حذرت إيران الحكومة الإيطالية من أن احتجاز المهندس الإيراني محمد عابديني، استجابة لمذكرة أمريكية، قد يهدد العلاقات الثنائية بين البلدين.

اعلان

جاء ذلك بعد أن ألقت السلطات الإيطالية القبض على عابديني في 16 ديسمبر/كانون الأول في مطار مالبينسا بميلانو، بناءً على طلب أمريكي يتهمه بتوفير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي تم استخدامها للهجوم على موقع أمريكي في الأردن في يناير 2024، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

وعُثر على أدلة على تورط عابديني في الحادث بعد تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، حيث تم تتبع النظام المستخدم في الطائرات بدون طيار إلى شركته التي تتخذ من طهران مقرًا لها.

متظاهرون يحرقون علم الولايات المتحدة خلال تجمعهم السنوي لإحياء ذكرى الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 في طهران، 11 فبراير/شباط 2024Vahid Salemi/AP

وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها عبر حسابها الرسمي في منصة "إكس" أنها استدعت السفيرة الإيطالية لدى طهران، باولا أمادي، لتوجيه تحذير رسمي لها بشأن احتجاز عابديني.

وأضافت:" هذا العمل يتماشى مع نوايا واشنطن السياسية والعدائية المثبتة لأخذ المواطنين الإيرانيين، رهينة في جميع أنحاء العالم من خلال فرض تطبيق القوانين المحلية الأمريكية خارج الحدود الإقليمية. "، واصفةً إياه بأنه "عمل غير قانوني".

Relatedعقوبات أمريكية على مجموعتين روسية وإيرانية لضلوعهما في حملات تضليل ضد الناخبينروما تتحرك: استدعاء السفير الإيراني بعد اعتقال الصحفية سيسيليا سالا في طهرانوسط تصعيد أمريكي مرتقب.. إيران تعلن 2025 عاماً مفصلياً في ملفها النوويواشنطن تتهم عنصرا في الحرس الثوري الإيراني بقتل مواطن أمريكي في العراق

في المقابل، استدعى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني السفير الإيراني في روما الخميس على خلفية اعتقال صحفية إيطالية تدعى سيسيليا سالا أثناء عملها، واحتجازها في سجن بالعاصمة.

تسعى الحكومة الإيطالية للإفراج عنها، وتجرى اتصالات مكثفة بين طهران وروما، حيث تتابع رئيسة الوزراء الإيطالية هذا الملف عن كثب.

كتب تاجاني على منصة إكس يوم الخميس، إنه كلف الأمين العام لوزارة الخارجية باستدعاء سفير إيران في روما، وأوضح أن قضية الاحتجاز تتابع "بأقصى قدر من الاهتمام".

وكان الاعتقال الذي تعرضت له الصحفية الإيطالية في طهران في 13 ديسمبر/كانون الأول له صدى أكبر، حيث تم اعتقالها لحظة وصولها إلى إيران بتأشيرة صحفية، بتهمة "انتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية".

وتُحتجز الصحفية في سجن إيفين في طهران، والذي يعتبر سجنًا معروفًا باحتجاز المعارضين السياسيين. تكهن البعض بأن إيران قد تحتجز سالا كوسيلة ضغط لإجبار إيطاليا على إطلاق سراح عابديني.

من المقرر أن يكون هناك جلسة للاستماع في محكمة الاستئناف بمدينة ميلانو في 15 يناير/كانون الثاني المقبل، حيث ستبت المحكمة في مصير محمد عابديني. وستقرر ما إذا كان سيظل محتجزًا في سجن الأوبرا ، أو سينقل إلى الإقامة الجبرية ريثما تبدأ إجراءات تسليمه المعقدة إلى الولايات المتحدة.

سيسيليا سالا الصحفية الإيطالية التي احتجزت في طهران في 27 ديسمبر 2AP

هذا التبادل الدبلوماسي المتوتر بين إيران وإيطاليا يعكس تشابكًا بين عدة قضايا حساسة. ففي الوقت الذي تتمتع فيه إيطاليا بعلاقات دبلوماسية هادئة مع إيران مقارنة مع دول أوروبية أخرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، فإنها تعتبر حليفًا تقليديًا للولايات المتحدة، ما يجعل من موقفها في هذه القضية أكثر تعقيدًا.

المصادر الإضافية • أب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الخارجية الإيطالية: اعتقال المراسلة سيسيليا سالا في طهران متظاهرون يقاطعون سفير امريكا الجديد إلى اسرائيل روسيا تعلق اتفاقا للتعاون النووي مع امريكا اعتقالالطائرات الصغيرة بدون طيارإيرانإيطالياصحفيطهراناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. رهينة إسرائيلية لحكومة نتنياهو: "هل تريدون قتلنا؟" وارتفاع عدد القتلى في غزة وتوغلات جنوب لبنان يعرض الآن Next في تصعيد متبادل.. طائرات أوكرانية تستهدف 5 مناطق روسية وروسيا تطلق 81 مسيرة وتسيطر على قرية جديدة يعرض الآن Next وزارة الدفاع التركية: تحييد 10 إرهابيين من تنظيم "بي كي كي" شمال العراق يعرض الآن Next ميانمار: عفو جماعي يشمل أكثر من 6000 سجين مع استثناءات للمعتقلين السياسيين البارزين يعرض الآن Next بقيمة 8 مليارات دولار..بايدن يُخطر الكونغرس بصفقته الأخيرة لإسرائيل اعلانالاكثر قراءة لحماية الأطفال من إدمان الإنترنت.. اليونان تعزز الرقابة الأبوية والحكومية بتطبيق جديد مصر تكشف عن أول حالة نادرة مصابة بمتلازمة فيكساس.. كل ما يجب أن تعرفه عن هذا المرض! سقوط جسم فضائي غامض في كينيا ووكالة الفضاء تبحث عن إجابات.. ما القصة؟ لحظات مريرة في غزة: تدافع الجائعون على كشك طعام في خان يونس وسط أزمة حادة "كنت أتوقع ذلك منذ البداية'".. وزيرة خارجية ألمانيا ترد على عدم مصافحة الشرع لها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحايادونالد ترامبألمانياقطاع غزةسورياقصفروسيافرنسااعتداء إسرائيلحياة مهنيةحكم السجنحركة حماسالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: ضحايا دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة سوريا قصف ضحايا دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة سوريا قصف اعتقال إيران إيطاليا صحفي طهران ضحايا دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة سوريا قصف روسيا فرنسا اعتداء إسرائيل حياة مهنية حكم السجن حركة حماس سیسیلیا سالا یعرض الآن Next فی طهران

إقرأ أيضاً:

إيران بين طبول الحرب ولغة الحوار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في زحمة التحولات الإقليمية ووهج التصعيد الأمريكي، تبدو إيران اليوم في وضع لا تحسد عليه. فالدولة التي بنت مشروعها الإقليمي على حلفاء عابرين للحدود، وأدوات تتراوح بين السلاح والأيديولوجيا، تجد نفسها محاصرة بين شبح الحرب التي قد تندلع في أي لحظة، وبين حوار تفرضه واشنطن بشروط أقرب للإملاءات منها إلى التفاوض المتكافئ، أمام هذا الواقع تُطرح أسئلة جوهرية هل انتهى زمن النفوذ الإيراني المتغلغل؟ وما انعكاسات تقهقر طهران على الخريطة العربية؟ وهل يملك العرب فرصة لإعادة التوازن في حال طُويت صفحة المشروع الإيراني؟

إيران تتحدث عن الحوار بلغة المرتاب

رغم التصريحات التي تصدر من طهران بين الحين والآخر حول الاستعداد للحوار بشأن برنامجها النووي، إلا أن تلك التصريحات تأتي محمّلة بكثير من التحفظ، وأحيانًا الغموض. ففي تصريح له نُشر عبر وكالة "إرنا" الإيرانية في فبراير الماضي، قال علي باقري كني، وزير الخارجية بالإنابة "إيران لا تمانع الحوار، شرط أن يتم على قاعدة الاحترام المتبادل ورفع العقوبات الجائرة". لكن هذه اللغة الدبلوماسية لم تقنع واشنطن، التي ترفض أي شروط مسبقة من طهران.

بالمقابل، جاء رد واشنطن أكثر صرامة ووضوحًا، وهو رد متكرر من زمن باراك أوباما وهو أن "الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي وإذا فشل الحوار، فكل الخيارات ستبقى مطروحة". هذا التباين في الخطاب يكشف عمق الفجوة، ويضع احتمالات التفاهم على المحك.

ومع تفكك الحلفاء نشهد الآن بوضوح الصمت من طهران، ومما يعزز فرضية التراجع الإيراني هو الانكماش التدريجي لأذرعها الإقليمية، وصمتها المريب أمام الهزائم المتلاحقة لحلفائها في اليمن، وقد تواردت أنباء عن انسحاب ملحوظ للمستشارين العسكريين الإيرانيين، وهو ما أكدته صحيفة وول ستريت جورنال، التي نقلت عن مصادر استخباراتية غربية أن "إيران بدأت بتقليص وجودها المباشر عقب ضربات أمريكية مكثفة استهدفت مواقع الحوثيين".

وفي لبنان، تتلقى ميليشيا حزب الله ضربات إسرائيلية مركزة، فيما يلوذ المسؤولون في طهران بالصمت. أما غزة، حيث كانت طهران تتباهى دومًا بدعمها لحماس، فقد باتت ساحة مفتوحة للخسائر، من دون غطاء سياسي أو إعلامي من الجمهورية الإسلامية.

هذا التراجع لا يبدو وليد اللحظة، بل جزءًا من مراجعة اضطرارية لمشروع إقليمي بات أكثر كلفة وأقل فعالية. لم تعد طهران قادرة على تمويل، أو حتى تغطية، جبهاتها المتعددة كما في السابق مما يوحي بنهاية مشروعها وبداية الانعزال، رغم أن بعض المحللين يعتبرون الحديث عن نهاية المشروع الإيراني سابقًا لأوانه، إلا أن المؤشرات على الأرض توحي بانكماش نفوذها السياسي والعسكري. ففي مقابلة له مع قناة DW، أكد الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، علي صدرزاده، أن "إيران تواجه أزمة استراتيجية مزدوجة، خارجية تتمثل في الضغط الأمريكي المتصاعد، وداخلية في شكل أزمات اقتصادية وغضب شعبي مكبوت".

إذًا، نحن أمام تحول في الدور الإيراني، لا بالضرورة انسحابًا كاملًا، بل ربما إعادة تموضع تبحث فيه طهران عن نموذج أقل تكلفة وأكثر تكيّفًا مع المتغيرات.

أما الاحتمال الكارثي وهو الحرب، سيظل معلقا لنرى بوادره في حال فشلت مساعي الحوار، لذلك فإن التصعيد العسكري سيبقى خيارًا مطروحًا، وإن كان مستبعدًا في المدى القريب. فالحرب ضد إيران لن تكون خاطفة أو محدودة، بل قد تتسبب في زعزعة استقرار الإقليم بأكمله. الجنرال فرانك ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، حذر في مقابلة صحفية من أن "مواجهة شاملة مع إيران ستفتح جبهات لا يمكن السيطرة عليها، وقد تطال مصالح حيوية في الخليج والبحر الأحمر وشرق المتوسط".

إيران من جهتها تراهن على أن كلفة الحرب ستكون باهظة للجميع، لذا فإنها تميل إلى خيار "الصمود الاستراتيجي" مع محاولة كسب الوقت، ومن هنا تأتي فضيلة الحوار الذي من الممكن اعتباره محتملًا، فإن نجاح حوار مشروط قد ينعكس إيجابيًا على الواقع العربي، إذا أجبرت إيران على خفض التصعيد وسُمح لها بالعودة إلى الاقتصاد العالمي مقابل كبح مشروعها النووي وتفكيك ميليشياتها، فقد يكون ذلك بداية لهدوء نسبي في أكثر من ساحة.

سوريا، اليمن، العراق، ولبنان كلها ساحات مرهقة بفعل تدخلات طهران، وقد يكون ضبط إيقاعها بداية استعادة تدريجية للدولة الوطنية، كما أن انخفاض مستوى التوتر قد يعزز فرص التسويات السياسية ويعيد التوازن إلى العلاقات العربية الإيرانية على أسس أكثر عقلانية،

لكن هذه النتيجة تبقى مرهونة بضمانات دولية حازمة، وآليات مراقبة تمنع طهران من استغلال الاتفاق كغطاء مؤقت قبل استئناف نفوذها.

وفي الميزان العربي نجد أنها فرصة تاريخية.. حيث التراجع الإيراني - إن اكتمل - قد يكون لحظة نادرة للعرب لإعادة ترتيب أوراقهم وبناء تحالفاتهم على أسس صلبة،  فللمرة الأولى منذ سنوات، يبدو أن نفوذ طهران يتراجع دون حرب، وهو ما يمنح الدول العربية فسحة للمبادرة بدلا عن ردّ الفعل.

لكن في حال غياب مشروع عربي جامع، فإن الفراغ الذي قد تتركه إيران، لن يبقى فارغًا طويلًا، فالتاريخ لا يعترف بالفراغ، بل بمن يملأه.

وعلى ذلك نجد ان إيران تقف اليوم عند مفترق طريق حرج فإما أن تنكفئ وتعيد تعريف دورها الإقليمي بمرونة، أو تمضي في تحدٍ قد يكلّفها الكثير، أما العرب فإنهم أمام فرصة لإعادة صياغة المعادلة برمتها... فهل يمكن ذلك؟

مقالات مشابهة

  • صفقة ترامب – إيران: فرصة أم فخ؟
  • ترامب يعلن عن محادثات مباشرة مع إيران وخيبة أمل في إسرائيل
  • "مباشرة أم غير مباشرة؟".. أول رد من إيران على تصريحات ترامب
  • ترامب: نجري مباحثات مباشرة مع إيران.. ومن مصلحة طهران نجاح المفاوضات
  • ترامب يعلن عن تطور بشأن المحادثات النووية مع إيران
  • إيران بين طبول الحرب ولغة الحوار
  • إيران: لم نتلق حتى الآن رداً من الولايات المتحدة
  • ثقافة الغربية تناقش تداعيات الهجرة غير المشروعة وتحذر من خطورة التنمر
  • معيط عن تداعيات الرسوم الجمركية: يصعب الآن التقييم الدقيق للمشهد الاقتصادي العالمي
  • مستجدات احتجاز نائبتين بالبرلمان البريطاني في إسرائيل