لبنان ٢٤:
2025-04-09@03:47:21 GMT

باسيل لا يمانع ترشيح جعجع.. بين الجدية والمناورة!

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

بصراحةٍ شكّك بها كثيرون، قالها رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل في حديثه لصحيفة "الجمهورية" هذا الأسبوع، حين اختار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للرئاسة، إذا كان الخيار بينه وبين قائد الجيش جوزيف عون ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، عازيًا الأمر إلى كونه "من يمتلك الشرعية الشعبية"، ولو أنّه خفّف من وقع تصريحه بقوله إنّه "لن يكون أمام هذا الخيار"، وفق تعبيره.


 
رغم ذلك، أثار تصريح جعجع الكثير من الجدل في الأوساط السياسية، وكذلك الأخذ والردّ، خصوصًا أنّ باسيل وإن استبعد أن يوضَع أمام هذا الخيار، قال إنّ موضوع انتخاب جعجع طُرِح على "التيار"، وإنّه لا يتعاطى معه بسلبية، وإنما يبحث في شروط نجاحه، بل إنّه "لا يمانع" المضيّ به، في حال كان جعجع قادرًا على أن يصنع حلاً ويجمع اللبنانيين، وهو ما عدّه البعض شرطًا تعجيزيًا، بالنظر إلى "فيتو" الثنائي الشيعي البديهيّ عليه.
 
وفي التصريح نفسه، تحدّث باسيل عن سيناريوهات عدة ومفاجآت كثيرة قد تحدث في الساعات الأخيرة قبل الانتخاب، فهل تكون "المفاجأة" بتبنّي باسيل لترشيح جعجع مثلاً، كما فعل الأخير يوم تبنّى ترشيح العماد ميشال عون ففتح له أبواب قصر بعبدا، وهل يلجأ إلى مثل هذا الخيار إذا ما شعر مثلاً أنّ أسهم قائد الجيش ارتفعت، وهو سيناريو "يرجّحه" كثيرون، أم أنّ كلّ ما يُحكى في هذا الإطار ليس أكثر من "مناورة" أخرى على طريق الرئاسة؟!
 
باسيل "جدّي" ولكن..
 
بالنسبة إلى المحسوبين على "التيار الوطني الحر"، فإنّ باسيل بتصريحه الأخير "جدّي" ولا يناور، علمًا أنّه لم يقل إنّه ذاهب إلى دعم ترشيح رئيس حزب "القوات" للرئاسة، وهو بالتالي ليس مسؤولاً عن الاستنتاجات والتفسيرات والتأويلات التي ذهب إليها البعض، بل قال إنّه "لا يمانع" الأمر، في حالة معيّنة، لا تبدو ظروفها متوافرة أقلّه حتى الآن، وهي أن يلبّي جعجع متطلّبات المرحلة، وهي رئيس للجمهورية يجمع اللبنانيين ولا يفرّق بينهم.
 
بهذا المعنى، يقول هؤلاء إنّ باسيل أراد أن يقول إنّ جعجع يتقدّم على سليمان فرنجية وجوزيف عون وغيرهما الكثير من المرشحين بناءً على معيار "الشرعية الشعبية"، فحيثيته التمثيلية واضحة ولا غبار عليها، فضلاً عن كونه يمتلك كتلة نيابية وازنة، كما أراد أن يقول إنّه "يفضّل" جعجع، رغم الخلاف السياسي معه، على كلّ من عون وفرنجية، اللذين لديه مشكلة "مبدئية" معهما مرتبطة بالأداء، ولو أنّ البعض يرى أنّها ترقى لمستوى المشكلة "الشخصية".
 
لا يعني ما تقدّم أنّ باسيل ينوي فعلاً دعم جعجع للرئاسة، وهو الذي تربطه به علاقة "شبه عدائية"، منذ فرط "تفاهم معراب" في المرحلة الأولى من "عهد" الرئيس ميشال عون، من دون أن تنجح كل الوساطات في تحقيق حدّ أدنى من التقارب بينهما، حتى إنّ "التقاطع" الذي جمعهما على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور في مرحلة من المراحل، لم يشهد على أيّ تنسيق مشترك، بل إنّهما استمرّا في تبادل الاتهامات في عزّ التقاطع، إن صحّ التعبير.
 
الخيار غير مطروح؟
 
صحيح أن بعض التسريبات أشارت إلى أنّ باسيل لوّح جدّيًا بدعم جعجع، لقطع الطريق على قائد الجيش، وربما لابتزاز "الثنائي الشيعي"، ومنعه من "تعبيد" طريق بعبدا أمام الأخير، إلا أنّ المحسوبين على "التيار" يجزمون أنّ خيار دعم جعجع ليس مطروحًا، أقلّه حتى الآن، فرئيس حزب "القوات" لم يعلن ترشيحه أصلاً، وإن كان يحاول جسّ النبض بين الفينة والأخرى، كما أنه يدرك وجود "فيتو" عليه غير قابل للتجاوز من جانب "حزب الله".
 
أكثر من ذلك، يقول المحسوبون على "التيار" إنّ باسيل كان واضحًا برؤيته منذ اليوم الأول بأنّ المرحلة الحالية تتطلب التوافق على رئيس جامع، ولو بالحدّ الأدنى، ولذلك فهو وضع ترشيحه جانبًا، على الرغم من أنّه يعتقد أنه يمتلك الشرعية الشعبية والتمثيلية مثله مثل جعجع، إلا أنّه يعتقد أنّ الظرف الحالي يتطلّب رئيسًا من نوع آخر، وطالما أن الوضع كذلك فمن غير المنطقي أن يستبعد ترشيحه، ويذهب إلى ترشيح "خصمه" بكلّ بساطة.
 
لكن، ماذا لو شعر باسيل أنّ قائد الجيش بات الأقرب إلى قصر بعبدا، وهو الخيار الذي يعرف الكثيرون أنّه "الأمَرّ" على باسيل؟ هل يفعلها فيدعم جعجع لقطع الطريق على عون، تحت عنوان "تقاطع الضرورة" مثلاً؟ يرفض المحسوبون على "التيار" الإجابة على مثل هذه "الفرضيات"، فيما يقول البعض إنّ الأمور تبقى مرهونة بخواتيمها، علمًا أنّ "سابقة" دعم جعجع للعماد ميشال عون لقطع الطريق على سليمان فرنجية، تبدو ماثلة في الأذهان بقوة.
 
حتى الآن، لا يزال خيار دعم باسيل لجعجع مُستبعَدًا، بحسب ما يقول العارفون، ما قد يؤدّي إلى "تجميد" طرح ترشيح جعجع من الأساس، وهو الذي "يتريّث" بتحديد موقفه. لكنّ المفاجآت تبقى ممكنة، في أيّ لحظة، وفقًا للعارفين، الذين يذكّرون بأنّ سيناريو "تفاهم معراب" كان مُصنَّفًا من سابع المستحيلات، فإذا باقتراب فرنجية من قصر بعبدا يفتح الباب أمامه، فهل يمكن أن يعيد التاريخ نفسه من جديد، ولو بطريقة معاكسة؟! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قائد الجیش

إقرأ أيضاً:

التفاوض.. الخيار الوحيد لحماية الاقتصاد العالمي

عاشت أسواق المال في العالم أوقاتا عصيبة على وقع الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي ترامب، الأمر الذي ضاعف من عدم اليقين في العالم الذاهب على ما يبدو نحو مرحلة جديدة من التوتر التجاري الذي يغيب فيه الاستقرار الاقتصادي الدولي وينعكس سلبا على النمو وعلى تكاليف الحياة بشكل عام.

وأعادت الرسوم الجمركية الزلزالية التي إلى الأذهان سيناريوهات الحروب التجارية التي لطالما دفعت الشعوب ثمنها من رفاهها واستقرارها. ورغم المسوغات التي ما زال الرئيس الأمريكي ترامب يتمترس خلفها وفي مقدمتها إعادة هيكلة اقتصاد بلاده الداخلي ودعم صناعاته المحلية، إلا أن التداعيات العالمية لهذا القرار باتت واضحة، بدءا من انهيار الكثير من البورصات العالمية وتراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها من ثلاث سنوات وصولا إلى مخاطر اضطراب سلاسل التوريد وانخفاض الطلب العالمي.

ولا يبدو أن التصعيد التجاري يمكن أن يجلب أي استقرار لأي طرف، بل إنه قد يقود الجميع إلى بيئة اقتصادية ضبابية عنوانها الأبرز "اللايقين". وفي هذا السياق تبرز الحاجة الملحّة إلى وجود صيغ تفاوضية عادلة تحفظ التوازنات التجارية بين الدول، وتعيد ضبط العلاقات الاقتصادية على أسس من الشراكة لا الصراع، ومن المصالح المشتركة لا المنافع الأحادية.

والتفاوض ليس ضعفا، بل هو من أدوات الدول الرشيدة لصون مصالحها دون تهديد النظام التجاري العالمي. وقد أكدت تجارب الماضي أن الأزمات الاقتصادية لا تُحل بفرض القيود، وإنما بفتح قنوات الحوار، وتفعيل آليات الشفافية، واحترام قواعد التجارة الدولية.

ودقت منظمة التجارة العالمية ناقوس الخطر، محذّرة من انكماش محتمل في حجم التجارة العالمية، ومعه تأتي الحاجة إلى استجابة جماعية ومسؤولة من الدول الكبرى والناشئة على حد سواء، لتفادي حرب تجارية شاملة، قد تكون تداعياتها أعمق من المتوقع ونذرها بدأت تحول في مختلف قارات العالم.

ويبدو أن الدول اليوم أمام اختبار حقيقي: هل تختار طريق التصعيد والحمائية؟ أم تتبنى نهجا تفاوضيا متزنا يحفظ لها مكانتها ويصون الاقتصاد العالمي من دوامة الركود؟ المؤشرات تشير إلى أن الخيار الثاني هو الأجدى، والأكثر عقلانية، للحفاظ على عالم أكثر توازنا واستقرارا.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يقول إنه اتفق مع ترامب بشأن إيران وتحدثا عن التهجير من غزة
  • نتنياهو: الخيار العسكري ضد طهران لا مفر منه إذا طالت المحادثات
  • القوات تقطع الطريق على باسيل
  • التفاوض.. الخيار الوحيد لحماية الاقتصاد العالمي
  • الخارجية.. مزاعم مالي بوجود علاقة بين الجزائر والإرهاب تفتقر إلى الجدية
  • الخيار الانتقالي الحرج
  • جعجع في قداس شهداء زحلة: لاستعادة الدولة سلطتها والا لا نتيجة لأي إصلاح
  • جعجع: الإصلاحات لا يمكن أن تنجح قبل استعادة الدولة سلطتها
  • المكان الخطأ أم الخيار الخطأ..؟
  • الدرقاش: يجب إنصاف أردوغان ومن يقول أنه يسعى فقط للمصلحة فقد ظلمه