الجزيرة:
2025-04-10@06:32:27 GMT

كتاب الفوضى.. قصة صعود وهبوط شركة الهند الشرقية

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

كتاب الفوضى.. قصة صعود وهبوط شركة الهند الشرقية

نعيش اليوم في عالم تهيمن عليه شركات عملاقة مثل مايكروسوفت وآبل، إلا أن هناك شركة، برغم اندثارها، كانت في وقت من الأوقات أكثر قوة وتأثيرًا من شركات عالمنا الراهن مجتمعة. هذه الشركة ليست مألوفة للكثيرين، رغم دورها التاريخي الهائل وتأثيرها العميق على مسار العالم.

إنها شركة الهند الشرقية، التي كانت قوة لا تضاهى في الشؤون العالمية منذ تأسيسها عام 1600 حتى سبعينيات القرن الـ19.

المؤرخ الأسكتلندي ويليام دالريمبل وصف بشكل رائع تاريخ هذه الشركة وأهميتها في كتابه الصادر عام 2019 بعنوان الفوضى: الصعود المستمر لشركة الهند الشرقية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الباتيك في إندونيسيا.. فن تقليدي يعكس روح جاوا وبيئتهاlist 2 of 2"عباسيون وبيزنطيون رجال ونساء".. تحولات الحكم في قصور الخلفاء والأباطرةend of list

وفي مقاله بموقع ذا كونفيرزيشن، كتب الأكاديمي أنور هالاري، وهو محاضر أول في المحاسبة والإدارة المالية، بالجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة قائلا إنه قرأ هذا الكتاب ولاحظ أن المؤلف دالريمبل بأسلوبه البديع، يسلط الضوء على كيفية تحول شركة تجارية إلى الحاكم الفعلي لشبه القارة الهندية لأكثر من قرن. وكان أول حاكم للشركة، السير توماس سميث (1558-1625)، شخصًا غير عادي، وقد عمل مدققا قبل أن يقود هذه الشركة التي غيرت مجرى التاريخ.

تأسست شركة الهند الشرقية كشركة "مساهمة"، وهي نموذج مبتكر آنذاك وضعها تحت سيطرة المستثمرين. ولم يقتصر هؤلاء المستثمرون على النخبة مثل عمدة لندن وأعضاء الطبقة الأرستقراطية، بل شملوا أشخاصًا من مختلف شرائح المجتمع البريطاني، بدءًا من صناع الصنادل وعمال الجلود وصولا إلى تجار النبيذ.

إعلان

ما جعل هذا النموذج فريدًا هو قدرته على تأمين تمويل غير محدود. كان بإمكان الشركة دائمًا جذب المزيد من المستثمرين الذين أبهرتهم الفرص التي يتيحها الميثاق الرسمي الممنوح للشركة من قبل الملكة إليزابيث الأولى عام 1600. هذا الميثاق منح الشركة احتكارًا تجاريًا حصريًا في الهند، مما أتاح لها أن تصبح لاعبًا رئيسيًا على الساحة العالمية، بل وأن تتجاوز في تأثيرها مجرد كونها كيانًا تجاريًا إلى كيان سياسي وعسكري يفرض سيطرته بوسائل مختلفة.

 

تنامت القوة العسكرية لشركة الهند الشرقية تدريجيًا، واستطاعت استغلال الفوضى والاضطرابات الناتجة عن تراجع "إمبراطورية المغول"، التي هيمنت على أجزاء شاسعة من شبه القارة الهندية حتى أوائل القرن الـ18. يُشير المؤرخ "ويليام دالريمبل" إلى هذه الفوضى في عنوان كتابه "الفوضى: الصعود المستمر لشركة الهند الشرقية".

يستعرض الكتاب بشيء من التفصيل جشع وغطرسة الشخصيات البارزة التي قادت الشركة خلال ذروة قوتها. من بين هؤلاء اللورد روبرت كلايف (1725-1774)، أول حاكم بريطاني لبلاد البنغال، ووارن هاستينغز (1732-1818)، أول حاكم عام للهند. ورغم كفاءة هاستينغز الكبيرة في قيادة الشركة وإدارة قوتها العسكرية، وصفه كلايف بأنه "مفترس شركاتي عنيف وقاسٍ للغاية وغير مستقر عقليًا بشكل متقطع". هذا الوصف يبرز الطابع النفعي الذي ميز قادة الشركة آنذاك، حيث كانت القرارات تُتخذ غالبًا بهدف تحقيق المكاسب الشخصية على حساب الأخلاقيات.

لحظة مفصلية في تاريخ الشركة جاءت عام 1757، عندما قاد اللورد كلايف قوات الشركة لتحقيق نصر حاسم في معركة بلاسي، حيث هزم النواب البنغالي وحلفاءه الفرنسيين. يروي دالريمبل في كتابه تفاصيل دقيقة عن الحدث، بما في ذلك دور كلايف في اقتحام خزانة النواب في مدينة مورشد آباد. انتهت الواقعة باستيلاء كلايف على معظم محتويات الخزانة لنفسه، وعاد إلى بريطانيا بثروة شخصية هائلة بلغت آنذاك 234 ألف جنيه إسترليني، ما يعادل نحو 35 مليون جنيه إسترليني بأسعار اليوم.

إعلان

هذا السلوك الجشع والاستغلالي لم يكن استثناءً، بل كان انعكاسًا لنهج الشركة كلها، حيث سخّرت قوتها العسكرية والتجارية لتعزيز مصالحها الخاصة، محولة أراضي الهند وشعوبها إلى أدوات لتحقيق الأرباح والمكاسب.

اللورد "روبرت كلايف" (شترستوك)شركة الهند الشرقية، التي جاءت من بلاد البنغال لتفرض هيمنتها على أجزاء واسعة من شبه القارة الهندية، حملت في طريقها سلسلة من المعارك والمذابح والفظائع التي خلفت إرثًا من الألم والاستغلال. إلا أن هذا الانتصار في البنغال الذي بدا كأوج قوتها كان أيضًا بداية واحدة من أكبر أزماتها. مع ورود أنباء نجاح الشركة، تضاعفت قيمة أسهمها بشكل كبير، لكنها انهارت لاحقًا في عام 1769 بعد أن أرهقت نفسها بالتوسع المفرط عسكريًا وتجاريًا، في وقت كانت بلاد البنغال تعاني فيه من مجاعة مدمرة.

في كتابه، يصف ويليام دالريمبل الوحشية التي اتسم بها جامعو الضرائب في الشركة خلال تلك المجاعة. حيث فرض هؤلاء ضرائب قاسية بلا رحمة، فيما يُشير إليه دالريمبل بأسلوب ملطف بأنه "هز شجرة الباغودا" –وهو تعبير يعكس البحث عن الثراء السريع على حساب الآخرين- هذه الأساليب، التي يمكن وصفها بأنها انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بمقاييس اليوم، لم تكن كافية لإنقاذ الشركة من أزمتها النقدية. لم تستطع الشركة السداد لدائنيها أو دفع ضرائبها، رغم الثروات التي جمعتها بأساليب قمعية.

بحلول عام 1773، كانت شركة الهند الشرقية تسيطر على 50% من التجارة العالمية، وهي نسبة مذهلة تعكس نفوذها غير المسبوق. لكن مع انهيارها المالي، اعتبرت الحكومة البريطانية الشركة "كبيرة جدًا بحيث لا يمكن السماح لها بالإفلاس"، فتدخلت لإنقاذها في واحدة من أولى عمليات الإنقاذ المالية الضخمة في التاريخ. ورغم أن ذلك الإنقاذ فرض على الشركة بعض القيود على استقلالها، فإنها ظلت قوة جبارة لسنوات عديدة.

إعلان

في ذروة قوتها، بلغ جيش الشركة الخاص نحو 250 ألف جندي في أوائل القرن الـ19، وهو عدد يفوق الجيش البريطاني نفسه في ذلك الوقت. يصف دالريمبل هذا الجيش كأنه "أسطول وول مارت الخاص من الغواصات النووية"، في إشارة ساخرة إلى قوته الضخمة. وكان هذا دليلًا على أن الاستيلاء الاستعماري على الهند لم يتم عبر قوة الدولة، بل من خلال قوة الشركات المدعومة بجيش خاص يمارس الهيمنة بالقوة.

على الرغم من أن الشركة بدت وكأنها قوة لا تقهر وقادرة على الاستمرار إلى ما لا نهاية، فإن الانتقادات المتزايدة لتكتيكاتها التجارية الصارمة وفسادها الداخلي بدأت تؤثر عليها. جاءت القشة الأخيرة في عام 1857، عندما اندلع التمرد الكبير الذي بدأ بين الجنود الهنود في جيش شركة الهند الشرقية وانتشر في جميع أنحاء شبه القارة الهندية. كان هذا التمرد بمنزلة ضربة قاصمة للشركة، وأدى إلى إنهاء حقبتها الطويلة من السيطرة المطلقة، واضطرت الحكومة البريطانية إلى التدخل مباشرة في حكم الهند، مما وضع حدًا لهذه القوة الاستعمارية التي كانت ذات يوم لا تقهر.

مثَّل تمرد عام 1857 القشة الأخيرة التي أسقطت شركة الهند الشرقية، وهو تمرد بدأ بين الجنود الهنود في جيش الشركة وانتشر في جميع أنحاء شبه القارة (شترستوك) وبعد أن قمعها البريطانيون وتسببت بمقتل نحو 100 ألف هندي، تولت الحكومة البريطانية السيطرة المباشرة على الهند. وهكذا بدأ عصر الحكم البريطاني باستيعاب التاج البريطاني لتلك المؤسسة العسكرية لشركة الهند الشرقية، ولكن في غضون بضع سنوات تم حل الشركة.

 

الدروس الأخلاقية

أهم درس يمكن تلخيصه في رواية الفوضى هو اقتباس من أحد شخصياتها، وهو السياسي المحافظ والمستشار اللورد في القرن الـ18، البارون "إدوارد ثورلو":

ليس للشركات أجساد لتعاقبها، ولا أرواح لتدينها؛ لذا فهي تفعل ما يحلو لها

ويصف "ويليام دالريمبل" بوضوح كيف يتجلى التاريخ أمام أعيننا اليوم في أماكن غير متوقعة مثل "قلعة باويس" في وسط ويلز. يشير دالريمبل إلى أن القلعة "مليئة بالغنائم القادمة من الهند، حيث تتكدس غرفة تلو الأخرى بكنوز الإمبراطورية التي استحوذت عليها شركة الهند الشرقية. وما يثير الدهشة، أن هذا المنزل الخاص في الريف الويلزي يحتوي على قطع أثرية مغولية أكثر من أي متحف في الهند، بما في ذلك المتحف الوطني في دلهي".

إعلان

يُذكّرنا كتاب الفوضى بأن الشركات الأكثر ربحية وإبداعًا يمكن أن تتحول بسهولة إلى أدوات للاستغلال إذا غابت عنها المساءلة والحوكمة الفعالة والإدارة السليمة. وبهذا المعنى، يقترب الكتاب من أن يُصنّف كواحد من الكلاسيكيات الحديثة لتحليله الدقيق لتدهور الشركات الكبرى عندما تُترك بلا رقيب.

صحيح أن الشركات الضخمة اليوم تفتقر إلى القوة العسكرية التي امتلكتها شركة الهند الشرقية، ولحسن الحظ، فإن حوكمة الشركات قد تطورت بشكل كبير خلال القرنين الماضيين. ومع ذلك، تبقى هذه الكيانات قوية بشكل لا يصدق. تشير الإحصاءات إلى أنه من بين أكبر 100 كيان اقتصادي في العالم – سواء كان أفرادًا أو منظمات – تمثل الشركات نحو 70% منها.

تهيمن هذه الشركات الكبرى اليوم على التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، الذي قد يجعلها تبدو في ظاهرها أكثر سلمًا وأقل تهديدًا. ومع ذلك، يذكرنا انهيار شركة الهند الشرقية البريطانية بأن الحكومات، في نهاية المطاف، تمتلك القدرة على فرض سيطرتها وإعادة تأكيد وجودها، إذا توفرت الإرادة السياسية لذلك.

ورغم كل ما يصفه الكتاب من وحشية واستغلال وفساد مارسته الشركات في الماضي، فإنه يحمل في طياته رسالة أمل. فهو يشدد على أن التغيير ممكن، وأن الحكومات والمؤسسات قادرة على التصدي لجشع الشركات العملاقة إذا اختارت اتخاذ موقف حازم. الفوضى ليس مجرد كتاب عن الماضي، بل هو أيضًا دعوة للتأمل في حاضرنا ومستقبلنا، حيث تتنامى القوة الاقتصادية للشركات العملاقة وتتشابك مع حياتنا اليومية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اجتماعي شبه القارة الهندیة

إقرأ أيضاً:

تجميد الرسوم يشعل موجة صعود من وول ستريت إلى آسيا

شهدت الأسهم الآسيوية ارتفاعا حادا في تداولات صباح الخميس، حيث قفز المؤشر الياباني بأكثر من 2000 نقطة فور افتتاح بورصة طوكيو، وذلك بعد ترحيب المستثمرين بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجميد معظم الرسوم الجمركية التي فرضها.

وكان محللون قد توقعوا انتعاش الأسواق الآسيوية، خاصة بعد أن سجلت الأسهم الأميركية أحد أفضل أيامها في التاريخ الأربعاء، وسط تفاؤل واسع في وول ستريت بأن ترامب سيخفف من حدة الرسوم الجمركية.

وفي تداولات الخميس الصباحية، قفز مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 8.8 بالمئة ليصل إلى 34511 نقطة. وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 7.9 بالمئة ليصل إلى 2534.89 نقطة.

وارتفع مؤشر إس آند بي/إيه إس إكس 200 الأسترالي بنسبة 5.1 بالمئة ليبلغ 7748 نقطة، بينما صعد مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 5.2 بالمئة إلى 2413 نقطة.

وقفزت الأسهم التايوانية بأكثر من 9 بالمئة.

قفزة وول ستريت تُسمع في آسيا وأوروبا

وفي أوروبا، قفزت العقود الآجلة للمؤشر يوروستوكس 50 بنسبة 9.25 بالمئة، كما سجلت عقود داكس الألماني ارتفاعا بنسبة 8.95 بالمئة وعقود فايننشال تايمز قفزت بنسبة 6.01 بالمئة

ووصف ستيفن إينس، الشريك الإداري في شركة "إس بي آي" لإدارة الأصول، رد فعل السوق بأنه انتقال "من الخوف إلى النشوة"، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

وقال: "لقد أصبح الوضع الآن تحت السيطرة، خاصة مع تراجع التوقعات بانكماش عالمي، ومع ارتياح كبير لدى مصدري آسيا"، في إشارة إلى الرسوم المفروضة على الصين التي أبقى عليها ترامب.

وانهت وول ستريت تداولات أمس بارتفاعات تاريخية، فقد قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 9.5 بالمئة، وهي نسبة تعادل أداء جيدا للسوق في عام كامل.

وكان المؤشر شهد تراجعا في وقت سابق من اليوم ذاته بسبب مخاوف من أن تؤدي الحرب التجارية إلى ركود اقتصادي عالمي.

وقالت كارول شليف، كبيرة استراتيجيي السوق لدى بي.أم.أو برايفت ويلث، لوكالة رويترز، "الأسواق كانت في انتظار سبب للارتفاع لبضعة أيام. لا يمكن للأسواق تحمل ظروف قاسية لفترة طويلة دون أن يسيطر عليها الإرهاق، تماما مثل طفل صغير ينفجر غضبا".

وأضافت "تعليق الرسوم لمدة 90 يوما يفسح مجالا جيدا يسمح بالتفاوض، وقد أعيد ضبط تقييمات السوق كما هو واضح. ومع ذلك لا تزال الضبابية قائمة بالنسبة للشركات".

كان ترامب قد قرر في إجراء مفاجئ أمس الأربعاء تعليق الرسوم الجمركية التي أعلنها الأسبوع الماضي لكنه زاد الضغوط على الصين.

وقال ترامب إنه سيزيد الرسوم الجمركية على الواردات من الصين من 104 بالمئة إلى 125 بالمئة، وذلك في تصعيد لمواجهة محفوفة بالمخاطر بين أكبر اقتصادين في العالم.

وتبادل البلدان فرض الرسوم أكثر من مرة خلال الأيام الماضية.

وتتوقع الأسواق بنسبة 72 بالمئة خفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة في يونيو.

الذهب يواصل المكاسب

وفي أسواق المعادن النفيسة، صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة ليصل إلى 3089.17 دولار للأوقية، بحلول الساعة 00:22 بتوقيت جرينتش، وكان المعدن النفيس قد صعد الأربعاء بأكثر من 3 بالمئة.

وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.8 بالمئة مسجلة 3104.90 دولار، بحسب بيانات وكالة رويترز. 

مقالات مشابهة

  • تجميد الرسوم يشعل موجة صعود من وول ستريت إلى آسيا
  • ارتفاع المخزونات الأميركية من النفط الخام وهبوط البنزين
  • البورصة الأمريكية تفتح على صعود طفيف رغم الرسوم المضادة
  • جدل واسع في الهند بعد انتشار فيديو صادم من داخل شركة تسويق .. فيديو
  • مايكروسوفت تطرد المهندسة المغربية التي احتجت على دعم الشركة لإسرائيل
  • عاجل | سي إن بي سي: مايكروسوفت تفصل المهندسة ابتهال أبو السعد التي احتجت على تزويد الشركة إسرائيل بأنظمة ذكاء اصطناعي
  • منصات التواصل.. بين الفوضى والمنفعة
  • أسواق الشرق الأوسط تتهاوى تحت وطأة الرسوم الأمريكية وهبوط في أسعار النفط
  • من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟
  • نينوى الموحدة تطالب بحل مجلس المحافظة وتتهم جهة سياسية بخلق الفوضى