(CNN)-- يعد صعود الراقصة المتحولة جنسيًا، جين شينغ، إلى المستويات العليا في مجال العروض الصينية أمرًا استثنائيًا في دولة أصبح من الصعب فيها بشكل متزايد على الأشخاص من مجتمع LGBTQ+ العيش بشكل علني.

وكان الرجل البالغ من العمر 57 عامًا رمزًا للمتحولين جنسيًا في الصين لسنوات، وقد حظي بإعجاب بعض الفئات الأكثر تهميشًا في البلاد باعتباره مثالًا نادرًا للنجاح والقبول، حتى داخل الدوائر الرسمية.

ولكن السلسلة الأخيرة من الإلغاءات المفاجئة وغير المبررة من قبل السلطات المحلية لظهور فرقة الرقص الخاصة بها أثارت مخاوف من أن الحملة الاستبدادية للزعيم الصيني، شي جينبينغ قد أوقعت أبرز شخصية متحولة جنسياً في البلاد.

وغالبًا ما يواجه المتحولون جنسيًا في الصين وصمة العار الاجتماعية والتمييز المؤسسي، ويواجهون مشكلات في البحث عن عمل أو ببساطة المشي في الشارع دون أن يحدق بهم أحد، ومع ذلك، تمكنت جين من بناء مسيرة مهنية استمرت لعقود من الزمن تتحدى القاعدة، إنها تبيع الحفلات الموسيقية وتستضيف البرامج الحوارية التلفزيونية ولديها 13.6 مليون متابع على حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي Weibo والأمر الأكثر لفتًا للانتباه هو أنها تمكنت على مر السنين من الحصول على تأييد مسؤولي الحزب الشيوعي.

وقد وصفتها وسائل الإعلام الحكومية الصينية بأنها واحدة من "10 شخصيات أسطورية في الرقص الصيني الحديث" وكثيراً ما تنشر ملفات شخصية متوهجة.

وبالنسبة للأشخاص المتحولين جنسيا الآخرين، فهي تجسد الأمل في أن تصبح الصين ذات يوم تقدمية بما يكفي لقبولهم، تماما كما تحتضنهم.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الحكومة الصينية الرقص المثلية الجنسية

إقرأ أيضاً:

خيارات الراهن السياسي للسودان: بين “ذئب التمكين” و”حملة السلاح”

د. أحمد التيجاني سيد أحمد

السودان يقف اليوم أمام مرحلة تاريخية حاسمة، حيث تتنازع مستقبله قوتان رئيسيتان مختلفتان في الأهداف والرؤى. ورغم أن الخيار أمام الشعب السوداني يبدو معقدًا، إلا أنه في جوهره يتعلق باختيار المسار الذي يمكن أن يحفظ وحدة السودان ويحقق تحولًا ديمقراطيًا حقيقيًا.

المعادلة الراهنة: بين مشروع التمكين الشمولي والقوى المتنوعة التي تمثل مختلف ألوان الطيف السوداني

الطرف الأول: “ذئب التمكين”

يمثله تنظيم عسكري-سياسي مؤدلج، يهدف إلى الهيمنة على السودان من خلال عقيدة التمكين، التي تستند إلى إقصاء الآخرين وتثبيت السلطة في يد قلة تؤمن بعقيدتها الشمولية.
هذا التيار لا يؤمن بالتعددية السياسية، وهو الآن يستخدم العنف، والشواهد تدل على إصراره في قتل وتشريد غالبية الشعب، حتى لو أدى ذلك إلى تقسيم البلاد وإفقار شعبها، لضمان بقائه في الحكم.

الطرف الثاني: “حملة السلاح والقوى المدنية”

يضم قوى متنوعة تشمل:قوات الدعم السريع؛ الحركات المسلحة مثل عبد الواحد، الحلو، والجبهة الثورية؛ تنظيمات غير مسلحة مثل الحزب الجمهوري وحركة تحرير كوش السودانية ؛ وتنظيمات مهنية وشبابية وأحزاب سياسية

هذه القوى ليست موحدة في رؤيتها السياسية، لكنها تتبنى خطابًا مشتركًا يقوم على حماية التحول المدني الديمقراطي، وتؤكد التزامها بوحدة السودان. ومع ذلك، تواجه هذه القوى تحديات مرتبطة بتحويل التزاماتها السياسية إلى واقع عملي ومستدام.

إلى أين يتجه الشعب السوداني المغلوب على أمره؟

الشعب السوداني، الذي يخوض حربًا لا ناقة له فيها ولا جمل، يواجه أسئلة مصيرية:
١. السير خلف “ذئب التمكين” والجيش، الذي حكم البلاد حكمًا إرهابيًا استغلاليًا منذ عام ١٩٥٦؟ بلا شك، كل الدلائل تشير إلى رفض الشعب لهذا المسار، الذي يقود إلى تكريس حكم شمولي يقصي الآخرين، ويهدد وحدة البلاد وسلامتها.

٢. ام الاعتماد على “حملة السلاح والقوى المدنية”؟ هذه المكونات تعِد بالالتزام بحماية التحول الديمقراطي وبناء سودان موحد، لكنها تحتاج إلى إثبات قدرتها على تحقيق ذلك دون الانزلاق نحو فوضى السلاح أو الانقسام.

**المشهد معقد.. لكن الخيارات واضحة:
١. الانزلاق للاستسلام إلى “ذئب التمكين” (النظام الشمولي)
النظام الشمولي يسعى إلى فرض رؤية أحادية للحكم، ولا يؤمن بالديمقراطية أو التعددية السياسية، وهو مستعد للتضحية بوحدة السودان من أجل بقاء مشروعه الشمولي.

٢. الاعتماد على حملة السلاح من الموقعين على سلام جوبا أو حكام المناطق المحررة، بالإضافة إلى القوى المدنية. هذه القوى ليست لديها طموحات أيديولوجية متشددة، وتعلن التزامها بالتحول المدني الديمقراطي، وإيمانها بوحدة السودان. لكنها بحاجة إلى التزام بإدارة سياسية رشيدة لتجنب الفوضى والانقسامات الداخلية.

ما العمل؟: الشعب السوداني بحاجة إلى استراتيجية شاملة للعبور من هذه المرحلة الحرجة، تتضمن الآتي:

١. إدارة حوار وطني شامل مع القوى المسلحة والمدنية، لضمان التزامها بالتحول الديمقراطي، وتحويل شعاراتها إلى أفعال ملموسة على الأرض.

٢. رفض الشمولية بشتى أشكالها، سواء جاءت من تنظيمات عسكرية أو مدنية، والعمل على بناء نظام ديمقراطي تعددي يقوم على العدالة، المواطنة، واحترام التنوع.

٣. الاستثمار في الحركات الاجتماعية والمجتمع المدني، لبناء تيار سياسي يعبر عن تطلعات الشعب، ويؤسس لمرحلة جديدة تتجاوز دائرة العنف والصراع المسلح.

تفرض الحالة الراهنة واحد من احتمالين :

أ. الاستمرار في الصراع المسلح: هذا السيناريو يفرض نفسه كما هو الحال الآن، نتيجة فشل السودانيين في بناء تحالف سياسي قوي مع القوى المسلحة والمدنية غير المؤدلجة. استمرار هذا الصراع سيؤدي إلى تقسيم البلاد وزيادة الفوضى.

ب.التحول الديمقراطي التدريجي: هذا السيناريو يمثل بارقة الأمل الوحيدة. قد يتحقق إذا نجح الشعب السوداني في توجيه القوى المسلحة نحو الالتزام الفعلي بالتحول الديمقراطي وحماية وحدة البلاد. هذا التحول سيفتح الباب أمام بناء دولة حديثة ومستقرة، تتجاوز إرث الحروب والشمولية.

لكن السؤال الأهم هو: كيف يضمن السودانيون عدم انقلاب الخيار المختار عليهم لاحقًا؟

الحل المقترح في تقديري، والكمال لله، يكمن في الآتي:

١. تأسيس آليات رقابة ومساءلة ديمقراطية تضمن عدم انفراد أي جهة بالسلطة.

٢. توسيع المشاركة السياسية لتشمل جميع الفئات والأطراف، بما يضمن توازن القوى ومنع أي طرف من التفرد بالقرار.

٣. إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية تعزز الوحدة، وتمنع تكرار أخطاء الماضي.

الخلاصة: الشعب السوداني لا يواجه فقط خيارًا بين طريقين، بل يتحمل مسؤولية تاريخية في بناء نظام ديمقراطي يحمي مستقبله، ويضع حدًا لدورات العنف والاستبداد التي دمرت البلاد لعقود.

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
٥ يناير ٢٠٢٥ هلسنكي - فنلندا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • تفشي فيروس HMPV في الصين يثير مخاوف عالمية
  • تفشي فيروس HMPV في الصين: مخاوف من تكرار سيناريو كوفيد-19
  • انتشار الفيروس الرئوي HMPV في الصين.. مخاوف من تفشيه عالميًا في ظل غياب اللقاح.. وأطباء يوضحون أعراضه ونصائح للوقاية منه
  • الصين تسعى لتعزيز قطاع الموانئ والمطارات بمناطق غرب البلاد
  • خيارات الراهن السياسي للسودان: بين “ذئب التمكين” و”حملة السلاح”
  • بينها شانغ يانغ والتيبت..الصين تعزز الموانئ والمطارات في مدن الغرب
  • واشنطن: الصين تسلح الحوثيين في اليمن وفق اتفاق ثنائي ومئات الصواريخ المجنحة الصينية يتم إعدادها لضرب دول الخليج
  • ثلث السودانيين يودعون من المنافي «العام الأكثر مأساوية»
  • 2024.. العام الأكثر دفئًا على الإطلاق في الصين