وداعًا المعلم الخلوق خليل الغلابي
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
خالد بن سالم السيابي
ودَّعت مُحافظة جنوب الباطنة أحد أبنائها البررة، بعدما غيَّب الموت المُعلم الخلوق خليل بن طالب الغلابي.
وُلِدَ خليل الغلابي بقرية حلحل بوادي بني خروص بولاية العوابي في محافظة جنوب الباطنة على السفوح المُتاخمة للجبل الأخضر حاملا طموح الشباب العُماني، وأهل قريته ليكون كل همه وطموحاته في إثراء أبناء بلدته بما وهبه الله من علم وفكر، فدرس علوم الفيزياء وتخرج معلماً يشاد به، وسيرته الطيبة، وخلقه الكريم.
وكعادة أهل قرية حلحل تستقبلك أخلاقهم الرفيعة، وطيبتهم الساحرة، فأحب قريته الجميلة ليكون وداعه الأخير في أعلى قمة جبلية ليطل على بلدة حلحل بسلامه الأخير، ووداعه الكبير، وكأن لسان حاله يقول ستكون إطلالتي الأخيرة عليك من أعالي الجبال لألقي السلام على قريتي وأهلها الكرام.
وفي ريعان الشباب توشح بأكفان الوداع الأخير؛ ليطوي المعلم خليل بن طالب الغلابي صحفة الحياة على عجل وتخلده المراثي في قلوب زملائه وأهله وطلابه.
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
علاقة حب جمعتها الرسائل.. هل التقى جبران خليل جبران بمي زيادة
في تاريخ الأدب العربي، تبرز قصة الحب التي جمعت بين الأديب اللبناني جبران خليل جبران والكاتبة الفلسطينية-المصرية مي زيادة كواحدة من أكثر القصص استثنائية ورومانسية. قصة لم تُنسج على أرض الواقع، بل عاشت في فضاء الرسائل والأفكار العميقة، وظلت شاهدة على ارتباط روحين رغم البعد المكاني والزماني بينهما.
لقاء بين العقول
بدأت هذه القصة عام 1912، عندما قرأت مي زيادة أعمال جبران خليل جبران، فأُعجبت بأفكاره العميقة وأساليبه الأدبية المتميزة. قررت أن تكتب إليه رسالة تعبّر فيها عن تقديرها لإبداعه، فكان رد جبران يحمل امتنانًا عميقًا واهتمامًا واضحًا، ومنذ تلك اللحظة، بدأت مراسلات بينهما استمرت لنحو عشرين عامًا، حتى وفاة جبران عام 1931.
رغم أن مي وجبران لم يلتقيا وجهًا لوجه أبدًا، إلا أن رسائلهما كانت أشبه بجسر يمتد بين نيويورك، حيث عاش جبران، والقاهرة، حيث استقرت مي. حملت هذه الرسائل مشاعر متدفقة، مزيجًا من الحب، الإعجاب الفكري، والبحث الروحي المشترك عن معنى أسمى للحياة والحب.
جبران: الحب العميق والغيابفي رسائله إلى مي، أظهر جبران حبًا عميقًا ومخلصًا، رغم إدراكه أنهما قد لا يلتقيان أبدًا. كتب لها في إحدى رسائله: “أحبك كما يحب الغريب مدينة لم يرها، لكنه يتوق إليها بروحه.” كان يرى في مي صورة المرأة المثقفة الملهمة، التي تفهم أعماقه وتعبر معها الكلمات عن مشاعر لا يمكن أن تُقال وجهًا لوجه
مي: الحلم البعيد
أما مي، فوجدت في جبران روحًا مكملة لها. في إحدى رسائلها، كتبت إليه: “أنت عندي فوق الحب، وأكبر من العاطفة.” كانت تعيش حالة من التعلق العاطفي والروحي بجبران، ترى فيه رجلًا مختلفًا عن كل من عرفتهم، يمتلك عقلًا ساميًا وقلبًا نابضًا بالحياة.
امتازت رسائل جبران ومي بالعمق العاطفي والفلسفي، حيث ناقشا في كتاباتهما قضايا الحب، الفقد، المعاناة، وحتى الموت. لم تكن رسائلهما مجرد كلمات عابرة، بل كانت قطعًا أدبية تحمل مشاعر صادقة ومضامين فكرية سامية.
النهاية: حب بلا لقاءرحل جبران عن العالم عام 1931 دون أن يلتقي بمي، لكن حبهما بقي خالدًا عبر رسائلهما، التي أصبحت وثيقة أدبية تروي حكاية حب فريدة.
وبعد وفاة جبران، عانت مي من الوحدة والحزن، وعاشت سنواتها الأخيرة في ظروف قاسية، لكنها ظلّت تحمل ذكرى حبها لجبران حتى النهاية.