خطورة الخيانة في الإسلام.. علي جمعة يكشف عنها
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن خطورة الخيانة في الإسلام، منوها أن الغدر خيانة، والغدر هو نقض العهد، وترك الوفاء به، وهو من صفات المنافقين الكذابين، الذين يبدون ما لا يخفون، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا, ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان, وإذا حدث كذب, وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجر» [رواه البخاري ومسلم].
احذر .. خيانة الأمانة تعرضك لـ السجن وفقا للقانون خيانة مع مرات الأب.. أوراق شاب أمام المفتي بسبب إنهاء حياة آخر الخيانة في الإسلام
وذكر علي جمعة، في حديثه عن خطورة الخيانة في الإسلام، أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الخيانة ولا الخائن، قال تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ﴾ [الأنفال :58]. وقال سبحانه : ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾ [النساء :107]. وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم واعتبر خداع الإنسان بالكلام من أشنع أشكال الخيانة، حيث قال صلى الله عليه وسلم : «كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت له به كاذب» [رواه أحمد وأبو داود].
وأوضح أن الفارس النبيل ينبغي عليه أن يتحلى بالأمانة، ويتخلى عن الخيانة، ليتأهل لحمل أعباء الأمة في أمنها واستقرارها وشتى مجالات الحياة، منوها أن هذه جملة أساسية من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها جند الله (الفرسان النبلاء) وإن لم تكن هذه كل الصفات فإن شعب الإيمان كثيرة، ولكننا ذكرنا أهمها.
وتابع: فجند الله (الفرسان النبلاء) يؤمنون بالله فيحولون الإيمان إلى برنامج عمل، ترى أحدهم يعمر الدنيا من خلال عبادة الله، ويقف المواقف التي تدل على إنسانيته من خلال عبادة الله، يحولون شرع الله إلى برنامج عمل يومي في يقظتهم ومنامهم، في سكونهم وحركتهم، وصلت به التربية المحمدية إلى أن أصبح الإيمان عملا.
أشد أنواع الخيانةكما تابع: فهم ليسوا كمن غرهم بالله الغرور ممن يقولون نحن نحسن الظن بالله، ولو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل. فهم قد وصولا إلى مرحلة الإحسان التي أمر الله بها : قال تعالى : ﴿وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ [القصص :77] وقال تعالى : ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ﴾ [البقرة :195]. وهي مرحلة يعبد فيها المؤمن ربه كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فهو يراه سبحانه وتعالى، وبهذا الإحسان يشعرون بمعية الله سبحانه وتعالى، قال تعالى : ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت :69].
وذكر أنهم يفرحون بنصر الله وفضله، قال تعالى : ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم :4 ،5]، فهم لا يفرحون بنعيم الدنيا وزينتها، ولا يفرحون غرورا بأنفسهم، فقد نهى الله عن ذلك فيما حكاه عن قارون وقومه، قال تعالى : ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِى القُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ﴾ [القصص :76].
إذن فهم يفرحون بفضل الله، قال تعالى : ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس :58] .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الخيانة الإسلام الخیانة فی قال تعالى
إقرأ أيضاً:
كيف نثبت على الحق في زمن الاختلاط وندعو للسلام؟
في حديثه عن التحديات التي يمر بها المجتمع المسلم في زمننا هذا، دعا الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، إلى ضرورة تصحيح المفاهيم الدينية في وقت تكثر فيه الفتن والتحديات في هذه الأيام.
يقول جمعة، نواجه اختلاطاً في الأوراق يراه البعض فوضى فكرية؛ حيث يُسمي البعض المنكر معروفًا والمعروف منكرًا، في مشهد يعكس ضياع البوصلة الأخلاقية والدينية في عالمنا المعاصر.
وأكد جمعة أن المؤمن مطالب بأن يعرف المعروف الذي حدده الله عز وجل، وأن ينكر المنكر الذي حذرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم منه. كما شدد على أهمية أن نسمي الأشياء بأسمائها، فأي محاولة لتسميتها بغير أسمائها الصحيحة قد تؤدي بالإنسان إلى الضلال.
صبر المؤمن وثباته على الحق
في هذا السياق، دعا الدكتور علي جمعة المؤمنين إلى التحلي بالصبر والثبات، مؤكداً أن الحق لا يضرنا من خالفنا عليه. وهذا التوجيه النبوي يتجسد في الحديث الصحيح الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى يوم القيامة".
هذه الطائفة التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي تلتزم بالحق وتثابر عليه مهما كانت التحديات، وهي على يقين بأن النصر في النهاية هو حليف الحق، مهما كانت الظروف أو الصعوبات.
الفرقة الناجية في زمن الفتن
دعا جمعة المسلمين إلى أن يظلوا ثابتين على الحق، مُستشهدًا بالأحداث المتتالية التي تُرشدنا إلى ما هو خير، بينما يصر البعض على السير في دروب الحرب والقتال والتعصب. هؤلاء الذين "يأبون إلا الحرب والقتال والإبادة الجماعية" حسب تعبيره، هم الذين ضلوا الطريق وأصبحوا لا يرون إلا مصالحهم الآنية أو شهواتهم العمياء. وذكر د. علي جمعة كيف أن البعض "يسمى العلم جهلاً، والحكمة تخاذلاً، والشهوة عقلاً"، في ظل هذا الاضطراب الحاصل في القيم.
في حديثه عن التحديات الروحية التي تواجه المؤمنين، أشار د. علي جمعة إلى أن الله سبحانه وتعالى يسلي قلوب المؤمنين ويذكرهم بحقائق عظيمة في كتابه الكريم. وقد استشهد بآيات من سورة الضحى، التي نزلت لتسلّي قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتبعث الأمل في نفسه بعد ما تعرض له من أذى، مؤكداً أن هذه الآيات ليست مقتصرة على حال النبي صلى الله عليه وسلم بل تشمل أيضاً المؤمنين في جميع الأوقات.
قال جمعة: "لقد شعرت أن هذه الآيات نزلت اليوم خصيصًا لتسلّي قلوبنا، فهي لا تتحدث فقط عن حال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل هي رسالة موجهة إلينا جميعًا. إن الله سبحانه وتعالى يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول له 'مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى'، وهذا يشير إلى أن الله لم يترك نبيه ولم يقصِّه، بل كان معه في كل لحظة".
كما أشار إلى أن الله سبحانه وتعالى في هذه السورة يدعونا إلى العناية باليتامى والسائلين، وتذكيرنا بنعم الله علينا التي يجب أن نشكره عليها في كل وقت. "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" هو توجيه لنا بأن نتذكر نعم الله وننشرها في حياتنا اليومية، وأن نكون واعين بفضل الله الذي لا يعد ولا يحصى.
وفي الختام، أكد الدكتور علي جمعة على ضرورة تصحيح المفاهيم الدينية التي اختلطت في هذا العصر. ينبغي على المؤمنين أن يكونوا على دراية تامة بأن الحق أحق أن يُتبع، وأن الانحراف عن الطريق المستقيم يؤدي إلى الضلال والضياع. وأن يتحلوا بالصبر والتمسك بالحق، لأن الله سبحانه وتعالى وعدهم بالنصر والنجاة إذا ما ثبتوا على طريقه المستقيم.