سودانايل:
2025-03-09@22:04:45 GMT

السودان والطريق إلي أين عام 2025م

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

في كلمة رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بمناسبة عيد الاستقلال؛ حدد رؤية المؤسسة العسكرية، و قال يجب التخلص من الميليشبا إذا كان ذلك عسكريا أو تفاوضيا، على أن لا يكون لها دورا في المستقبل، و القضية الأخرى؛ أن تبدأ العملية السياسية بعد وقف الحرب، بحوار سياسي تشارك فيه كل القوى داخل السودان.

. و في كلمة مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ياسر العطا كانت أكثر تفصيلا تتطلب التخلص من الميليشيا عسكريا أو تفاوضيا، إلي جانب إجراء محاكمات قضائية لكل الذين شاركوها في الحرب من السياسيين و غيرهم.. هذا الحديث من قبل القائدين يعد مثابة خارطة طريق لهما، و لمستقبل العملية السياسية.. و الكلمتان لهما دلالة سياسية كبيرة في إدارة الصراع العسكري و السياسي في البلاد، حيث تتشكل الرؤى وفقا للكلمتين، إذا كانت مؤيدة أو معارضة. و أذا كانت هناك قوى سياسية معارضة سوف تنطلق من أرضية الكلمتين نقدا، أو تقديم بديلا، الأمر الذي يبين أن العسكر هم الذين يقدمون أجندة الحوار السياسي و يتفاعل معها الأخرين..
الغريب في الأمر: أن القوى السياسية لا تبادر في أن تقدم رؤيتها قبل العسكر، الأمر الذي يؤكد أن الأحزاب السياسية لا تملك أية رؤى مغايرة، هي بالفعل في حاجة إلي إصلاح تنظيمي و فكري، و تغيير في القيادات التي فشلت في إدارة الصراع، و قادت للحرب، هي ليست مؤهلة أن تشارك في العملية السياسية بعد وقف الحرب، و إذا شاركت سوف يكون دورها معيقا لأية عملية سياسية، هي لا تعرف إلا أن تبرر أخطائها و تبحث لها عن شماعات تعلق عليها هذه الأخطاء.. أعتقد أن ثقافة اليسار التي تجاوزها تاريخ الشعوب تشكل عقبة أمام أية خطوة للحوار الوطني.. ربما يكونوا آهل هذه الثقافة في حاجة إلي أنجال هنري كوهين لكي يرشدوهم لطريق الإصلاح و بعث جديد لعفلق و طلاح بيطار أخر يحملون رؤى نقدية رؤاهم السابقة..
القضية الأخرى ترقية عبد الرحمن الصادق المهدي إلي رتبة الفريق و إنزاله المعاش، اعتقد بعض أخوته أن الترقية و المعاش مقصود منه النيل من بيت الصادق المهدي، هؤلاء يؤكدوا أنهم بالفعل قصيري النظر و حاستهم السياسية في غاية الضعف، و ربما البعض تأثر بحالة الهزيان عند قيادات الميليشيا.. منذ زيارة عبد الرحمن الصادق إلي قبة المهدي و خطابه أثناء الزيارة، تأكد أن عبد الرحمن ذاهب في طريق المعاش من المؤسسة العسكرية، باعتبار أن عبد الرحمن أكد في كلمته ذات البعد السياسي أن الرجل فضل العمل السياسي على العسكري، عندما تحدث عن وحدة السودان و الوقوف مع المؤسسة العسكرية، ثم الذهاب إلي القاهرة و الالتقاء بنجل الميرغني جعفر و إصدار بيان سياسي.. كلها تؤكد أن عبد الرحمن يريد أن يلعب دورا سياسيا بعد ما تغيرت المعادلة السياسية، خاصة أن هناك قيادات في حزب الأمة رئيس الحزب و أمينه العام و بعض القيادات في الأمانة قد تحالفوا مع الميليشيا و شكلوا لها سندا سياسيا مع أخرين.. و أن رؤية عبد الرحمن محاولة إلي إنقاذ الحزب من رهان الميليشيا، هو بداية لصراع جديد داخل الحزب..
القضية الأخرى: أيضا من التغييرات الجوهرية التي طالت التحالفات السياسية، كانت سابقا مصر لا تقدم على أية خطوة في الشأن السوداني دون أن تستشير بعض القيادات الاتحادية، و لكن منذ ثورة ديسمبر أصبحت مصر تتعامل مع قطاع عريض و مغاير تماما للسابق، و أصبحت القيادات الاتحادية تعلم مثل غيرها بالرؤى من صناع القرار في مصر عبر الإعلام، كما أنها مصر وجدت ضالتها في قطاع أخر من السياسيين، تعتقد أكثر قدرة على تقديم تصورات موضوعية عن تحالفات قديمة فقدت قيادات الآهلية في عملية الاستشارات السياسية، هذه القضية سوف أفرد لها مقالات أخرى أكثر توسعا.. هذه المتغيرات تشير إلي أن طرق التفكير بدأت تتغير في القطاع المحيط للعمل السياسي.. بينما المؤسسات السياسية " الأحزاب" تعاني من ضعف القيادات التي تشتغل بالفكر، و لا تستطيع أن تقدم أفكار تساعد على الحل.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الرحمن

إقرأ أيضاً:

عبد الرحمن عزام.. سياسي مصري جمع بين النضال والدبلوماسية

يعد عبد الرحمن عزام واحدًا من أبرز الشخصيات في تاريخ مصر الحديث، حيث جمع بين النضال ضد الاستعمار والعمل السياسي والدبلوماسي الرفيع. 

تنقل عزام بين ميادين القتال والسياسة والدبلوماسية، مما جعله أحد المؤثرين في تشكيل المشهد العربي خلال القرن العشرين.


من المقاومة إلى السياسة

ولد عبد الرحمن عزام عام 1893 في محافظة الجيزة، وشارك منذ شبابه في النضال ضد الاحتلال البريطاني، كان من أوائل المنضمين إلى “الحزب الوطني” بقيادة مصطفى كامل، كما شارك في حرب البلقان عام 1912 ضد الاستعمار، حيث تطوع للقتال إلى جانب العثمانيين ضد بلغاريا، مما أكسبه خبرة عسكرية وشعورًا عميقًا بأهمية التحرر الوطني.

بعد عودته إلى مصر، انضم عزام إلى الحراك الوطني ضد الاحتلال البريطاني، وشارك في ثورة 1919، حيث لعب دورًا في تنظيم المقاومة الشعبية، لكنه سرعان ما انتقل من النضال المسلح إلى العمل السياسي، مقتنعًا بأن تحقيق الاستقلال يتطلب بناء مؤسسات سياسية قوية ومؤثرة.

في صفوف الدبلوماسية والسياسة المصرية

دخل عبد الرحمن عزام البرلمان المصري عام 1924 ممثلًا عن محافظة الجيزة، وبرز كصوت وطني يدافع عن قضايا الاستقلال والعدالة الاجتماعية، تولى عدة مناصب حكومية، منها وزير الدولة في حكومة مصطفى النحاس، حيث عمل على تعزيز السياسة الخارجية المصرية.

إلى جانب عمله الحكومي، كانت له مساهمات قوية في القضايا العربية، حيث دعم ثورة فلسطين عام 1936 ووقف إلى جانب القوى الوطنية في الدول العربية الساعية للاستقلال.

عزام والجامعة العربية: من الدبلوماسية إلى الحلم العربي

في عام 1945، كان عبد الرحمن عزام أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في تأسيس جامعة الدول العربية، ليصبح أول أمين عام لها، خلال فترة قيادته، سعى إلى تحقيق التعاون العربي وتعزيز الوحدة، ودعم القضايا القومية مثل القضية الفلسطينية. كان من أشد المدافعين عن قرار إرسال الجيوش العربية إلى فلسطين عام 1948، ورغم الهزيمة، استمر في الدعوة إلى توحيد الصف العربي لمواجهة التحديات المشتركة.

موقفه من ثورة 1952 وعلاقته بالضباط الأحرار

عندما اندلعت ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الضباط الأحرار، رحّب بها عزام باعتبارها خطوة نحو الاستقلال الكامل لمصر، لكنه لم يكن جزءًا من النظام الجديد، حيث فضّل التفرغ للعمل الدبلوماسي والمساهمة في الفكر السياسي العربي.

بعد الثورة، اتجه عزام إلى العمل الفكري وكتابة المذكرات، حيث ركز على رؤيته لمستقبل الوحدة العربية وأهمية التضامن بين الدول الإسلامية.

إرثه وتأثيره في السياسة المصرية

يعتبر عبد الرحمن عزام أحد الشخصيات التي جمعت بين النضال والممارسة السياسية والدبلوماسية، مما جعله نموذجًا لرجل الدولة الذي سعى لتحقيق الاستقلال والتعاون العربي. 

مقالات مشابهة

  • جامعة القصيم‬⁩ تعلن عن فتح التقديم على برامج الدراسات العليا
  • تخريج 47 منتسباً من برنامج تأهيل القيادات في شرطة دبي
  • العلمانية في السودان- بين الواقع والطموح السياسي
  • المجلس التصديري للصناعات يكرم 40 من القيادات النسائية في اليوم العالمي للمرأة
  • في اليوم العالمي للمرأة.. "التصديري للصناعات الهندسية" يكرم 40 من القيادات النسائية
  • عبد الرحمن عزام.. سياسي مصري جمع بين النضال والدبلوماسية
  • نادي القيادات الشبابية بالجيزة يشارك في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة .. صور
  • القيادات الدينية تؤكد الضرورة الأخلاقية للقضاء على الأسلحة النووية
  • كمال الجزولي بين التحليل الفلسفي والتشريح السياسي: الرزنامة بوصفها وثيقة نقدية
  • فتح باب التسجيل فى كشوف عمومية الصحفيين