل لكل مكفوف، ويكون دافعًا لنا جميعًا لتقديم المزيد من الدعم والمساندة لهذه الفئة الغالية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اليوم العالمى للغة برايل الأزهر الشريف ذوى الهمم الأزهر النبي الیوم العالمی للغة برایل الأزهر الشریف فی لغة برایل ذوی الهمم من خلال دائم ا
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد شيخ الأزهر .. تعرف على جهود الإمام الأكبر في السلام العالمي ودعم المرأة والطفل
تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب شيخ الأزهر الشريف، التي توافق اليوم السادس من يناير.
ولد الإمام أحمد محمد أحمد الطيب الحسَّاني بقرية القُرنة غرب مدينة الأقصر في الثالث من صفر لعام: 1365هـ الموافق للسادس من يناير لعام: 1946م، لأسرة عريقة شريفة مشهورة بالعلم، والصلاح، ينتهي نسبها إلى سيدنا رسول الله.
وتربَّى في ساحة والده الشيخ محمد الطيب -رحمه الله-، وحَفِظ القرآن الكريم في صغره، وأتقن العديد من المتون العلميَّة على الطريقة الأزهرية الأصيلة.
والتحق الإمام الأكبر، بمعهد إسنا الديني، ثم بمعهد قنا الديني، ثم بشُعبة العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة، وتخرَّج فيها بتفوق عام: 1969م، ثم عُيَّن معيدًا بالكلية.
وفي هذا التقرير نبرز دور شيخ الأزهر لدعم السلام العالمي ودوره في دعم جهود المرأة والطفل.
دور الأزهر العالميللأزهر الشريف مكانة عالمية مرموقة في دول العالم كافة شرقًا وغربًا؛ لعراقة تاريخه، ووسطية منهجه، وعظم مكانته في الوجدان الإسلامي، واشتباكه الدائم مع القضايا المُجتمعية والدولية بما يدعم السَّلام والأُخوة والعدالة؛ فهو أحد أهم ركائز قوة مصر الناعمة؛ محليًّا، ودوليًّا.
ومنذ اليوم الأول لتولي فضيلة الإمام الطيب مشيخة الأزهر الشريف، حرص فضيلته على اضطلاع الأزهر الشريف بدوره الرائد عالميًّا، بما يؤدي رسالته الوسطية في أنحاء العالم على أتمِّ وجهٍ، في ظل تحديات عُظمى إقليمية، وعالمية.
فكان الآتي:
▪️ ترأس مجلس حكماء المسلمين منذ عام 2014م؛ بهدف توحيد جهود الأمة الإسلامية؛ لتعزيز قيم المواطنة، والعيش المُشترك، ومُواجهة التَّطرف.
▪️ طور تعليم الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف من خلال إنشاء «مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين»؛ خدمةً لـ 40 ألف طالب من 110 دولة، وإنشاء معاهد أزهرية في دول قارة أفريقيا، وافتتاح المقر الإقليمي لاتحاد جامعات شمال إفريقيا بجامعة الأزهر.
▪️ عَقد مؤتمرات عالمية كبرى حظيت بحضور دولي رفيع من النخب الدينية والفكرية والسياسية والثقافية من مختلف دول العالم؛ لمناقشة أهم القضايا العالمية وطرح حلول لمشكلاتها، ومنها: ندوة الأزهر الدولية «الإسلام والغرب .. تنوُّع وتكامل» التي شارك فيها 13 رئيسًا ورئيس وزراء سابق من قارتي آسيا وأوروبا، ومؤتمر «الأزهر العالمي لنصرة القدس» الذي حظي بحضور مشاركين من 86 دولة، ومؤتمر «الحُرية والمُواطنة .. التَّنوع والتَّكامل» الذي شهد أرفع حضور للقيادات والنُّخب الإسلامية والمسيحية في الشرق، و«مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي» بمشاركة نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي.
▪️ قاد التَّقارب الإنساني بين الأديان بالتعاون مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ووقعا معًا «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تعد الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشَّريف وحاضرة الفاتيكان، كما تُعد من أهم وثائق تاريخ العالم الحديث.
▪️ ترأس العديد من جولات الحوار بين الشرق والغرب، ووصلت جولاته الخارجية إلى ما يزيد على 34 زيارة شملت 21 دولة هي: الأردن، سلطنة عمان، السعودية، الكويت، البحرين، الإمارات، إندونيسيا، أوزبكستان، كازاخستان، الشيشان، سلطنة بروناي، سنغافورة، نيجيريا، موريتانيا، بريطانيا، إيطاليا، البرتغال، ألمانيا، سويسرا، الشيشان، فرنسا، الفاتيكان.
▪️ استقبل العديد من قادة وزعماء العالم في مشيخة الأزهر الشريف، من أبرزهم: المستشارة الألمانية «انجيلا ميركل»، والرئيس البرتغالي «مارسيلو دي سوزا»، وقداسة البابا «فرانسيس» بابا الفاتيكان، والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، والعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود»، والعاهل البحريني الملك «حمد بن عيسى آل خليفة»، والرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، وولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سليمان»، وولي عهد أبو ظبي الشيخ «محمد بن زايد»، إضافة لرؤساء كل من: سنغافورة، وبوركينا فاسو، وتوجو، والصومال، ولبنان، وأوروجواي.
▪️ شارَك في العديد من المؤتمرات واللقاءات الإسلامية والدولية، في الأردن، وإندونسيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، وسويسرا، وروما، والولايات المتحدة الأمريكية.
▪️ وسَّع من حجم التَّواجد العالمي لـ«المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف» في مصر والعالم؛ حيث وصل عدد فروعها إلى 20 فرعًا حول العالم، خلال عام 2019م؛ لتمتد خريطة انتشار المنظمة وتشمل 20 فرعًا في: (نيجيريا - جزر القمر - جنوب أفريقيا - كينيا - تنزانيا - كوت ديفوار - تشاد - مالي - الصومال - الكاميرون - غانا - بروناي - السودان - إندونيسيا - ماليزيا - الهند - باكستان - تايلاند - ليبيا - بريطانيا)، كما قدم أزهريون من دول مختلفة طلبات لتأسيس فروع للمنظمة في دولهم، بالإضافة إلى انتشار فروع لها في 17 محافظة مصرية.
وغير ذلك من جهود فضيلة الإمام الأكبر في تعزيز عالمية الأزهر الشريف.
دعم حقوق المرأة والطفلوحَفَل تاريخ الأزهر الشريف بمشاركات مُجتمعية رصينة ومُؤثرة؛ هدفت إلى تحقيق الأمن والسِّلم المُجتمعي، ودعم حقوق المرأة والطفل، وقد كانت ولاية الإمام الطيب لمشيخة الأزهر الشريف امتدادًا لهذا الدور الرائد، حيث قام بالآتي:
▪️ تأسيس «بيت العائلة المصري» من أجل الحفاظ على وحدة النسيج الوطني لأبناء مصر؛ مسلمين ومسيحيين، والتأكيد على القيم العليا والقواسم الإنسانية المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات.
▪️ تعاون الأزهر الشريف مع كافة مؤسسات الدولة في تنفيذِ برامج دعوية وتوعوية وقِيمية مُشتركة، ومُجابهةِ الظواهر المُجتمعية السَّلبية.
▪️ تعزيز دور «لجنة المصالحات بالأزهر الشريف» المنوط بها إصلاح ذات البين بين المواطنين، وإعلاء المصلحة العليا للوطن، وحفظ الأرواح والأعراض والممتلكات، ونبذ العصبية القبلية المتوارثة، من خلال التنسيق مع الجهات المعنية في الدَّولة.
▪️ تمكين المرأة المصرية من القيام بأدوار مجتمعية ودينية مؤثرة، ومن ذلك: استحداث «قسم فتاوى النساء» بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لتقوم عليه نخبة متميزة من المفتيات المتخصصات للرد على التساؤلات الشرعية للمرأة المسلمة في مصر والعالم، بالإضافة لتعيين واعظات ومفتيات يتبعن مجمع البحوث الإسلامية، وينتشرن في جميع أنحاء الجمهورية للتواصل المباشر والبنَّاء مع سيدات مصر الفُضليات بشكلٍ واعٍ وفعَّال.
▪️ إطلاق «برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية» التَّابع لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لتنمية مهارات التواصل الأسري، وتأهيل المقبلين على الزواج، ومواجهة الظواهر المجتمعية السلبية؛ لا سيما المنتشرة بين الشباب.
▪️ استحداث وحدة «لم الشمل» التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية للحدِّ من ظاهرة انتشار الطلاق، وتعتمد الوحدة آلية التَّدخل الميداني في حالات النزاع الأسري؛ لرأب صدع الأسرة المصرية، والحفاظ على الأطفال من أخطار التَّفكك الأسري.
▪️ استحداث وحدة «بالمعروف» التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لدعم ثقافة الطلاق الآمن عند استحالة العشرة الزوجية، وتأهيلًا للمنفصلين من خلال منظومة تثقيفية وتدريبية ترسم ملامح حياة ما بعد الانفصال، وتضع ركائز المعاملة الراقية التي تضمن استقرار الحالة النفسية لدى النَّاشئة.
▪️ دعم حقوق الطفل بشكل دائم ومستمر في مشاركاته الدولية، والتي منها: مشاركته في مؤتمر الأديان تحت عنوان: «تعزيز كرامة الطفل» بالفاتيكان.
▪️ إطلاق حملات توعوية إلكترونية لمناهضة العنف ضد الأطفال مثل حملة: «جنَّة»، وحملة: «إنها رحمة».
▪️ استحداث وحدة «الدعم النفسي» التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية للتواصل البناء مع الشباب بما يعينهم على حل مشكلاتهم، وإطلاق مبادرتها «أنت غال علينا»؛ لسماع الشباب، ومساعدتهم في تجاوز تحديات حياتهم.
وغير ذلك من جهود فضيلة الإمام الأكبر في نشر السِّلم المُجتمعي، ودعم حقوق المرأة والطفل.