سفر الولاء وثورة 1924 وأول مظاهرة في تاريخنا الحديث
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
بقلم : تاج السر عثمان
نتابع بمناسبة الذكرى ٦٩ للاستقلال سفر الولاء، وكيف قامت أول مظاهرة في تاريخنا الحديث التي أدت إلى انفجار ثورة ١٩٢٤ التي فتحت الطريق لتطور الحركة الوطنية حتى تم انتزاع الاستقلال.
١
سفر الولاء
حركت ثورة 1924 القوى المعارضة لها المتعاونة مع الإدارة البريطانية ، وتم اجتماع بمنزل السيد عبد الرحمن المهدى بتاريخ 10 يونيو 1924 حضره أربعون من كبار الشخصيات الذين كانوا يمثلون المصالح المتعاونة مع الإدارة البريطانية ضد من كانوا موالين لمصر، وهذه القوى كانت تمثل كبار العلماء الدينيين وكبار الموظفين والتجار والأعيان أصحاب الجاه والمال، الذين ناهضوا الثورة وايدوا بقاء الحال كما هو دون تعديل أو تغيير ( للمزيد من التفاصيل ، راجع د.
وارسل اولئك الأشخاص رسالة للحاكم العام عبروا فيها عن ولائهم باعتبار " أنهم هم الشخصيات البارزة للحركة الوطنية السودانية، المستنيرون والمؤهلون لابداء الرأي ، بالنسبة لكيفية الحكم في المستقبل، ولما حوربوا بالنسبة مركزهم كنبلاء وأعيان والقادة المرموقين للسودان من جانب شباب جبهة اللواء الأبيض الصاعد، وهددوا بوصفهم في مركز ليس معاديا للبريطانيين فحسب، بل ضد مصالحهم الخاصة أيضا، فقد قرروا استرداد حقهم التقليدي والاتقراطي لتمثيل شعب السودان" ( أنظر سفر الولاء 10 يونيو 1924، في حعفر بخيت المرجع السابق، ص 60).
وكان قرارهم هو " اختيار انجلترا لكى تكون وصية على السودان ، لتعمل على تطويره حتى يصل الى مرتبة الحكم الذاتي"( المرجع السابق، ص 60).
وكان لسفر الولاء رد فعل وسط ثوار 1924، حاولوا الرد عليه بمذكرة تعبر عن الولاء لمصر، وارسلت جمعية اللواء الأبيض عضوين منها هما محمد المهدى بن الخليفة ، وزين العابدين عبد التام ، الا أنهما لم يتمكنا من الوصول بعد أن تم ايقافهما في القطار وامرهما بالرجوع.
2
أول مظاهرة بعد الاحتلال البريطاني
في 19 يونيو 1924 قام آلاف من المواطنين الذين حملوا نعش اليوزباشي عبد الخالق حسن مأمور أمدرمان المحبوب من الشعب ، بترديد هتافات داوية " تحيا مصر" ( المرجع السابق ، ص 61).
وكانت تلك أول المظاهرات في تاريخنا الحديث، ودلت على درجة الاثارة السياسية العالية وشملت المدن الثلاث (الخرطوم، الخرطوم بحري، أم درمان).
والقى القبض على حاج الشيخ عمر الذي كان أول من هتف "تحيا مصر" ، وقُدم للمحاكمة قضت عليه المحكمة بالسجن والغرامة، رغم أنه لم يصدر هتاف ضد البريطانيين.
وفي يوم 20 يونيو القى إمام جامع الخرطوم( الشيخ حسن الضرير) خطبة نارية موالية لمصر، إذ هاجم بريطانيا في ادارتها لمشروع الجزيرة، كما هاجم من وقعوا على سفر الولاء من جانب زعماء الطوائف،
كما فرضت الإدارة البريطانية في 22 يونيو 1924 أمرا بمنع التجمهر والتظاهر في المدن الثلاث.
لكن المظاهرات استمرت كما أوضحنا سابقا.
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الإدارة البریطانیة
إقرأ أيضاً:
غرفة الأخشاب: الاستثمارات البريطانية تعكس ثقة عالمية متزايدة في الاقتصاد المصري
قال المهندس علاء نصر الدين، عضو مجلس إدارة غرفة الأخشاب والأثاث باتحاد الصناعات وعضو لجنة التعاون العربي بالاتحاد، إن مصر باتت تملك عناصر جذب حقيقية للاستثمارات الأجنبية، مدفوعة بإصلاحات اقتصادية واضحة، وموقع جغرافي استراتيجي، وميزة تنافسية بارزة في مرحلة ما بعد الإنتاج.
وأوضح نصر الدين، أن تصريحات المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، خلال لقائه مع السفير البريطاني لدى مصر، تعكس إدراك الدولة لحجم الفرص الواعدة في السوق المصري، خاصة مع تصاعد الاهتمام البريطاني بالاستثمار في قطاعات استراتيجية مثل الصناعات التحويلية والأدوية.
وأضاف أن الميزة التنافسية لمصر لا تقتصر على مرحلة الإنتاج فقط، بل تمتد لما بعدها، وهو ما يمنحها أفضلية على كثير من الأسواق الإقليمية، خصوصًا في ظل منظومة لوجستية متطورة، وشبكة موانئ وطرق ومحاور جديدة دعّمت من جاهزية البلاد لتكون مركزًا للتصنيع وإعادة التصدير.
وأشار عضو غرفة الأخشاب إلى أن المملكة المتحدة تُعد أكبر مستثمر أجنبي في مصر، بإجمالي استثمارات تجاوز 21.5 مليار دولار حتى منتصف عام 2024، وهو ما يعكس بوضوح حجم الثقة في بيئة الاستثمار المصرية، لا سيما مع استقرار سعر الصرف، وتوافر الطاقة، وتكلفة التشغيل التنافسية.
وأشاد نصر الدين باتجاه الدولة نحو تنويع الفرص الاستثمارية، وعلى رأسها قطاع الهيدروجين الأخضر، الذي بات أحد الرهانات الكبرى لمصر، مستشهدًا بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون في أغسطس الماضي، بهدف إنتاج 5.6 مليون طن سنويًا بحلول 2040، باستثمارات متوقعة تتجاوز 60 مليار دولار.
وأكد أن قطاعات مثل الطاقة، والسياحة، والفنادق، تمثل فرصًا حقيقية لنمو الاستثمارات خلال السنوات المقبلة، خاصة بعد إعلان وزارة البترول عن 61 فرصة استثمارية جديدة عبر بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج، مما يدعم توجه الدولة نحو التحول لمركز إقليمي للطاقة.
واختتم نصر الدين تصريحاته بالتأكيد على أن تعزيز مناخ الاستثمار لا يتطلب فقط الترويج، بل الاستمرار في إصلاح البيئة التشريعية، وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، وربط القطاعات الواعدة بالبنية التحتية اللوجستية، وهو ما تمضي فيه مصر بخطى ثابتة، بدعم سياسي وتنفيذي واضح.