4 يناير، 2025

بغداد/المسلة: في خضم التصاعد المستمر للأحداث في المنطقة، لفت تصريح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأنظار حين قال مؤخرًا: “استقرار سوريا جزء من استقرار العراق، وأي تغيير جذري في دمشق يجب أن يكون مدروسًا لتجنب تداعيات خطيرة.” هذا التصريح، يلقي الضوء على شبكة معقدة من المصالح المشتركة، والتحديات المتشابكة بين العراق وسوريا.

تغير النظام في سوريا وفرر الرئيس بشار الأسد، ما يعني ان العراق سيكون في موقع حساس للغاية. فدمشق وبغداد تربطهما ملفات عابرة للحدود، أبرزها التعاون الأمني في مواجهة الإرهاب، والحركة النشطة للفصائل المتحالفة مع إيران، فضلاً عن المصالح الاقتصادية التي تشمل تهريب النفط والتجارة غير المشروعة.

ورحيل الأسد يشكل ضربة لمعادلة القوى الحالية، ويفتح المجال أمام فصائل متصارعة للسيطرة على الأرض، ما يهدد توازن القوى الذي تراقبه حكومة السوداني.

التحديات السياسية والأمنية

العراق نفسه يعاني من وضع سياسي معقد، حيث لا تزال الحكومة العراقية تحاول تحقيق توازن بين ضغوط الداخل، المتمثلة في الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح، وضغوط الخارج، ولا سيما النفوذ الإيراني والأمريكي.

و مع التغيير الجذري في سوريا، وجد العراق نفسه مضطرًا للتعامل مع أزمة لجوء جديدة، وتصاعد محتمل للعنف الطائفي على حدوده الغربية.

من جهة أخرى، فإن فرار الأسد سيؤثر على مصير شبكة من التحالفات الإقليمية والدولية التي تضع العراق في وسط دائرة معقدة من التجاذبات، و ستكون بغداد مطالبة باتخاذ موقف واضح، وهو ما قد يضع السوداني تحت ضغوط غير مسبوقة من القوى السياسية العراقية التي تتباين في مواقفها حيال الأزمة السورية.

تصريح السوداني يحمل بين طياته رغبة واضحة في الحياد، لكن الواقع قد يفرض عليه خيارات صعبة. فالتغيير في دمشق قد يدفع العراق إلى إعادة حساباته بشأن العلاقة مع القوى الدولية، خاصة الولايات المتحدة وروسيا، إضافة إلى حلفائه الإقليميين مثل إيران وتركيا.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

سويسرا تفرض تجميدا إضافيا على أصول الأسد ودائرته المقربة

أعلن المجلس الاتحادي السويسري، يوم الجمعة، أنه قرر فرض تجميد إضافي على أصول الرئيس السوري السابق بشار الأسد ودائرته المقربة.

وقال المجلس إن إجراءاته جاءت لضمان عدم تدفق أي أموال تابعة للأسد خارج سويسرا، قبل أن تخضع للفحص القضائي فيما يتعلق بشرعيتها.

وأوضح أنه في حال تبين مستقبلا أن الأموال ذات أصل غير مشروع، فإن سويسرا ستسعى إلى إعادتها بطريقة تعود بالفائدة على الشعب السوري.

وأشار المجلس إلى أن الإجراءات المتخذة "تستهدف أفرادا شغلوا مناصب عامة في ظل الأنظمة الاستبدادية لبشار ووالده حافظ الأسد، أو أولئك الذين كانت تربطهم بهم علاقات عائلية أو شخصية أو تجارية وثيقة".

وكانت الحكومة السويسرية قد أعلنت في ديسمبر الماضي، أن هناك أصولا سورية مجمدة في سويسرا تبلغ قيمتها 112 مليون دولار، معظمها مجمدة منذ سنوات، بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي التي فرضها ضد سوريا في مايو 2011.

مقالات مشابهة

  • الدماء والأشلاء في سوريا.. واللطم والنواح في مصر
  • الصحف العربية.. دمشق تتشدّد ضد «الفلول» والأعمال الانتقامية.. عقوبات أمريكية «واسعة» تحدق بالعراق.. خيارات «كييف» تضيق أمام ضغوط واشنطن
  • سويسرا تفرض تجميداً على أصول الأسد ودائرته المقربة
  • ماهر الأسد والحرس الثوري والحشد الشعبي وراء العمليات الإرهابية في سوريا
  • الخطاب الطائفي يتصاعد بعد المجازر بحق العلويين.. والعراق يراقب حدوده مع سوريا
  • حقيقة فيديو انتشار قوات عراقية على الحدود بعد الأحداث في سوريا
  • سويسرا تفرض تجميداً أشد على أصول بشار الأسد
  • سويسرا تفرض تجميدا إضافيا على أصول الأسد ودائرته المقربة
  • الانتخابات: تحالفات معقدة تستثمر في ملف الحشد وضغوط واشنطن
  • قطر تدين الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" في سوريا