الزاوية بين مطرقة الفوضى وسندان العملية العسكرية
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
ليبيا – العملية العسكرية في الزاوية: جهود لأركان الرئاسي لفرض الأمن وسط إرث من الفوضى والصراعات المسلحة
أطلقت المنطقة العسكرية الساحل الغربي، بالتنسيق مع حكومة الدبيبة، عملية عسكرية واسعة في مدينة الزاوية، تهدف إلى فرض الأمن وبسط الاستقرار واستهداف ما وصف بـ”الأوكار المشبوهة” التي لم يتم تسميتها ومن يقف خلفها وأين مواقعها داخل المدينة، وفق بيان رسمي.
دعت المنطقة العسكرية المواطنين إلى الابتعاد عن “الأماكن المشبوهة” التي تعد أهدافًا لعملياتها، مشددة على ضرورة التعاون مع القوات والإبلاغ عن أي نشاطات مشبوهة. وأكدت أن قواتها تمتلك الإمكانات اللازمة ولن تتوقف حتى “اجتثاث منابع الفوضى والجريمة المنظمة”. في الوقت نفسه، وجّه رئيس حكومة “الوحدة” عبد الحميد الدبيبة وزير الداخلية “عماد الطرابلسي” بعدم السماح لأي آليات مسلحة تتبع وزارته بمغادرة ثكناتها دون تنسيق مسبق مع القيادات المختصة للعملية.
خلفية الوضع الأمني في الزاوية تاريخ من الصراعات المسلحةمنذ عام 2018، تشهد مدينة الزاوية اشتباكات متكررة بين مجموعات مسلحة متنافسة، تتصارع على النفوذ والموارد، مما أدى إلى تدهور كبير في الأوضاع الأمنية. هذه الاشتباكات شملت أعمال عنف مروعة، من بينها عمليات اغتيال واشتباكات دموية أودت بحياة العشرات ودمرت البنية التحتية. في عدة مناسبات، تحولت المدينة إلى مسرح لصراعات مباشرة بين الجهات الأمنية والعسكرية.
غياب الدولة وتغول الميليشياتيعاني سكان الزاوية من غياب دور الأجهزة الأمنية الفعّال، حيث تحوّلت مديرية أمن الزاوية، وفقًا لعضو مجلس النواب عبد النبي عبد المولى، إلى كيان غير فعّال، مما سمح للميليشيات بالتحكم في مفاصل المدينة. هذه المجموعات المسلحة، التي تعمل تحت ستار الشرعية، استحوذت على موارد المدينة، مما دفع السكان المحليين للاحتجاج في أكثر من مناسبة.
دعوات أهلية للسلامفي أبريل 2023، نظم سكان الزاوية احتجاجات للمطالبة بإنهاء سيطرة المجموعات المسلحة. اعتبر المحلل السياسي أحمد المهدوي أن هذه الاحتجاجات شكلت خطوة هامة نحو استعادة السيطرة المدنية، إلا أن غياب استجابة حكومية فعّالة أبقى الأوضاع على حالها.
محاولات حكومية سابقةشهدت السنوات الماضية محاولات عديدة من الحكومات المتعاقبة لإعادة النظام إلى الزاوية، لكنها باءت بالفشل بسبب الانقسامات السياسية والخلافات بين الأطراف المتنازعة إلى أن وصل الأمر لإعلان وزير الداخلية بحكومة الدبيبة عماد الطرابلسي في تصريح مصور بأن وزارته “ليس لدها أي سيطرة داخل المدينة“.
الأهداف المعلنة للعملية استهداف الأوكار المشبوهةتركز العملية الحالية على استهداف ما وصف بـ”الأوكار المشبوهة“، التي تُستخدم من قبل المجموعات المسلحة لتخزين الأسلحة وإدارة عملياتها. وتهدف إلى الحد من الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر وتهريب الوقود، وهي أنشطة تُعتبر الزاوية مركزًا رئيسيًا لها.
إعادة سيطرة الحكومةتهدف العملية إلى تعزيز سيطرة حكومة “الوحدة” في مدينة الزاوية عبر فرض الأمن، وإزالة المظاهر المسلحة، ودمج المجموعات المسلحة ضمن المؤسسات الرسمية. هذا الهدف يأتي ضمن رؤية أوسع لإعادة الاستقرار إلى المنطقة الغربية بأكملها بحسب مصادر من وزارة داخلية الدبيبة.
التحديات أمام العملية مقاومة المجموعات المسلحةمن المتوقع أن تواجه العملية مقاومة شديدة من قبل المجموعات المسلحة التي تتمتع بنفوذ واسع في الزاوية. هذه المجموعات سبق أن أبدت استياءً من أي محاولة لفرض السيطرة الحكومية، مما يعقّد جهود استعادة الأمن.
التحديات الإنسانيةتعاني المدينة من أوضاع إنسانية صعبة بسبب استمرار الصراعات المسلحة التي تحدث اسبوعيًا تقريبًا بين المناطق السكنية. تتفاقم معاناة السكان مع نقص الخدمات الأساسية وارتفاع معدلات الجريمة، مما يجعل تحقيق الأمن ضرورة ملحة.
محاولة الحكومة لبسط سيطرتهاتشكل العملية العسكرية الحالية في الزاوية اختبارًا هامًا لقدرة حكومة الدبيبة على فرض سيطرتها في المناطق المضطربة. وبينما تظل التحديات كبيرة، فإن نجاح هذه العملية قد يكون خطوة حاسمة نحو إعادة نوع من الاستقرار إلى المدينة وإنهاء سنوات من الفوضى والانقسام، وتهريب المحروقات والمشتقات النفطية.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المجموعات المسلحة العملیة العسکریة فی الزاویة
إقرأ أيضاً:
استعراض العلاقات العسكرية بين سلطنة عُمان وفرنسا وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي المشترك
مسقط- العُمانية
استقبل صاحبُ السُّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع بمكتب سُموّه بمعسكر المرتفعة أمس الفريق أول تيري بوركار رئيس أركان القوات المسلّحة بالجمهوريّة الفرنسيّة والوفد المرافق له.
وقد رحّب صاحبُ السُّمو السّيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع برئيس أركان القوات المسلّحة بالجمهوريّة الفرنسيّة والوفد المرافق له، وتم خلال اللقاء استعراضُ العلاقات الطيبة بين البلدين الصديقين، ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
حضر المقابلة الفريق الركن بحري رئيس أركان قوات السُّلطان المسلحة، وسعادة سفير الجمهورية الفرنسية المعتمد لدى سلطنة عُمان، والملحق العسكري بسفارة الجمهورية الفرنسية بمسقط.
كما استقبل معالي الفريق أول وزير المكتب السُّلطاني بمكتبه الفريق أول تيري بوركار رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية والوفد المرافق له الذي يقوم حاليًّا بزيارة رسمية لسلطنة عُمان؛ حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي المشترك بما يعزّز أمن البلدين الصديقين، والتأكيد على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين سلطنة عُمان والجمهورية الفرنسية. حضر اللقاء الفريق الركن بحري رئيس أركان قوات السُّلطان المسلحة، وسعادة سفير الجمهورية الفرنسية المعتمد لدى سلطنة عُمان.
واستقبل الفريق الركن بحري عبد الله بن خميس الرئيسي رئيس أركان قوات السُّلطان المسلّحة بمكتبه بمعسكر المرتفعة أمس الفريق أول تيري بوركار رئيس أركان القُوات المسلّحة بالجمهورية الفرنسية والوفد المرافق له. ولدى وصول الفريق أول تيري بوركار رئيس أركان القوات المسلحة بالجمهورية الفرنسية مقر رئاسة أركان قوات السُّلطان المسلحة أُجريت له مراسمُ استقبال رسميّة؛ حيث أدّى حرس الشرف التحيّة العسكريّة، وعزفت مجموعة من فرقة الموسيقى العسكرية سلام الشرف، ثم استعرض الفريق أول حرس الشرف.
وقد رحّب الفريق الرّكن بحري رئيس أركان قوات السُّلطان المسلّحة بالفريق أول رئيس أركان القوات المسلحة بالجمهورية الفرنسية والوفد المرافق له، وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر وبحث عدد من الموضوعات العسكريّة المختلفة.
حضر المقابلة العميد الركن حامد بن عبدالله البلوشي مساعد رئيس أركان قوات السُّلطان المسلّحة للعمليّات والتخطيط، وعددٌ من كبار ضبّاط رئاسة أركان قوات السُّلطان المسلحة، والملحق العسكري بسفارة الجمهورية الفرنسيّة بمسقط.