عربي21:
2025-01-06@11:50:22 GMT

تحذيرات من تعاظم تأثير الصهيونية الدينية في إسرائيل

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

تحذيرات من تعاظم تأثير الصهيونية الدينية في إسرائيل

أدى تعاظم نفوذ الصهيونية الدينية في "إسرائيل" لتفاقم أزمة الثقة العميقة بين الإسرائيليين وحكومتهم، فيما يهيمن الخوف من تداعيات الأزمة على الخطاب الإسرائيلي العام، ومخاوف من اقتراب خطر "الحرب الأهلية"، مع ما يصدره قادة اليهود المتدينين من تحريض دموي ضد عموم الإسرائيليين.

يوسي سبيربر، مدرس التاريخ والمواطنة، أكد في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، أن "اليهود المتدينون، لا سيما من تيار الصهيونية الدينية، يدركون في هذه الأزمة فرصة تاريخية بالنسبة لهم، ولحظة نادرة للاستفادة من الوقت المتبقي للحكومة، من خلال الدفع نحو مزيد من التحركات التي تعمق الانقسام في الجمهور الإسرائيلي، ويخلقون واقعاً جديداً على الأرض، وفيما يجد معظم الإسرائيليين صعوبة في استيعاب هذه التطورات، فإن قادة الصهيونية الدينية يستغلون واقع الفوضى من أجل تحقيق أهدافهم، والترويج لأجندة أيديولوجية تقوض التماسك الاجتماعي، وتضرّ بالقيم المشتركة التي بنيت عليها دولة الاحتلال".



وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "قادة الصهيونية الدينية يعملون على استغلال ضعف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتعظيم إنجازاتهم السياسية بأي ثمن، وهو يعلم أن مصيره السياسي يعتمد عليهم بالكامل، مما يجعل تحالفهما ليس سياسيا فحسب، بل وجودي، لأنهم وحدهم يضمنون له المعارضة التلقائية لتشكيل لجنة تحقيق حكومية في فشل السابع من أكتوبر، وأي ممارسة أخرى تكشف إخفاقاته".



وأشار إلى أن "نتنياهو يجد نفسه اليوم مستسلماً لمطالب قادة الصهيونية الدينية خاصة بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين يدركان، بجانب شركائهما، أنه كلما اتخذا مواقفهما لأقصى الحدود، وعززا أجندة يمينية مسيحانية وقومية، كلما عززا سلطتهما السياسية، وموقعهما على الساحة الحزبية".

واستحضر الكاتب مثالا على ذلك يتمثل في "نشاط اللوبي من أجل تجديد مستوطنات غزة الذي تأسس في حزيران/ يونيو 2024 بمبادرة من أعضاء الكنيست ليمور سون هارمالك وتسفي سوكوت، ويعمل على تعديل قانون فك الارتباط لتشجيع هجرة الفلسطينيين من القطاع، وتعزيز سيطرة الاحتلال عليه، وتوضح أجندته التي يدعمها بن غفير، كيف أصبحت الأيديولوجيا اليمينية المسيحانية أداة مركزية لتعميق سيطرتهم على مراكز السلطة في الدولة، فيما يتم تقديم تحركاتهم بأنها خطوات لتعزيز الأمن القومي للاحتلال، وسط تجاهل الخلافات السياسية العميقة، والثمن الاجتماعي والأمني الذي سيدفعه الاحتلال".

وأوضح أنه "بدلاً من سدّ الفجوات بين الإسرائيليين، تعمل الصهيونية الدينية على تعميق الاستقطاب الداخلي، والإضرار باستقرار المجتمع الإسرائيلي، وتروج لأجندة تفضل الأيديولوجية على الوحدة الوطنية، وأصبح الحاخام آفي ماعوز نائب الوزير لشؤون الهوية القومية اليهودية بمكتب رئيس الوزراء شخصية رئيسية في تشكيل قيم جهاز التعليم في الدولة، وتخصيص ملايين الشواكل لإنشاء نظام الشفافية، وهي خطوة تقوض الاستقلال التربوي المتبقي لمديري المدارس".

وأشار إلى أن "ماعوز، الذي أعرب عن ازدرائه للمثليين والنساء والديمقراطية، يستخدم موقعه أداة لتصفية واستبدال البرامج التي تعزز التعددية والتسامح والمساواة، ولذلك فإن تعيينه ليس مجرد مسألة تعليمية، بل يعكس سياسة نتنياهو الكاملة بالاعتماد على شركائه المتشددين، وللحفاظ على حكمه، منح ماعوز صلاحيات واسعة كجزء من اتفاقيات الائتلاف، مما جعله شريكا مركزيا يؤثر على مستقبل نظام التعليم والمجتمع الإسرائيلي".

وأضاف أن "ماعوز لا يقوم بإعادة صياغة محتويات النظام التعليمي فقط، بل يؤكد على الثمن الذي يدفعه المجتمع الإسرائيلي، وبسبب اعتماد نتنياهو على الجماعات الأيديولوجية المتطرفة، فقد فتح المجال أمام الرقابة والإكراه الأيديولوجي، بما يهدد أسس الدولة، مما يجعل من هذا الاعتماد له عواقب بعيدة المدى عليها، لأنه بينما يواصل عشرات آلاف جنود الاحتياط القتال في الحرب المستمرة منذ 14 شهرًا، تعمل الأحزاب الدينية على الترويج لتشريع يسمح بالتهرب من الجيش، مما يوضح العبثية السياسية التي تعيشها الدولة".



وأوضح "أن تهرب المتدينين من الخدمة العسكرية تشكل عبئا كبيرا في الدفاع عن الدولة، لكن نتنياهو يختار عمليا الحفاظ على تحالفه السياسي معهم، بما يضمن استمرارية حكومته، وهي أولوية بالنسبة له، ولذلك فإن ضعفه لا يقتصر على تعزيز قوة المتدينين السياسية فحسب، بل على إعادة تشكيل شخصية الدولة القائمة على الإقصاء وعدم المساواة والعنصرية، ويلحق ضررا شديدا بالقيم السياسية والاجتماعية التي تأسست عليها، وهذا لا يشكل تهديدا لتماسكها الاجتماعي فحسب، بل قد يغيّر وجهها بشكل جذري، ويعزّز أجندة لا تتوافق مع القيم المشتركة لغالبية الإسرائيليين".

وأكد أن "دولة الاحتلال بسبب هذا التيار الديني المتعاظم تقف على مفترق طرق، وعند نقطة قرار تاريخية، فهل ستحافظ على طابعها الليبرالي، أم تستسلم للأيديولوجيات المتطرفة التي تشجع على الإقصاء والإكراه وانتهاك الحقوق الفردية، وهي لحظة حرجة توشك فيها سفينتها أن تغرق".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الصهيونية الدينية الاحتلال بن غفير الاحتلال الصهيونية الدينية بن غفير صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصهیونیة الدینیة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يوافق على تفويض كافٍ للوفد الإسرائيلي قبيل توجهه لقطر

كشفت وسائل إعلام عبرية، عن موافقة من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منح "تفويض كافٍ" للوفد الإسرائيلي المختص بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعقد صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن "نتنياهو وافق على تفويض كافٍ لوفد التفاوض الذي غادر إلى قطر"، مؤكدة أنه تم اعتماد التفويض لوفد المحادثات بشأن صفقة الأسرى في الدوحة، خلال اجتماع عقده نتنياهو أمس الجمعة.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك فجوات رغم التقدم، والوسطاء يبحثون عن حل لمعالجة الطلب الإسرائيلي الخاص بتقديم قائمة بأسماء الأسرى.

وفي وقت سابق، نقل موقع "والا" العبري، عن مسؤول إسرائيلي قوله؛ إن "تل أبيب سلمت حركة حماس قائمة بأسماء 34 محتجزا، تطالب بإطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة".



وأضاف المسؤول، أن "هناك تقديرات أن بعض المحتجزين المدرجين في القائمة ربما لا يكونون على قيد الحياة"، مشيرا إلى أن هدف الاحتلال هو إطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى الأحياء المدرجة أسماؤهم في القائمة.

في المقابل قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى، استؤنفت الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة.

وأشارت الحركة في بيان، إلى سعيها لوقف تام لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال من القطاع، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي أخرجوا منها في مناطق القطاع كافة.

وأكدت "الجدية والإيجابية في السعي للوصول إلى اتفاق في أقرب فرصة، بما يحقق طموح وأهداف شعبنا الصابر المرابط، وأهمها وقف العدوان، وحماية شعبنا في ظل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال".

وشددت الحركة على ضرورة عدم التعاطي مع المعلومات والتسريبات مجهولة المصادر، التي تنشرها بعض الجهات، بهدف التشويش وزيادة الضغط وإرباك الحاضنة الشعبية.

مقالات مشابهة

  • مصر 2000: قوانين كثيرة تحتاج حوارا مجتمعيا تقوده الأحزاب السياسية
  • صحيفة “تلغراف” نقلا عن الاستخبارات الصهيونية : اليمن فاجأ “إسرائيل”
  • وزير المالية الإسرائيلي: هدفنا إعادة النازحين الإسرائيليين إلى المستوطنات الشمالية على الحدود مع لبنان
  • مصر 2000: الأحزاب السياسية تلعب دوراً مهماً في مساندة الدولة
  • برلماني: مصر تواجه تحديات كبيرة تتطلب التكاتف والوقوف صفًا واحدًا وراء القيادة السياسية
  • نتنياهو يوافق على تفويض كافٍ للوفد الإسرائيلي قبيل توجهه لقطر
  • أهالي المحتجزين الإسرائيليين يعترضون عضو الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين في تل أبيب
  • إسرائيل تعلن عن خلل تطبيق للتحذير بهواتف ملايين الإسرائيليين إثر إطلاق صاروخ حوثي
  • مئات الإسرائيليين يتظاهرون لمطالبة نتنياهو بصفقة تبادل أسرى