قبل أيام من المناظرة الأولى للمرشّحين الجمهوريين إلى البيت الأبيض، مساء الأربعاء المقبل، تتّجه كلّ الأنظار إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لمعرفة ما إذا كان سيشارك في هذه المعركة، بعدما هدّد بالتغيّب عنها، بدعوى أنّ استطلاعات الرأي تؤكّد تصدّره السباق بفارق كبير عن بقية منافسيه.

ومع تبقّي 5 أشهر لانطلاق انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية للاستحقاق الرئاسي المقرّر في نهاية العام المقبل، تبدو شعبية ترامب أقوى من أيّ وقت مضى، لكنّ القضايا الجنائية العديدة التي تلاحقه ألقت بظلالها على محاولته العودة إلى البيت الأبيض.

والرئيس السابق البالغ من العمر 77 عاماً، والذي نادراً ما لا يتصدّر عناوين الأخبار، قال صراحة إنّه يفكّر بالتغيّب عن المناظرة المقرّرة في مدينة ميلووكي (الغرب الأوسط)، مبرّراً توجّهه هذا بعدم رغبته في تقاسم الأضواء مع مرشّحين لا يتمتّعون بشعبية حقيقية.

وكتب ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي أول أمس الخميس "أنا أتقدّم على المتسابق الثاني، أيّاً يكن هذا الشخص اليوم، بأكثر من 50 نقطة. (الرئيس الجمهوري الراحل رونالد) ريغان لم يفعل ذلك، ولا الآخرون فعلوا ذلك. الناس يعرفون سجلّي، وهو واحد من الأفضل على الإطلاق، فلماذا سأناظر؟".

"Inside Trump’s Decision to Skip the G.O.P. Debate" by Jonathan Swan, Jeremy W. Peters and Maggie Haberman via NYT https://t.co/xNp0lUd2cX #IFTTT

— Joey Confrey (@RealJoeyConfrey) August 19, 2023

وبدورها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الجمعة، إنّ ترامب أبلغ مساعديه أنّه يخطّط للتغلّب على منافسيه عبر التغيّب عن المناظرة التي تنظّمها "فوكس نيوز"، والحلول بدلاً من ذلك ضيفاً وحيداً في مقابلة عبر الإنترنت يجريها معه تاكر كارلسون، المذيع السابق في الشبكة التلفزيونية المحافظة، ولكنّ متحدّثاً باسم حملة ترامب قال: "لم نؤكّد أيّ شيء من جانبنا".

وسواء شارك ترامب في المناظرة أم قاطعها فهو سيكون حتماً حاضراً فيها، ذلك أنّ منافسيه يعتزمون مهاجمة متصدّر السباق من خلال التركيز على المحاكمات القضائية السبع الملاحق فيها حالياً، وهي 4 جنائية و3 مدنية، والتّهم الموجّهة إليه في هذه المحاكمات والتي تعود وقائعها إلى ما قبل تولّيه الرئاسة وأثناء وجوده في السلطة، وبعد انتهاء عهده الذي حفل بالفضائح.

وقال لصحيفة "ميلووكي جورنال سينتينيل" المذيع في "فوكس نيوز" بريت باير، الذي سيدير المناظرة: "من الواضح أنّ مشاكله القانونية تؤثّر على هذا السباق"، وأضاف أنّ "جميع هؤلاء المرشحين سُئلوا من دون توقف عمّا يحدث في قاعات المحاكم حول البلاد. لذلك سيكون جزءاً من هذا النقاش سواء حضر أم لا".

وتأهّل إلى المناظرة 7 مرشّحين آخرين، هم حاكما ولايتي فلوريدا رون ديسانتيس وداكوتا الشمالية داغ بورغوم، ونائب الرئيس السابق مايك بنس، والسفيرة السابقة لدى الأمم المتّحدة نيكي هايلي، والسناتور عن ولاية كارولاينا الجنوبية تيم سكوت، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي والحاكم السابق لولاية نيوجيرزي كريس كريستي. وتضع استطلاعات الرأي حالياً ديسانتيس في المركز الثاني.

وبحسب استطلاعات الرأي فإنّ راماسومي وكريستي يهدّدان مركز الوصيف الذي يحتلّه ديسانتيس في ولايتي آيوا ونيوهامبشر، وسيبحثان تالياً خلال المناظرة عن فرص لمهاجمته، وأمهلت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ترامب حتى الإثنين المقبل لاتّخاذ قرار نهائي بشأن ما إذا كان يريد المشاركة في المناظرة أم لا.

وعلى الرّغم من أنّ ترامب يتصدّر السباق بفارق شاسع عن أقرب منافسيه، فإنّ عدداً من حلفائه يخشون أن يؤدّي تغيّبه عن المناظرة إلى منح منافسيه فرصة لخطف الأضواء وتحقيق مكاسب على حسابه. وبعيد تبلّغه بلائحة الاتّهام الثالثة التي وُجّهت إليه، اجتمع ترامب مع مديرين تنفيذيين في "فوكس نيوز" حول مائدة عشاء في نادي الغولف الذي يملكه بولاية نيوجيرسي. وبحسب تقارير إعلامية فقد حذّره المسؤولون في الشبكة التلفزيونية من أنّ ديسانتيس سيسرق الأضواء خلال المناظرة إن هو تغيّب عنها.

وفي هذا السياق، لفت مراقبون إلى أنّ ترامب خسر في 2016 ولاية آيوا أمام السناتور عن ولاية تكساس تيد كروز بعد أن تغيّب عن مناظرة، وفي مسعى منه لتفويت الفرصة على منافسيه، دعا ترامب إلى مؤتمر صحافي يوم الإثنين المقبل، لعرض تقرير من 100 صفحة قال إنّه يضمّ أدلّة تؤكّد ما دأب على قوله من أنّ انتخابات 2020 التي خسرها أمام الرئيس الديموقراطي جو بايدن شابتها عمليات تزوير.

ولكنّ ترامب ما لبث أن ألغى هذا المؤتمر بناءً على نصيحة محاميه، وبحسب تقارير إعلامية فإنّ ترامب يفكّر باعتماد سياسة "البرمجة المضادّة" لسرقة الأضواء الإعلامية من منافسيه، فبالإضافة إلى المقابلة المرجّحة مع كارلسون، قد يختار الملياردير يوم الأربعاء أو الخميس المقبل لتسليم نفسه للسلطات القضائية في سجن المقاطعة في مدينة أتلانتا.

والأسبوع الماضي وجّه القضاء في أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا، لائحة اتّهام إلى ترامب في قضية تآمر لتزوير انتخابات 2020 وأمره بتسليم نفسه بحلول ظُهر يوم الجمعة. وبعيداً عن متاعب ترامب القضائية، قدّم "نيفر باك داون"، وهو سوبر باك (لجنة عمل سياسي) أو لوبي مؤيّد لديسانتيس، لمحة عن الاستراتيجية التي قد يعتمدها حاكم فلوريدا خلال المناظرة من أجل استعادة شعبيته التي تتضاءل يوماً بعد يوم في استطلاعات الرأي.

وفي مذكّرة من صفحتين نُشرت على الإنترنت، دعا هذا اللوبي ديسانتيس إلى تركيز هجومه على الرئيس بايدن، والدفاع عن ترامب من الهجمات المتوقعة من جانب كريستي، ووصف الوافد الجديد إلى الحلبة السياسية راماسوامي بأنّه "مزيّف".

وقال ديسانتيس لـ"راديو فوكس نيوز" الأربعاء الماضي: "إذا نظرتم إلى كيفية تطوّر الوضع، فمن الواضح أنّني الشخص الوحيد الذي تهاجمه حملة ترامب الانتخابية، بشكل أساسي"، وأضاف "ومن ثم فإنّ المرشّحين الآخرين، الكثير منهم لا يتحدّثون كثيراً عن دونالد ترامب، ويركّزون أكثر عليّ. لذلك سنكون مستعدّين لكلّ ذلك".

وأبلغ الحزب الجمهوري المرشّحين بأنّه يتعيّن عليهم من أجل المشاركة في المناظرة التعهّد بـ"احترام إرادة الناخبين في الانتخابات التمهيدية" ودعم المرشّح النهائي، على الرّغم من أنّه ليس واضحاً حتى الآن كيف يمكن تنفيذ مثل هكذا تعهّد.

وقال ترامب إنّه لن يوقّع على أيّ تعهّد، بينما قال كريستي إنّه سيوقّع على التعهّد لكنّه سيتعامل معه "بنفس الجدية التي تعامل بها دونالد ترامب في عام 2016". وإذا كانت الشكوك لا تزال تحيط بقرار ترامب المشاركة في هذه المناظرة الأولى من عدمها، فإنّ مسألة مشاركته في المناظرة الثانية المقرّرة في كاليفورنيا في 27 سبتمبر(أيلول) المقبل، باتت محسومة بعد أن قال صراحة إنّه سيتغيّب عنها لأنه لا يستسيغ الجهة المولجة تنظيمها وهي مؤسسة ومعهد رونالد ريغان الرئاسي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني محاكمة ترامب الانتخابات الأمريكية استطلاعات الرأی فوکس نیوز

إقرأ أيضاً:

بايدن وترامب.. تلعثُم وتلاسُن وتلميحات واتهامات في المناظرة الرئاسية الأولى

 

 

◄ الصحافة الأمريكية تدعو بايدن للانسحاب بعد "الأداء السيء"

 

الرؤية- غرفة الأخبار

بين تلعثم وتلاسن بالكلمات والتلميحات العنصرية والاتهامات المباشرة والسخرية بل وأحيانا السباب على الهواء، انطلقت أولى المناظرات الرئاسية الأمريكية بين الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن ومنافسه الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، وهي المناظرة التي جذبت أكثر من 48 مليون مشاهد، فيما يشير الرقم إلى أن العدد النهائي للجمهور سيكون أقل بنحو الثلث من 73 مليون شخص تابعوا أول مناظرة بين المرشحين في 2020. وستكون هذه من بين ثلاث مناظرات رئاسية نالت أقل نسب مشاهدة منذ 1976.

وقد يكون العدد الضئيل نسبيا مقارنة بمناظرات سابقة في دورات انتخابية مؤشرا على ضعف حماس الناخبين لكلا المرشحين. ولا يشمل العدد النطاق الكامل للمشاهدين عبر الإنترنت، وتزايدت شعبية المشاهدة عبر الإنترنت مع انكماش جمهور التلفزيون التقليدي.

بايدن من جهته، قال إنه يعتزم هزيمة منافسه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، دون أن يبدي أي مؤشر على التفكير في الانسحاب من السباق بعد أداء ضعيف في مناظرة أمام منافسه الجمهوري أثار استياء الديمقراطيين.

وأخبر بايدن حشدًا من مؤيديه في اليوم التالي من المناظرة التي اعتبرها كثيرون بمثابة هزيمة للرئيس البالغ من العمر 81 عاما "أعلم أنني لست شابًا ولم أعد أمشي بسهولة مثلما اعتدت، لم أعد أتحدث بسلاسة كالسابق". وتابع "لن أترشح مرة أخرى إن لم أكن أؤمن من كل قلبي وروحي أنني أستطيع القيام بهذه المهمة".

وزاد تعثر بايدن في الحديث أكثر من مرة وردوده المُتخبطة أحيانًا في المناظرة من مخاوف الناخبين حيال عدم كونه لائقًا للفوز بولاية جديدة لأربع سنوات. ودفع هذا بعض زملائه الديمقراطيين إلى التساؤل عما إذا كان بإمكانهم الدفع بمرشح بديل.

من جانبه، طرح ترامب (78 عامًا) سلسلة من الأكاذيب طوال المناظرة وتجنب أسئلة مما أثار المزيد من المخاوف بشأن أهليته للمنصب. لكن الكثير من التركيز بعد ذلك انصب تحديدًا على بايدن، خاصة بين الديمقراطيين.

وقالت حملة بايدن إنها جمعت 14 مليون دولار يومي الخميس والجمعة، بينما أعلنت حملة ترامب جمع 8 ملايين في ليلة المناظرة.

ودعا ثلاثة كتاب أعمدة من ذوي الميول اليسارية في صحيفة نيويورك تايمز بايدن إلى الانسحاب من السباق.

ووصف أحد المتبرعين لبايدن، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أداءه بأنه "غير مؤهل" وتوقع أن ينظر بعض الديمقراطيين مجددا في الدعوات التي تطالبه بالانسحاب.

وهذا من شأنه أن يمنح الحزب الوقت لاختيار مرشح آخر خلال مؤتمره الوطني الذي ينطلق في 18 أغسطس آب. وهي عملية يحتمل أن يشوبها الفوضى قد تتنافس فيها كاملا هاريس، أول نائبة رئيس من الملونين في البلاد، مع حكام ولايات وغيرهم من كبار ساسة الحزب المطروحة أسماؤهم كمرشحين محتملين بدلا من بايدن.

كما ثارت تساؤلات حول مدى أهلية ترامب للمنصب بعد إدانته الشهر الماضي في نيويورك بتهمة التستر على مدفوعات مالية لنجمة أفلام إباحية لشراء صمتها على علاقة جنسية معه ومحاولاته لتغيير نتيجة انتخابات 2020.

من جهته، أقر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بأن أداء الرئيس الديمقراطي جو بايدن كان "سيئًا" في مناظرة أمام منافسه الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أمس الخميس، إلا أنه أكد أنه مستمر في دعم بايدن. وقال أوباما على منصة إكس "الأداء السيء في المناظرات وارد. ثقوا بي، فأنا أعرف". وكتب أوباما "لكن هذه الانتخابات لا تزال اختيارًا بين شخص قاتل من أجل عامة الشعب طيلة حياته وبين آخر لا يبالي إلا بنفسه".

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يعلق على مناظرة الانتخابات الأمريكية بين ترامب وبايدن
  • بطل العالم السابق لاتحاد (UFC) يصف ترشح بايدن لولاية جديدة بأنه "عار"
  • عائلة بايدن تطالبه بمواصلة السباق الرئاسي بعد مناظرة ترامب
  • مقال في ناشونال إنترست: أميركا هي الخاسر الأكبر من مناظرة بايدن وترامب
  • مناظرة محزنة ومؤسفة
  • واشنطن بوست: عمل كبير لا يزال أمام بايدن لتهدئة مخاوف الديمقراطيين بعد مناظرة ترامب
  • بايدن وترامب.. تلعثُم وتلاسُن وتلميحات واتهامات في المناظرة الرئاسية الأولى
  • أبرز النقاط التي ركّز عليها الإعلام الأمريكي في مناظرة بايدن وترامب
  • مشاهدات بالملايين.. مفاجأة جديدة في مناظرة جو بايدن ودونالد ترامب
  • باختصار.. ما أبرز التعليقات على مناظرة بايدن وترامب؟