تحذيرات من تعاظم تأثير الصهيونية الدينية في إسرائيل
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
أدى تعاظم نفوذ الصهيونية الدينية في "إسرائيل" لتفاقم أزمة الثقة العميقة بين الإسرائيليين وحكومتهم، فيما يهيمن الخوف من تداعيات الأزمة على الخطاب الإسرائيلي العام، ومخاوف من اقتراب خطر "الحرب الأهلية"، مع ما يصدره قادة اليهود المتدينين من تحريض دموي ضد عموم الإسرائيليين.
يوسي سبيربر، مدرس التاريخ والمواطنة، أكد في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، أن "اليهود المتدينون، لا سيما من تيار الصهيونية الدينية، يدركون في هذه الأزمة فرصة تاريخية بالنسبة لهم، ولحظة نادرة للاستفادة من الوقت المتبقي للحكومة، من خلال الدفع نحو مزيد من التحركات التي تعمق الانقسام في الجمهور الإسرائيلي، ويخلقون واقعاً جديداً على الأرض، وفيما يجد معظم الإسرائيليين صعوبة في استيعاب هذه التطورات، فإن قادة الصهيونية الدينية يستغلون واقع الفوضى من أجل تحقيق أهدافهم، والترويج لأجندة أيديولوجية تقوض التماسك الاجتماعي، وتضرّ بالقيم المشتركة التي بنيت عليها دولة الاحتلال".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "قادة الصهيونية الدينية يعملون على استغلال ضعف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتعظيم إنجازاتهم السياسية بأي ثمن، وهو يعلم أن مصيره السياسي يعتمد عليهم بالكامل، مما يجعل تحالفهما ليس سياسيا فحسب، بل وجودي، لأنهم وحدهم يضمنون له المعارضة التلقائية لتشكيل لجنة تحقيق حكومية في فشل السابع من أكتوبر، وأي ممارسة أخرى تكشف إخفاقاته".
وأشار إلى أن "نتنياهو يجد نفسه اليوم مستسلماً لمطالب قادة الصهيونية الدينية خاصة بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين يدركان، بجانب شركائهما، أنه كلما اتخذا مواقفهما لأقصى الحدود، وعززا أجندة يمينية مسيحانية وقومية، كلما عززا سلطتهما السياسية، وموقعهما على الساحة الحزبية".
واستحضر الكاتب مثالا على ذلك يتمثل في "نشاط اللوبي من أجل تجديد مستوطنات غزة الذي تأسس في حزيران/ يونيو 2024 بمبادرة من أعضاء الكنيست ليمور سون هارمالك وتسفي سوكوت، ويعمل على تعديل قانون فك الارتباط لتشجيع هجرة الفلسطينيين من القطاع، وتعزيز سيطرة الاحتلال عليه، وتوضح أجندته التي يدعمها بن غفير، كيف أصبحت الأيديولوجيا اليمينية المسيحانية أداة مركزية لتعميق سيطرتهم على مراكز السلطة في الدولة، فيما يتم تقديم تحركاتهم بأنها خطوات لتعزيز الأمن القومي للاحتلال، وسط تجاهل الخلافات السياسية العميقة، والثمن الاجتماعي والأمني الذي سيدفعه الاحتلال".
وأوضح أنه "بدلاً من سدّ الفجوات بين الإسرائيليين، تعمل الصهيونية الدينية على تعميق الاستقطاب الداخلي، والإضرار باستقرار المجتمع الإسرائيلي، وتروج لأجندة تفضل الأيديولوجية على الوحدة الوطنية، وأصبح الحاخام آفي ماعوز نائب الوزير لشؤون الهوية القومية اليهودية بمكتب رئيس الوزراء شخصية رئيسية في تشكيل قيم جهاز التعليم في الدولة، وتخصيص ملايين الشواكل لإنشاء نظام الشفافية، وهي خطوة تقوض الاستقلال التربوي المتبقي لمديري المدارس".
وأشار إلى أن "ماعوز، الذي أعرب عن ازدرائه للمثليين والنساء والديمقراطية، يستخدم موقعه أداة لتصفية واستبدال البرامج التي تعزز التعددية والتسامح والمساواة، ولذلك فإن تعيينه ليس مجرد مسألة تعليمية، بل يعكس سياسة نتنياهو الكاملة بالاعتماد على شركائه المتشددين، وللحفاظ على حكمه، منح ماعوز صلاحيات واسعة كجزء من اتفاقيات الائتلاف، مما جعله شريكا مركزيا يؤثر على مستقبل نظام التعليم والمجتمع الإسرائيلي".
وأضاف أن "ماعوز لا يقوم بإعادة صياغة محتويات النظام التعليمي فقط، بل يؤكد على الثمن الذي يدفعه المجتمع الإسرائيلي، وبسبب اعتماد نتنياهو على الجماعات الأيديولوجية المتطرفة، فقد فتح المجال أمام الرقابة والإكراه الأيديولوجي، بما يهدد أسس الدولة، مما يجعل من هذا الاعتماد له عواقب بعيدة المدى عليها، لأنه بينما يواصل عشرات آلاف جنود الاحتياط القتال في الحرب المستمرة منذ 14 شهرًا، تعمل الأحزاب الدينية على الترويج لتشريع يسمح بالتهرب من الجيش، مما يوضح العبثية السياسية التي تعيشها الدولة".
وأوضح "أن تهرب المتدينين من الخدمة العسكرية تشكل عبئا كبيرا في الدفاع عن الدولة، لكن نتنياهو يختار عمليا الحفاظ على تحالفه السياسي معهم، بما يضمن استمرارية حكومته، وهي أولوية بالنسبة له، ولذلك فإن ضعفه لا يقتصر على تعزيز قوة المتدينين السياسية فحسب، بل على إعادة تشكيل شخصية الدولة القائمة على الإقصاء وعدم المساواة والعنصرية، ويلحق ضررا شديدا بالقيم السياسية والاجتماعية التي تأسست عليها، وهذا لا يشكل تهديدا لتماسكها الاجتماعي فحسب، بل قد يغيّر وجهها بشكل جذري، ويعزّز أجندة لا تتوافق مع القيم المشتركة لغالبية الإسرائيليين".
وأكد أن "دولة الاحتلال بسبب هذا التيار الديني المتعاظم تقف على مفترق طرق، وعند نقطة قرار تاريخية، فهل ستحافظ على طابعها الليبرالي، أم تستسلم للأيديولوجيات المتطرفة التي تشجع على الإقصاء والإكراه وانتهاك الحقوق الفردية، وهي لحظة حرجة توشك فيها سفينتها أن تغرق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الصهيونية الدينية الاحتلال بن غفير الاحتلال الصهيونية الدينية بن غفير صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصهیونیة الدینیة
إقرأ أيضاً:
“تايمز أوف إسرائيل”: نتنياهو يغادر واشنطن بخيبة أمل
#سواليف
قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو يغادر اليوم #الولايات_المتحدة متوجها إلى #إسرائيل بعد #زيارة_مخيبة_للآمال لواشنطن.
ومن المقرر أن يغادر نتنياهو من قاعدة أندروز الجوية قرب #واشنطن العاصمة متوجها إلى إسرائيل الساعة 12 ظهرا، وفقا لمكتبه.
ووفق الصحيفة، سيعود نتنياهو بعد زيارة مخيبة للآمال إلى البيت الأبيض، رفض خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الالتزام بإلغاء الرسوم الجمركية على الواردات الإسرائيلية، وأعلن عن محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي.
مقالات ذات صلة مدعوون للتعيين / أسماء 2025/04/08وكان نتنياهو أعرب عن دعمه الحذر للدبلوماسية تجاه إيران، لكنه شدد على ضرورة منع إيران من امتلاك القنبلة، في حين أعلن ترامب عن اجتماع رفيع المستوى يوم السبت.
وفي الوقت نفسه، حذر #ترامب من أنه “إذا لم تنجح المحادثات.. فسيكون يوما سيئا للغاية على إيران”.
وفي حديثه للصحفيين في المكتب البيضاوي، عقب لقائه نتنياهو قال ترامب إن المحادثات بدأت وستستمر يوم السبت.
وقال ترامب: “نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت. ستعقد يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع متفقون على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل”.
وبدا نتنياهو، الذي سافر بشكل غير متوقع من بودابست إلى واشنطن العاصمة بدعوة من ترامب، مؤيدا بحذر لمبادرة ترامب.
بدوره قال نتنياهو إنه إذا كانت الدبلوماسية قادرة على القضاء بشكل كامل على البرنامج النووي الإيراني، فإن ذلك سيكون “شيئا جيدا”، ولكن لا بد من وقفه بطريقة أو بأخرى.
وأضاف نتنياهو: “نحن متحدون في هدف منع إيران من امتلاك أسلحة نووية”. وقال: “إذا أمكن تحقيق ذلك دبلوماسيا، وبشكل كامل، كما حدث في ليبيا، فأعتقد أن ذلك سيكون أمرا جيدا”.
وأكد نتنياهو: “لكن مهما حدث، علينا التأكد من عدم امتلاك إيران أسلحة نووية”.
من جهة أخرى، رفض ترامب الالتزام بإلغاء الرسوم الجمركية البالغة 17% التي فرضها على إسرائيل يوم الاثنين.
وقال ردا على سؤال حول ما إذا كان سيلغيها: “حسنا، نحن نتحدث عن تجارة جديدة كليا – ربما لا”.
وكانت إسرائيل تأمل في تجنب مرسوم ترامب الشامل الأسبوع الماضي بفرض رسوم على الواردات العالمية. وبدلا من ذلك، فرضت عليها رسوم جمركية بنسبة 17% على الرغم من رفع جميع الرسوم الجمركية المتبقية على الواردات الأمريكية في محاولة في اللحظة الأخيرة لتجنبها.
وقال ترامب، بينما كان نتنياهو يستمع بجانبه إلى الانتقادات الضمنية: “لا تنسوا، نحن نساعد إسرائيل كثيرا. نمنح إسرائيل 4 مليارات دولار سنويا، وهذا مبلغ كبير”.
نمنح إسرائيل مليارات الدولارات سنويا. مليارات. إنها من أعلى المبالغ التي نمنحها لأي دولة. نمنح دولا كثيرة أموالا، لن تصدقوا ذلك.
وقال: “نعتني جيدا بأصدقائنا، ولا نهتم بأعدائنا”.
بدوره، قال نتنياهو في تصريحاته المعدة مسبقا إن إسرائيل ستزيل جميع الحواجز التجارية مع الولايات المتحدة.
وأضاف: “يمكن لإسرائيل أن تشكل نموذجا يحتذى به للدول الأخرى التي تسعى إلى أن تحذو حذوها”.
وأكد نتنياهو تعاطفه مع موقف ترامب بشأن الرسوم الجمركية، وأنه من دعاة التجارة الحرة، لكن “التجارة الحرة يجب أن تكون تجارة عادلة”، وفق تعبيره.