موقع 24:
2025-03-09@14:22:45 GMT

تحديات روسيا "السورية"

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

تحديات روسيا 'السورية'

روسيا "السورية" في مأزق الحفاظ على الموقع والدور، ولو جرى ترتيب لمسألة القاعدتين الجوية والبحرية في سوريا.
ومن السهل على الرئيس فلاديمير بوتين القول إن "روسيا لم تخسر في سوريا، وهي حققت أهدافها"، لكن من الصعب تجاهل الوقائع، بصرف النظر عن التوقعات في المستقبل، فالنظام الذي أنقذه بوتين بعملية عسكرية كبيرة عام 2015 سقط، ورئيسه هرب إلى موسكو تاركاً كل شيء ينهار بعده، إلى جانب خروج إيران خاسرة وروسيا في ورطة.

وهو، في الأساس، لم يقدم على العملية العسكرية إلا بعدما تراجع الرئيس باراك أوباما عن ضربة مقررة مع باريس لدمشق التي تجاوزت الخط الأحمر الأميركي عبر استخدام الأسلحة الكيماوية، في غوطة دمشق.
كان تفسير أوباما للتراجع "فلسفياً" بالقول لمعاونيه "إن "إلقاء القنابل على شخص ما لإثبات أنك راغب في إسقاط قنابل هو أسوأ سبب لاستخدام القوة"، وكان بوتين نفذ تكتيك لينين الذي خلاصته "اضرب الجدار بقبضة ناعمة، فإذا كان صلباً تراجع، وإذا كان ليناً اضرب بقوة".
المفارقات مذهلة، كانت على الطاولة صفقة أمريكية معروضة على موسكو حول إخراج إيران من سوريا في مقابل مكاسب مهمة للروس، لكن حرب أوكرانيا بدلت اللعبة، لأن روسيا صارت في حاجة إلى طهران والمسيرات والصواريخ التي تنتجها، فتوسع الدور الإيراني كثيراً في الجغرافيا ودخل في النسيج الاجتماعي السوري إلى جانب القواعد العسكرية والأمنية.
وها هو التبدل الثاني، سقوط النظام السوري أخرج إيران من دون دور روسي، ويكاد يخرج موسكو. لا بل إن الاتحاد الأوروبي يصر على إخراج روسيا من سوريا كشرط لإعادة الإعمار وتقديم المساعدات وشطب هيئة تحرير الشام من لائحة المنظمات الإرهابية، كما جاء على لسان كايا كارس، المسؤولة العليا عن السياسة الخارجية والأمن.

والسؤال هو، هل يساعد الرئيس رجب طيب أردوغان صديقه بوتين أم يعود للدفاع عن الدور الأطلسي لتركيا؟ وما ثمن الحفاظ على القاعدتين الروسيتين بالنسبة إلى حكام سوريا الجدد؟ وماذا لو فعل الحكام الجدد مع بوتين ما فعله الرئيس السادات حين أخرج القوات السوفياتية من مصر عشية الحرب؟
مهما يكن، فإن بوتين يخسر شيئاً في سوريا ويربح أشياء في أوكرانيا، حيث اللعبة الكبيرة مع الغرب والأطلسي. والمعروف أن الرئيس حافظ الأسد لم يسمح للأسطول الروسي إلا بالتزود بالوقود والماء في ميناء طرطوس، قبل اضطراره إلى معاهدة الصداقة مع موسكو، وقبل أن يفتح خليفته بشار كل شيء أمام الروس والإيرانيين، لكن روسيا لم تخسر الشرق الأوسط، فهي موجودة وعلى علاقات جيدة مع ليبيا والجزائر والعراق ومصر والسودان. وإذا سحبت أصولاً من قاعدة طرطوس، فإن قاعدة بنغازي جاهزة لاستقبالها.
وإذا كان بوتين يتكل على دعم الصين وكوريا الشمالية حتى في إرسال عسكر كوري شمالي للقتال في كورسك الروسية التي تحتل أوكرانيا أجزاء منها، فإن الحاجة إلى إيران لا تزال قائمة، لكن التطور الجديد الذي يضعه الجميع في الحسابات هو عودة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض مع تشدده مع إيران ورغبته في علاقات جيدة مع بوتين، بعدما وصلت العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى أخطر نقطة في المواجهة مع الرئيس جو بايدن. فما يجمع بين بوتين وترامب، كما تقول "إيكونوميست" البريطانية، هو الحرص على تقسيم السياسات الأوروبية. بوتين لأنه يريد تقسيم أوروبا، وترامب لأنه يريد إضعاف أوروبا في المفاوضات الاقتصادية.
ليس حديث ترامب عن إنهاء حرب أوكرانيا باتصال هاتفي سوى "فانتازيا" ترامبية، فعندما اقترب الجد قال ترامب إن "مشكلة أوكرانيا أصعب من مشكلة الشرق الأوسط"، فضلاً عن أن ترامب مصر على ضغوط أقصى من كل من عرفته إيران، إذ سيطلب، بحسب "إيكونوميست"، من "إيران" التخلي عن طموحاتها الإقليمية، وإلا كان احتمال القيام بعمل عسكري مع إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني، وربما تغيير النظام. وهناك من يتصور أن كل ما يريده ترامب هو صورة مع المرشد خامنئي، كما فعل مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وفي رأي مارا كارلين من جونز هوبكنز فإن "حرب أوكرانيا والشرق الأوسط في اتجاه الحرب الكلية عبر كل المصادر وحشد المجتمعات، وإعطاء الأولوية لمسائل الحرب على نشاط الدولة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية روسيا سقوط الأسد

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد بفرض عقوبات "واسعة النطاق" على روسيا للضغط من أجل اتفاق سلام مع أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إنه يدرس فرض عقوبات مصرفية واسعة النطاق، إلى جانب رسوم جمركية وإجراءات أخرى ضد روسيا، في محاولة للضغط على موسكو للتوصل إلى وقف إطلاق نار واتفاق سلام مع أوكرانيا.

جاءت هذه التصريحات عبر منشور له على منصته الخاصة "تروث سوشيال"، مساء الجمعة، وهو اليوم نفسه الذي تعرضت فيه شبكة الطاقة الأوكرانية لضربات جوية مكثفة، في تصعيد خطير للصراع المستمر منذ سنوات.

تصعيد اقتصادي أمريكي ضد موسكو

أكد ترامب في منشوره أن روسيا "تدك أوكرانيا في ساحة المعركة"، وهو ما دفعه إلى إعادة النظر بجدية في فرض حزمة عقوبات صارمة تستهدف النظام المصرفي الروسي، بالإضافة إلى رسوم جمركية جديدة، في محاولة لإجبار موسكو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وقال ترامب في منشوره:
"أنا بصدد دراسة فرض عقوبات مصرفية واسعة النطاق ورسوم جمركية إضافية على روسيا، حتى يتم التوصل إلى اتفاق تسوية نهائي بشأن السلام."

توتر بين واشنطن وكييف

تصريحات ترامب تأتي في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، خاصة بعد زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي، والتي شهدت خلافات حادة بين الطرفين بشأن الدعم العسكري الأمريكي لكييف.

وفي تطور لافت، رد ترامب على هذه الخلافات بتعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، إضافة إلى وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية، وهي خطوة قد يكون لها انعكاسات خطيرة على مسار الحرب، حيث تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على الدعم الغربي في مواجهتها مع موسكو.

مشهد ضبابي ومستقبل مجهول

يأتي تهديد ترامب لموسكو في وقت تشهد فيه الحرب تصعيدًا غير مسبوق، حيث تواصل القوات الروسية تكثيف ضرباتها على البنية التحتية الأوكرانية، بينما تحاول كييف حشد الدعم الدولي رغم التوتر مع واشنطن.

فهل ستنجح تهديدات ترامب في إجبار روسيا على تقديم تنازلات؟ أم أن موسكو ستواصل عملياتها العسكرية بغض النظر عن الضغوط الأمريكية؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن مدى تأثير هذه التهديدات على مسار الحرب الدائرة في أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • كندا تبحث عن زعيم جديد خلفا لترودو وسط تحديات أوكرانيا ومواجهة ترامب
  • ترامب: أثق في بوتين والتعامل مع أوكرانيا أصعب من التعامل مع روسيا
  • ترامب: بوتين يريد إنهاء الحرب مع أوكرانيا
  • «ترامب» يهدد بفرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا للتوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا
  • ترامب يهدد بفرض عقوبات "واسعة النطاق" على روسيا للضغط من أجل اتفاق سلام مع أوكرانيا
  • ترامب يهاجم أوكرانيا ويهدد روسيا بعقوبات واسعة
  • ترامب: التعامل مع روسيا أسهل من أوكرانيا بجهود إنهاء الحرب
  • ترامب: العمل مع روسيا أسهل منه مع أوكرانيا في إطار إنهاء الحرب
  • ترامب يخيّر روسيا.. إنهاء حرب أوكرانيا أو العقوبات
  • بوتين: روسيا لن تتراجع في أوكرانيا ولن تتخلى عن حقوقها