قبل الإجابة على هذا السؤال علينا أن نقوم بجرد أهم أحداث 2024 عربيا وإقليميا وعالميا.. ففيما يهمنا نحن العرب وما يهم دار الإسلام حدوث الإبادة الإرهابية لشعب فلسطين بجريمة غير مسبوقة تتمثل في تدمير شامل لقطاع غزة وقتل 50 ألف غزاوي من بينهم 17 ألف طفل بريء و15 ألف امرأة.. وكما قالت وزارة الصحة في القطاع 10 آلاف ما تزال جثامينهم الطاهرة تحت الأنقاض وعدد قليل جدا ممن يقاومون وتسميهم إسرائيل "بالإرهابيين"، ثم اغتيال فاجأنا لرؤوس المقاومة في فلسطين وفي لبنان مع تفجير أجهزة (البيجر) الإلكترونية المبرمجة للقتل في لبنان ومحاولة إسرائيلية لتجديد مأساة غزة في جنوب لبنان وفي بيروت نفسها.
ومن أحداث 2024 التي تهمنا من قريب السقوط السريع لنظام الأسدين الإجرامي في بضع ساعات وفتح صفحة جديدة في سوريا تحمل وجه وملامح قائد ثورتها أحمد الشرع، مع ظهور بوادر الثورة المضادة التي تستعد للانقضاض على سوريا الحرة.. ولكن المطمئن والإيجابي هو أن القادة الجدد لسوريا الحرة اعتبروا بدروس الثورات المضادة في بلدان عربية شقيقة تمكنت فيها قوى الردة واستعباد الشعوب من الانقلاب على الحقوق والحريات بأياد داخلية وخارجية معروفة!
ولا نغفل عن ذكر فتح جبهة اليمن المساندة لثورة غزة واستعمال اليمن لصواريخ متقدمة ودقيقة التسديد. كما لا ننسى التخاذل الذي اتسمت به حكومة محمود عباس إزاء المقاومة الفلسطينية وصلت الأربعاء الماضي إلى غلق مكتب الجزيرة وطرد طاقمها فالتحقت سلطة عباس عربيا بدولة تونس الوحيدة التي ارتكبت هذه الخطيئة يوم 26 يوليو 2021.
يستعد العالم بأسره في السنة الجديدة للتعامل العقلاني مع تعاظم الذكاء الاصطناعي وأغلب دول القارات الخمسة تتسابق في سن تشريعات استباقية مشكوك في نجاعتها حتى تضمن أنظمتها الحاكمة الوقاية من استعمال معارضيها لأليات الذكاء الاصطناعي لمقاومتها و الإطاحة بها أما الحدث الأهم دوليا فهو الفوز المتوقع للرئيس القديم الجديد (دونالد ترامب) الذي سيكون له تأثير كبير على تغييرات عميقة في العلاقات الدولية لأنه أفصح عنها في حملته الانتخابية ضد الفاشلة (كاميلا هاريس) التي تحملت كوارث سياسات (بايدن) خاصة في تأييده غير المبرر لإبادة شعب غزة الأعزل، وهو ما أحيا من جديد عمليات إرهابية منعزلة كما وقع في مدينة (نيو أرليانز) وهو كذلك مما اضطر ملايين الناخبين من الأقليات العربية والأوروبية والمكسيكية إلى انتخاب (ترامب) أملا في وعوده الهلامية بإنهاء حربي الشرق الأوسط وأوكرانيا والرجل كما تعرفون يتمتع بصداقة (بوتين) الذي يشاع أنه ورط روسيا في دعم المرشح (ترامب) تحسبا لمستقبل العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة حتى لا تنفرد الصين بريادة استراتيجية قادمة في العالم!
وحتى نفك طلاسم العام الجديد نستعرض تقريرا أعده الموقع الألماني المعروف (دوتشي فيلي) وعدد فيه أهم التحديات الاقتصادية والأزمات السياسية التي سيواجهها الرئيس ترامب في عهدته الثانية.. وقال الموقع إنه من المرجح أن يكون عدم القدرة على التنبؤ هو العامل الرئيسي في توجيه الأحداث خلال سنة 2025 وما بعدها.. وأفاد الموقع بأن (ترامب) سبق أن شكك في التعاون الدولي كما هو حاليا واستخف بالحلفاء وحلف الناتو الذي سبق أن خرج منه في عهدته الأولى، وقد تؤدي التحالفات التجارية الجديدة وأمريكا المنغلقة على نفسها إلى عواقب غير متوقعة.. كما أن غياب القيادة الأمريكية الواضحة لحلف الناتو سيفتح المجال أمام دول مثل الصين والهند وروسيا لملء الفراغات العسكرية والسياسية والاقتصادية..
وهنا لا بد من التذكير بما حدث في عام 2024 من أحداث مزلزلة ستكون لها انعكاسات وامتدادات ليس في عام 2025 فحسب، ولكن على مدى أطول من عشرية أو عشريتين وهذه الهزات وقعت في سوريا بالتغيير السريع المعروف وفي واشنطن بعودة (ترامب) للحكم وفي الاتحاد الأوروبي بانتخابات شعوبه لفائدة أحزاب اليمين العنصري خشية أمواج الهجرة الناتجة عن تواصل الحروب الأهلية والإقليمية في بلدان الجنوب مثلما يقع في ليبيا ذات الحكومتين والسودان ذي الجيشين والعراق المتخبط في أزمات موروثة من نظام صدام وسوريا التي لم يستقر فيها الحاكم الجديد القوي الذي يخافه العلمانيون سدنة الاستعمار الغربي وعملاؤه. ثم انتخابات الصين التي أفرزت إبقاء الزعيم في مناصبه وهو المتمسك بضم تايوان الى الصين التاريخية واحتمال تصلب (ترامب) في قراراته مواصلة تسليح تايوان والصراخ الدبلوماسي بأنها جزيرة مستقلة عن الصين!
هذا إلى جانب انتخابات رئاسية مطعون في صدقيتها في دول غير محورية مثل تونس والجزائر ومصر وباكستان وموريتانيا والصومال وتشاد. وتغيرت مع السنة الجديدة أوضاع أوروبية عديدة منها اعتذار الرئيس (ماكرون) في كلمة تهنئته للفرنسيين بالعام الجديد عن خطئه حين أقدم على مغامرة حل البرلمان مما جعل تشكيل حكومة فرنسية شبه مستحيل إلى اليوم كما أن بريطانيا عاقبت حزب المحافظين على ارتكابه مغامرة "البريكسيت" وأعاد شعب المملكة حزب العمال الى السلطة.
أما على الصعيد الكوني الشامل فيستعد العالم بأسره في السنة الجديدة للتعامل العقلاني مع تعاظم الذكاء الاصطناعي وأغلب دول القارات الخمسة تتسابق في سن تشريعات استباقية مشكوك في نجاعتها حتى تضمن أنظمتها الحاكمة الوقاية من استعمال معارضيها لأليات الذكاء الاصطناعي لمقاومتها و الإطاحة بها.. ونتذكر أن مؤتمرات "دولية" انعقدت من أجل تنسيق جهود الأنظمة وتفعيل تضامنها للرد على محاولات تسييس الذكاء الاصطناعي واستغلال تأثيره على أذهان الجماهير أخرها مؤتمر مشترك بين اليابان والدول العربية في تونس و مؤتمر أخر بين الصين و دول أسيا في بيجين وغيرهما.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العالم السنة الجديدة العالم رأي قضايا سنة جديدة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
سامسونج في CES 2025.. ابتكارات جديدة تحت شعار "الذكاء الاصطناعي للجميع"
تُعد شركة سامسونج من أبرز الأسماء في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES، حيث تتميز بتقديم مجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية، بدءًا من الهواتف المحمولة والتلفزيونات، وصولًا إلى الأجهزة المنزلية الذكية.
يُنتظر أن يكون مؤتمرها الصحفي لعام 2025 محط أنظار المهتمين بالتكنولوجيا، حيث تجمع بين تحديثات المنتجات المعروفة واستعراض تقنيات مستقبلية مبتكرة.
استعراض لأهم ما ستقدمه سامسونج
في CES 2024، كشفت سامسونج عن أجهزة متطورة تشمل شاشات MicroLED شفافة ومكبرات صوت مبتكرة مثل Music Frame، بالإضافة إلى ذلك، أبهرت الجمهور بروبوت "Ballie"، الذي يأمل الجميع أن يظهر مجددًا في CES 2025 مع تفاصيل حول موعد إطلاقه في الأسواق.
أما هذا العام، فقد أعلنت سامسونج أن موضوع مؤتمرها هو "الذكاء الاصطناعي للجميع: يوميًا وفي كل مكان". ومن المتوقع أن تكشف النقاب عن أجهزة منزلية ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل الثلاجات المحسنة بالتقنيات الذكية والأجهزة المزودة بشاشات تفاعلية.
نشرت سامسونج عبر موقعها الإخباري لمحة عن بعض الابتكارات، مثل شاشة ألعاب بحجم 27 بوصة بتقنية QD-OLED، بالإضافة إلى شراكتها مع Google لتقديم تقنية "Eclipsa" الجديدة للصوت ثلاثي الأبعاد، التي تسعى لمنافسة Dolby Atmos وDTS.
ما لن نراه في CES 2025
رغم الترقب، من المستبعد أن تكشف سامسونج عن سلسلة هواتف Galaxy S25 خلال المعرض. فمن المرجح أن تُخصص حدثًا منفصلًا للإعلان عنها في وقت لاحق من يناير، تمامًا كما فعلت العام الماضي.
بث مباشر لمؤتمر سامسونج
يمكن متابعة مؤتمر سامسونج الصحفي مباشرةً يوم الاثنين، 6 يناير، في تمام الساعة 5:00 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة. سنوفر رابط البث المباشر فور إتاحته.
تغطية مباشرة من قلب الحدث
تابعونا للحصول على أحدث التقارير من معرض CES 2025 في لاس فيجاس خلال الفترة من 5 إلى 10 يناير، ولإلقاء نظرة على أبرز الابتكارات والتقنيات التي ستُعرض في هذا الحدث السنوي المميز.