روائح طبخة الأقاليم في العراق.. حقيقة أم احلام عصافير ؟
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :
عندما تضعف الدول يكثر الطامعون فيها من جيران واعداء تاريخيين. وكذلك تتحرك دسائس المستوطنون وجماعات العِرق الدسّاس والطامعون بالزعامات والنفوذ لنهش جسد وثروات هذه الدول، ورفع مخططات التقسيم والتفتيت طمعا بالنفوذ والسلطة . متناسين ان في هذه الدول يوجد عشاق لهذه الدول ” الأوطان”ولوحدتها ويرفضون اطماع الجيران والأعداء التاريخيين .
ثانيا :
هناك طموحات نفعية وغير شرعية من جهات عراقية ” سنية” مدعومة من الخارج ،وبعضها مدعوم حتى من إسرائيل عملت وتعمل على مشروع ” الإقليم السني” في العراق .وتارة يجملون صورته فيسمونه ب ” الاقليم العربي”على اساس ان العراق خليط من الهنود الحمر والعبيد الأفارقة ومن الهنود ومن قبائل التوتسي والهوتو وبالتالي لابد من التقسيم متناسين ان العراق عمره 7 آلاف سنة وانه قطب الرحى في المنطقة وان الجغرافية الصلبة والاستراتيجية الفاصلة بين الشمال والجنوب ،وبين المنظومة الاوربية من الشمال والمنظومة الشرقية في الجنوب .وان اي عبث فيها سوف تضطرب المنظومتين لان العراق بوحدته الجغرافية عنصر اتزان الاقليم والمنطقة . لذا ما نسمعه عن احلام العصافير بولادة ( اقليم سني)ماهو الا صراخ في البرية!
ثالثا:-
قبل أيام قليلة حجّت بعض الشخصيات السنية العراقية التي تعمل على مشروع الاقليم السني الى الولايات المتحدة الاميركية والتقوا مع جماعات ضغط في امريكا، ومع مندوبي شركات نفطية، وكذلك مع شركات للدعاية، ومع منظمات يهودية لدعم مشروع الاقليم . وعلى المستوى الرسمي الاميركى لم تحظى هذه الجماعات بالدعم وفقط حصلت على تأييد من منظمات وجماعات يهودية بإشارة من إسرائيل وانظمة خليجية وحصلت على ( 100 مليون دولار ) كدعم مادي للمشروع ( حسب المصادر الدبلوماسية من داخل امريكا ). وعادت تلك الجماعات لتتصدر وسائل الإعلام العراقية بالظهور والتحرك. ولكن في الحقيقة ان المشروع غير مرحب به اميركيا. وغير مرحب به من المجتمع الدولي على الاطلاق !
رابعا:
أ:-يقابله من هناك مشروع إقليم ( البصرة ) والذي تعمل عليه جماعات شيعية لا تختلف عن الجماعات السنية في الاحلام والطموحات غير الشرعية وعلى حساب وحدة العراق والشعب العراقي . ولهذا المشروع دعم كبير من دولة الكويت ( التي تسارع الخطى وتبذخ الاموال وتمهد لولادة هذا الاقليم ليكون هناك اي في المستقبل “كونفدرالية” بين الكويت والبصرة .. اي تصبح البصرة ملتحقه بالكويت ) .وهنا تريد الكويت العبث الاستباقي بالمشروع البريطاني المستقبلي الذي بموجبه ( ستلتحق الكويت بالبصرة وليس العكس !)
ب: والمعلومات والتقارير الخاصة التي وصلتنا أثبتت أن الكويت والجماعات التابعة لها داخل العراق والتي تعمل على مشروع ( اقليم البصرة ) غيرت وتيرة العمل أخيراً وخصوصا بعد أن لمست عدم رضا من بريطانيا ومن المجتمع الدولي على اقليم البصرة الذي يتبع الكويت . فصار التحرك وبذخ الاموال على جماعات ورموز داخل محافظتي ( العمارة والناصرية ) للدخول في مشروع البصرة ويُغير اسمه إلى( مشروع اقليم الجنوب في العراق) والعمل جاري على قدم وساق ” والحكومة العراقية نايمة ورجليها بالشمس “. بدليل ماقام به محافظ البصرة ونائبة من عمل شائن وغير قانوني أخيرا عندما قاموا بتسليم المعارض الكويتي ” سلمان الخالدي ” إلى السلطات الكويتية وكأنهم موظفين لدى السلطات الكويتية. بحيث وزير الداخلية الكويتي وبصيغة الأمر خاطب معاون محافظ البصرة فقال له ( أعطيتك ملف تشتغل عليه اين وصلت فيه ؟) فرد معاون محافظ البصرة بأن الملف انجز !. وهو دليل واضح أن بغداد وحكومتها المركزية في واد ومايجري في البصرة في واد آخر !
الخلاصة :
نقولها من الآخر مثلما يقولون . فليطمئن جميع العراقيين الأصليين ” غير المستوطنين” الذين يحبون وطنهم ويدافعون عن وحدته الجغرافية والديموغرافية أن مشاريع الاقليم في العراق ولّى ومات وما تسمعونه هو محاولة لاستحضار مشاريع ميتة.وهناك معارضة من المجتمع الدولي لها .بل هناك تمسك من المجتمع الدولي بوحدة العراق وقوته والعمل على نهوضه .وهناك عمل متقدم على “مشروع التغيير السياسي في العراق” والذي سيكنس جميع الجماعات التي عملت وتعمل على احياء الطائفية وعلى جميع الجماعات التي عملت وتعمل على مشاريع الاقليم والمدفوعة الثمن من اعداء العراق. ونقولها للشعب العراقي ان العراق من حصة المجتمع الدولي ولن يسمح حتى لإسرائيل بالعبث بالعراق. وان الولايات المتحدة وافقت على ذلك اخيرا .وبالتالي لا تصدقوا مشاريع ساسة ورجال دين لم يصدقوا مع الشعب مرة واحدة خلال 21 عاماً!
عاش العراق قوياً موحداً… ووطناً جامعاً لجميع العراقيين !
سمير عبيد
٤ يناير ٢٠٢٥ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات من المجتمع الدولی هذه الدول فی العراق ان العراق
إقرأ أيضاً:
خلف الكواليس.. الفصائل تتفاوض مع الحكومة حول مستقبلها: حقيقة أم تكتيك؟ - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
تشهد الساحة العراقية حراكاً سياسياً وأمنياً متسارعاً في ظل مباحثات غير معلنة بين الفصائل المسلحة وحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث يجري التفاوض حول مستقبل هذه الفصائل ودورها في المرحلة المقبلة.
هذه المباحثات تأتي في وقت حساس، مع تغيرات إقليمية مرتبطة بالحرب في غزة والتوترات في لبنان، ما يضع العراق أمام تحديات تتطلب توافقات داخلية لضبط إيقاع المشهد الأمني والسياسي.
مفاوضات مستمرة دون نتائج حاسمة
بحسب ما كشفه النائب مختار الموسوي لـ"بغداد اليوم"، فإن هذه المباحثات لم تصل بعد إلى نتائج شاملة، لكنها مستمرة وسط توقعات بإمكانية تحقيق تفاهمات نهائية قريباً.
الموسوي أوضح أن النقاشات تتناول عدة ملفات مهمة تتعلق بمستقبل الفصائل المسلحة، وطبيعة دورها في المشهد العراقي، خصوصاً في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية انتقال بعض الفصائل إلى العمل السياسي.
الفصائل والعمل السياسي: حقيقة أم تكتيك؟
رغم أن بعض الأطراف تطرح فكرة تحول الفصائل إلى العمل السياسي، فإن الموسوي يشير إلى أن هذه الفصائل لديها بالفعل تمثيل سياسي، خاصة من خلال مشاركتها في اجتماعات الإطار التنسيقي، وهو التحالف الذي يضم غالبية القوى السياسية الشيعية القريبة من طهران، ما يعني أن الفصائل ليست بعيدة عن المشهد السياسي، وإنما تسعى لإعادة ترتيب أوراقها ضمن التوازنات الداخلية والخارجية.
لكن السؤال الأبرز: هل هناك نية حقيقية لهذه الفصائل في التخلي عن نشاطها العسكري لصالح الانخراط الكامل في العملية السياسية؟ أم أن الحديث عن هذا الانتقال مجرد خطوة تكتيكية لإعادة التموضع في ظل الضغوط الداخلية والخارجية؟
العوامل الإقليمية وتأثيرها على العراق
يرى مراقبون أن التطورات الإقليمية تلعب دوراً محورياً في هذه المباحثات، إذ تزامنت مع بدء تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، واستقرار الأوضاع نسبياً في لبنان بعد التوترات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل.
هذه المتغيرات تدفع باتجاه تهدئة التوترات العسكرية في المنطقة، وهو ما قد ينعكس على نشاط الفصائل العراقية المسلحة التي سبق وأن نفذت عمليات استهدفت القوات الأميركية في العراق وسوريا خلال الأشهر الماضية.
الموسوي أكد أن هناك ضغوطاً دولية وإقليمية باتجاه تهدئة الأوضاع، مشيراً إلى أن الحوثيين في اليمن أيضاً سيتوقفون عن استهداف العمق الإسرائيلي، في إشارة إلى أن هناك رغبة دولية لإنهاء التصعيد في الشرق الأوسط، ما قد تدفع الفصائل العراقية نحو تجميد عملياتها العسكرية مؤقتاً، أو ربما إعادة تقييم استراتيجياتها بناءً على الموقف السياسي المستجد.
هل يسعى العراق للنأي بنفسه عن الصراعات الإقليمية؟
من أبرز محاور النقاشات بين الحكومة والفصائل، بحسب مصادر سياسية، هو البحث عن آلية لمنع العراق من أن يكون ساحة لصراعات إقليمية، خاصة بين الولايات المتحدة وإيران.
العراق أصبح في السنوات الأخيرة ساحة لحرب غير معلنة بين الطرفين، حيث استُخدمت أراضيه لضربات متبادلة، سواء عبر الطائرات المسيرة أو الهجمات الصاروخية التي استهدفت المصالح الأمريكية.
الحكومة العراقية تبدو معنية بضبط هذا الوضع، لكن التحدي يكمن في قدرتها على إقناع الفصائل بالالتزام بالقرارات السياسية للدولة، دون الانجرار وراء الأجندات الإقليمية.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
في ظل استمرار المباحثات، يمكن رسم ثلاثة سيناريوهات رئيسية لما قد يحدث خلال المرحلة المقبلة:
1. التوصل إلى تفاهمات جزئية: قد يتم الاتفاق على تهدئة النشاط العسكري للفصائل مؤقتاً، دون تفكيكها أو دمجها بالكامل في الدولة، في هذه الحالة، قد يتم توجيه بعض الفصائل نحو أدوار سياسية أكبر، لكن دون إنهاء وجودها العسكري بشكل كامل.
2. استمرار التوتر دون تصعيد كبير: قد تشهد الفترة القادمة حالة من الترقب، حيث تبقى الأمور على وضعها الحالي، مع عمليات عسكرية متقطعة دون أن تصل إلى مرحلة المواجهة الشاملة.
3. اتفاق شامل على إعادة هيكلة الفصائل: هذا السيناريو هو الأكثر تفاؤلاً لكنه مستبعد في الوقت الحالي، حيث يتطلب قرارات استراتيجية من الفصائل نفسها ومن الجهات الداعمة لها إقليمياً.
المباحثات الجارية بين الفصائل المسلحة وحكومة السوداني تعكس محاولة لإعادة ترتيب المشهد السياسي والأمني في العراق، لكنها لا تزال في مرحلة المفاوضات دون نتائج حاسمة، لأن العوامل الإقليمية تلعب دوراً كبيراً في تحديد مسار هذه التفاهمات، في ظل رغبة دولية بتهدئة التصعيد في الشرق الأوسط.
فهل تستطيع الحكومة فرض سيادة الدولة على الفصائل المسلحة، أم أن هذه الفصائل ستظل لاعباً مؤثراً في المشهد العراقي، سواء عسكرياً أو سياسياً؟ الأيام المقبلة ستكشف عن مدى نجاح هذه المباحثات في رسم ملامح المرحلة القادمة.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات