لبنان وإسرائيل على حافة المجهول: هل يصمد وقف إطلاق النار أم يشعل اليوم الـ61 شرارة الحرب من جديد؟
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
في ظل اتفاق هدنة هش بين إسرائيل وحزب الله، يعيش جنوب لبنان على صفيح ساخن مع استمرار التحديات التي تواجه تنفيذ بنوده. ينص الاتفاق على انسحاب إسرائيلي كامل وتسليم المناطق للجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة، لكن التقدم البطيء والتوترات المتصاعدة يهددان بانفجار الأوضاع إذا لم يتم التنفيذ خلال 60 يومًا.
اعلانورغم انسحاب إسرائيل من قريتين في الجنوب اللبناني، تواصل شن غارات على مواقع تزعم أنها تابعة لحزب الله، إلى جانب تنفيذ عشرات الخروقات الجوية والبرية، ما يبرز هشاشة الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل حوالي الشهر والنصف.
ففي تصريحات له قبل أيام على قناة لبنانية محلية، أكد محمود قماطي، عضو المجلس السياسي لحزب الله، أن "المقاومة جاهزة لأي تطورات"، مشيرًا إلى أن "اليوم الحادي والستين بعد وقف إطلاق النار سيكون مختلفا إذا استمرت إسرائيل في تجاهل التفاهمات".
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يلتقي بلجنة مراقبة وقف إطلاق النار في بيروت، الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤.Bilal Husseinعلى الجانب الآخر، يواجه الجيش اللبناني تحديات كبيرة في الانتشار بالمناطق المحررة لضمان انتقال السلطة بشكل منظم، وسط نقص في الموارد والإمكانات. وتؤكد إسرائيل من جهتها أن تأخر انتشار الجيش اللبناني يعوق تنفيذ الاتفاق، ما يزيد من التوترات بين الطرفين.
في هذا السياق، حذرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم السبت من عواقب انهيار وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن المدنيين لا يمكنهم تحمل المزيد من النزوح والدمار. وأضافت أن الحفاظ على الهدنة أمر ضروري لضمان عودة العائلات إلى ديارها واستمرار وصول المساعدات الإنسانية. كما تحدثت هيئة البث الإسرائيلي عن نية تل أبيب في البقاء في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الاتفاق.
مركبة مدرعة لحارس سلام أممي من كوريا الجنوبية تمر بجانب مبانٍ مدمرة في قرية شهابية جنوب لبنان.Hussein Mallaعلى المستوى الدولي، تعمل الأمم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة، بالتعاون مع قوات اليونيفيل، على مراقبة تنفيذ الاتفاق، لكن البنود الغامضة التي تخضع لتفسيرات مختلفة بين الأطراف تزيد من احتمالات التصعيد.
وقد خلّفت الحرب الأخيرة بين إسرائيل ولبنان أضرارًا إنسانية فادحة، حيث تشير التقارير إلى مقتل أكثر من 4,000 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون، ونزوح أكثر من مليون شخص. في المقابل، فقدت إسرائيل 76 شخصًا، أغلبهم من الجنود، مع نزوح حوالي 60,000 من سكانها.
الأسلحة والمعدات التي يُقال إنها تعود لحزب الله وتم الاستيلاء عليها من الجيش الإسرائيلي خلال اجتياحه البري لجنوب لبنان، المعروضة الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤.Ohad Zwigenbergوفي ظل هذا الوضع، أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن الحزب لن يتردد في العودة إلى التصعيد إذا لم تلتزم إسرائيل بشروط الاتفاق، داعيًا في الوقت ذاته إلى منح الحكومة اللبنانية فرصة لتحمل مسؤولياتها في الجنوب قبل اتخاذ أي قرارات عسكرية.
كما أكد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، محمد رعد، أن حفظ السيادة الوطنية واجب على الجميع في لبنان، مشددًا على أن حزب الله لن يغير ثوابته وسيواصل التعامل مع المستجدات وفق هذه الثوابت.
وفي المقابل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن موعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ليس مقدسًا، بل يعتمد على الوضع الميداني. وأشارت القناة إلى أن تل أبيب أبلغت واشنطن أن أي قرار بشأن سحب القوات مرتبط بالواقع على الأرض، مما يعكس حالة الترقب والحذر التي تحكم مواقف الأطراف.
رغم توقف القصف المتبادل حاليًا، تستمر الاتهامات المتبادلة بين الطرفين. حيث قدم لبنان وإسرائيل شكاوى متعددة إلى مجلس الأمن حول انتهاكات مزعومة. كما تتهم إسرائيل حزب الله بنقل الأسلحة والتحضير لهجمات مستقبلية، بينما يصف لبنان الغارات الإسرائيلية بأنها انتهاك صارخ للهدنة.
Relatedبلومبرغ: حزب الله استهدف منشآت الغاز الإسرائيلية قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذبعد مزاعم عن تقديمه معلومات عسكرية لحزب الله.. الشرطة الإسرائيلية والشاباك يعتقلان شابا يبلغ 19 عاماكاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أسنان حزب الله وسنقطع رأسه لو عاد لتهديدناومع اقتراب نهاية مهلة الستين يومًا، تتزايد المخاوف بشأن مستقبل الاتفاق في ظل الانسحاب البطيء والتوترات المتصاعدة. في حين يحذر البعض من احتمالات العودة إلى المواجهة، يشدد آخرون على أن هناك فرصة ضئيلة لاستمرار التهدئة، ما يمنح العائلات المتضررة بصيص أمل لعودة الاستقرار.
وفي النهاية، تبقى الأنظار متجهة نحو التزام الأطراف بشروط الاتفاق، والجواب على هذا السؤال قد نعلمه في اليوم الـ 61.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نيويورك تايمز تكشف تفاصيل جديدة عن عملية البيجر: كيف استطاعت إسرائيل بجهد سنين التغلغل داخل حزب الله الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله الجيش الإسرائيلي يعرض أمام نتنياهو أسلحة استولى عليها من حزب الله وتأكيد على مواصلة ضرب الحوثيين إسرائيلالأمم المتحدةجنوب لبنانوقف إطلاق النارأمناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. رهينة إسرائيلية لحكومة نتنياهو: "هل تريدون قتلنا؟" وارتفاع عدد القتلى في غزة وتوغلات جنوب لبنان يعرض الآن Next في تصعيد متبادل.. طائرات أوكرانية تستهدف 5 مناطق روسية وروسيا تطلق 81 مسيرة وتسيطر على قرية جديدة يعرض الآن Next وزارة الدفاع التركية: تحييد 10 إرهابيين من تنظيم "بي كي كي" شمال العراق يعرض الآن Next ميانمار: عفو جماعي يشمل أكثر من 6000 سجين مع استثناءات للمعتقلين السياسيين البارزين يعرض الآن Next بقيمة 8 مليارات دولار..بايدن يُخطر الكونغرس بصفقته الأخيرة لإسرائيل اعلانالاكثر قراءة لحماية الأطفال من إدمان الإنترنت.. اليونان تعزز الرقابة الأبوية والحكومية بتطبيق جديد مصر تكشف عن أول حالة نادرة مصابة بمتلازمة فيكساس.. كل ما يجب أن تعرفه عن هذا المرض! سقوط جسم فضائي غامض في كينيا ووكالة الفضاء تبحث عن إجابات.. ما القصة؟ لحظات مريرة في غزة: تدافع الجائعون على كشك طعام في خان يونس وسط أزمة حادة "كنت أتوقع ذلك منذ البداية'".. وزيرة خارجية ألمانيا ترد على عدم مصافحة الشرع لها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحايادونالد ترامبألمانياقطاع غزةسورياقصفروسيافرنسااعتداء إسرائيلحياة مهنيةحكم السجنحركة حماسالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025المصدر: euronews
كلمات دلالية: ضحايا دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة سوريا قصف ضحايا دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة سوريا قصف إسرائيل الأمم المتحدة جنوب لبنان وقف إطلاق النار أمن ضحايا دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة سوريا قصف روسيا فرنسا اعتداء إسرائيل حياة مهنية حكم السجن حركة حماس وقف إطلاق النار یعرض الآن Next جنوب لبنان لحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
جنرال أمريكي لقادة الجيش اللبناني: إسرائيل تريد مزيدا من الوقت لإنهاء قدرات حزب الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم السبت، أن جنرال أمريكي يبلغ قادة الجيش اللبناني بأن إسرائيل تعتزم البقاء في جنوب لبنان حتى أبريل المقبل.
وأكد جنرال أمريكي لقادة الجيش اللبناني أن إسرائيل تريد مزيدا من الوقت لضمان إنهاء قدرات حزب الله العسكرية.
وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنه من المتوقع أن تنقل إسرائيل إلى الولايات المتحدة رسالة مفادها أنها لن تنسحب من جنوب لبنان بعد مرور 60 يومًا، وهي المهلة المحددة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كما أشارت الهيئة إلى أنه من المتوقع أن تؤكد إسرائيل أيضًا أنها لن تسمح لسكان القرى اللبنانية الحدودية بالعودة إلى منازلهم.
وتم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في 27 نوفمبر برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، الذي نص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، مقابل انسحاب كامل لحزب الله إلى شمال نهر الليطاني، الذي يبعد نحو 30 كيلومترًا عن الحدود مع إسرائيل، وبموازاة ذلك، يبدأ الجيش اللبناني في الانتشار التدريجي في جنوب لبنان وفقًا لبنود الاتفاق.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة "جيروزالم بوست" إن انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة قد يتأخر بسبب البطء في نشر القوات اللبنانية، وأوضح المسؤولون أن هذا البطء يثير تساؤلات بشأن كيفية تصرف إسرائيل في اليوم الستين من وقف إطلاق النار على الحدود الشمالية، مع التقديرات التي تشير إلى احتمال بقاء القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان بعد انتهاء المهلة.
كما أشار المسؤولون إلى أن هناك مناقشات على المستويين السياسي والدفاعي في إسرائيل حول المسار المحتمل إذا لم يكتمل نشر القوات اللبنانية في الجنوب بحلول نهاية فترة الـ 60 يومًا، وقد دارت النقاشات حول ما إذا كان ينبغي لإسرائيل الانسحاب الكامل من المنطقة، حتى في حال عدم اكتمال الانتشار اللبناني.
من جهته، قال مسؤول أمريكي كبير إنه يتوقع أن يتم نشر الجيش اللبناني بالكامل بحلول اليوم الخمسين من الاتفاق، مما يتيح لإسرائيل الانسحاب من المنطقة، ومنذ بدء تنفيذ الاتفاق في 27 نوفمبر، استمر الجيش الإسرائيلي في خرقه للهدنة بشكل شبه يومي، بما في ذلك جرف الطرقات، وتفجير المنازل في مناطق جنوب لبنان، فضلًا عن شن غارات على ما يزعم أنها منشآت تابعة لحزب الله.