عصب الشارع –
صفاء الفحل
لم تذق الفرق الرياضية السودانية سواء إن كانت قومية أو أندية العافية إلا بعد أن هاجرت خارج البلاد وتخلصت من (تسيس) الحكومة ومليونيرات الغفلة الذين جعلوها واجهة للدعاية للنظام الكيزاني امثال جمال الوالي والكاردينال وصلاح ادريس وشلة لصوص اتحاد الكرة امثال اسامة عطا المنان، وغيرهم من العاهات التي أقعدت الرياضة بالبلاد لسنوات طويلة وما زالت تحاول إعادتنا إلى تلك الدائرة القذرة وإستغلال الإنجازات التي أحرزتها فرقنا خلال الفترة الماضية و الإستفادة منها في الدعاية لإستمرار إشعال نار الحرب.
وبعد الفشل الذريع الذي قابل حكومة بورتكوز في محاولتها توزيع شعارات الدعوى للحرب من خلال مباريات فرقنا خارج الوطن ورفض الاتحاد الافريقي لهم استخدام الرياضة في الصراع السياسي بدفع اللاعبين لرفع شعارات (جيش واحد شعب واحد) قبل المباريات أو إدخال عبارات سياسية أثناء تحليل المباريات كما حاول ذلك الكوز المدسوس هيثم مصطفي، والهتافات العفوية داخل الإستادات التي تقام عليها مباريات تلك الفرق بشعارات ثورة ديسمبر العظيمة كردة فعل لملايين المشردين من الثوار بالخارج لتبدأ عصبة بورتسودان في التسويق من خلال الإعلام المصري وبعض أرزقية الرياضة من إداريين وإعلاميين لتدوير الإحتواء القديم والدعوة بإعادة تلك الفرق لتلعب من استاد (مروي) في حقد واضح من تلك النجاحات.
وبينما يعمل العديد من الحادبين على مصلحة الرياضة السودانية من أبناء الوطن الشرفاء في دعم تلك الفرق بالمال والدعم الفني دون إستغلال للسمعة التي نالتها لخدمة أغراض ذاتية وانطلاق الدعوات من هؤلاء الشرفاء للاعبين السودانيين المميزين بالفرق والدوريات العالمية للانضمام للفرق القومية تحصر حكومة بورتكوز تفكيرها في إستغلال تلك الإنجازات لمصلحة أغراضها في الدعوة لاستمرار الحرب وفك الاختناق الذي تعانيه ولا يهم في ذلك حتى ولو عادت إلى مربع الهزائم أو القضاء على تلك الإنجازات نهائيا. فحكومة تضحي بشعب كامل من أجل اغراضها الذاتية بكل تأكيد لا يهمها أن تضحي بفرق رياضية حتى وان كانت هي مبعث الفرح للسودانيين اليوم.
نسالكم بالله الإبتعاد عن تسييس الرياضية وترك الفرق السودانية الوطنية للإستمرار في تلك الإنجازات بعيداً عن أياديكم القذرة، فهذه الإنجازات ما كانت لو أنكم مازلتم تسيطرون على تسيير تلك الفرق ويمكنكم ترميم (الخرطوم الوطني) ليكون واجهة لكم مع إقامة دوري محلي هزيل ترفعون من خلاله شعاراتكم القذرة ولتعلموا ان الرياضة لا تزدهر في ظل الدكتاتوريات والقمع وان فرقنا ستعود للتغريد من داخل الوطن بعد أن يتنفس نسائم الحرية والسلام والعدالة وإلى ذلك الحين نسألكم أن ترفعوا ايديكم عن الفرق الرياضية فهي ستكون معافاه دونكم...
التحية والتقدير لأبطال فرقنا القومية صقور الجديان المختلفة التي تحقق الإنجاز تلو الإنجاز وترفع هامات السودانيين عالياً رغم المعاناة، وتحية لفرقة أبطال هلال السودان التي تتربع على قمة الفرق الأفريقية ونحن خلفهم أبداً، حتى يعود الوطن معافى ويعودوا ليواصلوا الأحلام من أجل هذا التراب الطاهر.
من العصب ...
نسأل الله الشفاء للزميل المخضرم الأستاذ أشرف عبد العزيز الذي يرقد على السرير الأبيض بعيدا عن الأهل والأصدقاء ونسأل الله تعالى أن يمن عليه بالصحة والعافية حتى يعود ذلك الأشرف المصادم القوي من أجل الوطن ومن أجل أهله وأحبابه
والثورة ستظل مستمرة ..
والقصاص قادم يوماً ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: تلک الفرق من أجل
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يوضح الفرق بين الاستغفار والتوبة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل يقول فى كتابه الكريم: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}. أُمرنا حتى نفتح الباب أن نبدأ بالاستغفار، ولكن الغريب أن يقول: {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} فما الفرق بين الاستغفار وبين التوبة؟.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الاستغفار هو نوعٌ من أنواع الدعاء، لكن التوبة فهي نوعٌ من أنواع الانقلاع عن الذنب؛ فالاستغفار استعانة بالله، وهو أيضًا عبادة من العبادات. وقد قال تعالى : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالاستغفار كأنه استئذانٌ: يا رب اغفر لي، فإنني لا أهتدي ولا أقدر على نفسي إلا إذا غفرتَ لي.
واللهُ سبحانه وتعالى يستجيب لدعاء الناس فيغفر لهم، ومع ذلك قد يبقى الإنسان مستمرًا على ذنبه؛ لذلك كانت من شروط التوبة: "الإقلاع عن الذنب". فلو ارتكبتُ الذنب بالأمس وما زلتُ مستمرًا عليه اليوم، فالاستغفار حينئذٍ يكون فتحًا للأبواب، لكنني الآن وقد فُتِحَ لي الباب رفضتُ أن أدخل، فاللهُ سبحانه وتعالى غفر لي ما قد مضى، ولكنَّ شرطَ ذلك: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} ، إلا أنني أصررتُ على ما فعلت.
فالاستغفار حينئذٍ تراه الملائكة وكأنه نوعٌ من أنواع الاستهزاء بالله -والعياذ بالله تعالى- ، كيف تطلب منه فتح الباب، ثم ترفض الدخول عندما يفتحه لك ؟!
إذن فالاستغفار يكون لفتح الباب، والتوبة لا بد أن تتلوه بترك المعاصي والإقلاع عنها.
ومن شروط التوبة: الندم على ما فات، والعزم على أَلَّا يعود الإنسان إلى ما كان عليه من الذنوب.
وقيل أيضًا أن الفرق بين الاستغفار والتوبة هو أنه الاستغفار يتعلَّق بالذنوب العقدية، والتوبة تتعلَّق بالذنوب العملية السلوكية. وقيل غير ذلك.
لكن الحال الذي أرشدنا إليه اللهُ سبحانه وتعالى هو أنه يجب علينا أن نكثر الاستغفار باللسان والقلب معًا، وأن نبتعد عن المعاصي بالجوارح مع الندم القلبي على الذنوب.
التقوى هي هدف وغاية أحكام الإسلام
كما قال علي جمعة : إذا ما تدبرنا الآيات المحكمات في كتاب الله تعالى, نجد أن التقوى هي هدف وغاية أحكام الإسلام, ففي العبادة عموما يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:21]، وبشيء من التفصيل يقول سبحانه عن فريضة الصيام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، وفي شعيرة الحج يقول جل وعلا: (الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) [البقرة:197]، وفي المعاملات بين الله تعالى حكمته في الأمر بالقصاص فقال: (وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:179]، ولماذا أمر عباده باتباع الصراط المستقيم والبعد عن الطرق الأخرى قال عز وجل: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153]، وجاء الأمر النبوي بعموم التقوى في الزمان والمكان والحال فقال: (اتق الله حيثما كنت, وأتبع السيئة الحسنة تمحها, وخالق الناس بخلق حسن) [أخرجه الترمذي] فإذا تحقق المرء بالتقوى في شئونه كلها نال ثمرتها العظيمة التي تضمن له السعادة في الدنيا والنجاة والفوز في الآخرة, ومن هذه الثمرات المباركة:
1- حصول محبة الله تعالى, قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ) [التوبة:4].
2- نزول رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة, قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) [الأعراف:156]، وقال: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأنعام:155].
3- الدخول في معية الله ونصره, قال سبحانه: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل:128]، وقال: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ) [التوبة:36].
4- حصول الأمن من الخوف والحزن, قال تعالى: (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف:35]، وقال: (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الزُّمر:61].