مأساة السائقين المصريين على الحدود مع السودان.. نموت ببطء
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
لقي نحو 15 سائق مصريا مصرعهم على الحدود المصرية السودانية خلال الأسبوعين الماضيين إثر تكدس الشاحنات على المعابر الحدودية بين البلدين، تحت ظروف قاسية حيث تتجاوز درجات الحرارة عتبة الـ40 درجة وترتفع الرطوبة وتنعدم مراكز توفير الاحتياجات الغذائية والماء في قلب الصحراء.
وتراوحت أعمار السائقين المتوفين ما بين 46 و71 عاما، كان يعاني معظمهم من أمراض مزمنة، حسبما قال مصدر في نقابة سائقي الشاحنات المصريين لـ "بي بي سي".
وسلط تقرير للشبكة البريطانية الضوء على معاناة السائقين المصريين الذي تفترسهم تفسد ظروف الصحراء القاسية أدويتهم وطعامهم على معبري قسطل وأرقين الحدوديين دون استجابة من السلطات المصرية لإغاثتهم.
وقالت ابنة أحد السائقين الذين لقوا حتفهم في الصحراء الأسبوع الماضي، إن أباها الملقب بأبو رية كان يعمل سائقا طوال خمسة و عشرين عاما لتوصيل منتجات أحد مساحيق تنظيف الملابس بين محافظات مصر، قبل أن يصل سن التقاعد.
لكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة دفعته لقبول عرض للعمل كسائق شاحنة على الحدود المصرية السودانية رغم معاناته من انسداد في الشريان التاجي، بحسب آية ابنته.
وأضافت أنه توفي وحيدا في الصحراء بعدما ذاب الثلج في شاحنته وفسدت أدويته ونفد طعامه ومياهه تحت وطأة درجات الحرارة المرتفعة، ليعثر عليه السائقين العائدين من السودان ميتا وجثمانه بادئا في التحلل.
وقال رئيس مؤسسة سائقي مصر خالد القناوي إن غياب الخدمات الطبية ومنافذ بيع الغذاء والمياه يجعل تكدس مئات سائقي الشاحنات على معبري قسطل وأرقين جحيما لا يطاق
كما أضاف في حديثه لـ "بي بي سي" أن المسؤولين في المعابر لا يبلغون الإدارات الحكومية في أسوان و القاهرة بما يرونه من تكدس وظروف صعبة يشهدها السائقون منذ ما يزيد على الشهرين، في ظل محاولاتهم الوفاء باحتياجاتهم الأساسية للبقاء على قيد الحياة بالجهود الذاتية.
"نحن نموت ببطء"
وذكر أحد سائقي الشاحنات على المعبرين الحدودين أنهم في نقطة قاتلة في قلب الصحراء، حيث المياه والاحتياجات الغذائية بأسعار باهظة كل 3 أيام من سائقين قادمين من أسوان ولا يجدون أي مساعدة حكومية أو من أي منظمات إغاثية مثل مقر الصليب الأحمر المعني بالأساس بمساعدة السودانيين الفارين.
وأردف: نحن نموت ببطء، نشتري الخبز نشتري رغيف الخبز بخمسة جنيهات ولوح الثلج بثمانين جنيها. وتساءل السائق: "لماذا لا تتوفر لنا سيارات لبيع الأغذية والمشروبات كتلك التابعة لمبادرة الرئيس المصري الموجودة في ميادين القاهرة والمحافظات الكبرى؟".
من جهته، ألقى رئيس النقابة العامة للعاملين بالنقل والمواصلات حمد أبو العباس، باللوم على تعامل الموظفين "الروتيني" في معبري قسطل وأرقين، ما يتسبب ببطء مرور الشاحنات إلى الجانب السوداني ويزيد التكدس. يضيف
وقال أبو العباس إنه سجل شكوى عن الأمر لدى مجلس الوزراء، وهو في انتظار استجابة أخرى من وزارة الخارجية.
وذكر مسؤول في نقابة سائقي النقل البري أن النقابة وفرت كمية من علاجات مرض السكري للسائقين، كما أضاف أنهم يعملون على إنجاز أوراق السائقين المتوفين من أجل مساعدة أسرهم للحصول على معاشاتهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات المصرية السودانية الحدود المصرية السودانية مصر السودان الحدود المصرية السودانية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ليتني لم أعد..مأساة أبو العبد الذي فقد عائلته شمال غزة في لحظة
لم يكن أبو العبد يتخيل أن عودته إلى منزله المدمر في حي الزيتون شمال غزة، بعد رحلة نزوح شاقة، ستكون بداية لفصل جديد من المأساة التي يعيشها سكان القطاع في ظل الاعتداءات المتواصلة من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
فقد كان يظن أن اتفاق وقف إطلاق النار سيمنحه فرصة لالتقاط أنفاسه بين أحبته، لكن سرعان ما عاد القصف ليحطم كل ما تبقى من حياته، ويحول عائلته إلى مجرد ذكريات.
يعيش أبو العبد اليوم في خيمة، تماما كما كان خلال النزوح، لكن الفرق كبير، ففي المرة الأولى كان يحمل أملا بالعودة إلى بيته، أما الآن فقد استشهدت ابنته وأحفاده في لحظة قاسية لم تمهله حتى لوداعهم.
أبو العبد، يعاني من مرض الكلى، ولم يكن بحاجة إلى مأساة جديدة فوق معاناته اليومية. كما يجد نفسه وحيدا، بعدما خسر كل من كان يشاركه الألم والحديث، قائلا إن "كان لي أخ أجلس معه وأفضفض عن همومي، لكنه استشهد أيضا.. الجميع رحلوا.. أصبحوا مجرد ذكرى".
ويختم أبو العبد كلماته بحسرة "ليتني لم أعد.. كنت في النزوح أعيش في خيمة، والآن أعيش في خيمة أخرى، لكنني فقدت كل شيء".