تركيا الآن:
2025-03-09@13:36:15 GMT

مرحلة جديدة في العلاقات التركية المصرية

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

في عصر العولمة الذي بلغ ذروته اليوم، تظل العلاقات السياسية بين الدول محدودة ما لم تتطور العلاقات الاقتصادية أولاً. ومن هذا المنطلق، نظم “منصة أبحاث واستراتيجيات أوراسيا” (ASAD) “منتدى الأعمال” في مصر بعد تونس. وكان توقيت المنتدى، الذي انعقد قبيل قمة مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية (D-8)، ذا أهمية خاصة.

شهد المنتدى مشاركة نحو 40 رجل أعمال تركي من مختلف القطاعات، بينما كانت المشاركة من الجانب المصري لافتة للغاية، حيث حضرت أكثر من 200 شركة مصرية لعقد لقاءات ومباحثات.

تعد مصر دولة ذات أهمية كبيرة تاريخيًا، إذ تقع في موقع استراتيجي شهد قيام واحدة من أعرق الحضارات في العالم القديم. وقد تم توقيع أول معاهدة مكتوبة في التاريخ، وهي “معاهدة قادش”، بين مصر والحيثيين. ويمكن القول إن ولادة الدبلوماسية المكتوبة حدثت أيضًا في مصر.

مصر بلد تجمعنا بها روابط تاريخية عميقة. كانت رسميًا جزءًا من الإمبراطورية العثمانية حتى عام 1914. إلا أنها وقعت تحت سيطرة فرنسا بين عامي 1798 و1801، ثم احتلتها بريطانيا في عام 1882، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، أصبحت مصر رسميًا تحت السيطرة البريطانية.

استمر تأثير السلالة التركية في مصر حتى إعلان الجمهورية في عام 1953.

النيل كل شيء بالنسبة لمصر
نهر النيل ليس مجرد مجرى مائي بالنسبة لمصر، بل هو شريان الحياة. رؤية كيف شكّل النيل ليس فقط تاريخ مصر بل حاضرها أيضًا كانت تجربة مدهشة. هذا النهر العظيم ليس فقط وسيلة نقل، بل هو قلب التجارة والزراعة والتفاعل الثقافي، حيث يحتضن كل الديناميكيات التي تؤثر على مصر وحتى إفريقيا. كلما ابتعدنا عن نهر النيل، تصبح الأراضي أكثر تصحرًا. ولهذا السبب، يُطلق على الجزء الخصيب من مصر “البلد الأسود”، بينما يُطلق على الجزء القاحل “البلد الأحمر”.

الاقتصاد المصري يكافح الصعوبات
يواجه الاقتصاد المصري تحديات كبيرة نتيجة عدة عوامل، منها: انخفاض قيمة العملة، تأثيرات الحرب الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا التي تسببت في تباطؤ الاقتصاد العالمي، إضافة إلى التوترات الإقليمية، وعلى رأسها الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وأشار تقرير البنك الدولي عن مصر إلى انخفاض حاد في الاحتياطات الرسمية والأصول بالعملات الأجنبية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي. ومن أجل التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار، لجأت الحكومة المصرية إلى إطلاق العديد من الحزم الاقتصادية. ومع ذلك، عندما لم تكن هذه الإجراءات كافية، طلبت الحكومة دعمًا من صندوق النقد الدولي.

يواجه الاقتصاد المصري مشكلة مزمنة تتمثل في العجز التجاري الخارجي، حيث يتضاعف حجم الواردات مقارنة بالصادرات. ومن أبرز وارداته الوقود المعدني والزيوت والآلات والأجهزة الميكانيكية. ورغم ثراء النيل، احتلت مصر المرتبة الخامسة عالميًا في استيراد الحبوب في عام 2023. (انظر الرسم البياني 1)

 

صندوق النقد الدولي: ترتيب الاقتصاد المصري عالميًا
يتوقع صندوق النقد الدولي أن يكون الناتج المحلي الإجمالي لمصر في عام 2024 حوالي 380 مليار دولار، مما يجعلها تحتل المرتبة 43 كأكبر اقتصاد في العالم من بين 196 دولة. ومع ذلك، يتوقع أن تحتل المرتبة 135 عالميًا من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

يمكن الشعور بهذا التفاوت في العديد من أنحاء العاصمة. فغالبية الشعب المصري تعاني من صعوبات اقتصادية. عند مغادرتنا المطار، لفتت الفوضى والمساحات المهجورة في المناطق السكنية على طول الطريق انتباه الجميع. وواجهنا المشهد نفسه في العديد من مناطق القاهرة. هذا الوضع دفعنا جميعًا للتحدث عن “التطوير الحضري”، خاصة أن تركيا تُعد من رواد قطاع البناء عالميًا، ولكن كونها دولة معرضة للزلازل يجعلنا نتساءل عن أولوية السلامة. عند رؤية المباني في بعض المناطق، من الصعب ألا تفكر في مدى هشاشتها أمام أي زلزال محتمل.

وفي الوقت نفسه، أوضح لنا المرشد السياحي أن هناك مناطق جديدة يتم إنشاؤها في القاهرة. عندما زرنا هذه المناطق لاحقًا، كان الاختلاف في مستوى المعيشة بينها وبين المناطق الأخرى واضحًا للغاية، مما جعلنا ندرك بوضوح عدم المساواة في توزيع الدخل.

السياحة: شريان حياة للاقتصاد المصري
تُعتبر السياحة عنصرًا حيويًا للاقتصاد المصري، حيث تجذب المواقع الأثرية القديمة وسواحل البحر الأحمر زوارًا من جميع أنحاء العالم. إذا حاولنا سرد التراث الثقافي لمصر، فلن يسعنا المجال هنا، وهذا ما يجعل قطاع السياحة من أبرز القطاعات الاقتصادية، حيث يساهم بنسبة تتراوح بين 10% و15% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر فرص عمل لملايين الأشخاص.

كان لنا الحظ في استكشاف جزء صغير من هذا التراث الغني، خاصة في القاهرة والمناطق المحيطة بها. هذه المدينة الساحرة تقدم مزيجًا فريدًا من الآثار القديمة ونمط الحياة الحضري الحديث. تحتاج إلى ثلاثة أيام على الأقل لاستكشاف القاهرة وحدها.

الأهرامات: أعجوبة هندسية
كانت محطتنا الأولى في رحلتنا أهرامات الجيزة. تعتبر هرم خوفو، أحد عجائب العالم القديم، بارتفاع يتجاوز 147 مترًا، تحفة هندسية تتحدى الخيال. ورغم اختلاف أحجام أهرامات خفرع ومنقرع المجاورة، فإنها تترك التأثير نفسه. وأثناء تأملنا لهذه الأهرامات، تبادر إلى أذهاننا السؤال: هل هي من صنع البشر أم أن للكائنات الفضائية دورًا فيها؟ .

إلى جانب الأهرامات، يجذب تمثال أبو الهول الانتباه بصفته رمزًا للغموض والعظمة. صمود أبو الهول أمام الزمن يثير التأمل في الأحداث التي شهدتها هذه الأرض عبر التاريخ.

اقرأ أيضا

فائدة جديدة مذهلة للقهوة

الجمعة 03 يناير 2025

المتحف المصري الكبير: نافذة على الماضي
يقع المتحف المصري الكبير بجوار أهرامات الجيزة، وقد صُمم ليكون أكبر متحف أثري في العالم. ورغم أنه لم يُفتتح بالكامل بعد، فإن الأجزاء المفتوحة منه تقدم لمحة مذهلة عن تاريخ مصر القديمة. يبدأ الزائر رحلته بمواجهة تمثال رمسيس الثاني، الذي يقدم مقدمة مبهرة لعظمة مصر القديمة. يعكس المتحف ببراعة الحرفية المصرية القديمة وفهمها للجمال. إنه ليس مجرد معرض للآثار، بل تجربة تجسد تطور الحضارات ومسيرة التاريخ الإنساني.

خان الخليلي: قلب القاهرة النابض
في قلب القاهرة يقع خان الخليلي، السوق التاريخي الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر. خلال الحقبة العثمانية، كان يُعرف باسم السوق التركي. تجذبك الأزقة الضيقة بروائح التوابل والعطور الغريبة وأعمال النحاس والمجوهرات الذهبية. في خان الخليلي، لا تكتفي بالتسوق، بل تصبح جزءًا من تقليد يمتد لمئات السنين. ورغم سحر المكان، يمكنك أيضًا أن تلمس الإرهاق الذي حل به عبر الزمن، حيث تعاني بعض أجزائه من التدهور.

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: العلاقات التركية المصرية الناتج المحلی الإجمالی الاقتصاد المصری عالمی ا فی عام

إقرأ أيضاً:

باحث في الآثار المصرية يوضح أبرز آثار المتحف المصري الكبير

أكد الدكتور شريف شعبان، الباحث المتخصص في الآثار المصرية، أن المتحف المصري الكبير يُعد من أكبر المتاحف في العالم، إذ يضم مجموعة واسعة من أبرز القطع الأثرية التي توثق مختلف مراحل الحضارة المصرية، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالدولة القديمة والوسطى والحديثة، وصولًا إلى العصر المتأخر والعصر البطلمي.

اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير.. أهمية الحدث على المستوى الدولي| تفاصيلقبل افتتاح المتحف المصري الكبير .. رؤية شاملة لتطور المطارات| صور

وأوضح خلال مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، أن أبرز ما يميز المتحف هو تخصيص أكبر قاعاته لعرض كنوز الملك "توت عنخ آمون"، والتي تُعد من أهم مقتنيات الحضارة المصرية القديمة رغم صغر سن الملك، حيث تضم القاعة أكثر من 3600 قطعة أثرية، من بينها الحُلي والقناع الذهبي الشهير.

وأشار إلى أن تخصيص قاعة كاملة لكنوز "توت عنخ آمون" يُعد خطوة مميزة لتسليط الضوء على هذه المقتنيات الفريدة.

وأكد أن المتحف المصري الكبير مخصص بالكامل لعرض الحضارة المصرية القديمة، مما يمنح الزوار من جميع أنحاء العالم فرصة التعرف على تاريخ مصر العريق من خلال تقنيات حديثة توفر معلومات شاملة عن المعروضات.
 

مقالات مشابهة

  • خبير: صندوق النقد يراقب الاقتصاد المصري والإصلاحات لضمان استمرار التمويل
  • السيسي يوجه بتعزيز الانضباط المالي وتطوير أداء الاقتصاد المصري
  • الفيومي: مساندة المشروعات الصغيرة مفتاح زيادة نمو الاقتصاد المصري
  • بمليون جنيه .. سيارات 2025 جديدة بالسوق المصري
  • جامعة النيل تحيي أدوار المرأة المصرية في يومها العالمي
  • يوفر سيولة دولارية| قرار يعزز الثقة في الاقتصاد المصري ويعكس قوته..تفاصيل
  • كاتب: الأمن الاقتصادي ركيزة أساسية من مفهوم الأمن القومي المصري
  • النيل للأخبار تبث تقريرًا عن العالمة المصرية فاطمة عبدالعليم
  • تحديث “شات جي بي تي” الجديد يقود الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة جديدة من التطور
  • باحث في الآثار المصرية يوضح أبرز آثار المتحف المصري الكبير