عادل الباز: الحل السياسي أولاً!
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
1 تشير التحركات السياسية الحالية إلى محاولات تأسيس مسارات جديدة يتم تهيئتها بعيدًا عن المسارات والمبادرات القديمة التي ظلت تتصدر الساحة منذ اندلاع الحرب. وتمثل هذه المسارات الجديدة نقلة نوعية في الصراع بغرض الوصول إلى حل لمعضلة الحرب في السودان.
2
يمكن إحصاء أربعة مسارات تشكل آفاق تلك التحركات. أولها، التحركات الأممية التي يقودها العمامرة في الأمم المتحدة وثانيها، التحرك الذي تقوده تركيا، وفي نفس السياق الداعي للحوار مع الإمارات، دخلت مصر بمبادرة أعلن عنها السيد وزير المالية جبريل إبراهيم مما يمثل مسارا ثالثا.
3
هذه المسارات لا تتعامل مع الحرب بشكل مباشر أو تطالب بوقفها فورًا، بل تُطرح كمبادرات تسعى لتأسيس حوار سياسي، سواء بين السودانيين أنفسهم أو بين السودان والإمارات أو بين الحكومة والمليشيا. يبدو أن فشل مؤتمر جنيف العام الماضى، الذي كان آخر محاولات المجتمع الدولي لفرض حل للحرب في السودان، هو ما قاد للبحث عن هذه المسارات الجديدة.
4.
البحث عن حل للحرب عبر مسار سياسي فكرة قديمة؛ طرحها ثلاثة مستشارين كانوا ضمن الوفد الأمريكي في الأيام الأولى لانعقاد مؤتمر جدة، بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع الحرب. كان رأي المستشارين أن المشكلة سياسية، تتعلق بالصراع على السلطة، وأن التوصل إلى معادلة سياسية ترضي الأطراف المتصارعة سيجعل إيقاف الحرب ممكنًا وسريعًا. استشهد المستشارون بحرب البوسنة والهرسك (1992-1995)، التي انتهت باتفاقية دايتون، حيث تم التوصل إلى الحل السياسي أولاً مما أدى إلى توقف الحرب بشكل رسمي.لكن، لسبب ما، تم رفض فكرة الحل السياسي أولاً، واتجه التفاوض نحو وقف الحرب عبر التزام الطرفين بتعهدات، وهو ما لم يحدث؛ إذ نسفت الميليشيات وداعموها الاتفاق بوهم قدرتهم على تحقيق النصر والسيطرة على السلطة في أيام معدودة.
5.
الآن، ومع اقتراب صعود ترامب إلى سدة الحكم في أمريكا، تعود فكرة “الحل السياسي أولاً” مجددًا بمداخل جديدة. لا حديث الآن عن منصة او إعلان جدة ضمن المسارات التي ذكرناها أعلاه. الموضوع المطروح هو بدء حوار سياسي مع الإمارات وآخر مع الميليشيا.
تكمن خطورة القبول بحوار سياسي أولاً مع الميليشيات وداعميها في أنه ينسف كل ما تم التوصل إليه في منصة جدة، مما يتيح للميليشيات التحرر من أي التزامات ذات شهود دوليين.
6
الجانب الآخر يتعلق بتحقيق هدف أساسي للميليشيات وداعميها، وهو إعادة تموضعها مرة أخرى في قلب الساحة السياسيةو العسكرية، وأخيرًا الاقتصادية. وعلى الرغم من أن هذا الطرح قد يبدو مغريًا في ظل غياب طرح بديل، يبدو لي أن محاولة ابتدار مسار سياسي أولاً دفعت الرئيس البرهان إلى إعلان رفضه لأي مسار يعيد الميليشيات إلى الأوضاع التي كانت قبل 15 أبريل. إذ أكد في خطابه بمناسبة الاستقلال قبل يومين: “طريقنا واضح وهو طريق الشعب، لا يمكن أن تعود الأوضاع كما كانت عليه قبل 15 أبريل 2023م، ولا يمكن القبول بوجود هؤلاء القتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى.”
7
إن أخطر ما يمكن أن ينتج عن أي حوار سياسي بين الحكومة والمليشيا الآن هو تفكك الجبهة الداخلية المتماسكة حاليًا، حيث لا تزال تلك الجبهة معبأة ضد أي محاولة للحوار مع الميليشيات وداعميها قبل تنفيذ إعلان جدة. لذا، من الأفضل أن تتمسك الحكومة بموقفها الرافض لأي حوار قبل استيفاء متطلبات إعلان جدة. وفي ذات الوقت تترك الساحة السياسية حرة للتفاعل مع المنابر المختلفة، ومراقبة الحوارات بين القوى السياسية من بعيد دون تدخل، لتستفيد مما تتمخض عنه تلك الحوارات مستقبلاً، دون أن تلزم نفسها بشيء أو تضعف جبهتها المتماسكة الآن.
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حوار سیاسی
إقرأ أيضاً:
رئيس البريد: تطوير شامل للخدمات ومراجعة منظومة المكافآت| صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أجرت داليا الباز، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد، جولة ميدانية اليوم بمحافظة القليوبية، تفقدت خلالها مبنى منطقة بريد القليوبية وعددًا من مكاتب البريد لمتابعة انتظام سير العمل والتأكد من جودة تقديم الخدمات للمواطنين.
رافقها في الجولة عدد من قيادات الهيئة، بينهم عبده علوان نائب رئيس مجلس الإدارة لشئون المناطق البريدية، والدكتور وسام السيد مساعد رئيس الهيئة للخدمات التجارية، وسيد طمان رئيس قطاع الرقابة والتفتيش، وجاد محمد رئيس النقابة العامة للعاملين بالبريد.
وأكدت داليا الباز خلال الزيارة أن الهيئة تمضي بخطى ثابتة نحو تطوير شامل لمنظومة العمل والخدمات، مشددة على أن العاملين هم الركيزة الأساسية لنجاح البريد المصري، وأن دعمهم وتحفيزهم يمثل أولوية استراتيجية.
لقاء مفتوح مع العاملين بمنطقة بريد القليوبيةوفي لقاء مفتوح مع العاملين بمنطقة بريد القليوبية، أشادت الباز بجهودهم في تقديم خدمات متميزة، مشيرة إلى أن الهيئة بصدد تطوير منظومة الخدمات المالية، واستحداث خدمات جديدة تتماشى مع احتياجات العملاء، بهدف توسيع قاعدة المستخدمين وزيادة الإيرادات.
كما أكدت أنه جارِ مراجعة شاملة لمنظومة المكافآت لتعزيز الأداء وخلق بيئة عمل عادلة ومحفزة.
وأضافت أن البريد المصري يشهد حاليًا نقلة نوعية شاملة ترتكز على تحديث البنية التكنولوجية ورفع الكفاءة التشغيلية، وهو ما ساهم في تعزيز قدرته التنافسية واستعادة مكانته كمؤسسة وطنية تقدم خدمات متكاملة وحديثة.
وأوضحت أن هذه الزيارات الميدانية تهدف إلى الاطمئنان على سير العمل والاستماع لملاحظات العاملين والتفاعل مع مقترحاتهم، مؤكدة أهمية توفير بيئة عمل مناسبة تتماشى مع توجه الدولة نحو التحول الرقمي والشمول المالي.
وفي ختام جولتها، وجهت الباز الشكر للعاملين على إخلاصهم في العمل، مشددة على أن التواصل المباشر سيظل من الركائز الأساسية في استراتيجية البريد المصري لدوره المهم في تعزيز الانتماء وتحقيق التنمية المستدامة.