الوليد الراشدي: صعوبة الحصول على تسهيلات بنكية تعيق التوسع والتطوير للمشاريع

محمد الحجري: التعقيد المالي والإداري يشكل عائقًا كبيرًا أمام المستثمرين المحليين والدوليين

يحيى الحبسي: تعدد جهات إصدار وتجديد التراخيص يمثل عائقا كبيرا أمام رائد العمل

يؤثر ارتفاع تكلفة فواتير الكهرباء والرسوم الإضافية على سير أعمال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المناطق والمدن الصناعية، مما يلقي بظلاله على تنافسية المنتجات العمانية في سوق يعج بالمنتجات الخارجية ذات التكلفة المنخفضة.

عدد من رواد الأعمال العمانيين المستثمرين في المناطق الصناعية أكدوا لـ(عمان) أن ارتفاع فواتير الكهرباء والرسوم يؤثر سلبا على مشاريعهم وتسعيرة المنتجات في الأسواق، مما تدخلهم في منافسة غير متكافئة مع منتجات أجنبية تحمل نفس المواصفات، ولكن بأسعار أقل نتيجة للرسوم المنخفضة عليها في مكان المنشأ.

ودعا رواد الأعمال العمانيون إلى أهمية تكثيف الجهود الحكومية لدعم الصناعات العمانية وتوفير تسهيلات حقيقية تعزز من تنافسيتها في السوق المحلي والدولي، مما يجعل الخيار للمستهلك في اختيار المنتجات ذات الأسعار المتقاربة بمواصفات وتصنيع مختلف.

وأشارت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة لـ(عمان)، إلى أن الهيئة بالتعاون مع الجهات المعنية تسعى إلى توفير حلول مرنة تساهم في تقليل الأعباء على الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث حددت الهيئة رسوم أكثر من 80 خدمة تشمل مختلف المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة التي تُشرف عليها، وقد شمل تخفيض رسوم هذه الخدمات بنسبة 50% للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأضافت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة أنها تسعى إلى إيجاد الحلول والتسهيلات وتذليل تحديات رواد الأعمال والمستثمرين خاصة أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فقد قامت بتبسيط الإجراءات وتقليص الرسوم واستخراج التصاريح وتقليص الروتين الإداري، مما يساهم في تسريع عملية التراخيص وتقليل التكاليف المرتبطة بها، كما تقوم الهيئة بتحسين بيئة الأعمال من خلال العمل على تطوير وتعزيز البنية الأساسية في المناطق الاقتصادية والحرة والصناعية، وتنفيذ مبادرات داعمة مثل «مبادرة تكافؤ الفرص» التي تهدف إلى تبني عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وربطها بالشركات الكبيرة في سلاسل الإمداد وتدشين «مسرّعات الأعمال» التي توفر الدعم الاستشاري.

تقليل التكاليف والتشغيل

وتهدف الهيئة من تحديد الرسوم وتبسيط وإعادة هندسة بعض الإجراءات والتراخيص إلى تقليل التكاليف والتشغيل، وتحقيق المصداقية وتحديد مؤشرات الأداء، والتأكد من أن السياسات والعمليات متسقة، فضلاً عن ضمان وصول المستثمرين إلى معلومات شاملة ودقيقة حول السياسات والإجراءات والرسوم، والتوازن بين الرسوم وجودة الخدمات والمواءمة بين الخدمات ذات الطبيعة الواحدة في المناطق المختلفة التي تُشرف عليها الهيئة، وإيجاد حزمة من الباقات التفضيلية التي تحقّق التكامل بين الاستثمارات وأهداف الحكومة نحو تشغيل القوى العاملة الوطنية وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وشملت الرسوم المخفضة -التي اعتمدتها الهيئة في المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة المرتبطة- بإجراءات القيد في السجل التجاري وتسجيل العقود، والتراخيص والتصاريح المتعلقة بمزاولة بعض الأعمال والأنشطة التجارية والصناعية والسياحية، وتراخيص عمل المستثمرين، والتصاريح البيئية، وخدمات التخطيط العمراني وتراخيص البناء والشؤون الهندسية، وإصدار الشهادات والوثائق، وتصاريح موردي الخدمات، والرسوم الحكومية المتعلقة بالتشغيل والاستثمار وغيرها.

من جهة أخرى، أصدرت هيئة تنظيم الخدمات العامة لائحة جديدة لتحديد تعرفة الكهرباء وتوصيلها، موجهةً لدعم الفئات غير السكنية، وكذلك الأنشطة الزراعية والسمكية، تأتي هذه اللائحة كاستجابة واضحة لمطالب المستثمرين ورواد الأعمال.

الضرائب المتنامية

قال الوليد بن عبدالله الراشدي أحد المستثمرين في القطاع الصناعي ومؤسس مشروع «العامر للخزانات» : إن إجراءات التراخيص وتجديدها أصبحت أسهل مما كانت عليه سابقًا، إلا أن التكاليف المرتبطة بهذه الإجراءات أصبحت في تزايد ملحوظ، إلى جانب الضرائب المتنامية التي تؤثر بشكل كبير على المشاريع.

وأوضح الراشدي أن فواتير الكهرباء شهدت ارتفاعًا كبيرًا، خصوصًا في فترات الذروة، حيث تصل الزيادة إلى نحو 50%. مشيرا إلى أن هذا الارتفاع أدى إلى رفع التكلفة التشغيلية بشكل كبير، مما يشكل ضغطًا إضافيًا على المشروع وطريقة تسعير المنتجات في سوق شديد التنافسية. وأضاف قائلا: «أي زيادة في الأسعار من طرف واحد داخل السوق قد تؤدي إلى انخفاض المبيعات، لذا يبقى الحل الوحيد هو خفض نسبة الفائدة لدعم الشركات وتقليل الأعباء».

ودعا الراشدي إلى مراجعة القرارات لتشجيع الصناعة العمانية، كما اقترح تقديم إعفاءات ضريبية أكبر للشركات الصغيرة والمتوسطة. واستطرد بقوله: «يجب تكثيف الجهود لدعم الصناعات العمانية وتوفير تسهيلات حقيقية تعزز من تنافسيتها في السوق المحلي والدولي».

وفي حديثه عن التحديات الأخرى التي تواجه رواد الأعمال والمستثمرين في المناطق الاقتصادية، أشار الراشدي إلى وجود منتجات أجنبية ذات جودة أقل تغزو السوق المحلي بأسعار منخفضة، مما يؤثر سلبًا على المنتجات المحلية ذات الجودة العالية، مشيرا إلى صعوبة الحصول على تسهيلات بنكية، وهو ما يعيق التوسع والتطوير للمشاريع، داعيًا الجهات المختصة إلى تقديم حلول تمويلية أكثر مرونة لدعم رواد الأعمال.

وأنهى الراشدي حديثه بالتأكيد على أهمية إعادة النظر في السياسات الحالية وتشجيع القطاع الصناعي من خلال تسهيلات أكبر وإعفاءات تدعم نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، موضحا أن هذه الخطوات ستكون المفتاح لتطوير الصناعة العمانية وتعزيز استدامتها في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.

الواقع كان مختلفًا تمامًا !

من ناحيته قال محمد الحجري رائد عمل مؤسس مصنع «الطيف للصناعات الهندسية والهياكل المعدنية»: «عندما قررت اختيار المناطق الصناعية كبيئة لمشروعي، كنت أتوقع أن تكون التراخيص سهلة وبتكلفة رمزية. لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا. واجهت تعددًا في الجهات المنظمة، ولكل جهة رسومها الخاصة».

وأوضح الحجري أن الرسوم شملت العديد من الأطراف المعنية بالقطاع الصناعي، مؤكدا أن هذا التعقيد المالي والإداري يشكل عائقًا كبيرًا أمام المستثمرين المحليين والدوليين.

وأشار الحجري إلى أن «زيادة فواتير الكهرباء بأكثر من 30% أثرت بشكل كبير على الأرباح، مما قلل من قدرتنا على الاستثمار والتطوير»، حيث يرى أن هذه الأعباء الإضافية كان من الممكن توجيهها نحو تحسين الكفاءة أو توسعة الأعمال، لولا ارتفاع تكاليف التشغيل.

وتحدث الحجري عن تحدٍ آخر يتمثل في الرسوم المرتفعة لتجديد التصاريح، التي وصفها بأنها تمثل «عائقًا للاستمرارية». مشيرا إلى أن دعم الشركات الصناعية، كشركاء في التنمية الاقتصادية، يتطلب مراجعة هذه الرسوم لتخفيف العبء وتشجيع التوسع.

كما قدّم الحجري مقترحات لتحفيز الاستثمارات تضمنت تبسيط الإجراءات من خلال إصدار التراخيص من جهة واحدة بخطوات واضحة، وخفض الرسوم أو إلغائها خاصة للشركات التي توظف المواطنين أو تعمل في القطاعات الاستراتيجية، وتقديم الدعم الحكومي وفقا لحجم المشروع ونوعية الوظائف، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لدعم المشاريع الصناعية والناشئة.

الاستفادة من تجارب الدول الكبرى

يرى الحجري أن «التغيرات المستمرة في القوانين تجعل بيئة الاستثمار غير مستقرة»، لذلك، دعا إلى الاستفادة من تجارب الدول الكبرى، مثل تركيا والصين، لتطبيق قوانين مرنة وواضحة تدعم المستثمرين وتضمن بيئة استثمارية مستدامة.

كما يرى الحجري أن بنك التنمية يمكن أن يكون حافزًا قويًا من خلال تقديم تمويل إسلامي لتلبية احتياجات شريحة أكبر من المستثمرين، وتخفيض متطلبات الضمانات وربطها بالمشروع ذاته، مما يسهل الوصول إلى التمويل. وأضاف الحجري أن تحسين البيئة الاستثمارية يمثل خطوة محورية لتحقيق «رؤية عمان 2040» وتعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة استثمارية تنافسية على المستوى الإقليمي والعالمي.

في السياق ذاته تحدث يحيى بن سيف الحبسي مستثمر في المدن والمناطق الاقتصادية عن أبرز العقبات في إصدار وتجديد التراخيص قائلا: «أكبر عقبة نواجهها هي تعدد الجهات التي نتعامل معها لإصدار أو تجديد التراخيص. كل جهة تفرض رسومًا خاصة بها، ومع جمع هذه الرسوم يصبح العبء المالي كبيرًا جدًا. للأسف، هذه الرسوم المرتفعة تؤثر سلبًا على الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتضعف من قدرتها على الاستمرارية».

وأوضح الحبسي أن ارتفاع فواتير الكهرباء يشكل تحديًا كبيرًا، حيث أصبحت الفواتير مكلفة جدًا، مما يزيد من التكاليف التشغيلية بشكل لا يطاق، ويؤثر بشكل مباشر على الأرباح، حيث يتم استنزاف جزء كبير من الإيرادات لتغطية فواتير الكهرباء بدلا من الاستثمار في تحسين الإنتاج أو التوسع.

وتابع الحبسي قائلا: «الرسوم المرتفعة لتجديد أو استخراج التصاريح أصبحت بمثابة القشة التي تقسم ظهر البعير. مع كل تجديد، نجد أنفسنا أمام تحديات مالية إضافية. هذه الرسوم لا تدعم بيئة الاستثمار، بل على العكس، تضغط على الشركات وتقلل من قدرتها على التوسع والاستدامة».

وبين الحبسي أن سبب ارتفاع الرسوم هو تعدد الجهات التي تحصّل الرسوم، حيث تتوزع بين وزارات ومؤسسات مختلفة، مبينا أنه إذا تم توحيد هذه الرسوم وإصدارها من جهة واحدة، سيصبح العبء أقل وسيكون هناك وضوح أكبر للشركات. كما أن خفض الرسوم بشكل عام، أو ربطها بنشاط الشركة وحجمها، سيجعل بيئة الاستثمار أكثر تنافسية وجاذبية.

وأضاف الحبسي بقوله: «إلى جانب الرسوم وفواتير الكهرباء، نجد أن رسوم الأنشطة الصناعية مرتفعة جدًا. في مجال تصنيع المواد الغذائية، وهو قطاع حيوي واستراتيجي، نتمنى أن تكون هناك سياسة رسوم مرنة تدعم هذا النشاط بدلا من أن تثقل كاهله».

ويناشد الحبسي الجهات المعنية إلى ضرورة النظر إلى الشركات كركيزة أساسية في تحقيق التنمية الاقتصادية مع مراجعة القوانين والإجراءات لتكون أكثر وضوحًا ومرونة، مع خفض الرسوم وتوحيدها، لدعم الاستثمارات المحلية والأجنبية واستطرد بقوله: «إذا لم نتحرك في هذا الاتجاه، سيبقى المستثمر يعاني وسنخسر العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة».

ويوجه الحبسي نصيحته لرواد الأعمال العمانيين بأن يتمسكوا بأحلامهم رغم التحديات، فالطريق ليس سهلا، لكنه يستحق الجهد، إذا تمكنوا من تحسين البيئة الاستثمارية، فستكون هناك فرص هائلة للجميع للنمو والإبداع.

تعرفة الكهرباء الجديدة

من جهة أخرى أصدرت هيئة تنظيم الخدمات العامة لائحة جديدة لتحديد تعرفة الكهرباء وتوصيلها، موجهةً لدعم الفئات غير السكنية، وكذلك الأنشطة الزراعية والسمكية. تأتي هذه اللائحة كاستجابة واضحة لمطالب المستثمرين ورواد الأعمال. وركزت اللائحة على تقديم تسهيلات ملموسة للقطاعات غير السكنية، حيث حددت تعرفة موحدة للاستهلاك تبلغ 25 بيسة لكل كيلو واط/ساعة خلال العام الأول من تطبيقها. كما أكدت الهيئة أنها ستعمل بالتنسيق مع مجلس الوزراء لإعادة تقييم التعرفة سنويًا، لضمان استمرارية الدعم وتكيّفه مع المتغيرات الاقتصادية.

يخفف هذا الإجراء من الأعباء التشغيلية على أصحاب الأعمال والمستثمرين، لا سيما في القطاعات التجارية والصناعية والخدمية. ومع تخفيض تكاليف الكهرباء، يُتوقع أن تشهد هذه القطاعات انتعاشًا أكبر في الأداء، مما يُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق تنافسية أعلى للشركات المحلية.

كما حددت اللائحة تعرفة منخفضة لدعم الأنشطة الزراعية والسمكية تتراوح بين 12 و24 بيسة لكل كيلو واط/ساعة حسب مستويات الاستهلاك. ويُتوقع أن يُسهم هذا التخفيض في تعزيز الإنتاج المحلي ودعم المزارعين والصيادين الذين يشكلون أحد أعمدة التنمية الريفية والأمن الغذائي في سلطنة عمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاقتصادیة الخاصة والمناطق الحرة المؤسسات الصغیرة والمتوسطة فی المناطق الاقتصادیة فواتیر الکهرباء بیئة الاستثمار رواد الأعمال هذه الرسوم ا کبیر ا من خلال رسوم ا إلى أن من جهة ا أمام

إقرأ أيضاً:

هكذا استغلّ الإرهابي “أبو مصعب عبد الودود” وزوجته فواتير الكهرباء والغاز لجمع الأموال

يكشف ملف قضائي ستناقشه محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء خلال دورتها الجنائية الحالية، عن وقائع مثيرة وأخرى خطيرة، تتعلق بمتهمين موقوفين متورطين في قضايا إرهاب. قاموا بعد مغادرتهم المؤسسات العقابية، بتجنيد شاب من أبناء براقي والكاليتوس شرقي العاصمة، في التنظيم الإرهابي الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا والعراق.

وكان شاب إرهابي سابق “المدعو ج.كمال” المكنى “أبو مصعب الغريب” المتواجد حاليا ضمن تنظيم الدولة “داعش”. يكلفه بمهمة جلب شباب مسبوقين قضائيا، أو لديهم أفكار متطرفة، لأجل تجنيدهم في صفوف ” داعش”.

والغريب في القضية، أن المتهم الرئيسي إرهابي سابق برفقة زوجته، “ز.محمد” المكنى “أبو مصعب عبد الودود”. كان يجمع برفقة زوجته التبرعات والأموال من أبناء الحي لمساعدة عائلة صهره المحكوم عليه بالسجن، بتهمة الارهاب. بغرض التكفل بقفة السجن ليمتد نشاطهما إلى مساعدة معظم المساجين المتورطين في قضايا لها صلة بالجماعات الإرهابية. وهذا باستغلال فواتير الكهرباء والغاز لجمع الإعانات دون اعتماد من السلطات الإدارية.

يستخلص من ملف التحري، أنه بناءً عن معلومات وردت إلى مصالح الشرطة القضائية بالعاصمة. تتعلق بتواجد شخص يبلغ من العمر حوالي 30 سنة، ومسبوق قضائيا، يقيم ببلدية براقي. يقوم بتجديد شباب جزائري للالتحاق بالتنظيم الإرهابي المسمى بالدولة الإسلامية للعراق و الشام (داعش).

إستغلال فواتير الكهرباء والغاز لجمع التبرعات

وفي بداية التحقيق تم تحديد هوية المعني، ويتعلق الأمر بالمدعو “ز. محمد” المكنى “أبو مصعب عبد الودود”. و بتاريخ 10/05/2016 تم توقيفه على مستوى حيه. ولدى سماع المتهم كشف عن وقائع خطيرة، حيث أقر بعلاقته بالعناصر الإرهابية الناشطة ضمن تنظيم الدولة داعش. كما اعترف بتجنيده لشباب من أبناء حيه وضواحيه للالتحاق بذات التنظيم.
مضيفا أن المدعو “د. قاسم” من معارفه المقربين من أبناء الحي، حيث بمجرد زواجه سنة 2012. وتزامنت مع ضلوع صهره والد زوجته المدعو “س. مصطفى”.

في قضية إرهابية المحكوم عليهما بالسجن راودتهما فكرة جمع الأموال عن طريق التبرعات التي تجمع من أبناء الحي. لمساعدة عائلة صهره كونها معوزة والبداية كانت بالتكفل بقفة السجن ليمتد نشاطهما إلى مساعدة معظم المساجين المتورطين في قضايا لها صلة بالجماعات الإرهابية. إلى غاية يومنا هذا باستغلال فواتير الكهرباء والغاز لجمع الإعانات دون اعتماد من السلطات الإدارية.

مؤكدا المتهم أنهما كانا يتخذان من فواتير الكهرباء والغاز حجة للتقرب من أبناء الحي لجمع مبالغ مالية متفاوتة خصص جزء منها مقدر بـ 40.000 دج بهدف مساعدة المدعو “خ. أسامة المكنى” ” أبو تراب” لمغادرة التراب الوطني والالتحاق بتنظيم الدولة داعش.
واكد المتهم أن علاقته بالتنظيم منذ سنة 2011 بعد معرفته بأحد أبناء حيه المدعو “ج.كمال” المكنى ” أبو مصعب الغريب” المتواجد حاليا ضمن تنظيم الدولة داعش بسوريا، حيث توطدت علاقته معه بعد مغادرته السجن سنة 2011. ومع الوقت تمتنت علاقة الصداقة وكسب ثقته و أصبحا يتبادلان أطراف الحديث عن النزاع القائم وشرعية الجهاد ضمن تنظيم الدولة داعش.

وأقرّ المتهم أنه خلال شهر جوان سنة 2015 و التقى بـ ” ج كمال”، وهو على متن سيارته النفعية، حيث أخطره أنه بصدد مغادرة التراب الوطني والالتحاق بتنظيم الدولة داعش عبر تركيا عما قريب، مقترحا عليه مرافقته.

وقبل سفره قدم إلى مقر إقامته وترك تحت تصرفه هاتف نقال ذكي به تطبيقة “تلغرام.” ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية باسم “جيلاد نسيم” بهدف اقتناء شريحة هاتفية

وبعدها سمع عنه أنه التحق بالتنظيم الإرهابي برفقة المدعو “ب.عيسى”، لتنقطع أخباره إلى غاية شهر سبتمبر 2015. تلقى أول اتصالا عبر تطبيقة “تلغرام” و أكد له أنه يجري تدريباته القتالية بمعسكر تدريب. واتصل به، أين كانت تدور حواراته عن أمور الجهاد و أوضاع المقاتلين، كما كان يطلعه عن أحوال الحي و عائلته فيما كان هو الآخر يلح عليه للالتحاق بركبه.

أضاف المتهم” ز. محمد”، أنه تم تزكيته من قبل المدعو “ج.كمال” للجماعة الإرهابية بحيث تمت تكنيته باسم “مصعب عبد الودود”.

تجنيد شباب للالتحاق بداعش

وفي نفس السياق الحديث معه، اقترح عليه  شابين متحمسين للالتحاق بصفوفهم كل من المدعو “خ. أسامة” المكنى “أبو تراب “والمدير” ت. محمد” ، كما قام أيضا بتسليم بالمدعو “خ. أسامة” مبلغ مالي مقدر ب 40 ألف دج حصيلة التبرعات لشراء العملة الصعبة و بقي يتابع الأحداث عن كتب إلى غاية مغادرتهم أرض الوطن ووصولهم إلى تركيا.

ليتم التكفل بهما من طرف أحد عناصر التنظيم المسمى “موقاس فارس” المكنى “أبو دجانة البتار” الذي يعتبر المكلف بالتنسيق والعناصر الجدد، مؤكدا المتهم أنه بمجرد التحاق المعنيان بالأمر بالتنظيم بالأراضي السورية ، أصبح يتواصل مع المدعو “موقاس فارس “كما بقي في اتصال شبه دائم مع العناصر الإرهابية منهم المدعو” عماري محمد” المكنى بـ “أبو هيئة القريشي”، المدعو “راحم يعقوب” المكنى “أبو عبد الرحمان المهاجر ” والمدعو عبد الحق” المكنى بـ ” أبو معاوية” …وغيره عبر تطبيقة “التلغرام”.

كما اعترف المتهم عن اقتراح شابا آخر من الحي مسبوق في قضايا إرهاب المدعو “لعمش سيد احمد ” على نفس الارهابي بغرض تجنيده، وبدوره قام “سيد احمد” باقتراح شابين آخرين من حي الكاليتوس كونهما متحمسين للجهاد في ” داعش”، ويتعلق الأمر بالمدعو “م. محمد الأمين” المكنى” أبو حذيفة” المدعو “ل. أمين” المكنى “أبو عبيدة”، حيث وضع تحت تصرفهما الإرهابي “موقاس فارس” المكنى “أبو دجانة البتار”، حيث وبمجرد محاولتهما مغادرة أرض الوطن باتجاه دولة تركيا تم إيقافهما على مستوى مطار هواري بومدين الدولي، أين تم إخلاء سبيلهما بعد إجراءات التحقيق، ليتمكنا لاحقا من معاودة الكرة ومغادرة التراب الوطني عبر مطار هواري بومدين،

وأضاف المعني بالأمر، أنه خلال تلك الفترة اتصل به المدعو “حنجار عبد الله” عبر تطبيقة “التلغرام”، طالبا منه إمكانية التكفل بإحدى البنات تبلغ من العمر 18 سنة قصد الزواج من أحد المجندين من معارفه حتى يتسنى لها الالتحاق بتنظيم الدولة داعش، مضيفا أنه تلقى محادثة من المدعو “موقاس فارس” المكنى طالبا منه ضرورة مساعدة زوجين متواجدين بمدينة الحراش، بصدد الالتحاق بالتنظيم وذلك بتزويدهم بمبلغ مالي مقدر بـ 150.000 دج كسلفية منه إليه على أن يتم استرجاعه بمجرد تواصله بأحد معارفه، إلا أنه أخطره بعدم حيازته على المبلغ المطلوب.

مقالات مشابهة

  • وزير العمل الليبي يطلب مليار دينار لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة
  • جلسات حوارية لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر تبسيط إجراءات التمويل وتعزيز المحتوى المحلي
  • ندوة تمكين وسمو تناقش تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • أسعار النفط تنخفض مع تجاهل المستثمرين الرسوم الجمركية
  • اختتام برنامج هبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في محافظة الظاهرة
  • توزيع فواتير استهلاك الكهرباء تفجرّ سخط شعبي واسع في لحج
  • النائب محمود عصام يكشف مشكلة فواتير عدادات الكهرباء مسبقة الدفع
  • دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتمكين المرأة بالبحر الأحمر
  • هكذا استغلّ الإرهابي “أبو مصعب عبد الودود” وزوجته فواتير الكهرباء والغاز لجمع الأموال
  • إدارة الأفراد والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في كاك بنك تدشن ورشة تدريبية حول القروض والتمويلات