هل تتضاعف السيئات في الأماكن المحرمة؟
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية استفسارًا حول ما إذا كانت السيئات تتضاعف في الأماكن المحرمة، مثل مكة المكرمة، والتي يحرص كثير من الناس على الإكثار من الطاعات وتجنب المعاصي فيها.
وأوضحت دار الإفتاء أن الله تعالى قد جرت حكمته وسنته على تفضيل بعض المخلوقات والأماكن على غيرها، حيث فضَّل الله تعالى البشر من بني آدم على سائر المخلوقات، وأصطفى منهم الأنبياء والرسل ليكونوا محلَّ وحيه، وكذلك، فضل مكة المكرمة على سائر بقاع الأرض، وجعلها من أطيب وأشرف الأماكن.
وقالت دار الإفتاء إن فضل مكة ليس مقتصرًا على الأشخاص، بل يشمل المكان نفسه، إذ جُعل فيها الثواب مضاعفًا لكي يحرص المسلمون على الإكثار من الطاعات وتجنب المعاصي. فمثلاً، ورد في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أدرك رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر له، كتب الله له مئة ألف شهر رمضان فيما سواها" (رواه ابن ماجه). كما قال ابن عمر رضي الله عنهما: "رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة" (رواه البزار).
وقد أضاف الإمام الحسن البصري في "فضائل مكة" أن الحسنات في مكة تتضاعف بشكل غير مسبوق، حيث يُكتب للمسلم مئات الآلاف من الحسنات عن كل عمل صالح يقوم به في هذه البقعة المباركة، فالذي يصلي هناك يكتب له مائة ألف صلاة، والذي يتصدق يكتب له مائة ألف درهم صدقة، وحتى ختم القرآن في مكة يُكتب له مائة ألف ختمة.
وأشارت دار الإفتاء إلى أنه كما تضاعف الثواب في مكة، فإن الذنوب والمعاصي فيها أيضًا تتضاعف مقارنة ببقية الأماكن. فقد أكد الإمام النووي في "الإيضاح في مناسك الحج والعمرة" أن الذنب في مكة أقبح من الذنب في غيرها، مشيرًا إلى أن السيئات في الأماكن المحرمة أشد وأعظم.
كما قال الشيخ ابن القيم في "زاد المعاد" أن السيئات في حرم الله تعتبر أكبر وأعظم من السيئات في غيرها، مثلما يكون عصيان الملك على بساطه أشد من عصيانه في مكان بعيد عن ملكه.
وفي الختام، أكدت دار الإفتاء أن الحسنات والسيئات تتضاعف في الأماكن والأزمان الفاضلة، مثل مكة المكرمة، وهو ما يجعلها فرصة عظيمة للمسلمين لزيادة الأعمال الصالحة والابتعاد عن المعاصي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء دار الافتاء المصرية الله الأنبياء والرسل الأماكن المحرمة دار الإفتاء فی الأماکن السیئات فی فی مکة
إقرأ أيضاً:
ما حكم التفكير في الحرام أثناء الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب
ورد إلي الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية،سؤال يقول (ما حكم التفكير والوسوسة داخل الصلاة؟
وأجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على السؤال قائلا إن الانشغال بغير الله في الصلاة لا يجوز، وأوضح أنه يجب على المصلي أن يستشعر أنه يقف بين يدي الله تعالى.
وأشار الشيخ إلى أهمية تدبر آيات القرآن أثناء الصلاة، استنادًا إلى قوله تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" كما نصح بقراءة القرآن بطمأنينة، والتفكير في معاني الآيات لتعميق الخشوع، وكذالك الأمر في الركوع والسجود فضلاً عن التفكير في أمرٍ خارج عنها.
هل تبطل الصلاة بالتفكير بأمور خارجها؟كما أوضحت دار الإفتاء بأنه لا تبطل الصلاة بمجرَّد التفكير بشيء من خارجها بشرط أن يأتي بأركانها وشروطها، ولكن يُنقص ذلك من أجره، لأنه ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها.
وذكرت أنه يجب على العبد إذا دخل في الصلاة أن يحرص على تحصيل الخشوع ما أمكنه، وأن يجانب الاسترسال مع الوساوس والأفكار التي تعرض له في صلاته، لأن الفكر في ما ينافي الصلاة يقلل من الخشوع أو يذهبه، والخشوع هو لب الصلاة وروحها، ومع هذا فالفكر في غير الصلاة لا يبطلها وإن كثر أو كان في شيء محرم.
علاج التفكير أثناء الصلاةوقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن علاج التفكير أثناء الصلاة، فيستحب الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وعدم الإلتفات إلى هذه الأفكار، وإكمال صلاتك «والصلاة صحيحة إن شاء الله».
وذكر أمين الفتوى أنه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما معنى الحديث« أنه إذا أذن المؤذن فإن الشيطان يولي هارباً ويراه الكلب، فإذا سمعتم نباح الكلاب فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنه يرى ما لا ترون».
وتابع أمين الفتوى خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على “يوتيوب “وإذا بدأ المصلي فى الصلاة جاءه الشيطان حتى يزين ويوسوس له ويحاول إفساد هذه العبادة”.
وأوضح أمين الفتوى أنه إذا جاءت هذه الأفكار السيئة للمصلي فلا يستجيب لها، ولا يشغل باله بها أصلا، وبمجرد أن تأتى يجعلها تمر مرور الكرام ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويكمل صلاته وستكون صحيحة ولا شيء فيها إن شاء الله.