لغات الحب.. وما هو معلوم بالفطرة
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
كلام الناس
نور الدين مدني
* أثار كلام الناس الذي كان بعنوان "سطوة المشاعر الالكترونية" ردود فعل في الداخل ومن الخارج، من بين ردود الفعل وصلتني رسالة من صديقي عباس محمد سعيد جد أحفادي في استراليا عليه رحمة الله.
* قال عباس في رسالته: توقفت عند اندهاش الزوج من رد فعل زوجته التي حاول أن يعبر لها عن بعض المشاعر تجاهها، وكيف أنها صدمته بقولها: مالك يا راجل.
* أورد عباس في رسالته موجهات عامة في كيفية التعبير عن الحب - يبدو أن المشكلة عالمية - وليس كما كنا نظن إنها معضلة سودانية بحتة، هذه الموجهات أخذها من مؤلفات الدكتور جاري شابمان الذي قال ان للحب لغات وأساليب تختلف من شخص لآخر، حسب وطبيعة الطرف الثاني.
* مؤلفات شابمان بعنوان (لغات الحب الخمسة) قال فيها إن لغة الحب تختلف من شخص لآخر، وهي لصيقة الصلة بدرجة القبول لهذه اللغة من الطرف الثاني، وأن على كل شخص أن يسعى لاكتشاف اللغة المناسبة لنصفه الثاني.
* قال الدكتور شابمان أن اللغات الخمسة للحب هي : لغة التأكيد التي تقوم على الإشادة المباشرة بالزوجة مثل القول: إنتي ممتازة،إنتي رائعة، إنتي جميلة.. "كلامك صاح" و....الخ من تعبيرات الإشادة الإيجابية.
* اللغة الثانية هي لغة الخدمات أي أن يقوم الزوج بتقديم خدمات ملموسة لمساعدتها أو مساعدة الأطفال، واللغة الثالثة هي لغة الهدايا أي أن يقدم لها هدية في المناسبات، خاصة تلك المرتبطة فيها.
* هناك لغة سماها لغة الوقت وهو يقصد قضاء وقت "كيفي"معها لا يقاس بالكم الزمني وإنما بالقدر المناسب من المشاركة الطيبة، اللغة الخامسة في رأي الدكتور شابمان هي لغة اللمس مثل "لمسة حنان" أو "تربيت على الظهر" كناية عن الرضا.
* اما رد الفعل الآخر فقد استمعت اليه من أحد المغتربين الذين غابوا عن الوطن سنوات طويلة، أكد لي صحة (كلام الناس) من سطوة العلاقات الالكترونية، وذكر لي كيف أنه فوجئ بالشباب من الجنسين يجلسون معاً في الحدائق العامة، ولكنهم لا يتحدثوا مع بعضهم البعض، كل فرد منهم مشغول بالهاتف الذي يحمله، ولا يحس بالآخر، أي أن لكل منهم علاقاته الالكترونية التي تعزله عن المحيط الاجتماعي الحقيقي الذي حوله.
* تذكرت حينها مقولة الاستاذ المحاضر الألماني الجنسية الذي كان يقدم لنا محاضرة في المعهدالعالي للصحافة في برلين إبان الدورة التي أمضيتها مع صحفيين من مختلف أرجاء العالم حول إدارة المؤسسات الصحفية، حين قال ذات مرة على هامش المحاضرة أنه وزوجته يمضيان -كل على حدة - معظم وقتهما أمام جهاز الكمبيوتر قبل أن يفترقا الى مواقع عملهما كل في طريق.
* يبدو أننا دخلنا جميعاً في عالم العلاقات الالكترونية .. وأننا نحتاج بصورة عاجلة الى العودة الى أنفسنا وإلى عالمنا الأسري والاجتماعي االمحيط بنا، وقتها قد لا نحتاج الى لغات الدكتور شابمان التي تحدثنا عن ما هو معلوم لدينا بالفطرة.
noradin@msn.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أعطى الحب بسخاء ودون مقابل.. رسالة وداع من مفيدة شيحة لـ أمح الدولي
نعت الإعلامية مفيدة شيحة، مشجع النادي الأهلي الشهير "أمح الدولي"، مشيرة إلى أنه يعد من أكثر الشخصيات شعبية ومحبة داخل أوساط جماهير النادي.
أضافت مفيدة شيحة، خلال تقديمها برنامج "الستات" المذاع عبر قناة "النهار" الفضائية، مساء اليوم الإثنين، أن أمح الدولي كان من أقوى وأشهر مشجعي الأهلي، وكان يتمتع بشعبية جارفة بين أصدقائه والمقربين منه، نظرًا لخفة دمه وروحه الطيبة، ورغم إعاقته الجسدية، تمكن من أن يكون رمزًا للمحبة والبهجة أينما ذهب".
وتابعت مفيدة شيحة، أن شخصيته التلقائية وعفويته الطبيعية كانت تلمس قلوب الجميع دون استثناء، وعشق أمح للأهلي تجاوز حدود التشجيع التقليدي ليصبح جزءًا أصيلًا من حياته اليومية.
وأضافت مفيدة شيحة، أن "ملايين من مشجعي الأهلي كانوا يحبون أمح الدولي، وهذه المحبة لم تأتِ من فراغ، بل كانت انعكاسًا لشخصيته الصافية وولائه النادر.
وأشارت مفيدة إلى أن إدارة النادي الأهلي كانت حريصة على تكريم "أمح الدولي" وتقدير حبه للنادي بطريقة لافتة، حيث وضعت صورته ضمن البوستر الدعائي الرسمي للنادي، إلى جانب كبار نجومه، وهو ما يعبر عن احترام متبادل وحب صادق.
لفتت مفيدة شيحة إلى أن وضع صورة "أمح الدولي" بجانب عمالقة النادي الأهلي في الحملات الدعائية هو رسالة واضحة من إدارة النادي لكل محبيه، مفادها أن الوفاء والانتماء لا يقاسان بالمناصب أو الألقاب، بل بالمحبة الخالصة.
وقالت: “أمح الدولي ما كانش مجرد مشجع، أمح كان قصة حب نقية للنادي الأهلي، وكان بيحضر كل الفعاليات والمباريات ويفرح بانتصارات النادي كأنه أحد لاعبيه”.
وأكدت أن حب "أمح" للأهلي لم يكن حبًا عابرًا، بل كان تجسيدًا لروح الانتماء الحقيقي، داعية جمهور النادي إلى تخليد ذكراه وتعلم معاني الإخلاص والانتماء من قصته.
واختتمت مفيدة شيحة حديثها برسالة وداع مؤثرة، قائلة: “وداعًا أمح الدولي، كنت وستظل رمزًا للحب الصافي والانتماء النقي، ذكراك ستبقى خالدة في قلوب كل من عرفوك وأحبوك، كنت ضحكة صافية وقلبًا أبيض لا يعرف سوى الحب”.
ودعت مفيدة الجميع إلى الدعاء له بالرحمة والمغفرة، مؤكدة أن خسارة "أمح" ليست فقط خسارة للنادي الأهلي بل لكل من عرف هذا القلب الطيب الذي أعطى الحب بسخاء ودون انتظار مقا