هل أعطى العراق الضوء الأخضر بتصدير النفط الخام لسوريا؟
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
بغداد اليوم – بغداد
أكد مصدر حكومي، اليوم السبت (4 كانون الثاني 2025)، أن العراق لم يعط ضوءا أخضر بتصدير النفط الخام إلى سوريا.
وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، إن "دمشق مع متغيراتها المهمة بعد 8 كانون الاول عقب سقوط نظام الأسد وبروز هيئة تحرير الشام كحاكم جديد لسوريا بدأت أغلب دول العالم تعيد رسم اولوياتها، ومنها العراق، في ضوء ما يخدم مصالحها بشكل مباشر".
وأضاف أن "دمشق بالفعل تعاني من أزمة مشتقات نفطية وكانت تعتمد على بعض الشحنات التي تصل من العراق في الاشهر الماضية لكن بعد الاحداث الاخيرة توقفت"، مؤكدا، أن "حكام سوريا حاولوا ايجاد طريق لإعادة تدفق الشاحنات بشكل طارئ لتفادي أزمة وقود خاصة مع دخول البلاد ذروة الشتاء".
وأشار الى أن "بغداد حتى الآن لم تعط ضوءا اخضر بتصدير النفط الى سوريا لكن بالمقابل بدأت واشنطن بجهود بالتنسيق مع انقرة في نقل كميات كبيرة من حقول نفطية تقع ضمن الجغرافيا السورية الى دمشق وباقي المدن بطوابير طويلة من الشاحنات كانت تضخع لسيطرة قوى المعارضة المسلحة من الكرد وغيرهم".
وبيّن، أن "دعم بغداد ضروري لكن الأمر مرتبط بملفات أخرى لكن في كل الأحوال العراق منفتح على بناء علاقات متوازنة بما يخدم ظروفه لكن اذا ما تم إعادة النفط سيكون هناك اعلان رسمي مع الاسباب".
وقرر العراق وقف تصدير النفط الخام إلى سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد كنتيجة للتحولات السياسية والأمنية في سوريا، ورغبة من بغداد في إعادة تقييم الاتفاقيات النفطية بما يتناسب مع المتغيرات الجديدة.
وكان العراق يزود دمشق بحوالي 33 ألف برميل من النفط الخام يوميا، و120 ألف طن من النفط الأسود شهريا قبل أن يوقف التصدير إلى سوريا.
وأدى انقطاع تصدير النفط العراقي إلى سوريا إلى تفاقم أزمة الوقود داخل الأراضي السورية، وذلك في ظل السيطرة المتزايدة "قوات سوريا الديمقراطية" والقوات الأمريكية على الحقول النفطية السورية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: النفط الخام إلى سوریا
إقرأ أيضاً:
استفزاز صهيوني جديد.. أدرعي يتجوّل في الأراضي السورية
يمانيون../
بدعمٍ أمريكي غيرِ مسبوق، يسعى كيان الاحتلال الإسرائيلي للهيمنة الإقليمية، مستخدمًا القوة العسكرية والناعمة، والتخطيط السياسي لفرض واقع جديد فيما يسمى جزافًا بـ”الشرق الأوسط”.
وفي مشهدية الوضع الحالي الذي لا يقتصر على القصف والدمار والقتل والتشريد، بل يتعداه إلى سياساتٍ أكثرَ وحشيةٍ من الاستعمار التقليدي، لم يعد كيان الاحتلال يهتم بإخفاء أهدافه؛ بل يسعى لتكريسها واقعًا جديدًا يضمن مصالحه، بينما يُستبعَدُ فيه أصحابُ الأرض عن التأثير الفعلي في صناعة مستقبل أوطانهم.
وفيما المخطّط الصهيوني يشمل التوسع في الضفة الغربية وسوريا ولبنان وأماكن أُخرى، تهيمن الصهيونية الدينية على المشهد، والرؤية التوراتية المحرفة تُترجَمُ على الأرض، ومجرم الحرب “نتنياهو” يمنح المتطرفين الصهاينة ما يريدون لضمان بقائه في الحكم.
وإذ يتراجع القانون الدولي، ويُستبدل بوقائعَ جديدةٍ يفرضها الكيان الغاصب والولايات المتحدة؛ ما يجعل المنطقة برمتها تحت رحمة قوى الاحتلال والهيمنة العالمية والاستغلال المنهجي لكل مواردها ومقدراتها السيادية الظاهرة والباطنة.
سوريا اليوم، أضحت ساحةً معقَّدةً للصراع الإقليمي والدولي، حَيثُ تزايدت العمليات العسكرية الإسرائيلية والغارات الجوية، وسياسة القضم التدريجي للأرض، في سياق تنفيذ مخطّطاتها التوسعية، ومواجهة التحَرّكات والطموحات الإقليمية المتسارعة والمنافسة لها.
في الإطار؛ وفي حركةٍ استفزازية جديدة؛ أجرى متحدث جيش الاحتلال للإعلام العربي الصهيوني “أفيخاي أدرعي” جولةً داخل الأراضي السورية التي يحتلها كيانه، في انتهاك جديدٍ لسيادة هذا البلد العربي الأصيل.
ونشر “أدرعي”، عبر حسابه الشخصي بمنصة “إكس” مساء الثلاثاء، 3 صور له من هذه الجولة، تظهر خلفه في إحداها لافتة لمدينة القنيطرة جنوبي غربي سوريا.
وتحدث مفتخرًا بأنه يقوم بجولةٍ في الجنوب السوري، حَيثُ تنتشر قوات “الجيش الإسرائيلي” داخل الأراضي السورية، زاعمًا أن احتلال بلاده لهذه الأراضي يهدف إلى “منع التهديدات المحتملة وضمان أمن مواطني “إسرائيل”.
وقال “أدرعي”: إن “وجودنا في هذه المنطقة يعزز قدرتنا على الاستجابة السريعة لأي سيناريو أمني قد ينشأ نتيجة الأوضاع الداخلية في سوريا”، حَــدَّ زعمه.
دمشق لا تثيرُها “إسرائيلُ” فعيونُها على سُكانِ الساحل:
وفي هذا الشأن؛ وعلى الجانب الآخر، يظل موقف النظام السوري غير واضح، وسط تحديات داخلية وخارجية ضخمة وغامضة، مع تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين في بعض مناطق “ريف حِمْص” وقرى الساحل السوري.
ووفقًا لمنظماتٍ حقوقية سورية، فَــإنَّ الإدارةَ الجديدة في دمشق تغض الطرف عن الاستهداف الصهيوني المتكرّر لسوريا، غير أنها تَصُبُّ جامَ غضبِها على مواطنيها، من خلال اتباع أساليب جديدة للابتزاز والتهديد تنذر بعواقبَ إنسانيةٍ وخيمة، وتشكّل خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان.
وبينما كان الصهيوني “أدرعي” يتجوَّلُ بحرية في “القنيطرة” جنوبًا، رفقةَ أفواجٍ من (السيَّاح) الصهاينة، أكّـد شهود عيان الثلاثاء، في شهاداتٍ موثقةٍ في “قرية جبلايا” بريف “حمص”، تعرُّضَ الأهالي لتهديداتٍ مباشرة من قبل مجموعاتٍ مسلحة، تمثَّلت في “مطالبتهم بدفع مبالغَ مالية تعادل قيمة 300 قطعة سلاح حربي، رغم عدم امتلاكهم لأيٍّ منها”.
وبحسب الشهود، تضمن التهديد إدخَالَ فصيل مسلح تابع لإدارة دمشق، إلى القرية في حال عدم الامتثال، مع التلويح بارتكاب “مجازرَ جماعية”؛ ما دفع نسبةً كبيرةً من السكان إلى “النزوح؛ هربًا من التهديد”.
وفي حادثةٍ مشابهة، أفادت مصادر أهلية من قرية “الحطانية” التابعة لـ”بانياس”، بأن الأهالي خُيِّروا بين “دفع مبلغ قدره 60 مليون ليرة سورية، أَو مواجهة دخول فصيل مسلَّح إلى قريتهم”.
هذه الممارسات -بحسب مراقبين- تشكِّلُ جرائمَ تهديدٍ وترهيبٍ وابتزازٍ، وتعرض حياة المدنيين وسلامتهم للخطر، وتندرج ضمن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترقى إلى جرائمَ ضد الإنسانية؛ كون استمرارها وتكرارها بشكلٍ ممنهج يأتي على مرأى ومسمع الإدارة في دمشق.
في السياق، أكّـد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “استمرار هذه الممارسات التي ترهب المدنيين وتغذّي حالة من الهلع والفوضى لا تخدُمُ السلطة القائمة، بل تصب في مصلحة خصومها، وتفاقم من حالة الانقسام وانعدام الثقة”.
إذن.. تشابكاتٌ وتناقضاتٌ، تعكسُ حقبةً جديدةً من الصراعات الإقليمية، في ظل مخطّط صهيوني أمريكي يعمل على إعادة وصياغة نظام جديد وديناميكيات محدّدة للقوة المحرِّكة داخل المنطقة.
ووسط غيابٍ كامل لدورٍ فاعل للمجتمع الدولي والعربي والإسلامي، يظهر في المشهد اليوم عمق الفجوة القاتمة بين أمل الوعود والتحولات، وواقع الإنجاز والتحَرّكات والتي تسير نحو مستقبلٍ مجهولٍ ينتظر سوريا “الأرض والإنسان”.
عبدالقوي السباعي| المسيرة