بوابة الوفد:
2025-04-13@13:46:08 GMT

الفن.. الحياة

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

يلجأ الإنسان إلى المنطق والبيان حينما يحاول التعبير عن شعور أو إحساس أو موقف؛ مستخدما اللغة المنطوقة أو المكتوبة أو الفعل أو حتى الإشارة، فإذا كان الشعور فيّاضا والإحساس مرهفا، والموقف يحمل رؤية معينة يكون الحماس لها قويا؛ فليس أمام المرء سوى أن يختار لونا من الآداب أو الفنون يعبر من خلاله عن شعوره أو إحساسه أو موقفه.

ومع اختلاف الثقافات والحضارات عرفت الأمم المختلفة ألوانا عديدة من الآداب والفنون، وكان من الطبيعى أن تزدهر بعض هذه الآداب والفنون فى كل أمة بينما لا يزدهر بعضها فى أمم أخرى، فالحضارة الأوروبية على سبيل المثال عدت اللوحة والتمثال والعمارة ومختلف الفنون التشكيلية فنها الراقى، بينما الحضارة اليابانية وجدت فنها الراقى فى تصميم الحدائق.

ويلاحظ أن الفنون والآداب المختلفة قد تطورت بتطور الحياة الإنسانية ذاتها، كما أن هذا التطور أدى إلى ظهور فنون جديدة لم تكن معروفة من قبل، ففن النحت الذى عرفه الإنسان البدائى تطور كثيرا إلى أن صار لما هو عليه اليوم كفن له أصوله ومدارسه الفنية المختلفة، وفنون المسرح التى عرفها الإنسان فى العصر اليونانى القديم بعد إرهاصات سابقة لهذا العصر تطورت كثيرا وأفادت من مستحدثات التكنولوجيا والفكر الإنسانى إلى أن صارت هذه الفنون إلى ما هى عليه اليوم. وفى الوقت ذاته فإن التطور التكنولوجى والفكرى للإنسان أدى إلى ظهور فنون جديدة فى العصر الحديث لم تكن معروفة من قبل مثل فنون الراديو والسينما والتليفزيون، وقد تبلورت هذه الفنون بعد تطورها المستمر إلى أن أصبحت فنونا مستقلة قائمة بذاتها.

إن تطور الفنون المختلفة وارتباط ذلك التطور بتطور الإنسان ذاته، يؤكد بوضوح ارتباط الفنون المختلفة بحياة الإنسان وبمفردات هذه الحياة ومن ثَم بالمجتمع الإنسانى وبالبيئة الحضارية بوجه عام.

ونتيجة لذلك، فإن الفنان يرتبط بمجتمع ما وببيئة حضارية معينة بصورة أو بأخرى، وهذا الارتباط يمثل علاقة الفنان بمجاله فى الحياة والتجارب التى يتولد عنها الشعور والإحساس والموقف الذى يعبر عنه بفنه، إذ لا يمكن أن ينفصل العمل الفنى عن مجاله وإلا أصبح بلا معنى، فالفنان إذًا لا يمكن أن ينفصل عن مجتمعه بقيمه وعاداته وتقاليده، إذ يُعد هو فى حد ذاته نتاجا لهذه القيم والعادات والتقاليد، ومتأثرا بها بصورة أو بأخرى.

فالعمل الفنى قد يعكس صورًا من حياة الفنان، ولكن هذا لا يعنى أنه تعبير عن حياة الفنان، لأن شخصيته وتجاربه فى الحياة ليست هى التى تحدد العمل الفنى وتعطيه كيانه، وإنما الذى يحدد ذلك العمل هو عقله الخالق وتجاربه الفنية، وعلى قدر نضوج هذا العقل الخالق وتمكن الفنان من فنه تكون قيمة العمل الفنى.

وفى النهاية، تظل الحياة لتجسد أسلوب كل منا فى التعبير عن فنه؛ فنه فى الكتابة، وفنه فى التحدث، وفنه فى التعامل، بل وفنه فى السكوت فى بعض الأحيان، وهذا ما ذهب إليه الأديب الفرنسى «شاتوبريان» عندما قال: «الفن هو الأسلوب، والأسلوب هو الإنسان».

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب جامعة المنصورة

[email protected]

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان الفن الحياة العمل الفنى

إقرأ أيضاً:

مجانا.. عرض مسرحي بعنوان "الوهم" على مسرح المركز الثقافي بطنطا

تقدم الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، العرض المسرحي المتميز "الوهم" على مسرح المركز الثقافي بمدينة طنطا، وذلك ضمن خطة عروض شرائح المسرح بمحافظة الغربية لموسم 2025.

تنطلق العروض ابتداءً من مساء غد الإثنين، وتستمر يوميًا حتى يوم الجمعة الموافق 18 أبريل، في تمام الساعة الثامنة مساءً، تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

العرض مستوحى من رائعة الكاتب والشاعر الإيطالي الشهير لويجي بيرانديللو، "ست شخصيات تبحث عن مؤلف"، ويقدمه فريق فرقة المركز الثقافي بطنطا المسرحية، ويشارك فيه نخبة من الممثلين الشباب، منهم: محمد محسن، زياد ناصر، روز فرج، يوسف لبيب، ومنة أحمد.

تدور أحداث المسرحية حول ست شخصيات تخلّى عنها مؤلفها قبل أن تكتمل، فتقرر هذه الشخصيات اقتحام إحدى البروفات المسرحية بحثًا عن كمالها الدرامي، ما يؤدي إلى صراع نفسي وفكري مع فريق العمل المسرحي الحقيقي، في تجربة ميتا-درامية تتناول حدود الواقع والخيال.

يضم فريق العمل الفني: الديكور لسمير زيدان، الإعداد الموسيقي لأحمد عفيفي، الدراماتورج أحمد عصام، المكياج بسملة نجم، الفيديو مابينج محمد البدري، الأزياء سمية الهواري، فيما يتولى الإخراج الفنان محمود فايد.

ويأتي العرض بإنتاج الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، وإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، بإدارة محمد حمدي، وفرع ثقافة الغربية برئاسة وائل شاهين.

مقالات مشابهة

  • مها متبولي تنتقد دراما رمضان: فنانون «خيّبوا أملي».. وآخرون لمعوا وسط الزحام
  • فقد بصره قبل وفاته .. مدير أعمال أحمد زكي يكشف مفاجأة لجمهور الفنان
  • ليلى عز العرب لبرنامج لقاء ع الهوا .. الفن مش بالواسطة
  • نصب.. حمادة هلال يستغيث بسبب فيديوهات الذكاء الاصطناعي
  • مجانا.. عرض مسرحي بعنوان "الوهم" على مسرح المركز الثقافي بطنطا
  • معرض “عندما تتكلم الألوان” لجيراير باروساليان… لوحات تجريدية تروي حكاية أمل سوري
  • “وئام وسلام”.. تحفة فنية فريدة في مطار البحرين الدولي (صور)
  • حتى لا تموت الأحلام| المواهب الشبابية تُبحر بالتشكيل إلى واقع مختلف.. جيل جديد يعكس تطورًا فنيًا وفكريًا فى لوحاتهم ويعيد الحياة إلى عالم الفن التشكيلي
  • نشرة الفن| السعدي يتحدث عن خلاف رمضان وياسمين صبري وخطبة حسام حبيب
  • السعودية.. ضبط 4 وافدين بمحل مساج لمخالفة الآداب والأمن يوضح