في سابقةٍ عالميةٍ جديدة تُضاف إلى سجل إنجازات المملكة في مجال الاستدامة البيئية، دشّنت أمانة الأحساء أول طريق في العالم مُعاد تدويره بالكامل من مخلفات البناء، لتُسجّل بذلك علامةً فارقةً في تاريخ رصف الطرق وإعادة تدوير النفايات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وجاءت هذه المبادرة ثمرةً للتعاون المثمر بين أمانة الأحساء ووزارة النقل، مُمثلةً في الهيئة العامة للطرق، والمركز الوطني لإدارة النفايات، حيث تم تطبيق التجربة على طريق الملك عبدالله الدائري بمحافظة الأحساء.

بهدف تعزيز الاستدامة البيئية وتطوير بنية تحتية أكثر كفاءة، استجابة للتحديات البيئية.
أخبار متعلقة الرصاص والكادميوم.. ”الغذاء والدواء“ تُحكم الرقابة على سلامة الأغذية"المساحة الجيولوجية" تكشف استراتيجيات الحد من مخاطر الزلازلوأوضح المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء، خالد بووشل، لـ ”اليوم“، أن فكرة المشروع انطلقت من الرغبة في تحويل مخلفات البناء من عبءٍ بيئي إلى موردٍ اقتصادي، مُشيرًا إلى أن الفرق الفنية قامت بفرز مخلفات البناء في المردم البيئي التابع للأمانة، وإخضاعها لعدة اختبارات في محطة فرز النفايات، للتأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية ورفع كفاءتها وجدارتها في عملية الرصف.
طريق يتحمل أحمال ثقيلة
وأكد أن التجربة التي نُفذت على مسافة كيلومتر واحد من طريق الملك عبدالله الدائري، أثبتت نجاحها بامتياز، حيث تَحمّل الرصف الجديد أوزان المركبات المختلفة بكفاءةٍ عالية، مُضيفًا أن هذا الطريق يُعدّ شريانًا حيويًا في الأحساء، حيث يربط مناطق المحافظة بعضها ببعض، ويشهد حركة مرورية كثيفة.
وأشار إلى أن هذه المبادرة تُمثل خطوةً مهمةً في مسيرة تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال الاستدامة البيئية والاقتصاد الدائري، وتُؤكد حرص المملكة على تحويل التحديات إلى فرص، والاستفادة من الموارد المتاحة بأفضل الطرق الممكنة.
وأضاف بووشل: ”نحن فخورون جدًا بهذا الإنجاز الذي يُسهم في تحقيق الريادة للمملكة في مجال الاستدامة البيئية، ويُعزز مكانتها كمركزٍ عالميٍ للابتكار في مختلف المجالات.“
أكد بووشل أن أمانة الأحساء ستعمل على نقل هذه التجربة الرائدة إلى مناطق أخرى في المملكة، بالتعاون مع الجهات المختصة، بهدف تعميم الفائدة وتحقيق أعلى مستويات الاستدامة في جميع أنحاء الوطن.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: محمد العويس محمد العويس مخلفات البناء الاستدامة البیئیة مخلفات البناء

إقرأ أيضاً:

طريق الإصلاح في العالم العربي

يشهد العالم العربي نقطة تحول حاسمة في مسيرته نحو التنمية المستدامة، في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم نتيجة التقدم التكنولوجي، والتغيرات الديموغرافية، والضغوط البيئية المتزايدة. ويعد الإصلاح الداخلي والإصلاح التحديثي من المفاهيم الحديثة لتحديث الأنظمة والهياكل المؤسسية لتلبية المتطلبات الحديثة، كمسارين مترابطين ومتكاملين لتحقيق هذه الغاية. 
تُعد الإصلاحات الداخلية ذات أهمية جوهرية، إذ تهدف إلى إعادة الهياكل التنظيمية القائمة لتحسين الكفاءة والمساءلة والشمولية. وقد شهدت المنطقة العربية في السنوات القليلة الماضية جهود لافتة لتعزيز معايير الشفافية ومكافحة الفساد في المؤسسات العامة والخاصة. وعلى الرغم من أن برامج الإصلاحات أظهرت بعض التقدم وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية، إلا أن التقارير تنوه إلى أن دول المنطقة لا زالت بحاجة لتغييرات هيكلية لتحقيق التقدم المنشود. 
الإصلاحات المطلوبة وفق هذه التقارير يجب أن تتعامل مع الأوضاع الراهنة لسوق العمل والمتطلبات المهارية للقوى العاملة في العالم العربي. وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإنه وبالرغم من أن70%  من سكان المنطقة متصلين بالإنترنت منذ عام 2022، إلا أن 1.7% فقط يمتلكون المهارات التقنية المتقدمة اللازمة للتعامل مع الوظائف الرقمية الحديثة، مثل البرمجة، وتحليل البيانات، وتطوير التطبيقات، والأمن السيبراني. جدير بالإشارة إلى أنه في عام 2023، بلغت نسبة البطالة بين الشباب في العالم العربي حوالي 25%، والذي يعد من أعلى المعدلات العالمية. ويتوقع دخول أكثر من 100 مليون من الشباب إلى سوق العمل خلال العقد المقبل، ليشكل بدوره ضغطًا إضافيًا على الحكومات العربية لتوفير فرص العمل، وتطوير اقتصاداتها بما يواكب الاحتياجات المتزايدة.
من الناحية الأخرى، يهدف الإصلاح التحديثي إلى تمكين الاقتصادات والمجتمعات العربية من الاندماج في السياق العالمي عبر الابتكار والتكنولوجيا. الاستثمار في الطاقة المتجددة هو من أحد الأمثلة البارزة على الإصلاح التحديثي. عربياً، أحرزت دول مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر والمغرب تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال كمشاريع "مصدر"، و"بنبان" ومجمع "نور ورزازات"، كأبرز المشاريع العالمية.
وعلى الرغم من هذه الجهود، إلا أن المنطقة العربية لا تزال متأخرة في تحقيق إمكاناتها في الطاقة المتجددة. وفقًا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا)، بلغت القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط حوالي 12.9 جيجاواط في عام 2022، وهو رقم يعادل تقريبًا قدرة فرنسا.
إلى جانب الطاقة المتجددة، يشكل تنويع الاقتصاد عنصرًا أساسيًا في الإصلاح التحديثي. تاريخيًا، اعتمدت العديد من الدول العربية بشكل كبير على النفط، ما جعل اقتصاداتها عرضة لتقلبات الأسعار والانتقال العالمي إلى الاقتصاد منخفض الكربون. وأصبح من الأهمية على الدول العربية تطوير قطاعاتها الحيوية مثل التكنولوجيا، والسياحة، والزراعة كخطوة ضرورية لتقليل الاعتماد على العائدات النفطية وبناء نماذج اقتصادية أكثر توازنًا واستدامة. المنطقة الاقتصادية لقناة السويس هو نموذج لمثل هذه المشاريع والتي تركزت على تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات اللوجستية، وجذب الاستثمارات، وتوطين الصناعات. 
إجمالاً، تتطلب كل من الإصلاحات الداخلية والتحديثية أطر تشريعية قوية لدعم الابتكار وتحقيق العدالة وتطوير الشفافية والحد من الفساد. تحتاج الاقتصادات الحديثة إلى أنظمة قانونية مرنة تحمي حقوق الملكية الفكرية، وتضمن أعلى مستويات أمن البيانات، وتحسين جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية. شمولية الإصلاحات مسألة مهمة للغاية لتلبية احتياجات الفئات المهمشة وإشراك كافة مكونات المجتمع وضمان تكافؤ الفرص.
التحول الرقمي بطبيعته يشكل محورًا مهماً للتكامل بين الإصلاح الداخلي والتحديثي. الوتيرة السريعة لتبني التكنولوجيا الرقمية في التعليم، والصحة، والتجارة ساهمت بتحولات نوعية في هذه القطاعات. وقد برزت مبادرات مثل الاستراتيجية الرقمية في مصر وبرنامج الحكومة الذكية في الإمارات كنماذج لافتة ارتكزت على بناء القدرات الداخلية وتعزيز التنافسية العالمية، إلا أن التوسع في مشاريع التحول الرقمي أصبح يتطلب مزيد من الإصلاحات الداخلية والتحديثية لمجاراة قضايا الأمن السيبراني، والخصوصية الرقمية، ورفع مستوى الوعي التكنولوجي لضمان شمولية فوائده.
في المجمل العام، لا تزال التحديات كبيرة. تعاني العديد من الدول العربية من ارتفاع مستويات الديون، والضغوط التضخمية، والتغيرات الديموغرافية التي أصبحت الثقل الذي ينهك كاهل الخدمات العامة ويضعف ثقة جمهور المجتمع. أضف إلى ذلك، أن المنطقة تعاني من عدم استقرار جيوسياسي ومخاطر مرتبطة بالتغير المناخي، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع ويُضعف قدرة الدول على تحقيق الاستقرار والتنمية.
بالرغم من ذلك، توفر هذه التحديات فرص كبيرة، وكما وصفه الفيلسوف الصيني "سون تزو" في كتابه "فن الحرب": "من قلب الفوضى، تولد الفرصة."
فالتحولات الديموغرافية في العالم العربي تمثل فرص وآفاق واسعة. توقعات النمو السكاني تشير إلى أن عدد سكان المنطقة سيتجاوز 500 مليون نسمة بحلول عام 2050. إذا استطاعت الدول العربية من التخطيط السليم لمجتمعاتها وإشراكهم في دفع عجلة التنمية، فإن ذلك سيمثل قوة دفع هائلة. برامج الإصلاح والتحديث يجب أن تركز على الاستثمار في التعليم والرعاية الصحية وريادة الأعمال لتحويل الشباب إلى محرك للابتكار والتنمية.
من جانب آخر، تقدم المتغيرات الحالية في سلاسل التوريد العالمية فرصة إضافية للعالم العربي. ففي الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى تنويع شركائها التجاريين وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية، يمكن أن تتصدر المنطقة كمركز رئيسي للتجارة العالمية بفضل موقعها الاستراتيجي والبنية التحتية الناشئة. كما يمكن لتوسيع التجارة البينية العربية أن يعزز من التكامل الاقتصادي العربي والإقليمي.
في نهاية المطاف، يرتبط نجاح الإصلاحات في العالم العربي بمدى قدرة الدول على استيعاب أهمية التكامل بين المفهومين الأساسيين للإصلاح؛ الإصلاحات الداخلية معنية بتوفير الأساس الضروري للاستقرار والشمولية في المؤسسات والهياكل الوطنية، بينما الإصلاحات التحديثية تركز على تحفيز التنافسية ودعم الابتكار لتلبية متطلبات العصر الرقمي. الجمع بين هذين المسارين، سيمكن للدول العربية من صياغة خارطة طريق فعّالة لتحقيق التنمية المستدامة وضمان مستقبل مستقر للمنطقة.

مقالات مشابهة

  • كأس السوبر الإيطالي.. بطولة عريقة جابت العالم قبل أن تحط رحالها في المملكة
  • طلاب المملكة يتنافسون على جائزة رواد الأعمال
  • تنفيذ أول طريق باستخدام ناتج هدم المباني
  • «الحفنى»: استراتيجية متكاملة لتطبيق المعايير والإجراءات الدولية لتحقيق الاستدامة البيئية بالتعاون مع الإيكاو «ICAO«
  • “بيئة الحكومة الليبية” تطلق حملات للتشجير لمكافحة التصحر   يعد التشجير أحد الركائز الأساسية للحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة البيئية في ليبيا، حيث يسهم بشكل كبير في تحسين جودة الهواء، تقليل آثار التغيرات المناخية، ومكافحة التصحر. وتعمل وزارة
  • طريق الإصلاح في العالم العربي
  • الاستدامة.. حرص على المستقبل
  • شاهد.. تنفيذ أول طريق في العالم يستخدم ناتج هدم المباني بالأحساء
  • “هيئة الطرق” تنفذ أول طريق باستخدام ناتج هدم المباني في الخلطات الأسفلتية على سطح الطرق