إقرار النظام الأساسي للهيئة العربية للتصنيع من أعمال السيادة
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
قضت المحكمة الدستورية العليا بجلستها المعقودة اليوم السبت، برئاسة المستشار بولس فهمي إسكندر- رئيس المحكمة، بعدم اختصاصها بنظر الدعوى المحالة للفصل في دستورية المادة (60) من النظام الأساسي للهيئة العربية للتصنيع الصادر بقرار اللجنة العليا للهيئة رقم 6 لسنة 1975.
وقالت المحكمة في أسباب حكمها إن الهيئة المذكورة قد تأسست بموجب اتفاقية دولية بين مصر وعدد من الدول العربية، مستهدفةً بناء قاعدة صناعية داخل الوطن العربي للوفاء باحتياجات الدول العربية في مجال الصناعات المتقدمة
وأضافت: أفسحت المجال لغيرها من الدول بالانضمام إليها، وخلت من النص على إنهائها ببقاء عدد محدد من أطرافها، باعتبارها اتفاقية شارعة، وعلى إثر انسحاب دول عربية منها، أصدر رئيس الجمهورية القرار بقانون رقم 30 لسنة 1979 متضمنًا بقاء الهيئة المذكورة كشخص اعتباري دولي، متمتعة بالاختصاصات والمزايا والحصانات المقررة لها في قرار إنشائها ونظامها الأساسي، الذى أبقاه مفتوحًا لانضمام من يرغب من الدول
تابعت: ثم صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 326 لسنة 1994 في شأن الهيئة العربية للتصنيع، ناصًا على استمرارها في ممارسة نشاطها بوصفها الذى نشأت عليه، خاضعة في وجودها ونشاطها لجميع الأحكام المقررة في القوانين والقرارات المنظمة لها، ومن ثم فقد ظلت أهدافها متصلة بكيان الدولة ومقتضيات سلامتها وأمنها القومي وعلاقاتها الدولية وسياساتها العليا، مما مفاده عدم انقضاء الشخصية الاعتبارية الدولية للهيئة، والتي لم تنضو خلال أي مرحلة زمنية منذ نشأتها ضمن الأشخاص الاعتبارية المحلية التي عددتها المادة (52) من القانون المدني، وكان نظامها الأساسي يرتبط بعروة وثقى باتفاقية إنشائها فإنه يندرج بهذه المثابة ضمن أعمال السيادة التي تنحسر عنها الرقابة القضائية التي تباشرها المحكمة الدستورية العليا على دستورية القوانين، مما مؤداه عدم اختصاصها بنظر الدعوى.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهيئة العربية للتصنيع الرقابة القضائية الشخصية الاعتبارية الدستورية العليا المستشار بولس فهمي اسكندر
إقرأ أيضاً:
النظام العربي وتداعيات اللحظة العربية
لست أدري إن كانت هي بدافع (الطرافة) أو تعبيرا عن فعل عاجز، أو استسهال المستهدف، بعد الإخفاق العربي الرسمي في محاكاة العدو الحقيقي الذي يعبث بقدرات وإمكانيات الأمة، فيما (الظرفاء) في الأمة تركوه وذهبوا يبحثون لهم عن (غريم) أو (جنازة يلطمون عليها) كما يقال في الأمثال الشعبية العربية..
الأنظمة العربية الرسمية تركت الصهاينة يعبثون بدماء الشعب العربي في فلسطين ولبنان، وتركوا الصهاينة يعبثون كما يحلو لهم في سوريا من تدمير القدرات إلى استباحة السيادة، إلى مصادرة الأرض، فيما تركيا بدورها تعبث في أجزاء أخرى من سوريا وكذلك في العراق وليبيا والصومال والسودان، فتركيا أردوغان أعطت لنفسها شرعية وحق استباحة الوطن العربي فيما الأنظمة العربية والجامعة العربية غارقون في بحر الصمت وفي مستنقع الارتهان، لم يقولوا كلمة بحق العدو الصهيوني وما يقوم به، ولم يقولوا كلمة بحق تركيا وما تقوم به بالتعاون مع الصهاينة وبرعاية أمريكية وغربية وتمويل بعض أنظمة العهر العربي..
لكن التهديدات والتحذيرات سريعا ما انطلقت من أفواه كل هؤلاء الأنظمة والجامعة باتجاه (إيران) والكل يهدد إيران ويحذرها من مغبة التدخل في سوريا).
عجبي من كل هؤلاء؟ ومن هذا الرخص الرخيص بل الأكثر رخصا الذي وضع فيه أمثال هؤلاء أنفسهم. لست معنيا بالدفاع عن (إيران) ولست ناطقا باسمها، وكذلك لست على علاقة معها، ولا مع أي من أصدقائها المزعومين، لكني مراقب أتابع كل المواقف وقد هالتني الحملة التي توجهت ضد إيران والتحذيرات التي وجهت لها ولم توجه للكيان الصهيوني الموجود داخل سوريا ولا لتركيا التي قال رئيسها أنه سيدفن نصف الشعب السوري داخل أراضيهم السورية..؟!
أعرف أن الحملة التي تستهدف إيران هدفها استباق الأحداث، وتحميلها وزر فشل الانقلابيين في سوريا إن حدث، متخذين من إيران المشجب الذي يعلقون عليه فشلهم إن حدث..
إيران خرجت من سوريا وأغلقت سفارتها ولم يبق مواطن إيراني واحد في سوريا.. فلماذا إذا هذه الحملة التي تصدر من بعض الأنظمة وآخرها ما صدر عن الجامعة العربية من تحذيرات وتهديدات لطهران وتحملها مسؤولية التدخل في الشأن السوري ومن زعزعة استقرار سوريا ونشر الفوضى في سوريا لم يقال مثل هذا الكلام وهذه التحذيرات لتركيا ولا للعدو الصهيوني، ولا حتى لروسيا التي لازال لديها تواجد عسكري في سوريا، أو لأمريكا التي تحتل جزءا من سوريا ولكنه قيل ضد إيران هل لأن في سوريا ( طائفة علوية)؟ قد تجد نفسها مجبرة على الدفاع عن نفسها أمام حملات الحقد والثأر ورغبات الانتقام التي يحملها إرهابيو سوريا وحكامها الجدد الذين هم مجموعة قتلة ينتمون لأكثر من دولة؟ هل يدرك هؤلاء أن مسؤول غرفة عمليات دمشق إرهابي ؟ ليس من سوريا وهل يدرك هؤلاء أن كل حكام سوريا الجدد يحملون الجنسية التركية وفي مقدمتهم (الجولاني)؟
ومع ذلك أتساءل لماذا التحذيرات العربية الرسمية توجهت حصريا للجمهورية الإسلامية؟
منذ عدة أعوام أقدمت دول الخليج وبرعاية أمريكية صهيونية تركية على تمويل مجاميع إرهابية ونقلها لسوريا لقتال الدولة السورية، فعمل العرب على تسليح أهل (السنة) وعملت تركيا على تسليح (التركمان) وعملت أمريكا على تسليح (الأكراد) ثم جاءت أجهزة استخبارات عربية وغربية فشكلت فصائل وكتائب إرهابية من إرهابيي العالم وقدمت لهم كل القدرات التدريبية والتأهيلية والتسليحية كما قدموا لهم كل المعلومات والإحداثيات وحددوا لهم الأماكن التي يجب استهدافها، ولم يحصل أن وجه أي نظام عربي تحذيرا أو نقدا للأطراف الداعمة للمجاميع ولم يحدث أن أصدرت الجامعة العربية بيانا أو تحذيرا يندد بالتدخل الأجنبي في سوريا، بل عملت الجامعة على إخراج سوريا من عضويتها..
أي عرب هؤلاء؟ وأي جامعة هذه التي تزعم أنها عربية ؟!
إيران التي لا علاقة لها بسوريا اليوم ولا وجود لها فيها توجه التهديدات لها والمجرمون الحقيقيون من صهاينة وأتراك وأمريكان لا تثريب عليهم ولا لوم يوجه لهم لأنهم أصبحوا أسياد سوريا ويتقاسمون النفوذ فيها.
هي لعبة استخبارية صهيونية _أمريكية تنفذ بأدوات عربية، تعبر عن خوف كل هؤلاء من إيران ونفوذها وقدراتها، نعم إيران بنظر هؤلاء هي البعبع التي تخوف بها أمريكا والصهاينة مرتزقتهم من العرب حكاما كانوا وأنظمة أو نخباً، إنهم يحاولوا كسر شوكة وإرادة المقاومة والمقاومة اليوم هم أبناء واتباع (المذهب الشيعي) فيما أبناء واتباع (المذهب السني) هم إما عملاء لأمريكا وحلفاء للصهاينة أو غارزين رؤوسهم في الرمال، أو معتمدين شعار ( القرود الثلاثة) لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم، وقلة منهم متمسكون بالمقاومة يندرجون تحت عبارة _إلا ما رحم ربي _..!
نعم أنا (السني _الشافعي) اعتز بأبناء واتباع (المذهب الشيعي) الذين يقاومون العدو الصهيوني والإمبريالية الأمريكية ودول الاستكبار العالمي، لست قارئ كف ولا من ضاربي الرمال، لكني أرى وأتابع وأشاهد واشهد من يقاوم العدو ويتحدى ويواجه ويقدم التضحيات، وانا مع كل من يقاوم العدو الصهيوني والإمبريالية الأمريكية، مع كل من يعتبر الصهاينة والأمريكان أعداء وجوديين للأمة ويعمل على مقاومتهم ولو كان من يفعل هذا من كان سأتحالف معه ضد أعداء الأمة، فما بالكم إن كان من يعادي ويواجه هذا الكيان هم أشقاء لنا في العقيدة والتاريخ والجغرافية..؟
وأرجع وأقول لماذا توجه التهديدات لإيران وليس لتركيا والصهاينة والأمريكان؟ والجواب ببساطة أن هذه الحملة خرجت من المطبخ الصهيوني _الأمريكي _التركي، وتسوقه وسائط إعلام عربية، هذه الوسائط التي تركت الصهاينة يدمرون قدرات الدولة العربية السورية ودمرت أكثر من 2800 دبابة وأكثر 550 طائرة وآلاف المدافع ومئات من شبكة الدفاع الجوي ودمرت مواقع علمية ومراكز أبحاث، فيما هذه الوسائط تجاهلت كل هذا العدوان الصهيوني وركزت على ( سجن صيدانا) وشغلت الرأي العام العربي بقصص هذا السجن وتجاهلت ما يقوم به العدو الصهيوني الذي احتل أكثر من ألف كيلو متر مربع من الأراضي السورية لدرجة أن حكام دمشق الجدد لم يصدروا حتى بيان إدانة ضد الصهاينة بل أكد كبير المجرمين فيهم أنه لن يحارب ويركز على بناء الدولة التي دمروها، وكأنه يعطي الصهاينة ذريعة لمواصلة مهمتهم في تدمير قدرات البلاد التي وصلوا لحكمها وكل ما أخشى هو أن يكون هذا الجولاني فعلا صناعة صهيونية على غرار (أيدي كوهين) الجاسوس الصهيوني الذي وصل لمنصب نائب رئيس وزراء سوريا في خمسينيات القرن الماضي وكان مرشح لوزارة الدفاع قبل أن تكتشفه المخابرات السوفيتية وتبلغ المخابرات السورية التي ألقت القبض عليه وأعدم في إحدى الساحات الدمشقية شنقا..