د. حامد بن عبدالله البلوشي       

shinas2020@yahoo.com

يُشكل الخامس من يناير علامة فارقة في الروزنامة العُمانية السنوية، ويومًا مُميزًا ينظر إليه كل عُماني نظرة تقدير واحترام، ومصدر فخر لنا جميعًا، وتذكيرًا بالدور الذي تقوم به شرطة عُمان السلطانية في حفظ الأمن، واستقرار البلاد، وطمأنة المواطن، والإسهام في النهضة المباركة.

      إنَّ شرطة عُمان السلطانية لتقف شامخة كالسد المنيع، والجبل الأشمّ في وجه الأنواء والعواصف، وضد المحن والمشكلات، فهي صمّام الأمان، ودرع الوقاية، وحامية العرين، لا فرق عندها بين شمس النهار الساطعة، أو هدوء الليالي الحالكة، فهي تعمل وتبذل، وتجتهد وتكدح، وتسعى وتكد، وتواصل الليل بالنهار، تضحى بكل أسباب الراحة، مقدمة مصلحة الوطن فوق كل مصلحة شخصية، مستغنية عن راحة الجسد كي يرتاح المواطن العُماني، فرجالها بحق رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأبطال نذروا حياتهم لأوطانهم، سعادتهم في بناء الوطن، وراحتهم في أمان المواطن، يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، فكان حقًا علينا جميعًا أن نحتفي بهم، وأن نفتخر ببطولاتهم، في يوم الوفاء لهم.

شهدت شرطة عُمان السلطانية مع بزوغ فجر النهضة المباركة بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - نقلة نوعية، حيث تم تطويرها لتواكب تطورات العصر وتحدياته. وتأسست على مبادئ راسخة من الانضباط والاحترافية، مُعززةً بأحدث التقنيات والتدريبات.

واليوم، تستمر هذه المؤسسة الأمنية في النمو والتطور في ظل القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه- لتكون نموذجًا عالميًا يُحتذى به في حفظ الأمن وبسط النظام. حيث حرص جلالته منذ توليه مقاليد الحكم على تعزيز مكانة شرطة عُمان السلطانية، التي شهدت تحديثات شاملة، شملت تعزيز التدريب والتأهيل، واستخدام أحدث التقنيات في مكافحة الجريمة، وحفظ الأمن، وتبسيط الإجراءات، وسرعة إنجاز المعاملات والخدمات المقدمة للجمهور.

وتُعد شرطة عُمان السلطانية خط الدفاع الأول الذي يرسم طمأنينة في قلوب الناس. إنها العين الساهرة التي لا تغفو عن مراقبة حدود الوطن وأركانه، تحميه من شرور الداخل والخارج. يُقدّم منتسبوها نموذجًا يُحتذى به في التفاني والإخلاص، يحملون على عاتقهم مسؤولية كبرى تتطلب صبرًا وحكمةً وشجاعة. وإنّ ما حققته شرطة عُمان السلطانية من إنجازات على صعيد مكافحة الجريمة وتنظيم الحياة المدنية لهو شاهد على قوة النظام وحنكة الإدارة.

في ساحات الواجب، سطّرت شرطة عُمان السلطانية قصصًا من البسالة والتفاني، حيث وقف أفرادها في وجه التحديات بعزيمة لا تلين. نذكر هنا جهودهم الجبارة في مواجهة الأنواء المناخية التي تعرضت لها السلطنة، إذ عملوا بلا كلل لإنقاذ الأرواح وتأمين الممتلكات. وعلى الحدود، يقف رجال الشرطة كحراس مخلصين، يمنعون التهريب، ويحفظون أمن الوطن دفاعا عن ترابه الطاهر.

وأينما التفتّ في عُمان، ستجد بصمة شرطة عُمان السلطانية حاضرة في كل ركن وزاوية، سواء في الشوارع بتنظيم المرور، أو في المؤسسات بتوفير الحماية، وكذلك دورهم الكبير بنشر الوعي المجتمعي. ليست مهمتهم مجرد تطبيق للقانون، بل حماية الأرواح والمؤسسات، والحفاظ على استقرار المجتمع، وتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

ستظل شرطة عُمان السلطانية منارة تُضيء طريق الأمان، ورمزًا للتضحية والوفاء. واجبنا أن نقدم لهم الشكر العميق، ونرفع لهم القبعات احترامًا وتقديرًا. فكل يوم يقضيه المواطن آمنًا مطمئنًا هو ثمرة جهودهم وتضحياتهم.

إننا في هذه المناسبة العظيمة؛ نحتاج أن نتذكر معًا أن واجب الحفاظ على الوطن آمنا مطمئنًا لا يقع على كاهل الشرطة وحدها؛ بل إنه مسؤولية مشتركة، يقوم بها الفرد والمجتمع جنبًا إلى جنب مع رجال الشرطة الأوفياء، فلا يقل أبدًا دورنا نحو وطننا الغالي عن دور رجال الشرطة، فنتعاون معهم، ونكن لهم الاحترام والتوقير، ونلتزم جميعًا بالقوانين، مما يعزز من قدرتهم على أداء عملهم بكفاءة. ونقوم بواجبنا من الإبلاغ عن الممارسات الخاطئة، ونشر الوعي المجتمعي، وتربية الأجيال على احترام النظام، فكلها أمور تعكس شراكة حقيقية بين الشرطة والمجتمع، وصولا للتنمية المستدامة ليظل وطننا الغالي عُمان رمزًا للأمان والاستقرار. فلتحيا شرطة عُمان السلطانية، ولتحيا عُمان آمنةً مطمئنةً في ظل قيادتها الحكيمة.

** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شرطة محلية أمبدة إنتشار واسع وفق خطة تأمينية محكمة

قال العميد شرطة / إبراهيم صالح آدم حامد مدير شرطة محلية أمبدة أن قواته تنتشر في المناطق المحررة من محلية أمبدة إنفاذاً لخطة تأمينية أجازها مدير شرطة ولاية الخرطوم وأمن عليها.وأضاف بأن أقسام أمبدة شمال وأمبدة وسط وأمبدة شرق “الراشدين” إستأنفت عملها في تلقي بلاغات المواطنين منوهاً إلى أن الأولوية في هذه المرحلة للعمل المنعي الذي تتصدى له قوة الطوف الأمني المشترك بهدف مكافحة الجريمة والقضاء على الظواهر السالبة في المناطق المحررة من المحلية على مدار اليوم.من جانبه نقل العميد شرطة / فتح الرحمن محمد التوم الناطق الرسمي بإسم قوات الشرطة تحية وتقدير رئاسة قوات الشرطة لقوة شرطة المحلية لما ظلت تقدمه من تضحيات في سبيل حفظ أمن المواطنينوترحم في كلمته على أرواح شهداء معركة الكرامة سائلاً الله سبحانه وتعالى أن تكتمل لوحة النصر الكبير بتطهير باقي مناطق محلية أمبدة من دنس المليشيا المتمردةوتفيد متابعات *المكتب الصحفي للشرطة* أن مدير شرطة محلية أمبدة والناطق الرسمي باسم قوات الشرطة تفقدا سير العمل بأقسام شرطة المحلية ووقفا على تواجد القوات وحجم الضرر والتخريب الذي طال هذه الأقسام .المكتب الصحفي للشرطة إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الشرطة الألمانية تقتل بالرصاص رجلا هرب من مصحة عصبية
  • حين تذوب الكونية ويعود الإنسان إلى جذره الأول: الوطن
  • تجديد حبس المتهمين بالتنقيب عن الآثار في منطقة منشأة ناصر
  • شرطة سلا تُوقِف شخصين بحوزتهما 3776 قرصًا مهلوسًا
  • إستئناف العمل الجنائي بكافة أقسام شرطة محلية شرق النيل مع تفعيل الأطواف وحملات العمل المنعي بصورة متواصلة
  • بدء محاكمة 4 أشخاص متهمين بانتحال صفة رجال شرطة
  • نريدها شرطة في الميدان قبل الديوان!
  • شرطة محلية أمبدة إنتشار واسع وفق خطة تأمينية محكمة
  • اليوم.. استكمال محاكمة عصابة الشرطة المزيفة في عابدين
  • أمن سلا يوقف شخصا عدوانيا حرض كلبه على رجال الشرطة