سودانايل:
2025-01-06@11:08:15 GMT

ارفعوا أيديكم…

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

عصب الشارع –
صفاء الفحل

لم تذق الفرق الرياضية السودانية سواء إن كانت قومية أو أندية العافية إلا بعد أن هاجرت خارج البلاد وتخلصت من (تسيس) الحكومة ومليونيرات الغفلة الذين جعلوها واجهة للدعاية للنظام الكيزاني امثال جمال الوالي والكاردينال وصلاح ادريس وشلة لصوص اتحاد الكرة امثال اسامة عطا المنان، وغيرهم من العاهات التي أقعدت الرياضة بالبلاد لسنوات طويلة وما زالت تحاول إعادتنا إلى تلك الدائرة القذرة وإستغلال الإنجازات التي أحرزتها فرقنا خلال الفترة الماضية و الإستفادة منها في الدعاية لإستمرار إشعال نار الحرب.


وبعد الفشل الذريع الذي قابل حكومة بورتكوز في محاولتها توزيع شعارات الدعوى للحرب من خلال مباريات فرقنا خارج الوطن ورفض الاتحاد الافريقي لهم استخدام الرياضة في الصراع السياسي بدفع اللاعبين لرفع شعارات (جيش واحد شعب واحد) قبل المباريات أو إدخال عبارات سياسية أثناء تحليل المباريات كما حاول ذلك الكوز المدسوس هيثم مصطفي، والهتافات العفوية داخل الإستادات التي تقام عليها مباريات تلك الفرق بشعارات ثورة ديسمبر العظيمة كردة فعل لملايين المشردين من الثوار بالخارج لتبدأ عصبة بورتسودان في التسويق من خلال الإعلام المصري وبعض أرزقية الرياضة من إداريين وإعلاميين لتدوير الإحتواء القديم والدعوة بإعادة تلك الفرق لتلعب من استاد (مروي) في حقد واضح من تلك النجاحات.
وبينما يعمل العديد من الحادبين على مصلحة الرياضة السودانية من أبناء الوطن الشرفاء في دعم تلك الفرق بالمال والدعم الفني دون إستغلال للسمعة التي نالتها لخدمة أغراض ذاتية وانطلاق الدعوات من هؤلاء الشرفاء للاعبين السودانيين المميزين بالفرق والدوريات العالمية للانضمام للفرق القومية تحصر حكومة بورتكوز تفكيرها في إستغلال تلك الإنجازات لمصلحة أغراضها في الدعوة لاستمرار الحرب وفك الاختناق الذي تعانيه ولا يهم في ذلك حتى ولو عادت إلى مربع الهزائم أو القضاء على تلك الإنجازات نهائيا. فحكومة تضحي بشعب كامل من أجل اغراضها الذاتية بكل تأكيد لا يهمها أن تضحي بفرق رياضية حتى وان كانت هي مبعث الفرح للسودانيين اليوم.
نسالكم بالله الإبتعاد عن تسييس الرياضية وترك الفرق السودانية الوطنية للإستمرار في تلك الإنجازات بعيداً عن أياديكم القذرة، فهذه الإنجازات ما كانت لو أنكم مازلتم تسيطرون على تسيير تلك الفرق ويمكنكم ترميم (الخرطوم الوطني) ليكون واجهة لكم مع إقامة دوري محلي هزيل ترفعون من خلاله شعاراتكم القذرة ولتعلموا ان الرياضة لا تزدهر في ظل الدكتاتوريات والقمع وان فرقنا ستعود للتغريد من داخل الوطن بعد أن يتنفس نسائم الحرية والسلام والعدالة وإلى ذلك الحين نسألكم أن ترفعوا ايديكم عن الفرق الرياضية فهي ستكون معافاه دونكم...
التحية والتقدير لأبطال فرقنا القومية صقور الجديان المختلفة التي تحقق الإنجاز تلو الإنجاز وترفع هامات السودانيين عالياً رغم المعاناة، وتحية لفرقة أبطال هلال السودان التي تتربع على قمة الفرق الأفريقية ونحن خلفهم أبداً، حتى يعود الوطن معافى ويعودوا ليواصلوا الأحلام من أجل هذا التراب الطاهر.
من العصب ...
نسأل الله الشفاء للزميل المخضرم الأستاذ أشرف عبد العزيز الذي يرقد على السرير الأبيض بعيدا عن الأهل والأصدقاء ونسأل الله تعالى أن يمن عليه بالصحة والعافية حتى يعود ذلك الأشرف المصادم القوي من أجل الوطن ومن أجل أهله وأحبابه
والثورة ستظل مستمرة ..
والقصاص قادم يوماً ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: تلک الفرق من أجل

إقرأ أيضاً:

السوداني الحاكورجي … السوداني الوطنجي

السوداني الحاكورجي … السوداني الوطنجي …
(هذا المقال مكرر من 1 أبريل 2023م وبعده بإسبوعين إندلعت الحرب).
هل كنا نفهم بعضنا جيدا ؟؟

هذا ما اتضح لي يا صديقي بعد كد وبحث وقراءات على مدى لا يقل عن عامين : لم نكن نفهم بعضنا لا جيدا ولا أقل من ذلك.

هناك في هذا البلد مفهومين وثقافتين مختلفتين تماما فيما يتعلق بالعلاقة بالأرض.
مفهوم وثقافة الحاكورة وما يتعلق بها من حقوق وواجبات.

مفهوم وثقافة الإنتفاع من الأرض من خلال سلطة الدولة وما يتعلق بهذا المفهوم من حقوق وواجبات.
وسأطلق على السوداني المعتنق لثقافة الحاكورة : الحاكورجي.

وسأطلق على السوداني المعتنق لثقافة الإنتفاع من خلال سلطة الدولة : الوطنجي.
السوداني الوطنجي إنسان طيب … ساذج … على نياته ، ذلك أنه قد تبنى الثقافة الوطنجية من خلال النشأة والبيئة وما يتعلق بهما من ممارسات الإذعان والخضوع لسلطة الدولة التي تنظم وتدير عملية الحصول على الأرض سواء بالملك الحر أو المنفعة.

الوطنجي ليحصل على قطعة أرض ربما يقدم للخطة الإسكانية وينتظر سنوات وسنوات وكان لي صديق أخبرني يوم حصوله على قطعة أنه قدم لها منذ عشر سنوات !! أو بالشراء من حر ماله ، أو بالميراث ، وهو في كل الحالات خاضع لسلطة الدولة متحركا من خلال أدواتها من تسجيلات أراضي ومصلحة أراضي ومحامين وهلمجرا ، وفي كل تلك المساعي الدؤوبة لا يحتاج لتدخل من سلطان ولا ملك ولا شيخ.
السوداني الحاكورجي ينقسم بدوره إلى فئتين هما :
المالك والمستضاف.

المالك هو إبن القبيلة المالكة للأرض وهو في منطقته حيث الحاكورة أو حتى خارجها حيث يعيش داخل السودان أو خارجه تجده يرفع شعار : الحاكورة للقبيلة … والعيشة للجميع.
المستوطن هو إبن القبيلة أو المجموعات الغير المالكة للأرض والتي تعيش داخل الحاكورة وله حقوق وعليه واجبات.

هذه المعادلة ( الحاكورة للقبيلة … العيشة للجميع ) تترتب عليها أمور وأشياء.
من هو من الفئة المالكة المحتكرة تجده وقد تجذرت عبر الأجيال في عقله ووجدانه روح السيطرة والاستعلاء والإحساس بالحق الموروث إزاء الآخرين من فئة المستضافين المتعايشين معه داخل الحاكورة ، وهذه المشاعر الوجدانية قد لا يكون لها علاقة بوضعه المادي بمعايير الفقر أو الغنى ، لا ، قد يكون المحتكر مالك الأرض فردا فقيرا وعاملا لدى آخر غني وثري من فئة المستضافين ولكنك تجد لدى المحتكر إحساسا بالقوة والتفوق تجاه المالك المستضاف وإن كان رب عمله وغنيا وثريا.

أما المستضاف فهو من قبيلة أو مجموعات مستضافة داخل الحاكورة لكنه علم منذ الميلاد والطفولة والنشأة والممارسة ما يترتب على وضعه باعتباره محكورا إن صح التعبير.
علم محكوريته وتقبلها وأذعن لها لأنها خياره الوحيد ولا مناص له منها ولا مهرب طالما رضي أن يظل داخل الحاكورة.

بناءا عليه فأن الوطنجي مثلي ومثلك لو قدر له أن يعيش ضمن فئة المستضافين في حاكورة غير قبيلته فعليه أن يلتزم بقاعدة : يا غريب خليك أديب.

عليه كمستضاف أن يؤدي نسبة من حصاد محاصيله وأنعامه لرأس القبيلة مالكة الحاكورة.
عليه أن يفهم أنه يمكن أن يتم حرمانه من حقوق الإقامة والطرد طالما تعدى حدودا معينة وأن من يحاسبه على التعدي بل ويحدد ما هي الحدود والمعايير التي يجب عليه ألا يتعداها هي سلطة القبيلة المالكة للأرض وليس سلطة الدولة التي ربما لا يعرفها ولا يحتاج إليها في علاقته بالأرض.
السوداني الخطير والسوداني الأخطر :

وهناك سوداني ثالث خطير وهو الحاكورجي الذي يخرج من جغرافيا الحاكورة إلى جغرافيا الوطنجية فيعيش ويرفع بطاقة المواطنة ويكتسب كل حقوقها في تملك الأرض ، أما الأخطر فهو المستضاف الذي خرج من جغرافيا الحاكورة إلى جغرافيا الوطنجية فوجد فيها من الحقوق ما لم يكن يحلم به من تملك الأرض والحقوق المرتبطة بالدولة على قدم المساواة مع الوطنجية حيث لا سيطرة لسلطان الحاكورة الذي يأخذ نصيبا معلوما من انتاجه الزراعي أو الحيواني أو المعدني مقابل استضافته في أرض الحاكورة.

وعند التأمل يبدو لي أن فئة المستضافين هذه هي التي أعطت النزوح الداخلي زخمه فمن ذا الذي يجد نطاقا جغرافيا يتحرر فيه من قيود وأغلال الحاكورة ثم يفكر بالعودة ؟

ولكن هذا الرافع لراية الوطنجية مع الوطنجيين بينما كان مستضافا في حاكورة بدأ في رفع عقيرته بسلاح التظلم ساعيا للحصول في جغرافيا الوطنجية على ما لم يكن يجروء على مجرد أن يحلم به هناك حيث كان مستضافا !!

أما الأعجب من كل ذلك فهو حين يحدث خلاف ما داخل الحاكورة بما يهدد حقوق السيادة والملكية للقبيلة المالكة ، فحينئذ يدعو داعي نداء القبيلة مستثيرا الحمية القبلية فتجد جميع أفرادها وقد وضعوا جانبا بطاقات الوطنجية ولبواء النداء من جميع أرجاء جغرافيا الوطنجية … من القضارف وكسلا والسوكي والمناقل وسنار وبورتسودان وهلمجرا … ينفر الحاكورجية خفافا وثقالا رجالا وركبانا محتشدين في الحاكورة رافعين شعار الحاكورة للقبيلة والمعيشة للجميع.
هذا السودان لن يستعدل في ظل هذه الشيزوفرانيا ، إما أن يكون كله حاكورجية أو كله وطنجية.
#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • استعراض أبرز الإنجازات والاكتشافات في موقع الخشبة الأثري بالمضيبي
  • السودان… عام آخر من الحرب!
  • برلمانية: الدولة المصرية شهدت إنجازات غير مسبوقة في كافة المجالات بعهد الرئيس السيسي
  • وزير إسرائيلي سابق ينتقد الحرب: الإنجازات التكتيكية خادعة والهدف الاستراتيجي لم يتحقق
  • حياة خطاب: الدولة المصرية شهدت إنجازات غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي
  • السوداني الحاكورجي … السوداني الوطنجي
  • السوداني: الإنجازات أكبر وأكثر في نظامنا السياسي المستند الى دستور يمثل جميع العراقيين
  • العفو الرئاسى وإصالح السجون وإخلاء سبيل المحبوسين احتياطيا.. أهم الإنجازات
  • حصاد 2024 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية: عام الإنجازات الروحية والاجتماعية