أولهم بشار الأسد.. الشعب السوري يتطلع لمحاسبة مجرمي الحرب
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
بفارغ الصبر، ينتظر الشعب السوري محاسبة أسماء عديدة من نظام البعث، الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وفي مقدمتهم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
الجرائم التي ارتكبها مسؤولو النظام السابق ضد الإنسانية اعتبارا من 2011، عبر العديد من الطرق منها، استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين والتعذيب الممنهج والتهجير القسري، حظيت بتغطية دولية واسعة في تقارير الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات.
مع ذلك، أفلت هؤلاء المجرمون حتى اليوم من المساءلة عن جرائمهم التي ارتكبوها بفضل "سلطة النقض" (فيتو) التي استخدمتها روسيا والصين في مجلس الأمن.
لكن مع الإطاحة بنظام البعث الذي دام 61 عاما في سوريا، ظهرت المزيد من الأدلة على انتهاكات حقوق الإنسان، والتي ستلعب دورا كبيرا في محاكمة المتورطين في الجرائم.
واستنادا لمصادر مفتوحة، جمع مراسل الأناضول أشهر الأسماء التي خدمت سابقا في وحدات أمنية رفيعة المستوى تابعة لنظام الأسد، والذين كان لهم دور كبير في جرائم الحرب بحق السوريين.
- بشار الأسد.. مهندس الوحشية في سوريا
يأتي بشار الأسد، الذي فر إلى روسيا، في صدارة الأسماء التي يتطلع السوريون لمحاسبتها، لكونه قائد تلك الفترة التي شهدت استخدام العنف اعتبارا من المظاهرات السلمية، ولموافقته على استخدام الأسلحة الكيماوية.
كما كان للأسد دور في توجيه قوات الجيش والأمن الخاضعة لقيادته لأساليب التعذيب الوحشية بحق السوريين المعارضين له.
الأسد وصف في 2011، المتظاهرين والمطالبين بسوريا أكثر حرية وديمقراطية بالـ "إرهابيين" وقام بتعبئة قوات الأمن لقمع تلك التحركات الشعبية.
وخلال الحرب على الثورة السورية المشروعة، تسبب الأسد في مقتل مئات الآلاف من السوريين وتعذيبهم وتشريد الملايين داخل وخارج البلاد.
وبناء على معلومات الشبكة السورية لحقوق الإنسان (منظمة حقوقية مستقلة) التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين، نفذ النظام 217 هجوما بالأسلحة الكيماوية ضد المناطق المدنية في السنوات الـ12 الماضية.
وكان الهجوم الأول في حي البياضة بمحافظة حمص (وسط) في ديسمبر/ كانون الأول 2012، حيث قتل في الهجوم الكيماوي ألف و514 شخصا بينهم 214 طفلا وأصيب 11 ألف آخرين.
تلاه في أغسطس/ آب 2013، الهجوم الكيماوي على منطقة الغوطة الشرقية بالعاصمة دمشق، التي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف 400 مدني.
ويُعتبر بشار الأسد بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة السورية في عهد النظام البائد، مهندس المأساة الإنسانية التي حلت بالمدنيين من خلال الضربات الجوية التي استخدمت فيها البراميل المتفجرة ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وبحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن طيران النظام السوري استخدم البراميل المتفجرة 81 ألفا و916 مرة على المناطق المدنية منذ يوليو/ تموز 2012، ما أسفر عن مقتل نحو 11 ألفا و87 مدنيا بينهم 1821 طفل.
- ماهر الأسد.. قائد عمليات الحصار والإعدام
ماهر الأسد شقيق بشار الأسد وأحد جنرالات جيش النظام السوري المخلوع، يبرز كواحد من الشخصيات الرئيسية في قائمة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية.
ماهر أحد كبار مسؤولي الآلية العسكرية والاستخباراتية للنظام السوري، متهم بتنفيذ تفجيرات عشوائية وعمليات عسكرية باستخدام الأسلحة الثقيلة في التجمعات السكنية.
وبحسب تقرير مؤلف من آلاف الصفحات لمجموعة من المنظمات غير الحكومية الأوروبية بشأن الهجمات بالسلاح الكيماوي في منطقتي الغوطة الشرقية وخان شيخون بإدلب (شمال)، جاء اسم ماهر الأسد بأنه هو الذي أعطى الأمر بارتكاب هذه الجرائم.
ولعبت الفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد، دورا رئيسيا في الحصار والقصف والهجمات في أنحاء سوريا خلال 14 عاما، حيث حاصرت مناطق مثل الغوطة الشرقية مما تسبب في وفاة آلاف المدنيين بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية.
ومن المعروف أيضا، أن ماهر الأسد هو رئيس شبكة إنتاج وتهريب المخدرات "الكبتاغون" التي كانت تشحن إلى دول المنطقة والعالم بشكل كبير.
وأدت التطورات في سوريا عام 2011 وانهيار النظام السياسي والاقتصادي في لبنان إلى انتشار تجارة الكبتاغون في المنطقة.
وقدر "مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية" المتابع لتجارة الكبتاغون في العالم العربي أن نظام الأسد حصل بين عامي 2020 و2022، على متوسط 2.4 مليار دولار سنويا من سوق الكبتاغون العالمية تبلغ قيمتها حوالي 5.7 مليارات دولار.
- علي مملوك.. اسم بارز في سياسات القمع
علي مملوك يُعتبر اليد اليمنى لبشار الأسد ورئيس مجلس الأمن القومي للنظام المخلوع، ومن الأسماء البارزة المسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب وممارسات التعذيب في البلاد.
وتشير التقارير إلى أن المؤسسات الاستخباراتية والأمنية التي كان يقودها مملوك مسؤولة عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين.
الوحدات الأمنية التابعة لمملوك، مارست القمع والتعذيب الممنهجين ضد المتظاهرين والصحفيين والناشطين وعمال الإغاثة وعرضت المعتقلين للعنف الجسدي والجنسي والنفسي.
مملوك وُضع على قائمة العقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب، وصدرت بحقه مذكرة اعتقال في فرنسا عام 2018 بتهمة انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب الوحشي حتى الموت.
- جميل حسن.. متهم بتعذيب المعتقلين بالسجون
يُتهم جميل حسن الرئيس السابق للمخابرات الجوية في النظام المخلوع، بتنظيم انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وجرائم حرب في عهد النظام.
نفذ حسن في فترة ولايته التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء والاعتقالات الجماعية أثناء قمع المظاهرات.
واتهم حسن بارتكاب جرائم حرب في لائحة الاتهام التي قدمتها وزارة العدل الأمريكية بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وذكرت اللائحة أن حسن "أحرق السجناء بالأسيد (حمض) بعد تعليقهم في السقف من معصمهم، وجعل السجناء يستمعون إلى صراخ من تعرضوا للتعذيب، وأجبر السجناء على البقاء في نفس الزنزانة مع جثث القتلى.
-عاطف نجيب.. قمع الاحتجاجات في درعا
شارك عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد والرئيس السابق لمديرية الأمن السياسي للنظام المخلوع في درعا (جنوب)، في قمع المظاهرات السلمية عام 2011.
الاحتجاجات في درعا بدأت كرد فعل على اعتقال وتعذيب الأمن لأطفال كتبوا شعارات مناهضة للنظام على جدران إحدى المدارس في المدينة.
وجرى قمع التظاهرات السلمية بعنف شديد وبتعليمات من عاطف نجيب، الذي مارس العقاب الجماعي بحق أهالي درعا ومنع وصول المياه والغذاء والمساعدات الطبية إلى المنطقة.
- قوائم تحتوي على آلاف أسماء الأشخاص
أنشأت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قاعدة بيانات شاملة تتضمن تفاصيل الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد والمسؤولون عنها طيلة 14 عاما.
وتضمنت القوائم أسماء 16 ألفا و200 شخص ثبت مسؤوليتهم عن الجرائم أو المرتبطين بها، شملت أشخاصا من القوات العسكرية والأمنية ومن ميليشيات النظام والمعروفة محليا بـ"الشبيحة" ومجموعات موالية أخرى.
ومن أبرز الأسماء، فهد جاسم الفريج وزير الدفاع السوري السابق، والعماد علي أيوب، واللواء زهير الأسد واللواء سليم حربا رئيس اللجنة العسكرية في حلب واللواء حسام لوقا رئيس إدارة المخابرات العامة وغيرهم.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: انتهاکات حقوق الإنسان لحقوق الإنسان ضد الإنسانیة بشار الأسد ماهر الأسد التی کان
إقرأ أيضاً:
من تكون الشابة السورية التي رافقت الشرع خلال زيارته إلى السعودية؟
سلّط عدد متسارع من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، الضّوء، خلال الساعات القليلة الماضية، على المرأة الوحيدة التي انضمّت للوفد السوري الرسمي خلال زيارته للسعودية؛ بين من يستفسر: من تكون وما مسيرتها المهنية والشخصية، وبين من أشاد بحضورها.
وقالت رزان للوفد السعودي الذي استقبلهم: "لقد شهد السوريون خلال السنوات الماضية حياتهم تدمّر، بينما وقف المجتمع الدولي متفرجًا، لكنهم ما زالوا متمسكين بالأمل في تحقيق العدالة مع القيادة الجديدة والرئيس أحمد الشرع".
مستشارة أحمد الشرع:
الشابة التي ظهرت ضمن الوفد المرافق للرئيس السوري خلال زيارته إلى السعودية هي الناشطة السورية رزان بنت وليد سفور،وتحمل الجنسية البريطانية،وحاصلة على درجة الماجستير في التاريخ من كلية الدراسات الشرقية والإفريقيةSOASبجامعة لندن وتُعرف بنشاطها في القضايا السورية pic.twitter.com/V4z4f8c85z — إي٘ثٖآ٘ݛ ﭑݪٖݛڪۭۘا٘ۈيٰ٘☪︎ (@daghth_m45690) February 3, 2025
من تكون؟
خلال الزيارة الرسمية الأولى خارج البلاد، للرئيس السوري، أحمد الشرع، لفتت الناشطة البريطانية من أصول سورية، رزان سفور، الأنظار، حيث كانت ضمن الوفد الرئاسي السوري، الذي التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالسعودية.
سفور، هي ناشطة سورية في العشرينات من عمرها، من مواليد مدينة حمص، تحمل الجنسية البريطانية، وحصلت على درجة الماجستير في التاريخ من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS) بجامعة لندن.
رافق السيد الرئيس #أحمد_الشرع_في_المملكة كل من :
معالي : أسعد الشيباني .. وزير الخارجية والمغتربين
سعادة : حازم الشرع .. مستشار في الرئاسة
سعادة : عبدالرحمن سلامة .. مدير المكتب الخاص
سعادة : محسن مهباش .. معاون وزير الخارجية
سعادة : ياسر الجندي .. مستشار في الخارجية
سعادة :… pic.twitter.com/OeATxNVYVC — Abduljalil Alsaeid عبدالجليل السعيد (@AAbdulsaeid) February 3, 2025
تُعرف رزان سفور، بنشاطها في القضايا السورية، وهي أحد المشاركين في برنامج: "إعداد القادة السوريين في الشتات" ممّن يعرّفون بتاريخ سوريا ودور الحرب في تمزيق سوريا.
كذلك، إضافة إلى نشاطها الأكاديمي والحقوقي، كتبت رزان في عدد من وسائل الإعلام الموجّهة نحو القضايا السياسية والفكرية للمنطقة. بينهم: صحيفة "ميدل إيست آي"، وموقع "العربي الجديد".
سفور: "هل فشل الربيع العربي فعلاً؟"
بتاريخ 29 كانون الثاني/ يناير 2016، عُرف لرزان، مقالا، نُشرعلى موقع "العربي الجديد"، بعنوان: "هل فشل الربيع العربي فعلاً؟"، قدّمت فيه رأيا وصف بكونه "مغايرا" بخصوص تقييم الثورات التي حدثت بالمنطقة العربية.
واعتبرت رزان، عبر المقال نفسه، أن "تصنيف هذه الثورات على أنها "ناجحة" أو "فاشلة" هو تقييم مختزل ولا يتناول الأبعاد العميقة التي تجسدت في التحولات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها شعوب المنطقة".
إلى ذلك، أكدت أن "الربيع العربي كان بمثابة ثورة في الوعي، وليست مجرد تحركات عابرة في التاريخ". فيما أبرزت أنه: "رغم أن العديد من الثورات لم تحقق أهدافها بشكل فوري، فإنها أحدثت تغييرات غير ملموسة على المستوى السياسي والثقافي في معظم الدول العربية".
وبخصوص السلطة في مصر قالت: "واحدة من أهم نتائج الربيع العربي كانت تحول الهياكل السياسية إلى هياكل أكثر ديمقراطية وأفقية، وعلى سبيل المثال، أصبح هناك إبداع شبابي واضح في النشاط الثوري مثل -ألتراس نهضاوي- في مصر، الذي يعمل بشكل لا مركزي، ويملك قدرة على تعبئة الجماهير بسرعة في مواجهة النظام المصري".
وتابعت: "مثل هذه الهياكل، التي لم تكن لتظهر لولا الربيع العربي، هي أمثلة على انتقال الشعوب العربية من الانصياع إلى النظام الاستبدادي إلى التفكير الجماعي الديمقراطي"، مؤكدة أنّ: "الربيع العربي لم يكن مجرد لحظة عابرة بل هو عملية مستمرة من التغيير، وتحول مستمر في وعي الشعوب العربية".
ختمت بالقول: "حتى وإن كانت الأنظمة الاستبدادية قد نجحت مؤقتًا في مقاومة هذه التحولات، فإن الفكرة الثورية التي انطلقت في 2011 لا تزال حية في أذهان الناس، ولن تعود إلى الوراء".