في قلب الضبعة| كيف بدأت مصر رحلة تخزين وقود المستقبل
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
أعلنت الهيئة المصرية للطاقة النووية تحقيق إنجاز كبير في إطار خطتها لتطوير البنية التحتية للطاقة النووية.
قال الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، بأن الهيئة قد حققت بنهاية عام 2024 خطوة جديدة في مسار تحقيق الحلم المصري لإنشاء أول محطة نووية مصرية لتوليد الكهرباء، حيث نجحت الهيئة في الحصول على إذن إنشاء منشأة تخزين الوقود النووي المستهلك لمحطة الضبعة النووية، وهو الأمر الذي يتماشى مع الجدول الزمني لتنفيذ المشروع.
حيث تقدمت هيئة المحطات النووية بطلب للحصول على إذن الإنشاء لمنشأة تخزين الوقود النووي المستهلك من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بتاريخ 12 يونيو 2024، وذلك بعد استيفاء الوثائق والمستندات اللازمة وفقًا للمادة رقم 13 من اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الأنشطة النووية والإشعاعية قانون رقم 7 لسنة 2010 وتحقيق التوافق على الوثائق التصميمية والفنية من خلال المختصين من هيئة المحطات النووية.
وقد أصدرت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية إذن إنشاء منشأة تخزين الوقود النووي المستهلك في جلستها رقم 7 المنعقدة بتاريخ 31 ديسمبر 2024، تتويجًا لسلسلة من الاجتماعات الفنية الناجحة بين المختصين من هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء وهيئة الرقابة النووية والإشعاعية.
بالإضافة إلي الزيارة التفتيشية الناجحة بهدف التأكد من جاهزية هيئة المحطات النووية لبدء عملية إنشاء منشأة تخزين الوقود النووي المستهلك من قبل ممثلى هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في الفترة من 1-5 ديسمبر 2024 بموقع المحطة النووية بالضبعة.
ومن المخطط أن يتبع حصول هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء على إذن الإنشاء، بدء تنفيذ الأعمال الإنشائية لمنشأة تخزين الوقود النووي المستهلك خلال العام الجاري.
من جانبه، قال الدكتور علي عبد النبي، خبير الطاقة ونائب رئيس الهيئة سابقًا، أن بناء المحطات النووية في مصر يمثل خطوة استراتيجية نحو تأمين وقود المستقبل، مشيراً إلى أن خلال مشروع الضبعة النووي، تأمل الهيئة في تطوير مصادر طاقة موثوقة ومستدامة تسهم في تلبية احتياجات الكهرباء المتزايدة في المستقبل، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتسهم المحطات النووية في توفير طاقة نظيفة وآمنة بعيدة عن الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يعزز قدرة مصر على تأمين احتياجاتها من الطاقة للأجيال القادمة.
وأشار عبد النبي لـ صدى البلد، أن المشروع تم تنفيذه مع روسيا عبر ثلاث مراحل رئيسية المرحلة الأولى بدأت في ديسمبر 2017، وركزت على تجهيز الموقع للبناء، ثم تلتها المرحلة الثانية التي شملت بناء المحطة، تدريب العاملين، والاستعداد لاختبارات التشغيل، أما المرحلة الأخيرة فشملت إجراء اختبارات التشغيل الفعلي وتكريس المحطة للعمل بشكل مستمر.
وأوضح عبد النبي أن محطة الضبعة تمثل بداية لمشروع نووي ضخم يستهدف إنشاء 20 إلى 30 محطة في المستقبل. وقد تم تحديد موقع الضبعة ليشمل ما بين 8 إلى 12 وحدة نووية، مع وجود خطط للتوسع في مناطق أخرى مثل “غرب الضبعة”، مما يساهم في تلبية احتياجات الطاقة المصرية.
أكد عبد النبي أن محطة الضبعة النووية تحقق العديد من المكاسب لمصر، بما في ذلك توطين التكنولوجيا النووية، تنوع مصادر الطاقة، توفير طاقة نظيفة ومستدامة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتساهم في تحسين الاقتصاد المصري من خلال فرص العمل، تدريب الكوادر المحلية، وتعزيز البنية التحتية في المنطقة
جدير بالذكر بأن تلك الخطوة تُعد أحد أهم المعالم الرئيسية في مسيرة تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة، والذي من خلاله سيتم ضمان تحقيق التخزين الآمن للوقود النووي المستهلك الذي انتهت صلاحيته واستُهلك كوقود في المفاعلات النووية تخزينًا جافًا وآمنًا بأعلى تقنيات علمية حديثة، لمدة تصل إلى 100 عام وفقًا لأعلى معايير الأمان النووي وحماية البيئة، وهي الخطوة التي تعكس الدور الريادي لمصر في تنفيذ البرنامج النووي المصري بما يتماشى مع المتطلبات الوطنية والمعايير الدولية.
تُعد محطة الضبعة النووية أحد المشروعات القومية العملاقة التي تسعى الدولة من خلالها إلى تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة بمصر، وتُساهم المحطة في تلبية الاحتياجات المتزايدة من الكهرباء، خاصة مع التوسع في المشروعات القومية والبنية التحتية، مما يدعم التنمية الاقتصادية والصناعية.
تعتبر محطة الضبعة رمزًا لتنوع مصادر الطاقة في مصر، حيث تعتمد على التكنولوجيا النووية النظيفة التي توفر كهرباء مستدامة مع تقليل الانبعاثات الكربونية، مما يجعلها خطوة هامة في مواجهة التغيرات المناخية. إضافة إلى ذلك، تعزز المحطة مكانة مصر كدولة رائدة في المنطقة تسعى للاستفادة من التكنولوجيا النووية لتحقيق التنمية الشاملة.
ولا تتوقف أهمية محطة الضبعة النووية عند توفير مصدر نظيف ومستدام للطاقة فقط، بل تتعدى ذلك لتصبح رمزًا لتطور مصر في مجال التكنولوجيا والطاقة الحديثة، وتعزز المحطة من مكانة مصر إقليميًا ودوليًا كمركز للطاقة النووية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يُتيح لها دورًا رياديًا في تطوير وتصدير الخبرات في هذا المجال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الضبعة محطة الضبعة مشروع محطة الضبعة المزيد هیئة الرقابة النوویة والإشعاعیة تخزین الوقود النووی المستهلک هیئة المحطات النوویة محطة الضبعة النوویة لتولید الکهرباء عبد النبی تخزین ا من خلال
إقرأ أيضاً:
«طرق الشارقة» تنفذ 14 ألف رحلة للحافلات الكهربائية في 7 أشهر
الشارقة: «الخليج»
أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة، أن أسطول الحافلات الكهربائية التابع للهيئة، حقق أداءً تشغيلياً مميزاً، بتنفيذ 14 ألفاً و961 رحلة خلال 7 أشهر، وتمثل مرحلة التشغيل التجريبي منذ تدشين الخدمة في سبتمر العام الماضي، ضمن توجه الهيئة للتحول إلى منظومة نقل مستدام، وتعزيز كفاءة شبكات النقل في الإمارة.
وأكد المهندس يوسف خميس العثمني، رئيس الهيئة، أن تشغيل الحافلات الكهربائية يجري وفقاً لاستراتيجية متكاملة للتحول إلى النقل المستدام، تستند إلى أفضل الممارسات العالمية وتراعي خصوصية البنية التحتية في الإمارة واحتياجات السكان. وتهدف إلى تقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية ذات الانبعاثات العالية، وتعزيز استخدام المركبات الكهربائية والذكية، التي تسهم في خفض البصمة الكربونية وتحسين الهواء. وأوضح أن توجّه الهيئة يسري في إطار التزامها بدعم رؤية دولة الإمارات 2050 للحياد المناخي، وتماشياً مع المبادرات الوطنية التي تشجع على الابتكار والتكنولوجيا النظيفة في مختلف القطاعات لا سيما النقل. وتعمل بالتعاون مع شركائها في القطاعين العام والخاص على تنفيذ مشاريع نوعية ترفع كفاءة مشهد النقل العام في الشارقة جذرياً خلال السنوات المقبلة.
90 رحلة يوميةوذكر العثمني، أن العملية التشغيلية للحافلات الكهربائية وعددها 10، سجلت معدلات قياسية منذ تدشينها، إذ يراوح متوسط الرحلات اليومية بين 90 إلى 95 رحلة، ما يعكس الاعتماد المتزايد من الركاب على هذا النوع من النقل، وتعمل كل حافلة بانتظام يومي ضمن جداول زمنية أعدت وفق دراسة ميدانية لاحتياجات جمهور المتعاملين، ما أسهم في منح الهيئة المرونة في التشغيل، وما ترتب عليه من سهولة التعاطي مع أي طارئ أو زيادة في أعداد الركاب.
وبيّن أن البيانات الإحصائية لعدد أيام التشغيل سجلت 1440 يوماً، بمعدل 160 لكل حافلة، ما يؤكد التزام الهيئة بخططها التشغيلية واستدامة الخدمة المقدمة للجمهور، بدمج الحافلات الكهربائية ضمن أسطول الناقلات العاملة في الخدمة والاعتماد عليها بشكل أساسي.
إقبال يومي متزايدوفي السياق ذاته أوضح رئيس الهيئة، أن استخدام الجمهور للحافلات الكهربائية أظهر ارتفاعاً ملحوظاً في نسب الإقبال عليها، مقارنة بمراحل سابقة، إذ بلغ عدد الركاب 224 ألفاً و415 راكباً منذ بدء التشغيل، بمتوسط يومي بين 1,300 و1,350 راكباً، ما يعكس ثقة الجمهور بجودة الخدمة والتوجه نحو خيارات نقل أكثر استدامة.
وبيّن أن الهيئة تعمل على قياس رضا المتعاملين دورياً، عبر استطلاعات وآليات ميدانية.
كفاءة تشغيلية عالية
كما كشفت البيانات الإحصائية عن تسجيل 15 ألفاً و728 ساعة تشغيلية للحافلات الكهربائية، ما يؤكد كفاءتها العالية في أداء المهام اليومية، والالتزام بالصيانة الوقائية المستمرة، ما أسهم في زيادة الاعتماد عليها ضمن نطاق التشغيل التجريبي.
أما بالنسبة للمسافة الإجمالية التي قطعتها الحافلات، فبلغت 246 ألفاً و240 كيلومتراً، وهي مسافات طويلة من دون ملوّثات بيئية.
3 مساراتوأكد عبد العزيز الجروان، مدير الهيئة لشؤون المواصلات، أن تسيير الحافلات الكهربائية الحديثة يأتي ضمن 3 خطوط رئيسية تربط الشارقة بإمارات مجاورة ومناطق حيوية، عبر خط 112 الذي يربط محطة حافلات الجبيل عبر الرولة إلى محطة حافلات البستان في إمارة عجمان، وخط 113 الذي يصل محطة الجبيل والرولة بمحطة مترو الراشدية في إمارة دبي مروراً بالقصيص، وخط E304 الذي ينقل الركاب من محطة الرولة والجبيل إلى محطة السطوة والكرامة في دبي.
ويأتي توزيع هذه الحافلات على المسارات وفق دراسات مرورية مسبقة أجرتها الهيئة، تركز على تخفيف الضغط على الطرق، وتوفير بدائل نقل صديقة للبيئة، بما يضمن الراحة والسلامة للركاب. والهيئة تعمل على دراسة توسيع الخطوط مستقبلاً، بما يشمل المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والمواقع الحيوية، ضمن خطة شاملة لتحويل أسطول الحافلات إلى أنظمة كهربائية وذكية.
وبيّن أن الهيئة بدأت منذ سنوات بدراسة وتجربة عدد من الحافلات الكهربائية، وإجراء اختبارات دقيقة داخل الشارقة أو في بلد التصنيع، للتأكد من توافقها مع متطلبات البنية التحتية وجودة التشغيل في الإمارة، حتى اعتمد تشغيل الحافلات الكهربائية ضمن خطوط الهيئة رسمياً.
وأكد أن الهيئة تعمل مع المطورين على بحث الحلول لرفع كفاءة البطاريات أو نوعها لتمكين الحافلات من قطع مسافات أطول، بما يتماشى مع توسعات الهيئة وخططها المستقبلية.