موقع النيلين:
2025-03-10@07:06:17 GMT

السوداني الحاكورجي … السوداني الوطنجي

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

السوداني الحاكورجي … السوداني الوطنجي …
(هذا المقال مكرر من 1 أبريل 2023م وبعده بإسبوعين إندلعت الحرب).
هل كنا نفهم بعضنا جيدا ؟؟

هذا ما اتضح لي يا صديقي بعد كد وبحث وقراءات على مدى لا يقل عن عامين : لم نكن نفهم بعضنا لا جيدا ولا أقل من ذلك.

هناك في هذا البلد مفهومين وثقافتين مختلفتين تماما فيما يتعلق بالعلاقة بالأرض.


مفهوم وثقافة الحاكورة وما يتعلق بها من حقوق وواجبات.

مفهوم وثقافة الإنتفاع من الأرض من خلال سلطة الدولة وما يتعلق بهذا المفهوم من حقوق وواجبات.
وسأطلق على السوداني المعتنق لثقافة الحاكورة : الحاكورجي.

وسأطلق على السوداني المعتنق لثقافة الإنتفاع من خلال سلطة الدولة : الوطنجي.
السوداني الوطنجي إنسان طيب … ساذج … على نياته ، ذلك أنه قد تبنى الثقافة الوطنجية من خلال النشأة والبيئة وما يتعلق بهما من ممارسات الإذعان والخضوع لسلطة الدولة التي تنظم وتدير عملية الحصول على الأرض سواء بالملك الحر أو المنفعة.

الوطنجي ليحصل على قطعة أرض ربما يقدم للخطة الإسكانية وينتظر سنوات وسنوات وكان لي صديق أخبرني يوم حصوله على قطعة أنه قدم لها منذ عشر سنوات !! أو بالشراء من حر ماله ، أو بالميراث ، وهو في كل الحالات خاضع لسلطة الدولة متحركا من خلال أدواتها من تسجيلات أراضي ومصلحة أراضي ومحامين وهلمجرا ، وفي كل تلك المساعي الدؤوبة لا يحتاج لتدخل من سلطان ولا ملك ولا شيخ.
السوداني الحاكورجي ينقسم بدوره إلى فئتين هما :
المالك والمستضاف.

المالك هو إبن القبيلة المالكة للأرض وهو في منطقته حيث الحاكورة أو حتى خارجها حيث يعيش داخل السودان أو خارجه تجده يرفع شعار : الحاكورة للقبيلة … والعيشة للجميع.
المستوطن هو إبن القبيلة أو المجموعات الغير المالكة للأرض والتي تعيش داخل الحاكورة وله حقوق وعليه واجبات.

هذه المعادلة ( الحاكورة للقبيلة … العيشة للجميع ) تترتب عليها أمور وأشياء.
من هو من الفئة المالكة المحتكرة تجده وقد تجذرت عبر الأجيال في عقله ووجدانه روح السيطرة والاستعلاء والإحساس بالحق الموروث إزاء الآخرين من فئة المستضافين المتعايشين معه داخل الحاكورة ، وهذه المشاعر الوجدانية قد لا يكون لها علاقة بوضعه المادي بمعايير الفقر أو الغنى ، لا ، قد يكون المحتكر مالك الأرض فردا فقيرا وعاملا لدى آخر غني وثري من فئة المستضافين ولكنك تجد لدى المحتكر إحساسا بالقوة والتفوق تجاه المالك المستضاف وإن كان رب عمله وغنيا وثريا.

أما المستضاف فهو من قبيلة أو مجموعات مستضافة داخل الحاكورة لكنه علم منذ الميلاد والطفولة والنشأة والممارسة ما يترتب على وضعه باعتباره محكورا إن صح التعبير.
علم محكوريته وتقبلها وأذعن لها لأنها خياره الوحيد ولا مناص له منها ولا مهرب طالما رضي أن يظل داخل الحاكورة.

بناءا عليه فأن الوطنجي مثلي ومثلك لو قدر له أن يعيش ضمن فئة المستضافين في حاكورة غير قبيلته فعليه أن يلتزم بقاعدة : يا غريب خليك أديب.

عليه كمستضاف أن يؤدي نسبة من حصاد محاصيله وأنعامه لرأس القبيلة مالكة الحاكورة.
عليه أن يفهم أنه يمكن أن يتم حرمانه من حقوق الإقامة والطرد طالما تعدى حدودا معينة وأن من يحاسبه على التعدي بل ويحدد ما هي الحدود والمعايير التي يجب عليه ألا يتعداها هي سلطة القبيلة المالكة للأرض وليس سلطة الدولة التي ربما لا يعرفها ولا يحتاج إليها في علاقته بالأرض.
السوداني الخطير والسوداني الأخطر :

وهناك سوداني ثالث خطير وهو الحاكورجي الذي يخرج من جغرافيا الحاكورة إلى جغرافيا الوطنجية فيعيش ويرفع بطاقة المواطنة ويكتسب كل حقوقها في تملك الأرض ، أما الأخطر فهو المستضاف الذي خرج من جغرافيا الحاكورة إلى جغرافيا الوطنجية فوجد فيها من الحقوق ما لم يكن يحلم به من تملك الأرض والحقوق المرتبطة بالدولة على قدم المساواة مع الوطنجية حيث لا سيطرة لسلطان الحاكورة الذي يأخذ نصيبا معلوما من انتاجه الزراعي أو الحيواني أو المعدني مقابل استضافته في أرض الحاكورة.

وعند التأمل يبدو لي أن فئة المستضافين هذه هي التي أعطت النزوح الداخلي زخمه فمن ذا الذي يجد نطاقا جغرافيا يتحرر فيه من قيود وأغلال الحاكورة ثم يفكر بالعودة ؟

ولكن هذا الرافع لراية الوطنجية مع الوطنجيين بينما كان مستضافا في حاكورة بدأ في رفع عقيرته بسلاح التظلم ساعيا للحصول في جغرافيا الوطنجية على ما لم يكن يجروء على مجرد أن يحلم به هناك حيث كان مستضافا !!

أما الأعجب من كل ذلك فهو حين يحدث خلاف ما داخل الحاكورة بما يهدد حقوق السيادة والملكية للقبيلة المالكة ، فحينئذ يدعو داعي نداء القبيلة مستثيرا الحمية القبلية فتجد جميع أفرادها وقد وضعوا جانبا بطاقات الوطنجية ولبواء النداء من جميع أرجاء جغرافيا الوطنجية … من القضارف وكسلا والسوكي والمناقل وسنار وبورتسودان وهلمجرا … ينفر الحاكورجية خفافا وثقالا رجالا وركبانا محتشدين في الحاكورة رافعين شعار الحاكورة للقبيلة والمعيشة للجميع.
هذا السودان لن يستعدل في ظل هذه الشيزوفرانيا ، إما أن يكون كله حاكورجية أو كله وطنجية.
#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: سلطة الدولة من خلال

إقرأ أيضاً:

“أبو بصير” صاحب الرقم القياسي … أكثر من 100 اعتقال في سجون الاحتلال

#سواليف

لم يعد #الأسير_المحرر من #سجون #الاحتلال الإسرائيلي #أحمد_نبهان_صقر، الملقّب بـ “أبو بصير” (62 عاما) قادرا على إحصاء عدد المرات التي اعتقل بها لدى الاحتلال، فقد فاقت المئة، أخرها استمر لنحو عامين وأفرج عنه قبل ثلاثة أيام فقط، وبالتالي يكون صاحب #الرقم_القياسي في #الاعتقالات لدى الاحتلال.

وعلى مدى ثلاثة عقود ونيف، سرقت سجون الاحتلال أكثر من (23 عاماً) من حياة أبو بصير على فترات متفاوتة. كان يُعتقل لأسابيع أو أشهر أو سنوات، وقد قضى معظمها في الاعتقال الإداري، وكان يلقّب بـ “عميد الأسرى الإداريين”. حيث يعلق على هذا نجله الكبير محمد قائلا: إنه كأبيه لا يُحصي عدد المرات التي اعتقل فيها والده الستيني، “فمنذ طفولتي وأبي يغيب عنا فترات طويلة خلف قضبان سجون الاحتلال. لا أذكر أن عاماً مرّ من دون اعتقال. ولا أبالغ في هذا. المدة التي قضاها والدي في سجون الاحتلال أكثر من تلك التي عاشها معنا”.

أبو بصير يصف السنتين الأخيرتين بأنها تفوق الاعتقالات السابقة جميعها لشدة التعذيب والاهانة التي يحياها الأسرى، “خرجنا من جهنم، وولدنا من جديد”، يعلق الرجل الذي يقطن مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية. ويضيف “لا يوجد أسير يعتقد أنه قد يخرج على قدميه. ما إن يسمع أن قرارا بإطلاق سراحه قد صدر من إدارة السجون الإسرائيلية حتى يخر لله ساجدا وباكيا”.

مقالات ذات صلة تفاصيل جديدة حول خطة التهجير الطوعي .. استعدادات لنقل الآلاف يوميا 2025/03/08

يقول صقر إن “معاناته مع الاحتلال بدأت حينما كان تلميذاً في المرحلة الثانوية أواخر سبعينيات القرن الماضي. حينها، أصدر الحاكم العسكري الإسرائيلي قراراً عقابياً بإبعاده وعدد من زملائه عن مدرسة قدري طوقان الثانوية في مدينة نابلس، التي كانوا يدرسون فيها، إلى مدرسة أخرى في إحدى القرى التي تبعد 15 كيلومتراً عن بيته بسبب دورهم الوطني في تحريض التلاميذ الطلاب على الاحتلال.

لكن تجربة أبو بصير مع سجون الاحتلال واعتقاله الأول كان عام 1988، أي بعد أشهر قليلة فقط على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، نظراً لدوره المؤثر في تحريك الشارع وقيادة التظاهرات آنذاك. وتنقّل أبو بصير الذي ينتمي إلى حركة “حماس” بين مختلف السجون الإسرائيلية، وخضع لأكثر من 200 جلسة محاكمة طيلة فترات اعتقاله خلال العقود الثلاثين الماضية، كما تعرض إلى جلسات تحقيق قاسية في أقبية الاستخبارات الإسرائيلية التي استخدمت فيها أبشع أساليب التعذيب وأعنفها. وخلال تلك الاعتقالات، خاض عشرات الإضرابات عن الطعام، استمر بعضها أسابيع.

وعن أصعب مراحل الاعتقال، يقول أبو بصير إنها كثيرة. “السجن في حد ذاته صعب، والابتعاد عن الأهل صعب، عدا عن التحقيق والمحاكم. لكن الأصعب على الإطلاق هو التنقلات التي يجبر عليها الأسير من السجن الذي يقبع فيه إلى المحكمة والعكس”، لافتاً إلى أن هذه التنقلات تتم عبر حافلات مخصصة لنقل السجناء، وتفتقر إلى أبسط مقومات الراحة وتعرف بـ “البوسطة”. ويمكث الأسير ما بين يومين وخمسة أيام على الرغم من أن المسافة لا تستغرق سوى بضع ساعات، “لكن الهدف تعذيب الأسرى”.

وطوال عملية النقل بالبوسطة، يكون الأسير معصوب العينين واليدين، ولا يرى النور، وبالكاد يحصل على الطعام. وبعد إنزاله، يحتجز في مراكز تجميع تعرف بالمعبار لساعات أو ربما أيام، ثم يواصل الأسير رحلته المأساوية من دون أي اعتبار لعمره وصحته، بحسب “أبو بصير”.

وأشاد أبو بصير بصمود المقاومة في قطاع غزة، والأداء الرائع في إدارة ملف المفاوضات والصمود الاسطوري، حتى تمكنت من تحرير عدد كبير من الأسرى خاصة من ذوي المؤبدات والأحكام العالية والمرضى، مؤكدا أن المطلوب مواصلة هذا الانجاز حتى تبييض السجون من كل الأسرى والمعتقلين.

مقالات مشابهة

  • شجاعة شرطي تنقذ امرأة جرها قطار … فيديو
  • وفاة حاتم حسن بخيت مدير مكتب الرئيس السوداني السابق عمر البشير
  • فهد بن نافل يوجه رسالة لكنو بعد تجديد عقده … فيديو
  • “أبو بصير” صاحب الرقم القياسي … أكثر من 100 اعتقال في سجون الاحتلال
  • هيئة قضايا الدولة تهنئ جميع السيدات تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة
  • (الدراما في زمن الحرب … الجزء الأول)
  • الشعب السوداني مدين لكيكل بنجاحه في اهم عملية قام بها كعميل مخابراتي
  • لحظة تنفيذ مغامر سعودي لمشهد خطير في شباب البومب… فيديو
  • خبير اقتصادي: أكثر من 48 مليون مواطن داخل مصر لديهم حسابات مصرفية
  • خبير اقتصادي: 48 مليون مواطن داخل مصر يمتلكون حسابات مصرفية