موقع النيلين:
2025-01-06@09:07:27 GMT

عام جديد بلا جنجويد

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

مع إطلالة العام الجديد جاءت رياحه وهي تحمل بشريات عديدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وهبوب هذه الرياح تشير إلى أننا موعودون في السودان بعام جديد بلا جنجويد بشقيهم العسكري والسياسي إن شاء الله.

على المستوى العالمي فإن تسنّم ترامب دفة قيادة الولايات المتحدة خلال هذا الشهر يناير 2025م سيحدث حتما تحولات على مستوى السياسة الخارجية للولايات المتحدة ستصب وبالا على الجنجويد بشقيهم وتعجّل بتطهير الساحة السياسية منهم ومن المؤشرات أن الولايات المتحدة ستمضي في اعتبار أن الجنجويد مجموعة إرهابية وستواصل في تجميد أموال قادة الجنجويد وستحاول إثناء السودان عن المضي شرقا باتجاه روسيا والصين وسينشغل ترامب بإطفاء الحرائق وتلافي الخسائر التي حاقت بالولايات المتحدة جرّاء سياسات بايدن الخرقاء .

. وهذه كلها عوامل إيجابية تصب في مصلحة السودان إذا أحسنت الدبلوماسية السودانية استثمارها.

على المستوى الإقليمي فإن تركيا تقدّمت بمبادرة وسيهبط نائب وزير خارجيتها إلى بورتسودان يوم السبت الرابع من يناير 2025م وغالبا سيحمل مقترحات عملية تتعلق بالمبادرة واتجاه المبادرة يشير إلى حصار ونهاية الجنجويد بشقيهم وغالبا سيشهد الاسبوع الأول من يناير نشر مزيد من تفاصيل المبادرة التركية.

على المستوى المحلي عسكريا يواصل الجيش السوداني والقوات المساندة ضرب مواقع الجنجويد بقوة ويتأهب لتطهير الجزيرة والخرطوم من دنس الجنجويد وهي مسألة وقت فقط وتقديرات فنية عسكرية تشير المؤشرات إلى أنها لن تأخذ وقتا طويلا بالإضافة إلى استلام الجيش السوداني محور الصحراء كاملا وتحطيم وتحييد قاعدة الزرق المعقل الرئيسي للجنجويد وقصف مطار نيالا مرات عديدة لقطع الإمدادات وتخفيف ضغط الجنجويد على الفاشر.

مجموعة حمدوك الجناح السياسي للجنجويد تواجه ضعفا واضحا وخلافات عديدة على خلفية موضوع إعلان حكومة منفى يأتي ذلك بعد عام كامل من لقاء مجموعة حمدوك بقائد الجنجويد بأديس ابابا في يناير الماضي 2024م وتوقيع اتفاق سياسي معه.. أو مع شبيهه.. مما جعلهم شركاء في جرائم الجنجويد وهذه قضية جنائية واضحة لو نشط النائب العام فسيطاردهم ويلاحقهم ويوقفهم جميعا عبر الانتربول.

ونحن على مشارف نهاية الجنجويد بشقيهم العسكري والمدني.. فإن السودان يتشكل فيه حزبان كبيران لا ثالث لهما.. الحزب الأول يمكن أن نسميه حزب الكرامة ويضم أشاوس القوات المسلحة وبواسل القوات المساندة وأحرار وشرفاء القوى السياسية والمجتمعية التي ساندت الجيش القومي في حرب الكرامة وهؤلاء يمثلون الاغلبية الكاسحة من الشعب السوداني فقد انخرطت معظم قبائل السودان وقواه المجتمعية في الحرب ضد الجنجويد مما يشكّل قاعدة واسعة لحزب الكرامة.. اما الحزب الآخر فيمكن أن نسميه حزب الندامة وهو يضم مجموعة حمدوك وكل من ساند الجنجويد أو برّر لأفعالهم أو أصبح غطاء سياسيا لهم وهؤلاء يمثّلون أقلية ضئيلة بالنسبة للشعب السوداني فالشعب السوداني أوعى وأكرم من أن يساند مجموعة من المجرمين.

نهاية الجنجويد التي اقتربت تشبه إلى حد كبير نهاية حرب التحرير الأمريكية إذ انكسر قائد القوات البريطانية واستسلم ذليلا وغادر المسرح والتاريخ نهائيا.. وهو ما سيحدث للجنجويد بشقيهم العسكري والسياسي.. إن شاء الله.

حسن عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: على المستوى

إقرأ أيضاً:

صلاحيات المتفرج: معاناة السودان والصراعات بالوكالة في الحرب الباردة الجديدة

يبدو أن التواطؤ الأوسع في تأجيج أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ اندلاع الحرب بين الأشقاء في السودان في أبريل/نيسان 2023 يبرر القدرية التي تجعل من المستحيل إيقافها، إذا كان إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2005 للقرار الذي يكرس مسؤولية الحماية ــ لحماية الناس من الفظائع

*بقلم باتريك سميث*
_رئيس تحرير مجلة آفريكا ريبورت_

2 يناير 2025

يبدو أن التواطؤ الأوسع في تأجيج أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ اندلاع الحرب بين الأشقاء في السودان في أبريل/نيسان 2023 يبرر القدرية التي تجعل من المستحيل إيقافها.

إذا كان إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2005 للقرار الذي يكرس مسؤولية الحماية ــ لحماية الناس من الفظائع الجماعية ــ يمثل ذروة النظام الدولي الليبرالي، فإن الاجتماع الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بشأن حرب السودان في 25 سبتمبر/أيلول 2024 ربما يكون قد شكل أدنى مستوياته بعد 19 عاما.
كما أكدت أننا انتقلنا إلى عصر متعدد الأقطاب حيث أصبحت أقوى دول العالم منخرطة في حرب باردة جديدة حيث تعمل القوى المتوسطة كمتفرجين أو متعاونين أو لاعبين قوى مهتمين بمصالحهم الذاتية.

وكما كان الحال أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، فإن شعوب أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية أصبحت محاصرة في حروب بالوكالة.

*تكلفة التقاعس: المجاعة والنزوح والموت*

وقد استضافت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الاجتماع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، وكان عنوانه "تكلفة التقاعس".

كان الهدف من ذلك معالجة كارثة الحرب في السودان - أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ اندلاع القتال في أبريل 2023. وقيل لنا أن نتوقع نتائج إيجابية. وعلى عكس الجمود الجيوسياسي في غزة وأوكرانيا، يمكن حل السودان بسرعة .

كان من المفترض أن يتفق الحضور على إمدادات الغذاء والدواء لـ 26 مليون سوداني يواجهون الجوع الحاد، مع وجود مليون شخص معرضين لخطر المجاعة الوشيك. منذ أن شن الجنرالان عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان "حميدتي" دقلو حربهما الأخوية، طُرد أكثر من 14 مليون شخص في السودان من منازلهم وقتل حوالي 60 ألف شخص.

ولكن من المؤسف أن "التقاعس" كان النتيجة مرة أخرى. فمن بين 2.7 مليار دولار مطلوبة لتوفير الغذاء والدواء ، لم تتمكن أغنى دول العالم من جمع سوى أقل من نصف هذا المبلغ المستهدف. كما لم تتمكن من جمع سوى أقل من ربع المبلغ المطلوب لمساعدة اللاجئين الفارين من ساحات القتل في دارفور وكردفان.

ونظراً لحجم هذه الحالة الطارئة، فمن الصعب أن نتخيل استجابة أكثر بساطة. فقد أصر مسؤول أميركي على أن واشنطن ملتزمة بالتفاوض على الوصول ووقف إطلاق النار؛ وتعهد مسؤول في الاتحاد الأوروبي بتقديم المزيد من التمويل من هيئة الميزانية في بروكسل. وعرض الاتحاد الأفريقي 11 مليون دولار للمساعدات الإنسانية. وكان هذا هو الحد الأقصى.

*التدخل العالمي يغذي كلا الجانبين*

كانت الضربة القاضية عندما قرأ المسؤولون في "الاجتماع الرفيع المستوى" بتمعن تقرير الأمم المتحدة الذي أوصى بتدخل دولي لإنشاء مناطق آمنة والدفع نحو وقف إطلاق النار. وبعد قراءة الظروف القاتلة على الأرض ، تجاهلوا الدعوة ببساطة .

وفي مناقشة لاحقة في مجلس الأمن الدولي، لم يضغط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على المجلس بشأن توصيات مسؤوليه بالتدخل.

كان ذلك بمثابة تذكير مرير بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في منتصف عام 1994 الذي صوت بالإجماع على سحب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من رواندا وسط إبادة جماعية أسفرت عن مقتل نحو 800 ألف شخص. وإلى جانب السماح للقتلة الجماعيين بالتصرف بحرية، تسبب هذا القرار في تسميم السياسة والاستقرار في وسط أفريقيا لجيل كامل.

في نوفمبر/تشرين الثاني، قدمت بريطانيا، التي ترأست مجلس الأمن الدولي، قراراً للضغط من أجل وقف إطلاق النار في السودان. وقد أدى هذا القرار إلى استخدام السفير الروسي لحق النقض، متهماً بريطانيا بالتدخل في الشؤون الداخلية للسودان.

ولكن كل الأطراف تقريبا تتدخل في شؤون السودان. فروسيا، مثلها كمثل المملكة العربية السعودية ومصر وإيران وتركيا، تدعم الآن نظام القوات المسلحة السودانية بقيادة برهان. ويبدو أن هذا التواطؤ الأوسع في تأجيج الحرب يبرر للبعض الاعتقاد بأن الحرب لا يمكن وقفها.

واتهمت تقارير مستقلة متعددة الإمارات العربية المتحدة بتسليح وتمويل قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، التي يقع مقر شركاتها التجارية للذهب في دبي . وأجبر تقرير مفصل في صحيفة نيويورك تايمز مع لقطات فيديو لتسليم الأسلحة لميليشيا حميدتي مندوبي الإمارات على إلغاء اجتماع بشأن السودان في نيويورك.

إن مثل هذه التحالفات مدفوعة بالمصالح وليس الإيديولوجية. فقد دعمت روسيا في أوقات مختلفة البرهان وحميدتي. ومنذ فشل اجتماع الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، اشتدت حدة القتال للسيطرة على الفاشر ، عاصمة شمال دارفور، كما اشتد الصراع على كردفان.

*يمكن وقف المذابح الجماعية والمعاناة*

لقد قادت نعمت أحمدي من مجموعة عمل نساء دارفور، ورئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، دعوات لإنشاء مناطق آمنة وقوات لحفظ السلام . لكن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لا تستمع - حتى مع إصرارها على تعاطفها مع السودانيين .

ومرة أخرى، رفض غوتيريش في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الدعوات السودانية لنشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، بحجة أن "الظروف المطلوبة غير موجودة". ومع ذلك، ليس لدى الأمين العام للأمم المتحدة واجب أكثر إلحاحًا من تهيئة الظروف للمساعدة في وقف المذابح الجماعية والمعاناة.

وعندما يتعلق الأمر بالمحاسبة على تدمير السودان، فإن الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس ـ بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة ـ سوف تواجه أيضاً أسئلة صعبة . وسوف تواجه قيادة الاتحاد الأفريقي، التي غابت عن الساحة منذ اندلاع الحرب، نفس القدر من الصعوبة .

كما تضم القائمة زعماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) الإقليمية التي منعتهم الانقسامات الداخلية، التي غذتها قوى خارجية، من إقناع الجنرالات المتحاربين بالانخراط في مفاوضات جوهرية ووقف إطلاق النار.
وإذا تُرِكَت الفصائل لتتقاتل فيما بينها، فإن المرحلة التالية من المتوقع أن تكون تقسيماً دموياً للبلاد بين الغرب، دارفور وكردفان، والشرق والشمال، الخرطوم وبورتسودان.

*نداء جماعي لوقف إطلاق النار وحظر الأسلحة*

لا ينبغي لأي دولة مجاورة ــ بما في ذلك دول الخليج الغنية بالنفط ــ أن تتوهم أن السودان، الذي كان ذات يوم أكبر دولة في أفريقيا، يمكن تقسيمه مرة أخرى دون تكاليف إنسانية واقتصادية ضخمة.

ولعل خسارة عشرات المليارات من الدولارات قد تثير المخاوف. ففي أكتوبر/تشرين الأول، توقع البنك الدولي أن تكون حرب السودان ــ وانكماش اقتصادها الوطني بنسبة 15.1% هذا العام ــ السبب الرئيسي وراء تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي في أفريقيا إلى 3% من 3.4% في توقعات سابقة.

إن تفكك الدولة الوشيك لابد وأن يوجه أنظار العواصم الأفريقية والشرقية والغربية إلى مدى تفكك النظام المتعدد الأطراف. وإذا كانت القومية والسياسات التبادلية هي النظام السائد، فلماذا لا نحرك هذه الروافع أيضاً؟

يتعين على الرؤساء الأفارقة ــ وخاصة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ، ورئيس نيجيريا بولا تينوبو، ورئيس كينيا ويليام روتو ــ أن يستخدموا قوتهم الجماعية مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، والعلاقات في واشنطن وبكين وموسكو، للتوسط في وقف إطلاق النار وحظر الأسلحة وفرض تكاليف باهظة على أولئك الذين يخرقونه. وينبغي أن يشمل ذلك الحكومات في أبو ظبي وأنقرة والقاهرة وطهران .  

مقالات مشابهة

  • المدير العام للبنك الإسلامي السوداني فرع بورتسودان :عملية استبدال العملة تمضي بصورة جيدة
  • ما فائدة مجموعة البريكس؟
  • والي الخرطوم يبحث مع مجموعة زادنا العالمية مساهمة المجموعة في أعمال اعادة إعمار الولاية وفقا لاولويات سيتم الإتفاق عليها
  • وزير الخارجية السوداني يتحدث عن الحسم العسكري
  • لا طرف سوداني يستطيع تسويق فكرة التعايش مع الجنجويد وقحت
  • ضحايا في استهداف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني معسكر للنازحين في السودان
  • دعوة أممية لجمع 4.2 مليار دولار للسودان
  • كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يعلنان عزمهما عقد أول محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى منذ عزل يون
  • صلاحيات المتفرج: معاناة السودان والصراعات بالوكالة في الحرب الباردة الجديدة